أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجدولين الرفاعي - لا تلوموني.. فأنا عاشقة














المزيد.....

لا تلوموني.. فأنا عاشقة


ماجدولين الرفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 1243 - 2005 / 6 / 29 - 12:38
المحور: الادب والفن
    


لا أدري كيف بدأت قصة حبي له! فقد تسلل إلى حياتي رويدا رويدا. وأخذ من قلبي مأخذا كبيراً. فبت لا أقوى على فراقه ولو للحظة واحدة.. امتزجت روحي بروحه حتى أصبحت أرواحنا واحدة تعزف لحن الحب لترتقي إلى سماء التوحد.. أترقبه كل يوم بشغف.. أقبل عليه بشوق لم أعهده في حياتي..

حين انهارت أعمدة المنزل برحيل أولادي إلى الجهة الأخرى من الأرض، مع زوجاتهم وأزواجهم، للبحث عن المستقبل وتكوين أسر دافئة عامرة بالحب.. بقيت وحدي، مع زوجي، يلتهمنا الفراغ وتنخر أجسادنا الوحدة.. تعلقت دون وعي مني بشغافه، وتشبثت بردائه.. فقد منحني ما كنت أبحث عنه من حب.. وأصبح لي جسرا نحو تحقيق أحلامي.. وقلبا مليئا بالحنان والعطف..

أصبحت الساعات تتراكض سعادة وأنا أسامره كل ليلة.. يشد على يدي ماسحا دموعي الفائضة.. حتى صار جزءا لا يتجزأ مني.. وحبيبا أبيع الدنيا من أجل قضاء وقتي المنزوي في دهاليز العتمة معه! فهو قمري الذي أضاء هذه العتمة.. يبعدني عن هواجس الوحدة والتفكير بالأيام القادمة كأنها صحراء قاحلة سأحترق بقيظها إن لم أجد حلا..

أدور في فراغات المكان.. باحثة عن روائحهم التي بقيت تعشش في طيات ملابسهم وعلى أسرّتهم ووسائدهم.. رحلوا دون أن يتصوروا كيف سيفضي بي الحال بعد أن يتركوني للزمن والأيام القاتلة بساعاتها الثقال.. ولحظاتها الموحشة المنسربة إلى خلايا جلدي كسم قاتل ..

أبحث عمن يؤنس وحدتي ويبعث الحرارة والدفء في صقيع أيامي الخالية من صدى أصواتهم وضحكاتهم.. ضحكاتهم التي تعودت عليها فيما مضى من أيامي..

وحده احتواني وأصغى السمع لأنيني.. سجل كل كلمة وجهتها لهم.. رجاء.. رجاء.. وأمل في عودتهم!

كان يمد إلي يديه بحنان ليشعرني بكينونتي وسر وجودي.. أسامره ساعات طويلة دون وعي ولا ملل.. أدور في جنباته كيمامة تبحث عن بصيص ضوء افتقدته منذ زمن بعيد.. أصبح ملاذي ووسادتي التي أضع رأسي المثقل بالهموم عليها لأستريح في ثناياه..

كان زوجي يختلس النظر من بعيد ليرقبني وإياه.. حاملا في عينيه الغيرة التي يتصف بها من تصرفاتي.. وهو على علم بما يحدث لي وله طيلة الليل والنهار.. فبات كوحش مفترس يرتقب الانقضاض على ضحيته..

نظرات زوجي له كلها حقد وكره! خاصة حين يعود من عمله ويجدني قد أهملت كل أعمالي واقتربت منه بشغف كبير! حتى إنه سرق اهتمامي فبت لا ألقي بالا لعودة زوجي من العمل، وخروجه من المنزل.. فأنا مشغولة بحبيبي الجديد الذي منحني الأمل وحب الحياة وأعاد لي بهائي.. حبيبي الذي يضخ لي الدهشة والحافز على الكتابة والسمو في فضاءات الأدب والعطاء ..

علم الجميع بقصة حبي.. وتناقلتها الألسن والأفواه..

حتى أهلي وأقاربي وجيراني.. جميعهم قدموا لي النصيحة أن ابتعد عنه لكي لا أتسبب في طلاقي وهدم أركان هذا المنزل الذي أسسته بتضحياتي وتحملي صروف الزمان..

لكنني لم أبال بكلامهم! فقد عشقته حد الثمالة.. ولم أعد أستطيع فراقه مطلقاً!

أفكر فيه حتى في نومي!

كرهت التنزه والرحلات التي تبعدني عنه.. اقترح علي أهلي السفر خارجاً للابتعاد عنه..

وافقتهم وسافرت! ولكني لم أبتعد عنه مطلقاً! فقد خصصت له ساعتين في اليوم.. أقترب منه.. أبحث معه عما يسعدني..

وأعترف لكم أنه ساعدني كثيرا.. ويستحق اهتمامي الكبير فيه..

ساعدني في ازياد ثقافتي واطلاعي.. وجعلني أرى العالم بمنظار جديد..

حين أبدا بالحديث عنه لجاراتي أرى في عيونهم السخرية والغضب من اهتمامي المتزايد به! وتترسم على وجوههم علامات الدهشة والتساؤل باستغراب؟!

كيف أتعلق به وأنا سيدة مجتمع وأم وزوجة؟!

أردد في سري: أغبياء! لا يعرفون قيمته!

لكن مأساتي كانت كبيرة جدا حين ابتعد عني حبي الكبير..

فقد ضُربت أبراج الكهرباء، بسبب الرياح الشديدة، وانقطع التيار الكهربائي لمدة ثلاثة أيام متتالية!!

كدت أجن وأنا أرى نظرات الشماتة في عيني زوجي!!

إنها المرة الأولى التي أبتعد فيها عن.. عن جهاز الكومبيوتر! حبي الغالي.. كل هذه المدة..!



#ماجدولين_الرفاعي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لحظة ضعف..
- المرأة والتحرر .. إستدراك
- ليس دفاعا عن المرأة .. مع هدى أبلان يداً بيدْ
- ديمقراطية الاغتصاب
- نجوتُ وحدي .. لأحدِّثِك/رقم 2
- الزواج الثاني للمرأة
- نجوتُ وحدي .. لأحدِّثِك
- آخر ورقة في التقويم
- قلادة الدهشة
- تأهيل المراة المطلقة
- جئتكَ بالحب
- صدر كاريكاتوري
- نهاية الخدمة
- أسماء النساء بألوان السيارات
- حينما كنتُ أسكبُ فناجين القهوة..
- مطالبة المراة بالمساواة بين التطرف والاعتدال
- هل يغار الرجل من تفوق زوجته؟
- البايوجيومترى هل هو طب حديث؟؟؟؟؟؟
- الحرية النفسية..
- الحرية النفسية للمراة


المزيد.....




- إسرائيل: الكنيست يناقش فرض ضريبة 80? على التبرعات الأجنبية ل ...
- أسلك شائكة .. فيلم في واسط يحكي عن بطولات المقاتلين
- هوليوود مصدومة بخطة ترامب للرسوم الجمركية على صناعة السينما ...
- مؤسسة الدوحة للأفلام تعزز حضورها العالمي بـ8 أعمال في مهرجان ...
- أدّى أدوارًا مسرحية لا تُنسى.. وفاة الفنان المصري نعيم عيسى ...
- في عام 1859 أعلن رجل من جنوب أفريقيا نفسه إمبراطورا للولايات ...
- من النجومية إلى المحاكمة... مغني الراب -ديدي- يحاكم أمام الق ...
- انطلاق محاكمة ديدي كومز في قضية الاتجار بالجنس
- ترامب يقول إن هوليوود -تحتضر- ويفرض رسوما بنسبة 100% على الأ ...
- حرب ترامب التجارية تطال السينما ويهدد بفرض الرسوم على الأفلا ...


المزيد.....

- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجدولين الرفاعي - لا تلوموني.. فأنا عاشقة