أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ماجدولين الرفاعي - ضرورة التحرر الاقتصادي للمرأة














المزيد.....

ضرورة التحرر الاقتصادي للمرأة


ماجدولين الرفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 1287 - 2005 / 8 / 15 - 13:32
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


إن إصرار الأنظمة الاستبدادية, وخاصة تلك التي تتستر بالدين الإسلامي، على هضم حقوق المرأة على جميع المستويات, واعتبار ذلك الحرمان قرارا إلهيا, وبه وحده تبقى المرأة إما مندمجة في المجتمع, أو محرومة من ذلك الاندماج اذا هي حملت قسطا من الوعي يجعلها تسعى إلى المطالبة بحقوقها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والمدنية والسياسية. وتحض التعاليم الدينية المتطرفة المرأة على تلبية احتياجات زوجها دون مواربة أو اعتراض.
ومن هذا المنطلق يبدأ الزوج بالتحكم بحياة الزوجة، وتكريسها لتلبية طلباته وطلبات بيته، باعتبارها ملك للزوج! ولا يحق لها تخصيص نفسها بأي أمر. والظاهرة الملفتة للنظر هي قضية عمل المرأة بعد الزواج إذ يفرض الزوج على زوجته ترك عملها والتفرغ المطلق له ولبيته! وهذه هي الخطوة الأولى في طريق وضع تلك الزوجة داخل سجن الزوجية من خلال التبعية الاقتصادية التامة له. فهي لا تستطيع التصرف بأي أمر إلا من خلاله! فهو المالك وهو المتحكم! لهذا عليها انتظار ما يجود به عليها! وفي حال غضبه فإنه يمنع عنها كرمه في الإنفاق عليها.
تقول ليلى: أنا مهندسة تعرفت إلى احمد في الجامعة، وبهرتني ثقافته ورأيه في تحرر المرأة واحترامه لحقوقها. وبعد الزواج مباشرة طلب إلي أخذ "استيداع" (أي التوقف المؤقت عن العمل) لأجل التمتع بحياتنا الزوجية. فوافقت على اعتبار أن الهدف هو قضاء الوقت معاً. ولكن، بعد انتهاء مدة الاستيداع، رفض احمد عودتي إلى العمل تماماً! مما اضطرني للاستقالة والجلوس في المنزل. ما يزعجني الآن أني لا أجد احمد في المنزل! فهو مشغول دوماً ولا أراه إلا في وقت متأخر من الليل. وأمضي نهاري بين البيت وجاراتي! وعندما اطلب منه أي مبلغ من المال يثور ويطلق موشحه عن تعبه طوال النهار لأجل الحصول على القرش وأنني أبدد تعبه!
مشكلة أم نادر مشكلة أخرى. فزوجها، كما قالت، يغيب طوال النهار وقسماً كبيراً من الليل. ويرفض أن تعمل بشهادتها الثانوية باعتباره رجل مقتدر! وتمضي نهارها في أعمال المنزل. لكن المشكلة تتفاقم حين يأتي في وقت متأخر مطالبا إياها بتلبية رغبته الجنسية بعد أن تكون قد استسلمت للنوم تماماً! وعندما ترفض، في وقت ما، طلبه يثور ويغضب ويشتمها بأقذر العبارات ويبدأ ممارساته الاستبدادية في حرمانها من المصروف! وعندما تطالبه بالتزاماتها نحوها وواجبه بالإنفاق عليها يردد: اصرفي من راتبك! طريقة لتذكيرها أنها لا تعمل!
وتختم حديثها بتنبيه جميع النساء إلى ضرورة الاستقلال المادي عن الأزواج، الاستقلال الذي يحفظ لهن كرامتهن. .
يعتبر الأزواج أن المرأة التي لا تعمل خارج البيت لا تستحق أي شي! فهي مرتاحة في البيت طوال النهار! وفي حقيقة الأمر أن المرأة التي تعمل داخل البيت كربة منزل يضيع أجرها وتعبها. فالرجل يعمل خارج المنزل وتعمل المرأة داخل البيت، وتقوم بجميع الأعمال من تربية الأطفال والطبخ والتنظيف والتسوق وغسل الملابس. وبعد إنتهاء ساعات عمل الرجل يعود إلى البيت, أي خلال تلك الفترة التي عمل فيها الرجل خارج البيت عملت المرأة داخل البيت.
إذا فالمرأة لم تكن تجلس مدللة أثناء عمل زوجها. وعملها هذا، بالتالي، يُسرق أجره منها. إذ يعتبره المجتمع واجباً على المرأة أداءه!
ولا يتوقف عمل المرأة بعد عودة زوجها. فهو يعود متعباً وعليها متابعته والاهتمام بشؤونه وتوفير الراحة له لأجل نومه واستراحته.. وتتابعه حتى يغط في نوم عميق بعد تحقيق كامل رغباته! وبعدها تفكر هي في النوم والراحة! لتستيقظ قبله وتعد له ملابسه وطعامه وتبدأ رحلتها اليومية في عملها الغير مدفوع الأجر! ومن ثم عليها قبول كل أشكال الخنوع والطاعة لأن الرجل هو الذي يجلب المال!!
من هنا تأتي الأهمية القصوى لعمل المرأة واستقلالها اقتصاديا. مما يعطي لها بعض الاستقلال المعنوي والحرية في التصرف وشعورها بالمساواة نوعا ما.. وهذا لا يتحقق إلا من خلال زوج متفهم واع لدور المرأة التي تعمل إلى جانبه، إن كان عملها خارج البيت أو داخله.. فهي شريكة في الحياة في كافة أدوارها..



#ماجدولين_الرفاعي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في سوريا، سياحة.. سياحة.. ولكن!
- رحلة باتجاه الوعد
- إشكاليات تعادل الشهادات في سوريا
- رسالة مفتوحة للدكتور عمرو موسى....
- حذاء زوجي ولا جنة اهلي
- قبلات على الجانب الآخر
- ديمقراطية الدبابة وقطع الرؤوس
- البطالة .. آفة تنخر جسد المجتمع
- لا تلوموني.. فأنا عاشقة
- لحظة ضعف..
- المرأة والتحرر .. إستدراك
- ليس دفاعا عن المرأة .. مع هدى أبلان يداً بيدْ
- ديمقراطية الاغتصاب
- نجوتُ وحدي .. لأحدِّثِك/رقم 2
- الزواج الثاني للمرأة
- نجوتُ وحدي .. لأحدِّثِك
- آخر ورقة في التقويم
- قلادة الدهشة
- تأهيل المراة المطلقة
- جئتكَ بالحب


المزيد.....




- “المرأة الجديدة” تنظم ورشة تبادل خبرات حول سياسات الحماية من ...
- محى الدين: ندوات تثقيفية حول حقوق المرأة في قانون العمل الجد ...
- المندائيون في العراق.. الزواج مرهون بمنسوب مياه الأنهار!
- لوموند تتحدث عن الصمت المريب إزاء جرائم الاغتصاب بتيغراي
- في اليمن تنتظر تنفيذ حكم الإعدام.. عائلة امرأة هندية تكشف تف ...
- كيف يؤثر اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه على مزاج النساء؟
- شاهد.. قرية عطوف في الأغوار تفتتح مشروعاً لتمكين الشباب والم ...
- “والله أختي مخطوفة”.. خطف النساء العلويات بين الإنكار والتوا ...
- رجل يقتل امرأة بالمكسيك ويلوذ بالفرار بعد جدال حاد بينهما.. ...
- تقرير دولي: متوسط الخصوبة في العراق يبلغ 3.3 طفل لكل امرأة


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ماجدولين الرفاعي - ضرورة التحرر الاقتصادي للمرأة