أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمير هزيم - الجدران الصامتة














المزيد.....

الجدران الصامتة


سمير هزيم

الحوار المتمدن-العدد: 4681 - 2015 / 1 / 3 - 01:14
المحور: الادب والفن
    


ولجت كهوفي بأحلامي الضايعة تحت جنح الليل .. مستفزاً مشاعري المركبة وأحاسيسي الغريبة .. تدفعني كموج هادر نحو تسلق الجدران الليلية ..
غرفتي العلوية لفها الظلام .. كانت روحي سابحة في بحر الاوهام والصور المرئية الباهتة ..
حاولت التسلق كالقرد على جدران الأسطح العالية .. التمس بعيوني اضواءاً براقة .. اختلست مهارتها بعد تدريب طويل عليها .. لبست حذائي المطاطي .. ولففت رأسي بلفحة سوداء لم اترك منه شيئا ظاهراً سوى عيوني .. ورحت ابحث بين حبال الغسيل .. عن قطعة محددة اردتها .. ولكني في تلك الليلة لم اجد ضالتي ..
رجعت خائباً من مغامرتي .. في الليلة التالية .. اتجهت بالجهة الاخرى وانا اتسلق جداراً اثر جدار ... أتفقد حبال الغسيل .. اتلمس الملابس قطعة قطعة .. ارقب بعيوني الذئبية .. مسالك الطريق على أطراف أصابعي ..
على السطح البعيد حبل غسيل تتطاير تتطاير عليه اذيال الملابس المغسولة .. كان الهواء الشرقي ضارباً مباني دمشق القديمة .. قفزت من سطح الى سطح بخفة .. حاولت ان استمع أصوات أهل البيت .. لا صوت ولا حراك .. الأنوار جميعها مطفأة .. تسلقت الجدار المرتفع .. نظرت الى الملابس .. هذا قميص رجالي وهذا بنطال جينز .. تلك البلوزة .. لا ليست هي طلبي .. هنا ملابس طفل .. ملابس داخلية .. على الحبل البعيد .. انها القطعة التي أريدها .. انها هي .. بشكل مؤقت ملأت السعادة صدري .. أمسكت ملاقطها البلاستيكية وسحبتها بهدوء .. وكأني اداري عيوني .. أخذت القطعة .. قربتها من انفي .. سحبت نفسا عميقاً .. لففتها ووضعتها داخل قميصي .. عدت اعبر الجدران .. وصلت الى غرفتي .. .. أشعلت النور .. وضعت القطعة على سريري .. صرت أتأمل الوانها .. اشم رائحتها مرة اخرى .. تمددت على السرير بجانبها ..
طرقٌ على باب بيتنا الحديدي .. فتح جاري الساكن في الأسفل .. قال الرجل القادم : اريد الساكن في الغرفة العلوية .. قال الجار .. اصعد الى عنده ..
كنت اسمع الحديث بعد ان أطفأت نور غرفتي .. بقيت متمسكاً برباطة جأشي .. صعد الى عندي .. دفع الباب دون ان يطرقه .. لقد اصبح داخل الغرفة .. تكورتُ حول القطعة القماشية .. قلت : من انت وماذا تريد ؟
قال : لقد شاهدتك على سطح بيتي .. ماذا سرقت ..؟
قلت انا لم اسرق .. في البداية احتبس لساني في حلقي .. لكن وبعد ان عرفت انه جاري القريب ..
قلت : لقد طار من عندي قميص .. وكي لا أزعجكم .. قفزت لاجلبه وعدت فوراً .. بإمكانك التدقيق بكل المواد الموضوعة على سطح بيتكم وانا أتحمل المسؤولية اذا نقص شيئا من عندكم ..
اقترب الرجل مني .. وصفعني على وجهي قائلا .. انا لا اسمح لأحد ان يعتلي داري من غير أذني .. نظرت اليه معتذراً ... معترفاً بخطأي .. قلت له بتمون ياعم ..
في اليوم الثاني ذهبت لأقوم بالأجر ..
واشارك بتشييع فتاة حارتنا ... التي كنت أصادفها كل يوم تخرج من حارتنا ولا اعرف بيتها .. وقبل يومين تبادلنا الابتسامات في الميكرو ... الفتاة التي كنت احلم ان أتعرف عليها عن كثب ...
قتلتها قذيفة هاون ...



#سمير_هزيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشمس تغرب باكية
- في عيوني
- قصة قصيرة جدا ... احبك كثيرا
- في الانتظار
- اللقاء الاخير
- الثوري العربي
- نبذة عن اعمال الكاتب والأديب علم عبد اللطيف
- الروائي الأديب علم عبد اللطيف
- سكين ام خالد
- لا عزاء في حارتنا
- صحتك بالدنيا
- وبالوالدين إحسانا
- اللحن الساحر
- حب دامي
- المكافأة الكبرى
- وداعا
- كابوس بيروت
- القضية الصعبة
- الشرطي
- ذاك الصباح


المزيد.....




- -موسم طانطان- في المغرب يحتفي بتقاليد الرُّحل وثقافة الصحراء ...
- “احداث قوية” مسلسل قيامة عثمان الحلقة 164 عبر قناة Atv الترك ...
- ناقد مغربي يدعو إلى تفعيل -سينما المقاومة- ويتوقع تغييرا في ...
- بعد جدل الصفعة.. هكذا تفاعل مشاهير مع معجبين اقتحموا المسرح ...
- -إلى القضاء-.. محامي عمرو دياب يكشف عن تعرض فنان آخر للشد من ...
- إلغاء حبس غادة والي وتأييد الغرامة في سرقة رسومات فنان روسي ...
- اعلان 2 الأحد ح164.. المؤسس عثمان الحلقة 164 مترجمة على قصة ...
- المجزرة المروّعة في النصيرات.. هل هي ترجمة لوعيد غالانت بالت ...
- -قد تنقذ مسيرته بعد صفعة الأوسكار-.. -مفاجأة- في فيلم ويل سم ...
- -فورين بوليسي-: الناتو يدرس إمكانية استحداث منصب -الممثل الخ ...


المزيد.....

- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد
- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمير هزيم - الجدران الصامتة