منظومة تصدير السلع البستانية في مصر

نشأت المصري

الحوار المتمدن-العدد: 4675 - 2014 / 12 / 28 - 22:13
المحور: الصناعة والزراعة
    

التصدير في حد ذاته من أهم المصادر للعملة الصعبة , وهو أيضاً وسيلة تحفيزية للنهوض بالمزارع المصري للوصول لجودة إنتاج عالمية.
أي أن التصدير ضرورة وبالأخص في الوقت الراهن ,, ولكن كما في كل شيء في مصر تشوهت هذه المنظومة في العصور السابقة باختلاط الفساد لمدة ثلاثون عاماً , الذي أودى بالزراعات البستانية وتسبب في خراب ليس بقليل.
تعتمد منظومة التصدير في مصر , بأن نزرع لاحتياجات السوق الأوروبية والأمريكية من الأصناف والأنواع التي تناسب المستهلك لديهم , أي ننتج ما نسوق ,, وهذه منظومة جميلة لو كانت في قطاع الصناعة , أو الحرف اليدوية , ولكن في الزراعات البستانية هناك علامات الاستفهام :ـ
• هذه الطريقة اعتمدت أساساً على مشروعات وجمعيات ومنظمات أجنبية خاضعة لسياسة وتمويل أمريكية تحدد الصنف وطريقة الزراعة والمصدر , والتقنيات الفنية للزراعة .
• خبرة المزارع المصري والبحوث الزراعية المصرية ومهندسي الزراعة تلاشت أمام التمويلات الأجنبية لصناعة التصدير.
• الأنفاق على هذه المنظمات سابقة الذكر بسخاء حتى يتم تغيير واستبدال للأصناف التي تجود في مصر وعدم تطويرها بحجة أن الأسواق الأجنبية لا تطلبها , كذلك القضاء على الخبرات والبحث العلمي لنكون في مصر مجرد منفذي سياسة وتقنية علمية مستوردة.
• لا يوجد تعاقدات بعيدة المدى بشروط لا تتأثر بالتقلبات السياسية .

من هنا يتضح أن مصر أصبحت حقل يزرع فيه مشتهيات المستهلك الأوروبي , مع طمس للهوية الزراعية في مصر وتضاؤل دور البحوث الزراعة في تنمية الأصناف المحلية ,, على سبيل المثال أصناف عنب المائدة التي اجتاحت الزراعات البستانية هي نتاج هذه المنظومة وقضت تماماً على الأصناف المحلية مثل الغريبي الأبيض والأسود.
وأيضاً التصدير في مصر منظومة يحكمها السياسة , بعد اعتماد الإنتاج على هذه الجمعيات المشبوهة , والمنظومة السابقة للتصدير , حدث هذا العام أن العنب لم يصدر لأسواق الغرب وكذلك باقي السلع الزراعية , بالتالي لم تستوعب السوق المصرية كل كميات العنب المنتجة فكانت خسائر لا حصر لها هذا العام.
لذا أرى لابد من تغيير في السياسة التصديرية كالنحو التالي :ـ
• إذا لزم الأمر للإنتاج تبعاً لحاجة المستهلك , فلابد أن تكون هناك تعاقدات بعيدة المدى تقدر بعمر المزرعة الإنتاجي ,, فإذا رغب في زراعة عنب المائدة مثلا فلابد أن يتعاقد المصدر مع المنتج لمدة تصديرية لا تقل عن عشرة سنوات , وأن يكون الإنتاج تحت اشراف وراعية البحوث الزراعية ووزارة الزراعة المصرية , بالمواصفات العالمية ولا تبعاً لإرشادات وتعليمات المنظمات سابقة الذكر.
• تصفية أي منظمات أو جمعيات أو مؤسسات أجنبية تراقب الإنتاج الزراعي , يحل محلها البحث العلمي في مصر , ووزارة الزراعة .
• العمل على التسويق العالمي للأصناف والأنواع التي تجود في مصر وكذلك تطويرها بحيث تتناسب مع الجودة العالمية للإنتاج , وإيجاد أسواق بديلة في حالة الحذر على منتجاتنا الزراعية .
• يتم الآن استبدال لأصناف المانجو المحلية بأصناف أوروبية سوف تخضع لنفس المنظومة حتى تقع وتسقط الأصناف المحلية تحل محلها الاصناف الأجنبية .
• العمل على التوسع في زراعة أنواع يحتاجها السوق المحلي ويتم استيرادها من الخارج بالعملة الصعبة ,, هذا لتقليل المستورد منها ,, وهنا تقليل المستورد يعني زيادة في التصدير , كما هو متبع في المحاصيل الزيتية , فإنتاج الزيت في مصر يقلل من استيراده وهذا أيضاً ايجابي في العملية التصديرية .
• شروط الصنف الذي نتبنى زراعته في مصر , أن يكون متناسب مع ذوق المستهلك المصري , وأن يكون هناك اسواق بديلة في حالة تخاذل الأسواق الأوروبية والأمريكية , أن تجود زراعته في مصر , والمزارع المصري له خبرة في زراعته أو أن تتبنى زراعته ونشره البحث العلمي المصري وليس أي جهة أخرى.
أخيرا
أعتقد أننا مستعمرون زراعياً , ويمكن كسر مصر من خلال هذا ويمكن شرذمة دور البحث العلمي في مصر , وشرذمة دور المنتج , لتصبح مصر الزراعية حقل لأوروبا وأمريكاً
هذا الموضوع لا يقل خطورة عن الحرب على الارهاب المسلح فهناك إرهاب فكري وعلمي يقتنص الفرصة للقضاء على قطاع الزراعة في مصر
نشأت المصري

#نشأت_المصري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات