أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نشأت المصري - ثقافة الغالب والمغلوب














المزيد.....

ثقافة الغالب والمغلوب


نشأت المصري

الحوار المتمدن-العدد: 3837 - 2012 / 9 / 1 - 20:41
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عندما خلق الله الحيوانات جعلها نوعين حيوانات رعي آكلة العشب وحيوانات مفترسة آكلة للحوم, بعد ان وضع لكل من هذه الحيوانات وسائله للحفاظ على النوع.
فمن طبع الحيوانات المفترسة الشراسة والقدرة على التخفي والحيلة وغيرها من المقومات التي تجعلها مفترسة تسعى للعيش.
ومن طبع الحيوانات العشبية السرعة والقدرة العالية على التنفس والنشاط الزائد والحذر والتكاثر وغيرها من الصفات التي تجعلها متوازنة عددياً في الطبيعة.
فتجد الطبيعة تعيش حالة توازن طالما لا يتدخل الإنسان, فليس هناك غالب أو مغلوب على مستوى الغابة ولكن على المستوى الفردي فهناك مفترس وضحية.

ولكن الله خلق الإنسان نوع واحد متوج للطبيعة وكل الخليقة فقد خلقه على صورته ومثاله, ونفخ في جبلته نسمة حياة, فصّير الإنسان نفساً حية.

ولكن الإنسان كثير النسيان فنسي الوصية وأكل المعرفة حتى أنه صار أكثر الحيوانات شراسة وأكثرها وحشية وسفك دماء, فكان شغله الشاغل اختراع أدوات الموت بدل أدوات الحياة, البحث عن السيطرة بدل من البحث عن المواطنة.

فجاءت الأديان لتقوم طرق الإنسان ولكنه استعمل الأديان لتكفير باقي البشر حتى يجعل من نفسه قاض وجلاد في نفس الوقت فيقتل من يشاء ويحرق من يشاء مادامت له الفرصة.

فنجد في العهد القديم وقبل إنجيل السلام, أنه كانت نبوة الملاك عن إسماعيل أن يكون وحشياً (انه يكون انسانا وحشيا يده على كل واحد و يد كل واحد عليه و امام جميع اخوته يسكن تك 16 : 12)) أي أنه سوف يكون محارب يأخذ حقه بسيفه.

ومما سبق يتضح لنا أن الخطية والمعصية التي سقط فيها الإنسان ردته من مكانته إلى مكانة أقل من الحيوان فبات الإنسان يبحث ويتباحث كيف يكون غالب على المستوى الفردي وعلى المستوى القبلي, مخالفاً بذلك كل الشرائع السماوية وكل الغايات الجميلة التي من شأنها خلق الله الإنسان.

ولكن المجتمعات كما فيها أمثال إسماعيل فيها أيضاً من يسعى للسلام والمحبة والمواطنة, فشرع الإنسان لنفسه عهود ووثائق, وجميعها مستمدة من الشرائع السماوية, وطالب البشر التباحث فيها والتوقيع عليها وسميت وثائق حقوق الإنسان, التي من شأنها الحفاظ على البشر فلا يكون غالب أو مغلوب.

فماذا لو اتبعت البشرية هذه الوثائق؟ فيكون القانون سيد المجتمع والكل تحت القانون سواسية, فلا يتعدى أحد على حق جاره أو يضطهد أحد جاره فينمحي الصراع والانشقاق بين أفراد المجتمع.

ومن التجربة الرائعة هذه,, جميع من وقع هذه الوثائق وطبقها أصبح من الدول المتقدمة, والمزدهرة اقتصادياً, وجميع الدول المخالفة لهذه الوثائق أصبحت ميادين قتال وتقاتل وتكفير ونهب وسلب وغيرها من وسائل القمع والاضطهاد.

ومن الدول التي لا تحترم ما أبرمته هذه الوثائق مصر, ونتيجة هذا تفشت ظاهرة خطيرة وهي الغلبة فكل فرد من المجتمع المصري يريد أن يكون غالب ولا يقبل التنافس بل يزهق المتنافس أو المختلف معه, والنتيجة :ـ
• عدم استقرار
• التحفز والترقب
• ضياع الهدف
• فقد لطاقات المجتمع وأفراده نتج عنها عدم القدرة على العمل والإنتاج, أو معنى آخر لا يوجد وقت للعمل والإنتاج كل الوقت للصراع والقتال.
• الفقر لأن كل المكاسب موجهه للتسلح.
• تصبح الدولة ضعيفة ومطمع لكل الدول التي لها إستراتيجية مستعمرة.
• السرقة والبلطجة.
• عدم الأمانة في تأدية العمل.
• هروب وهجرة.
• ضياع الاستثمار الخارجي والداخلي.

ومن مظاهر مرض الغلبة الذي بات يهدد المجتمع المصري:ـ
• المواطن يريد أن يغلب الحاكم.
• المواطن يريد أن يغلب الحكومة.
• الموظف يريد أن يغلب الحكومة والجمهور المتعامل معه ورؤساءه في العمل.
• المسلم يريد ان يغلب المسيحي فيقهره مستعملاً سلاح الكثرة العددية, المغالبة العددية.
• والمسيحي يريد أن يأخذ حقه مستعملاً سلاح الغلبة بعلو الصوت واضعاً نفسه في موضع المدافع لأنه لا يملك قدرة الهجوم.
• حتى طابور العيش أو أي سلعة فنجد من يريد أن يغلب باقي الواقفين في الطابور.
• الحكومة والحاكم يريدون قهر الشعب بالسلطة وقوانين الطوارئ, التي لا تلجأ لها غير الدول المنشقة والفقيرة.

كل هذه الانقسامات تجعل المجتمع يتجمع في مجموعات على الأقليات مكوناً مجموعات عدائية للآخر, فعندما ينال الغلبة تنقسم مجموعته إلى مجموعات أقل فتتصارع على نفس الغنيمة, وفي النهاية لا تجد غالب بل الكل بدون استثناء مغلوب.

لأن النتيجة في مجملها ضياع وخراب مصر

يجب أن نعطي للتسامح مساحة حتى تعم المواطنة فالزهرة الواحدة لا تصنع بستان فالتنوع مطلوب وتعدد الثقافات والأديان قوة للمجتمع وليس العكس فلا مجال للتصارع والتعارك وطلب الغلبة على الآخر المختلف, فيجب أن نعمل بروح الفريق لنقهر أنفسنا وتحيا مصر للمصريين جميعاً.

نشأت المصري



#نشأت_المصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هلم نهرب إلى ترشيش
- معاناة الفقير المسيحي
- لا يا أنبا بيشوي بناتنا محتشمات
- أتركني حيثما أنا فلا أريد جنتك
- نائب رئيس لرعاية شئون الأقليات
- الأقباط والحماية الدولية
- مسلمي 2011 في مصر
- الإرهاب القنائي
- البابا خائيل الأول والبابا شنودة الثالث
- الحريات المتأسلمة
- الرموز الإنتخابية المتأسلمة
- الجندي المجهول لثورة 25 يناير
- ثورة الشعب المصري
- 25يناير ومشاركة الأقباط
- المواطنة مهلهلة
- أخي المسلم !!!! كم مسيحي!!؟
- الكنائس مفتوحة وأرجوكم ألا تغلقوا الجوامع
- أول توت وأول يناير أعياد للشهداء
- مسلمين 2010في مصر
- عندما تتعانق القمم


المزيد.....




- صابرين الروح جودة.. وفاة الطفلة المعجزة بعد 4 أيام من ولادته ...
- سفير إيران بأنقرة يلتقي مدير عام مركز أبحاث اقتصاد واجتماع ا ...
- بالفصح اليهودي.. المستوطنون يستبيحون الينابيع والمواقع الأثر ...
- صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها ...
- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نشأت المصري - ثقافة الغالب والمغلوب