اليزيديين

هيثم هاشم

الحوار المتمدن-العدد: 4670 - 2014 / 12 / 23 - 20:44
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

لم تكن الاديان في بدء تكوينها مختلفه اختلافها الان لان سلالات البشر الاولى لم تكن عاداتها وتقاليدها اختلفت اختلافا كبيرا “.
مابعد اتسعت اللغات وتشعبت وتباينت العادات والتقاليد وأختلفت ، وهكذا إنعكست على الاديان .
اليزيديه إحدى الطوائف التي تكتمت في إظهار معتقداتها تكتما” شديدا” ، فهي تعتقد أن التخفي في إقامة الشعائر والتستر في أداء فروضها التعبديه والتظاهر بغير المعتقد الاصلي .
ينسبون اليزيدون الى يزيد بن معاويه الاموي ‘ولم يتفق الباحثون على نسبهم ، منهم من نسبهم الى يزدر الفارس المشهور ومنهم ايضا” نسبهم الى يزيد بن انسه الخارجي .
سنجار والشيخان بمحافظة نينوي (الموصل ) محل إقامتهم ومعابدهم المقدسه وخصوصا”مرقدعدي بن مسافر الاموي .
تاريخيا” - يسكن اليزيديون شمال الموصل في موقع يدعى ترهايا ، وكان هذا القبيل ينتحل ( الديانه المجوسيه )وهم من الاقوام التي نزحت من بلاد إيران المجاور وأتخذت (جبال حلوان ) مأوى وملجا منعزلا” ، وبأنتشار الاسلام بدأت تختفي تلك المعتقدات وضعف الدين القديم .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) - “سنجار “قصبه كبيره تقع على ربوه مرتفعه على سفح جبل (سنجار ) وتقسم الى قسمين : العلوي اقطنه الطائفه اليزيديه ، فتستفيد من مناعة مسالكه وعذوبة هوائه . وسفلي تقطنه الاخرى من مسلمين ومسيحين ، يخترقها واد جميل يسمى (بسته ) تنحدر عليه سيول الامطار من الجبل المذكور ، فتكون نهرا” عظيما” في الشتاء يطغى أحيانا” ، فيضر ببساتنها فتنفجر من ضفتيه ينابيع عديده فتسقى مزارع القصبه وبساتنها المشهوره بتينها الفاخر، وزيتونها العظيم ، واعنابها المنوعه ، ثم تنساب الى وادي (بسته ) وتصب في الثرثار . تبعد (سنجار ) عن الموصل غربا” 120 كيلومتر وتعد نفوسها زهاء اربعة عشر الف نسمه جلهم من اليزيدين.
(2)- يطلق “ اليزيدون “ على قرية (باعذرا) وعلى القرى المجاوره لها اسم (الشيخان ) ويسمون رئيسهم الزمني ميرشيخان (أميرالشيخان ) وقد سمت الحكومه القضاء الذي يضم قرى اليزيديه في شمال شرق الموصل (قضاء الشيخان ) وجعلت قرية عين سفني مركزا” لهذا القضاء ، وهي قريه كبيره يقطنها مشايخ اليزيديون ، تبعد عن الموصل شمالا” بشرق مسافة 50 كيلومتر، ولايتجاوز عدد نفوسها الفي نسمه .
(3)- ولعت بالبحث في المذاهب والمعتقدات منذ أكثر من خمسين سنه ، ووضعت في ذلك رسائل مختلفه - راجع الصفحه الثالثه - وكنت طبعت رساله عن “اليزيديه أوعبدة الشيطان “ في عام 1929 م نحوت فيها منحى المستشرقين في ذكر أصل هذه الطائفه ، ولما اعدت طبع هذه الرساله في عام 1931 م ، غيرت عقيدتي في هذا الاصل . ذلك لان التحقيقات التاريخيه دلتني على انهم مسلمون متزهدون يعتقدون الامامه في يزيد ، وكونه على حق ، وتوارثوا تقاليد قوميه دينيه صوفيه ، واعتبارات سياسيه ممزوجه بتعصب الامويين ، مما ابعد شقة الخلاف بينهم وبين جمهور المسلمين ، فأدى الى تقاليد خاصه أفسدت جوهرإسلاميتهم ، وكان ممن كشف الستار عن هذه الحقيقه ، الاستاذ محمود الملاح في جريدة “اليقين” البغداديه (2/558) لسنة 1923 م، والعلامه المغفور له أحمد تيمور باشا في رسالته القيمه (اليزيديه ومنشأ نحلتهم ) القاهره 1352هـ (ص 57 ) والاستاذ المحامي عباس العزاوي في كتابه الجليل (اليزيديه - )
(1) جاء في كتاب الجلوه أحد كتابي اليزيديه المقدسه عندهم مانصه :
(( إحتفظوا بالعلم الذي يلقنوكم اياه - خدامي - ولاتجرا - تأتوا- به قدام الاجانب ، كاليهود والنصارى والمسلمين وغيرهم ، لانهم لايدرون ماهو تعليمي ؟ ولاتعطوهم من كتبكم لئلا يغيروها عليكم وأنتم لاتعلمون . أحفظوا اكثر الاشياء غيبا” لئلا تتغير عليكم )) وكتب الينا الشيخ حسين الشيخ ابراهيم أحد شيوخ اليزيديه في (بحزاني ) يقول ان تستر اليزيديه ناجم عن عاملين :

1- أن تكو العباده لله دون ان يعلم بها أحد .
2- خشية تكرار الاضطهاد التي لحقت الطائفه من قبل الحكومه العثمانيه ، ومن قبل القبائل المجاوره .
وهذا - في رأينا - تعليل عليل لايقول به الا الباطنيه الذين يتسترون بعبادتهم غير المنطقيه .












وجد بين الفاظ معتقداتهم مايصح تلك النسبه ويسوغها ، ولاننس تأثير العواطف الدينيه والمذهبيه في ذلك .
قضاءين (سنجار) و(( الشيخان)) بمحافظة نينوى (الموصل ) أكثر من مره حيث مساكن اليزيديين ‘ ومحال إقامتهم ‘ ومعابدهم المقدسه ‘ وحللت بدار ( الاماره اليزيديه ) في قرية ( باعذرا ) غير مره ‘ ووفقت للدخول الى (مرقد الشيخ عدي بن مسافر الاموي ) والتجوال بين مايحيط به من مواضع العباده .
(1) جاء في ( كتاب الجلوه ) أحد كتابي اليزيديه المقدسين عندهم مانصه :
(أحتفظوا بالعلم الذي يلقنوكم إياه - خدامي - ولاتجوا - تأتوا به قدام الاجانب ، كاليهود والنصارى والاسلام وغيرهم ، لانهم لايدرون ماهو تعليمي ؟ ولاتعطوهم كتبكم لئلا يغيروها عليكم وأنتم لاتعلمون . احفظوا أكثر الاشياءغيبا” لئلا تتغير عليكم ) أهـ .
وكتب الينا الشيخ أبراهيم أحد شيوخ اليزيديه في (بحزاني ) يقول : أن تستر اليزيديه ناجم عن عاملين :
1- أن تكو العباده لله دون ان يعلم بها أحد .
2- خشية تكرار الاضطهاد التي لحقت الطائفه من قبل الحكومه العثمانيه ، ومن قبل القبائل المجاوره .
وهذا - في رأينا - تعليل عليل لايقول به الا الباطنيه الذين يتسترون بعبادتهم غير المنطقيه .






***
أن الجيل الجديد ماهو إلا خليط من المعتقد الاول البائد ومظاهر المعتقد الجديد المقتبس .
حدث التصوف وأنتشر شيوخ الطرق في الاقطار الاسلاميه ، وهكذا خرج عدي بن مسافر الاموي والعوام يسمونه الشيخ عادي في التاريح الايزيدي وكان له تأثير كبير على اتباعه .
أصل التسميه : من الصعب معرفة اصل التسميه وجذورها الاصليه ، البعض ينسبهم الى (يزيد بن انيسه الخارجي ) وهم احدى فرق الخوارج ، وللخوارج معتقداتهم التي تقوم على المذهب الاسلامي . البعض ينسبهم الى (يزدان ) ناسبا” معتقدهم الى دين أري ولم يكن لهم حضور قبل القرن السادس ، أشتهر يزيد بن مسافر بالزهد والورع وكثرة المجاهده ثم أنتقل الى جبال هكار موطن الكرد وأحدث الطريقه العدديه ويتضح بان أصل الامر كانت تسمى بالعدويه
إقتباس

أن مرقد الشيخ عدي الحالي كان ديرا” أسسه الرهبان : مار يوحنا ، وايشوع صبران في القرن السابع للميلاد ، وكان يسكن هذا الدير رهبان عديدون ، وله نحن ثلاثين قريه و( 1500) شاة ومئتي غنمه ، وعدد وافر من الجمال والبقر ، وكان الرهبان قد عهدوا الى اهل عدي بن مسافر الكردي رعاية هذه الاغنام ، لان عدي كان صغير السن . فلما ترعرع ، تزوج من فتاة شهيره رفعت مقامه لدى رئيس الدير حتى ولاه شوؤن الدير ورعاية اغنامه . وكانت عادة رؤساء رهبان الدير المذكور ، أن يذهبوا في كل سنه لحج المقدس (أورشليم ) فتبقى ادارة شوؤن الدير بيد عدي بدون مناؤي . وفي سنة 616 هـ 1219 م إختلف رئيس الدير مع عدي إبن مسافر الكردي ، وخفف من سلطته ، فما كاد الرهبان ورئيسهم يقصدون المقدس - على جاري عادتهم - حتى أغار عدي ومن معه من الاشياع على الدير وقتلوا من فيه ، وجعلوه مقرهم ، فلما عاد الرئيس حاول أن يسترجع ديره بالحسنى فأخفق ، فذهب توا” الى قائد المغول في فارس ، متضرعا” اليه ان يعيد اليه ديره فوعده خيرا” . وفي عام 619 هـ 1222 م كان المغول يقاتلون في إربل فقبض قائدهم عدي بن مسافر الكردي ، وأرسله الى السلطان الاعظم في مراغه ، ليحاكم عن جريمته اغتصاب الدير . فما كان من السلطان الاأن أصدر بحقه حكم الموت فقتل ، ثم كانت الحرب سجالا” بين التتار وأتباع عدي 39 عاما” إنتهت بموت رئيس الدير ، وهو في بلاد فارس ، فلما كنت أيام تكودار خان ، الذي أسلم وسمي نفسه محمد ا” . عاد أصحاب عدي فأسترجعوا الدير ، موضوع البحث ، وبقي في أيديهم الى اليوم .
العدويه في عبارة ( العدويه واليزيديه ) سهوا” بينما يجب ان تكون العباره ( العدويه واليزيديه ) .
ومايقال عن رواية السمعاني ، وكلام أبي فراس ، يقال كذلك عماجاء في مخطوطة الراهب راميشوع التي كتبت سنة 855 هـ 1451 م وعما نقله الحلبي عن (درر الحبب ) في وفاة عز الدين العدوي سنة 948 هـ 1541 م .
1- وقال أبو سعيد عبد الكريم بن محمد السمعاني المتوفي سنة 562 هـ 1166 م أي بعد وفاة الشيخ عدي بنحو خمس سنوات ، وفي الورقه ال(600) من كتابه (الانساب ) الذي طبعه المستشرق البريطاني ماركليوث في عام 1912 م نصه :

(( وجماعه كثيره لقيتهم بالعراق في جبال حلوان ونواحيها من اليزيديه ، وهم يتزهدون في القرى في تلك الجبال ، ويأكلون الحال وقلما يخالطون الناس ، ويعتقدون الامانه - يريد الامامه - في يزيد بن معاويه وكونه على الحق ، ورأيت جماعه منهم في جامع المرح . وسمعت أن الاديب الحسن بن بندار البروجردي ، وكان فاضلا” مسفارا” ، نزل عليهم بسنجار ، ودخل مسجدا” لهم فسأله واحد من اليزيديه وماقولك في يزيد ؟ فقال إش أقول فيمن ذكره الله في كتابه في عدة مواضع حيث قال (يزيد في الخلف - يريد في الخلق - ومايشاء ) و( يزيد الله الذين اهتدوا وهدى ) قال فأكرموني وقدموا لي الطعام الكثير .......) .












عرب الاستاذ الباحث يعقوب سركيس نصا” ارميا” لمخطوطه كتبها الراهب راميشوع سنة 825- ورد فيها ، كان اسم الولد الطبيعي لعادي سافر بن احمد وهو من الاكراد التيراهيه
الذين يقضون الصيف في زوزان وينزلون شتاء” الى الموصل وكانوا يلتقون بعادي إبن اميرهم ومعهم هدايا وعطايا ثمينه ، فكان يقدم لهم الطعام والشراب وكانوا يحبون الشراب ( الخمر ) وكان عددهم 650 بيتا” ، اما رجال عادي فكانوا مسلحيين وهم أكراد تيراهيه أن اليزيديين من جملة مريدي الشيخ عدي بن مسافر كان أحد أتباع سلالة الخلفاء المروانيين ، ويعتقدون أن الشيخ عدي دفن في جبل بشرمن اعمال الموصل قد تعهد بصومهم وصلاتهم .
أنه سيقودهم في أخر الزمان الى الجنه من دون حساب أو عقاب ولديه مصحف اسمه ( رش ) أقتباس
الشيخ عدي ومرقده : كان شيخا” ورعا” وزاهدا” وتقي ونسبه كما قيل يعود الى مروان ابن الحكم رابع الخلفاء الامويين واتفقوا المؤرخين على اموميته , فهو شرف الدين ابو الفضائل عدي بن مسافر بن اسماعيل بن موسى بن مروان بن الحسن بن مروان وأنه كان شيخ طريقه خاصه عرفت بالطريقه العدويه
******
ولد في قرية بيت فار في بعلبك بسوريا ومسكنها في جبال الهكاريه في الموصل واختلف المؤرخون على تاريخ ولادته ووفاته ، وهو إبن التسعين ودفن في زاويته بالهكاريه ، وقال عنه عبد القادر الجيلي ( الكيلاني ) لو كانت النبوه تنال بالمجاهده لنالها الشيخ عدي بن مسافر .
الراهب دايشوع قال في مخطوطه باللغه الاراميه سنة 855 (( أن مرقد الشيخ عدي الحالي كان ديرا” أسسه الرهبان ماريوحنا وايشوع في القرن السابع الميلادي وكان يسكن هذا الدير رهبان عديدون )) .
المرقد يوجد في مدخله (الباب )أعلاه صورتان لطاووسين متقابلين يتوسطهما أسدين مرسوماين على رخامه ثلاثية الشكل ، ويوجد على مدخله فوق الباب عبارات عربيه واضحة النص
كتبت “ بسم الله الرحمن الرحيم “
خالق السموات والارض ، إحفظ هذا النزل ، محل شيخ عادي الهكاري شيخ اليزيديه 695
*****
وتوجد صوره ثعبان متدليه رأسها في الاسفل وذنبها نحو السماء وتوجد بركة ماء واسعه (قيل هذا ماء بئر ناسر دين ) ورخامه كتب عليها أية الكرسي كتبت بخط نسخ جميل ، في المرقد يوجد قبر شيخ حسن البصري كماقيل لنا ويعلوها قبه مخروطية الشكب مرتفعه ارتفاعا” شاهقا” تنتهي بهلال من ذهب ، تلك القبه التي يرقد تحتها عدي بن مسافر الاموي .
قبلة اليزيديه ومحور طقوسهم ، الحضره مستطيلة بحدود ثلاثين متر عرضا” واثنى عشر متر طولا” وفيها سبعة محارب للصلاه متجهه كلها جنوبا” ولايوجد رموز ولا انصاب .
ولديهم كهوف مباركه ومزارات مقدسه وأشجار وأحجار كبيره وصغيره ويتجاوز عدد هذه المزارات (150) مزارا” قديما” ، ويعتبر اثما” كل من قتل طيرا” او حشره أوقطع شجره في هذا الوادي المقدس وعظمة هذا المرقد وقدسيته لاتشبهان عظمة وقدسية أي مزار أخر
******
( روؤساء اليزيدين الروحانيين )

الروؤساء احدهما ومني وهو يزيد بن معاويه الاموي والذي يسمونه (ميرشيخان ) أي امير شيخان ويقيم في قصر الاماره في قريه (باعذرا).
الاخريين من سلالة الشيخ فخر الدين يمثل السلطه الروحيه ويسمونه (بابا شيخ ) أي الشيخ الكبير وغيرهم وهم ::
1- أمير اليزيديه - هو تحسين بك ابن سعيد بك ابن حسين بك ، تولى الاماره بعد وفاة ابيه سعيد بك سنة 1944 م ، والامير مصون غير مسوؤل ، يقولون بصمته
2- بابا شيخ - قدوة المشايخ في الاحكام الدينيه ورأس الائمه في سائر الامور الروحانيه ، والمعول عليه في الحكم والعدل والقول والفصل وهو يقارن بابا في الديانه المسيحيه .
ونسبه الى الشيخ فخر الدين من السلاله الشمسانيه ، أبناء عبد شمس وظيفته القضايا الدينيه العامه .
3- الشيخ - ينحصر مشايخ اليزيديه في اصول ثلاثه كما يدعون وهذه الاصول هي : الادرانيه ( العدنانيه ) والشمسانيه ابناء الشمس والقاتانيه ( القحطانيه ).
ينتمون لاصول وعوائل مختلفه منها اسرة الشيخ حسن .
4- البير - يعني شيخ الطريقه او رئيسها المسن وجمعها صنفين بيره وبيوره وهم الذين يلون الشيوخ بمراتبهم الدينيه ، ويكاد ينحصرون باسر معدوده .
5- الفقير - هو الناسك المتعبد الذي زهد في الدنيا ، فطلق بهائها وزاخرفها ورغب بالاخره فطمع في نعيمها وخلودها ، هذا مايطلقه الهنود كلمة فقير على الزهاد سواء كانوا مسلمين او هندوكيين .
6- القوال - القوال ( كشداد) مثير القول ، مرتل الاناشيد الروحيه في المواسم الدينيه وفي الاعراس والقوالون هم شعراء ينتسبون لاجدادهم عرب من بر الشام .
7- الكواجك - هم عوام اليزيديه معروفة العدد وموجدين في قضاء الشيخان وسنجار ، يلبسون ملابس بيضاء ونطاقهم الاسود والاحمر ووظائفهم تغسيل الاموات وتكفينهم ودفنهم واكتشاف مصائرهم والاتصال بعالم الغيب والشهاده لمعرفة الحال والمستقبل .
8- المريد - هم عوام الشعب وسائر افراد يخضعون لاأوامر روئسائهم الروحيانيين خضوعا” مطلقا “

*****************************************************************************


عقائد اليزيدين
الكون والتكوين
في البدء خلق الله تعالى ، درة بيضاء من سرة العزيز ، وخلق طيرا” إسمه (أنفر ) وجعل الدره فوق ظهره وسكن أربعين الف عام ، ثم بدء بخلق الملائكه السبعه الذين تعاقيوا على العالم ، وهذا موجود في كتبهم المقدسه كتاب (الجلوه ) ومصحف ( رش ) .
فخلق الله الملك عزرائيل يوم الاحد (وهو طاووس ملك ) ، رئيس الجميع والمتسلط على الخلائق كافه ، وقد أختص بالامه اليزيديه . يوم الاثنين خلق ( دردائيل ) وهو الشيخ حسن
يوم الثلاثاء خلق الملك ( إسرافيل ) وهو الشيخ شمس الدين
يوم الاربعاء خلق الملك ( ميكائيل ) وهو الشيخ ابو بكر
يوم الخميس خلق الملك (حبرائيل ) وهو سجادين
يوم الجمعه خلق الملك ( شمنائيل ) وهو ناصر الدين
يوم السبت خلق الملك ( نورائيل ) وهو الشيخ فخر الدين
وجعل الطاووس ملك رئيسا “للجميع
ثم خلق صوره للسموات السبع والارضين السبع وخلق الفكر الذي صور به الانسان والطيور والوحوش .
البشـــــر : وشاء الرب ان يبدء بالخليقه فاعلن للملائكه ، ياملائكتي اني اخلق أدم وحواء ، وأجعل البشر منعما” وتجلى الله على جبل ليلة في الارض المقدسه وأمر جبرائيل بجمع ذرات من الاطراف الاربعه فخلق منها الرب العناصر الاربعه وهي - الهواء - الماء - التراب - النار فنفخ فيها الروح فكان منها ادم ، وأمر جبرائيل ان يدخله الفردوس وأباح له أن باكل مايشاء من أشجار ها وثمارها ماعدا شجرة الحنطه فأنه نهاءه عنها (اقتباس )
فبعد مائة سنه سئل (طاووس الملك ) من الاله قائلا” : كيف يكثر البشر من نسل أدم وأين نسله ؟ فقال الله اودعت الامر والتدبير لك فجاء (طاووس الملك ) وسأل ادم فقال “” هل اكلت من شجرة الحنطه ؟ فقال لا لآن الله نهاني عنها فقال له (كل وسيكون ماهو احسن من ذلك ) فتناول ادم منها فانتفخت بطنه فتركه الطاووس وحيدا” وعرج هو الى السماء ، فاصبح ادم حانقا”، إذ لم يكن له مخرجا” فأخذ بالبكاء والعويل فامر الله جبرائيل فأرسل له طيرا” نقره بمنقاره ، وفتح له مخرجا” في دبره ، فاستراح ادم فأخرجه الله من الجنه لانه دنسها بخروجه “برازه “ وظل وحيدا” مئة عام ، فحزن وبكى ، فتاب واستغفر ، فأمر الله جبرائيل ان يهبط الى الارض فيخلق له حواء من قصيريه ، فتخاصم ادم وحواء على الاختصاص بالنسل البشري ، طالبا” كل منهما الايكون النسل مشاركه كبقية الحيوانات .
وأتفق اخيرا” ادم وحواء على ان كل وحد منهم شهوته في جره ، ويسد فمها بختمه الخاص ، وبعد اشهر تسعه فتحا الجرتين فكان في جرة ادم صبيان ذكر وانثى فسماهما شيت وهوريه ، وكانت في جرة حواء دود وحشرات عفنه ، ومن الصبيين تناسلت الذريه اليزيديه ، وغذا أدم طفليه حولين كاملين بثديين خلقهما الله له . ومن ذلك الوقت صار للرجال ثديان ، ثم تصالح ادم وحواء وتعارفا فوق جبل عرفات ، فأولد البشر من جديد . فاليزيديه من ادم وحده ، والناس من أدم وحواء .

(ج الطوفــــــــــان )
المعروف عند اليزيدين طوفانان : الاول حدث من عين سفني قرية مشايخ اليزيدين في قضاء الشيخان بالموصل وفيه سارت السفينه حتى وصلت الى جبل سنجار فاصطدمت بحجر ناتيء فانشقت ، فخرجت حيه من الجحر فسدت ثقب السفينه حتى استوت على جبل جودي ، ولما كثر نسل الحيه بعد الطوفان ، أخذها نوح واحرقها وذر مادها في الهواء فكانت منه البراغيث .
اليزيدون يحترمون جبل سنجار لهذا السبب ، ويجلونه ، ويحلفون به ، وقد اعتاد المسلمون والمسيحيون واليزيدون الاحتفال فوق هضبة الجودي سنويا” ، بمناسبة رسو سفينة نوح فوقها ، وينحرون الاضاحي قربانا” على شرف المناسبه متناسين احقادهم وخلافاتهم الدينيه والمذهبيه . ثم جاء الطوفان الثاني بعد ذلك لاغراق المعتدين على الامه اليزيديه من الناس أجمعين فأب الطوفان الاول هو نوح وحده ، والناس من اولاد حام بن نوح ، وأبوهم من الطوفان الثاني الملك الكريم السلام ( ميوان ) ولقد ارسل الله الشيخ عدي من الشام الى جبل ليلش النوراني ليبشر بالديانه اليزيديه ويهدي الناس الى اعتناقها .
يعتقد اليزيدون انه مض على الطوفان سبعة الاف عام ، وكان في كل الف عام ينزل واحد من الاله السبعه ليصنع بعض المعجزات ثم يعود ، وان في الالف سنه الاخيره نزل عندهم مرارا” عديده ثبت خلالها الاولياء ونظم الشرائع والقوانين وعين الاماكن المقدسه وكان يكلمهم باللغه الكرديه .
( د - فكرة الخير والشر )
فكرة الخير والشر اصيله في البشر ، منذ القدم بل هي على مايراه البعض السبب الوحيد للتدين والايمان فكم مظهر من مظاهر الطبيعه ، وعامل من عوامل الكون قد أثر في الانسان تأثيرا” معنويا”. عوامل الكون تنحصر بنوعين يختلف تأثيرهما في النفس البشريه ، مفيد وتستأنس به وترتاح اليه ، ومضرتخشاه وترهبه ، عامل الخير وعامل الشر . فاذا قلنا (الشيطان ) فانما نعني به عن اليزيدين (فكرة الشر ) التي تتمثل في شكل طاووس ، والتي تجلت بالروايه التاليه :
(أن رب العالمين غضب يوما” على الطاووس الملك ، ونفاه من الجنه وهو اليوم خارجا” عنها ولكن في آخر يوم الدين ، يتصالح معه رب العالمين ، فيرجع الى عليين على ماكان عليه في بدء خلق الارضين ، ماشيا” في صراط الحق المبين ، ومن حوله جماعة الملائكه والاوليا ء والقدسين يعظمون قدره ويمتثلون امره )
الشيطان في نظر اليزيدين هو الطاووس الملك ، المنفي من الجنه والمذكور في كثير من الكتب المقدسه ، التي بحثت عن الخليقه وآدم ولذلك يرمزون له بتمثال الطاووس
(هـ - الطاووس الملك )
يرى اليزديون ان الكون اليوم وجد من قوتين : قوة الخير ، قوة الشر وأن قوةالخير هو (الله ) قد تغلبت على قوة الشر وهي ( الشيطان ) فطردته من سلطان الملكوت ، على نحو مايعتقد الزرادشتيون من وجود الهين .. الهه الخير (هرمزد ) والهه الشر (آهيرمان ) وهنا يظهر الشيطان في نظر اليزيدين بصورة ملاك ساقط قديم ، اعيد بعد سقوطه ، وهو خالق الشر ومسببه ، ولهذا يتحاشون عن ذكر إسمه ويطبقون عليه حكاية آدم والحيه والطاووس ، الوارده في التوراة ويرون انه هو الطاووس الذي طرد من الجنه ، وتختلف العباده التي يتقرب بها اليزيديون الى هذا الملاك .
عن تلك التي يتقربون بها الى الله ، فعبادتهم للشيطان عبادةتضرع وتعطف وخشيه ، بخلاف عبادة الله فان عبادتهم له عبادة خضوع وشكر وامتنان . وقد بلغ الخوف من الشيطان درجه انهم تركوا عبادة اله الرحمه (مبرئين أنفسهم من الخطأ في ذلك ان الله الذي لاحد لصلاحه ووجوده،ومحبته للخلائق لايفعل بهم شرا” لانه صالح ، أما الشيطان فهو منقاد طبعه الى الشر لانه مصدر الشر ومبدءه وعليه الفطنه تقضي على من يريد سعادة الحياة ان يهمل عبادة الله الصالح بطبيعته ، ويطلب ولاء الشيطان وحمايته تخلصا” من أذاه ، إذ للشيطان وحده ان يسلط الشرور ويدفعها )
كما انهم يكرمون الطاووس الملك ، ويجلونه ، فهم يريدون ان يكرمه ويجله غيرهم ، على هذا أصبحت كلمة شيطان عندهم احتقارا” واذلالا” وكفرانا” ، لذا هم يتجنبون النطق بلفظه او باي كلمه فيها حرف من حروفه مثل ( شط - بط - نط - حيطان - بستان .......الخ ) كما انهم يتجنبون اللعن وما اشتق منها مثل ( نعل - نعلبند - لعنه ...الخ ) واذا قال احدهم شيطان بشكل متعمد حل قتله عندهم وعلى ايديهم فاذا اراد انسان ان يتكلم عن هذه الاشياء المحرم ذكرها فيستعمل الاشتمام ، أي يذكر المعنى المطلوب واذا اراد احدهم ان يهين يزيديا” او يشتمه قال له او امامه خس الموصل في فمك وهم يعدون هذا القول اعظم كفر لكافر يصدر من فمه .
اختلف الباحثون في هيئة الطير الذي يرسموه ويطلق عليه الطاووس حيث صدرت في المؤلقات العربيه الاخيره صورة الطاووس على هيأة بطه بلا أرجل وهي اقرب الى الحقيقه ، كما يقول بعض اليزيدين الذين شاهدوها على فسناجق اليزيديه مصنوعه من النحاس ولكن اليزيديون يزعمون انها من صنع القدره الالهيه منذ عهد ابراهيم الخليل (ع) حسب التواشيح الدينيه وعلم الصدور وكانت هذه الطواويس منصوبه في الكعبه الشريفه مع الهة قريش التي كانت تعبد انذاك والى عهد اخر سدنة الكعبه .
( و - هيأة الطاووس )














1- وسائد الطاووس السبع كتبت عليها الاسماء المقدسه
2- السنجق - أي طاووس ملك - بقطعتيه الطائر والشمعدان الذي يقف عليه .
3- كأس الطاووس - اي الاناء الذي يوضع فيه ، ويوزع على زائري السنجق كماء مقدس ،
وما كان يدور في خلد احد من غير اليزيدين ان للطاووس الملك وسائد يتكىء عليها أ و إناء ماء يشرب منه ، حتى خط لنا معروفنا اليزيدي المحترم الصوره .
مع اننا سمعنا من وجوه سنجار ومن روؤساء تلعفر أنهم شاهدوا هيئة السنجق (طاووس ملك) أثناء التجوال به بين القرى اليزيديه فأن ميان خاتون , الوصيه على تحسين بك أمير اليزيديه السابق ، أكدت لنا إن أحدا” من المسلمين او النصارى لم يرى هيئة الطاووس حتى اليوم ، الذي يؤيد صحة ماتقول ( الخاتون ميان) ان السيد صديق الدملوحي - صاحب كتاب اليزيديه الطبوع سنة 1949 - لم ينشر صوره جديده للسنجق ( الطاووس ) مع انه زامل اليزيدين زهاء اربعين عاما” وأستخدم بعضا” من افرادهم في خدمة أراضيه الزراعيه ، وكان على اتصال دائم بروؤساء اليزيديه - كما يقول في كتابه - وعلى كل فقد كان لليزيدين سبع طواويس - ليست متساويه في الحجم - يسمونها السناجق ، يرمزون لكل واحد الهه من الهتهم السبعه ( ويشير كل واحد الى منطقه يقطنها اليزيديون ) وهي ::
1- سنجق سوريه - وتشمل منطقة الطواف به ( القامشلي - الحسكه - حلب - اللاذقيه - ويسمونه “ طاووسة الشام “
2- سنجق الاناضول - ومنطقة طوافه (اورفه - دباربكر-وماردين - انطاكيه - وسيواس - وسعرد -ويسمونه “ طاووسة زوزوانا”
3- سنجق العجم - وتشمل منطقة طوافه ( تبريز - ويسمونه “ طاووسة تاوريز “
4- سنجق المسقوف - ( اي الاتحاد السوفيتي ) - ويشمل ( ارمينا - وجورجيا - وروستوف - ويسمونه “ طاووسة مسقوف “
5- سنجق قضاء الشيخان بمحافظة ( نينوى ) الموصل - ويسمونه “ طاووسة شيخا “
6- سنجق قضاء سنجار بمحافظة نينوى ( الموصل ) ويسمونه “ طاووسة شنكار “
7- سنجق الخالدين - وهو الذي يحفظ دائما” في خزينة الرحمن في قرية باعذرا ، مقر الاماره اليزيديه في الشيخان ويسمى “ طاووسة عنزل “
كان الاب انستاس ماري الكرملي قد نشر تمثالا” في العدد السابع من مجلة (Anthropos في سنة 1911 ضمن مقال له (الاكتشافات الجديده حول الاسرار اليزيديه ) ظن انه تمثال ( طاووس ملك ) الذي قيل انه سرق من اليزيدين في سنة 1838 م ثم أهدي الى المتحف البريطاني في سنة 1912 م وكان في حوزة المسيحي فتح الله عبود . فكتب الاستاذ يعقوب سركيس مقالا” في العدد (20) من مجلة الجزيره الموصليه الصادره بتاريخ 1 كانون الاول سنة 1947 ذكر فيه ان التمثال الذي كان بحوزة خاله ( فتح الله عبود ) كان من صنع الهند ، للزينه ، وانه ليس من طواويس اليزيدين المقدسه .

( ز - درب التبان )

وللمجره اعتقاد غريب عند اليزيدين ، يتناقلون اسطورة خلاصتها ::
أن رب العباد اقام ضيافه كبرى في السماء . دعا اليها الشيخ عدي بن مسافر الاموي ومن معه من المريدين ، وكانوا هولاء يركبون الخيول ولم يكن لدى الباري تعالى ماتاكله الخيل . فأمر الشيخ عدي أحد مريديه ان يهبط الى الارض ، ويأتي له من مزرعته مايكفي الخيل من التبن ونحوه فلما عاد المريد الى السماء ثانيه ، تناثر التبن على الطريق وبقى اثره الى هذا الاوان ظاهرا” جليا” . غسمي هذا الاثر ( درب التبان ) و ( طريق الكبش )وسمي بلغتهم (رياكا كيشاه)

( ح - الاعتقاد في يزيد )

تولى يزيد بن معاويه الخلافه على كراهه من المسلمين ، ثم وقعت في زمنه كوارث كقتل الامام الحسين عليه السلام والعدوان على اهل المدينه ونقلت عنه امور كثيره منها الاستهانه بالدين والاستهتار بالشراب ، اكثرت فيه القيل والقال ورغم ماقيل عنه لآسباب الصراع انا ذاك ، الا أن يزيد ولي الخلافه وجاهد في سبيل الله ونقل عنه العلم والحديث الشريف وهو بري عن كل طعن به الاخريين ولكن اليزيدين دفعهم الغلو في غيره فجعلوه وليا” رئيسا”

**********************************************************************************

( كتب اليزيديه المقدسه )

“ الجلوه “ - وينسبونه الى الشيخ عدي بن مسافر الهكاري الاموي ومصحف رش ويزعمون انه من صنع الشيخ حسن البصري ، لايوجد على وجه التدقيق مصدر هذين الكتابين ولاالتاريخ الذي وضع فيه ، ويعتقد الاب انستاس الكرملي بان مصحف رش هو عباره عن بعض صحف من القرآن تم كتابتها بما يتناسب مع دينهم .
أول من نشر الكتب اليزيديه بلغه أوربيه بعد ترجمتها هو الباحث بروان ( E-G-BRWON)
ويتقن اليزيدون المتشرعون من أسرة الشيخ حسن القران العربي الكريم ويحفظون صورا” منه ويعلمونه اولادهم كيلا يخرج العلم من أيديهم ، وتوجد كتبا” حديثه موضوعه وخلاصة الكتابين (اقتباس ) -
يرى اليزيديون أن كتاب ( الجلوه ) كتاب سماوي ، كتب باسلوب الوحي المنزل ، فهو يتضمن خطاب الله لعباده ، المقصود بهم اليزيديه . فيه كلام مضطرب عن قدم الله ، وصفاته : كالقدره - والبقاء - والهيمنه على مخلوقاته - ومعرفة علم الغيب ، ويتضمن ايضا” ماجاء عن الله من وعد ووعيد لعباده كما انه يبحث عن تناسخ الارواح ، ويبين بان الكتب المقدسه الموجوده بايدي أهل الاديان الاخرى ، قد بدلوا فيها وزاغوا عنها ، فما وافق سنن اليزيديه فهو المقبول ، وماغايرها فمن تبديلهم وفيه ايضا” بحث عن حيوانات البر ، وطيور السماء ، واسماك البحار ، وكونها تحت ضبطه ، كما ان جميع الخزائن والدفائن التي تحت الارض عنده ، ينقلها من واحد الى واحد ممن يريده فهو يورثها ممن يشاء من عباد الله ، واخيرا” فهو يحث اليزيديه على اكرام شخصه تقديس صورته والمحافظه على سننه وشرائعه .........والخ
أما مصحف ( رش ) او الكتاب الاسود فتختلف ابحاثه ومضامينه عن كتاب الجلوه اختلافا” كبيرا “ . فهو كتاب تاريخي طائفي ، يشتمل على بعض ، حوادث القوم وشيء من عاداتهم وتقاليدهم ، وهو الى القصه والتاريخ اقرب منه الى كتاب منزل من لدن معبود // فهو يبحث عن خلق السموات والارض - والجبال والبحار والاشجار والملائكه والعرش وادم وحواء كذلك يتكلم عن كيفية ارسال الشيخ عدي بن مسافر الهكاري الاموي من ارض الشام ، فأتى الى لالش في شمال الموصل بالعراق . وماكان من نزول الطاووس الملك ( الشيطان ) الى الارض واقامته ملوك اليزيديه ومقاومته للملل المعاديه له . وفيه بحث عن اصل البشر وبين ان البشريه كلها تنسب الى ادم وحواء اما اليزيدون فينتسبون الى شيت وآنوش ونوح آبا اليزيديه الاولين هولاء ولدوا من ادم فقط وكانت ولاده هولاء الابوين من توأمين ذكر وانثى ولدهما ادم باحدى الخوارق ، بهذا أمتاز اليزيدون على غيرهم من بقية الطوائف ، وان لليزيديه امتياز اخر على بقية الطوائف البشريه ، فان طوفان غير طوفان نوح قد اتى عليهم قبل سبعة الاف سنه ، وكان ينزل مع كل الف سنه من هذه السنين الهه من السماء يشرع لهم الشرائع ويجدد لهم السنن فكانهم يعتقدون بفكرة نزول المجدد راس كل الف سنه .




الزواج ؛ سنن الزواج عندهم نبدء باحتفال ديني يجري فيه عقد الزواج ،
الدور الاول - هو الاتفاق الذي يشنرط حصوله بين الراغبين بالزواج إتفاقا” شخصيا “ .
وقد يحدث عادة “ في مواسم الزياره ولاسيما عيد الجماعيه ، تباح لهم المغازلات الغراميه ، ومختلف انواع الاختلاطات على شرط ان لاتؤدي الى مواقعه او اختلاط بغير اليزيدي ,
الدور الثاني - مكاشفة الولد لوالده ، والابنه لامها دون ان يحق للوالدين ان يقفا ضد رغبتهما . واذا اصبحت ممانعه يصح للفتى ان يخطف البنت ويهرب بها الى احدى القرى فيتزوجها زواجا” شرعيا” ثم يتدخل احد العقلاء فيصلح ذات البين .
الزواج عند اليزيديه قريب للمسلمين ، فوالد الفتى يذهب لشيخه فيخبره برغبة ولده بالزواج فيذهب الشيخ مع بعض من وجوه القريه الى والد الفتاة ويخطبها حسب الاصول والسنن ، ويوجد مقدار الصداق بعدها يسلم ثلث المبلغ وقطعة ذهب . تذهب النسوه يحملين التمر والسكر فيرمينه على طول الطريق الى بيت الفتاة المخطوبه .
ويسمى ذلك الخطبه ويتناولون قطعة خبز تقاسمه نصفها الى الخطيب ونصفها الى العروس وتلبس برقع احمر من قمة راسها الى اخمص قدميها مع زغاريد النسوه وقرع الطبل والزرنابي ، وينكح اليزيدي ماطاب له من النساء مثنى وثلاث ورباع ، وحرم عليه زوجة الاخ والعم بعد وفاتهما ، وكذلك اخت الزوجه .
الزواج عندهم من عمر الثانيه عشر الى الثمانين سنه .
الطوف بالسناجق :
يعتقد اليزيديون ان كل ملك من الملوك السبعه الذين في التكوين له سنجقا” خاصا” او عمل له سنجقا” خاصا” - وان سناجقهم هذه اودعت عند سليمان الحكيم (في التاريخ حيث في سنة 1903 اوفدت حكومة الاستائه الفريق عمر وهبي باشا لاصلاح العراق ولكنه نكل باليزيدين ) وصادر منهم ستة سناجق على اعبتبار انهم مسلمين ظالين !
اما الناس فيتدفقو من كل جوانب القريه التي حل فيها الطاووس وهم حفاة اذا يحرم عليهم لبس شيء في ارجلهم يوم مجي ء الطاووس ويطوفون حوله سبع مرات ، اي بعد الهتم السبعه واضعيين ايديهم فوق صدورهم مقدمين الهدايا والنذور وبعدها يسمح لهم بشرب الماء من اناء الطاووس وتناول الطعام .
( المحرما ت )
يحرم عليهم اكل الخس واللهانه والقرنابيط وبعض الخضروات التي تسمد ببراز الانسان وخصوصا” الخس فانه عندهم اخس ماخلقه الله على وجه الارض ويستعمل للاهانه ، ويحرم عليهم اللحوم , لحم الخنزير، لحم السمك ، لحم الغزال ، ويحرم على الشيخ وتلاميذه اكل لحم الديك ، وييحرم على اليزيدي حلق شواربه فقط تخفيفها ، ويحرم على اليزيدي تعلم القراءه والكتابه مطلقا” فقط عائلة الشيخ حسن البصري لها الحق تعلم القراءه والكتابه ، الاان هذه الحاله تغيرت بالقرن الماضي ، كذلك يحرم على اليزيدي النظر لوجه المراءه الغير يزيديه ، يرى اليزيديون ان الملائكه تتصل فيما بينهم في شهر نيسان ولهذا يحرمون الزواج وتعمير البيوت .
لايدخلون المساجد خوفا” من سماع المصلين وهم يتعوذون من الشيطان ، ولايجوز البصاق على الارض وعلى الانسان او الحيوان لما ذلك من اهانه الى رمز الطاووس ملك ( الشيطان) ، وهناك عادات اخرى مثل انهم يقدسون بعض الاشجار فيحوطونها بالاسيجه ويطلونها بالخضاب ويشدون عليها بعض الخرق منها :
شجرة السدر وشجرة التوت . من سننهم ايضا” الختان حيث يختننون اطفالهم كالمسلمين ويعمدونهم بالاغتسال من دنس الولاده ، لايشربون بالكوز وكل انيتهم لها رقبه ولاياكلون فضلة غريب .
( الموت والجناز )
تبدء مراسم الحج بالجنازه حيث اذا احتضر اليزيدي حضره شيخه واخوه واخته الابديان فاذاب الشيخ شيئا” من تراب مرقد الشيخ عدي . المحيول من بماء عين زمزم وهو ( البراتا) في قليل من الماء وتصب قطرات من هذا الماء في فم المحتضر ورش قطرات اخرى على وجهه المحتضر . النساء يولون ويصحن (هاو - هاو - ها) واذا كان المتوفي شيخا” اطلقوا النار في الهواء ولاتنقطع المراسيم حتى دفن الميت ، وايام المناحه هذه تستمر ثلاثة ايام متتاليه ، فتذهب النسوه مرتين في اليوم لقبر الميت ويتقدمهم الدف والشبابه ومعهم الطعام الوفير، فعند وصولهن الجبانه أخذن بالبكاء واللطم .


( - عريضة اليزيدين الرسميه )

لعل خير مانختتم به ( فصل السنن الاجتماعيه ) عند اليزيديه ، نشر العريضه التي رفعها روؤسائهم الى حكومة الاستانه بواسطة المشير روؤف باشا والي بغداد في 11 آذار سنة 1289 رومي ( 28 شباط 1872) ليتخلصوا من الجنديه فهي على جانب من الاهميه وقد كتبت في عهد حرص اليزيدون على ان لايخالطوا احدا” من غير ابناء جلدتهم . وسنتعرض الى اسباب تقديمها في الفصل الاتي وهذا نصها على علاتها لانها ليست فصيحة الانشاء ::
البند الاول :
بحسب ديانتنا اليزيديه ، لازم على كل فرد من طايفتنا صغير وكبير وامراءه وبنت في كل سنه ثلاث مرات . يعني اولا” من ابتداء شهر نيسان الرومي الى اخره وثانيا” من ابتداء شهر ايلول الى اخره وثالثا” من ابتداء شهر تشرين الثاني الى اخره اذا لم يزر شكل الطاووس ملك جل شانه ، يكفر .
البند الثاني :
كل نفر من طايفتنا صغير اوكبير اذا مازار حضرة الشيخ عدي بن مسافر قدس الله اسرارهما العاليه في السنه مره واحده ، يعني من خامس عشرمن شهر ايلول الرومي الى العشرين ، بحسب ديانتنا يكفر .
البند الثالث :
لازم على كل فرد من طايفتنا كل يوم وقت طلوع الشمس ، ان يزور موضع شروق الشمس بشرط ان لايوجد واحد من المسلمين والنصارى واليهود او غير ذلك واذا مايعمل واحد منهم يكفر .
البند الرابع :
يلزم على كل فرد من طايفتنا كل يوم ان يبوس يد اخيه ، اخ الاخره ، يعني خادم المهدي , ويد شيخه ، اوبيره واذا لم يؤدي ذلك ، يصير عليه كفر .
البند الخامس :
شيء مايمكن احتماله ، بحسب ديانتنا عند الصباح عندما يبدون المسلمين بصلاتهم يقولون كلاما” حاشا اعوذ بالله الى اخره واذا سمعها واحد مننا يلزم ان يقتل نفس القايل او يقتل نفسه ، والايصير كافرا”
البند السادس :
وقت الذي يموت واحد من طايفتنا اذا ماكان موجود عنده اخو الاخره اوشيخه اوبيره وواحد من القوالين يقول عليه ثلاثة اقوال يعني ياعبد الطاووس ملك جل شأنه لازم تموت على دين معبودنا وهو طاووس الملك جل شأنه تموت على دين غيره واذا جاك احد وقال لك من دين الاسلام او دين النصارى اودين اليهود او على اديان غير ذلك من الملل ، لاتصدقهم ولاتؤمن بهم واذا صدقت او امنت من دين معبودنا طاووس ملك جل شأنه فتموت كافرا” .
البند السابع :
عندنا شيء يسمى ( بركة الشيخ عادي ) يعني تربة الشيخ عادي قدس سره لازم على كل نفر من طايفتنا يكون موجود عنده مقدار وموضوع في جيبه ، ويأكل منه عند كل صباح ، واذا مااكل منه تعمدا” يكفر . وايضا” لمايموت عند قرب الموت ، اذا لم يكن موجود من ذلك التراب المبارك تعمدا” يموت كافرا” .
البند الثامن :
من خصوص صيامنا كل فرد من طايفتنا اذا اراد ان يصوم ، يلزم ان يصوم في محله لافي غير محل من سبب كل يوم من ايام الصيام وقت الصباح يروح الى بيت شيخه وبيره يمسك الصيام ثم وقت الافطار ايضا” يلزم يروح الى بيت شيخه وبيره ، يفطر على الخمر المقدس مال ذلك اللشيخ او البير واذا ماشرب مقدار قدحين ثلاثه من ذلك الخمر ، صيامه غير مقبول ويصير كافر .
البند التاسع :
اذا واحد من طايفتنا سافر الى غيرمحل ، وبقي هناك اقل المده سنه كامله ، وبعده رجع الى محله ذلك الوقت امراته تحرم عليه ، ومااحد منا يعطيه امراءه واذااعطاه يكفر
البند العاشر :
من خصوص ملبوسنا مثل ماذكرنا في البند الرابع على انه كل فرد من طايفتنا له اخ الاخره ايضا” له اخت الاخره ، فبناء على ذلك واحد مننا اذ اراد ان يعمل له قميص جديد يلزم ان المذكوره اخته الاخره تفتح زيقها بيدها ، اي ذلك القميص واذ لم تفتحفي يدها زيقها اذا لبسه كفر .
البند الحادي عشر :
واذا واحد من طايفتنا عمل له قميص اولباس جديد ، من غير مايعمده في الماء المبارك الموجود في حضرة الشيخ عادي قدس سره مايمكن يلبسه واذ لبسه يكفر .
البند الثاني عشر :
لباس الكحلي مانقدر نلبسه قطعا” ، وفي مشط المسلم والنصراني واليهودي اوغيرذلك مانقدر نمشط رأسنا ابدا ، ولافي موس الذي يستعمله غيرنا نحلق روؤسنا فيه ، الااذا اردنا نغسله بالماء المبارك الموجود في حضرة الشيخ عادي ، ذاك الوقت اذا حلقنا روؤسنا جايز واذا لم يكن معسولا” في ذلك الماء المبارك وحلقنا روؤسنا نكفر
البند الثالث عشر :
كل نفر يزيدي مايقدر يدخل الى الطهاره ولايروح الحمام ولاياكل في ملعقة مسلم ولايشرب في مشربة مسلم اوغيره من الملل السايره واذا دخل الحمام اوالطهاره اواكل وشرب في ملعقة مسلم ، والذين ذكرناهم يكفر .
البند الرابع عشر :
من طرف الاكل كثير فرق بيننا وبين ساير الملل ، مثل لحم السمك ،وقرع ، وباميه ، وفاصوليه ، ولهانه ، وخس ، ماناكلهم حتى مكان الذي مزروع فيه خس ، مايمكن نسكنه .
لاجل هذه الاسباب وغيرها ، مانقدر بان ندخل بالخدمه العسكريه . اسامي اصحاب الامضاء
رئيس طائفه يزيديه - امير شيخان حسين . شيخ روحاني طايفة يزيد ناحية شيخان - شيخ ناصر - مختار موسكان - مراد - مختارقرية مام رشان - بير سليمان ، مختار حتارة- ايوب - مختاربيبان - حسين - مختاردهكان - حسن - مختارخوزران - نعمو - مختار باقصره- علي ، مختارباعشيقه - حمو ، مختار خوشابا - الياس ، مختاركري بحن -صفد ، مختار كباره - كوجك قاسو، مختار سينا - عبدو ، مختارعين سفني - كركو، مختارقصرعزالدين - شيخ خيرو ، مختاركبرتو - طاهر *
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*
راجع هذا النص الرسمي لعريضة اليزيديه في
The American Journal of Semitic Languages and Lieteratures 1909Vol.XXV,P.155

#هيثم_هاشم (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات