قتلتنا ايها اللعين ....2

حميد حران السعيدي

الحوار المتمدن-العدد: 4670 - 2014 / 12 / 23 - 01:10
المحور: كتابات ساخرة
    

في الطريق الى البصره ذات ليلة قائضه لاحظ ركاب السياره تلك ألأضواء الساطعه تنتشر على جانبي الطريق البري المسمى ب (الطريق السريع) , كانت شدة الأناره وسعة المساحه المنارة بها تثير انتباه اي عراقي سيما وقد تركنا خلفنا مدينة شبه معتمه ونتوجه لأخرى لاتقل عنها عتمه , التفت الرجل الجالس بجانب النافذه نحو بقية الركاب متساءلا : هل ترون ما أرى ؟ ......
- اجابه رجل أخر :يبدو ان الحاج يرى هذا المنظر لأول مره .
-نعم فانا لم أأتي البصره منذ 8 سنوات , لكني مبهور بما أرى ألأن.
- هذه الشركات النفطيه الاجنبيه بعضها يعمل في التنقيب بينما يقوم بعضها الاخر باستخراج النفط ومد شبكة أنابيب التسويق
-عفوا تصورت انها البصره وكدت أن أُعبر عن سروري بما رأيت بأعتبار أن ثغر العراق وثاني أكبر مدنه تستحق عناية إستثنائيه .
- لم يعد بيننا وبين البصره غير مسافة قريبه وسترى حجم ألأهمال ألذي تعاني منه , هذا إن وجدنا إناره تمكننا من رؤية معالم ذلك ألأهمال فأنا من أهاليها وأعرف مايجري بها .
- وهذه الشركات من أين تأتي بكل تلك الطاقه التي حولت ليل الصحراء نهار.
- لديهم مولدات كهرباء عملاقه تكفي لتأمين إحتياجاتهم من تشغيل المكائن والمعدات وأجهزة التكييف وغيرها من لوازمهم واحتياجاتهم .
- سمعت ان الشركات الاجنبيه لاتدخل العراق بسبب الظروف ألأمنيه فكيف دخلت هذه وبهذا الحجم وفي تلك المناطق الموحشه ؟ وطالما جاءت فلماذا لم تدخل معها شركات مختصه بتنصيب محطات توليد كهرباء عملاقه تكفي لتأمين احتياجاتنا من تلك الطاقه الحيويه ؟ فأن كانت مدننا غير آمنه وصحرائنا على هذه الدرجه من ألأمان فبأمكانهم أن يُنشأوا محطات التوليد في تلك المناطق التي يتواجدون فيها حاليا ؟
يبدو أن هذه التساؤلات أغرت الشخص الثالث بالدخول على خط الحوار قائلا : أياكم ان تتصوروا إن هذا نفطكم , فهذه وديعتهم في أرضنا وما نحن إلا قوم أأتمنوا على مال سواهم وليس لنا من هذا النفط إلا نصيب (بيت صويلح من بقرتهم) , فقد جرت العاده أن كل عائله قرويه تستبشر خيرا حين تلد بقرتهم باعتبارها مصدرللحليب ومولودها نافع إلا بيت صويلح فقد كانت ولادة بقرتهم عليهم وبال , إمتنعت عن إرضاع وليدها حتى هلك جوعا , وحين تأتي ربة البيت لحلبها كانت (تزكط) وتصوروا انها (ملفوحه) وتركوها تذهب للفلاة , وذات يوم كان هادي إبن صويلح يمر بالقرب من قطيع جارهم فوجد بقرتهم تتوسط ذلك القطيع وتقف بكل هدوء ليتقابل عند (ضرعها) إثنان من عجول الجار وهي تمنحهم حليبها بطيب خاطر فوقف معاتبا تلك البقره قائلا : (خايبه مادام حليبج للغريب ليش تاكلين علفنه يمن عساج بالنطاط)

#حميد_حران_السعيدي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات