أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الجبار خضير عباس - فك الارتباط برمال يثرب ...استعادة الذاكرة العراقية














المزيد.....

فك الارتباط برمال يثرب ...استعادة الذاكرة العراقية


عبد الجبار خضير عباس

الحوار المتمدن-العدد: 4667 - 2014 / 12 / 20 - 22:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فك الارتباط برمال يثرب ...استعادة الذاكرة العراقية
لم يمر شعب من شعوب العالم لعملية فك الارتباط بعمقه الحضاري وتزييف تاريخه، وفصل ذاكرته الوطنية، مثلما تعرض له الشعب العراقي، وعلى امتداد أكثر من 1400عام. جرت أكبر عملية تجريف لأنساقه ورموزه وفولكلوره، وقطع الصلة مع فنونه الشعبية وأغانيه وموسيقاه ورسومه عبر تحريمها. فخضع لتفسيرات وقناعات ومهيمنات فقهية صحراوية... حلت بدلاً عن قراءته الطينية الحضارية وعلى مدى آلاف السنين. فجترحوا له سردية صحراوية كتبت في القرن الثاني الهجري في الكوفة وبأقلام عراقية! فنحلوا اشعاراً وقصصاً وحكايات من رمال الجزيرة لتشكل ذاكرة للعراقيين ما بعد الفتح (الغزو)، وورثت المؤسسات الدينية ورجال الدين مهمة إدامة هذه الثقافة، وإعادة انتاجها عبر الزمن....ثم تناوبت معهم الأحزاب القومية بإضافة ثقافة تقزيم لأقدم حضارة حين تحول العراق بتاريخه إلى (قُطر) بالتساوي مع جيبوتي وموريتانيا في إفريقيا أي جزء من أمة عربية عبر خرق عابر للجغرافية، والأنثروبولوجيا، فضلاً عن مناهج تربوية تغذي روح العنف، وتشحن عقولهم بقيم عشائرية وأفكار متخلفة، وتتحدث عن تاريخ شمال إفريقيا أكثر من تاريخ العراق، وفي الجغرافية يجري الحديث عن نهر النيل أكثر من نهري دجلة والفرات. ناهيك عن النظام الاستبدادي الذي شرد الطبقة الوسطى، وفرغَ الساحة العراقية من الليبراليين والديمقراطيين واليساريين، هذه الأسباب وغيرها قتلت روح الانتماء لدى العراقيين فضلاً عن الدور الخطير الذي لعبته الأحزاب المتأسلمة، والتنظيمات المسلحة في تأجيج المشاعر والانتماء الطائفي، فجعلت من العراقيين يتحصنون بطوائفهم ويقدمون الطائفة على الوطن، ومنهم من يهب إلى تقديم العشيرة على المذهب والوطن ... وهذا ما يفسر الصمت الإعلامي لما تعرضت له السبايا العراقيات الأيزيديات، ومناصرة سكان القرى العربية لداعش ضد الآيزيديين والمسيحيين، وهو عين ما حدث مع طرد اليهود ونهب دورهم، وكذلك ما حصل للكرد الفيلية...وتلاشي وجود الصابئة المندائيين بعد أن كان وجودهم يمتد من ميسان حتى المحمرة، وبعض المحافظات الأخرى، وانخفاض اعداد المسيحيين، ما يعني أن هناك بيئة طاردة، أو الشعور بالآخرية على الرغم مما يسوق في وسائل الإعلام، وإلا كيف نفسر الهجرة المستمرة من الخمسينيات وحتى الآن؟ إننا بحاجة ملحة لتغيير مناهجنا التربوية من الابتدائية إلى الدراسات العليا، فليس من المعقول أن يكون طالب جامعي ولم يقرأ عن ملحمة كلكامش، ويتباهى بانتمائه إلى رمال الجزيرة على الرغم من أنه من مدينة تنتمي إلى أولى الحضارات في العالم....المشكلة بالاساس هو الخروج عن النص الفقه الجزري واجتراح قراءة فقهية جديدة عراقية. عموما نحن بحاجة لذاكرة عراقية ترتبط بسردياته الرافدينية الكبرى والانفلات من مهيمنات المعنى الصحراوية والماقبليات التي تفرض على من يتناول الخطاب الديني فضلاً عن محاصرتنا بمساحة كبيرة من التابوات التي تحجم الوعي ...



#عبد_الجبار_خضير_عباس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حضارة وادي الرافدين اختراع بشري نقض نظرية الكائنات الفضائي ...
- رمال يثرب...حمار الناعور
- تناصات توراتية.. ملحمة كلكامش (الجزء الثاني)
- تناصات توراتية ..ملحمة كلكامش (الجزء الأول) عشتا ...
- الآخر .. المختلف .. الغير مقاربة مفاهيمية
- خنزير غسيل الأموال .. منْ يعلق الجرس في رقبته؟!
- علي الوردي ..ذم صبغة الحزن في الاغنية
- تفاحة انيوتن
- قراءة في كتاب الفيليون
- سردية عراقية أم صناعة ذاكرة؟
- تصحيح السرد .. خلل السردية الكبرى
- فاجعة الاربعاء
- قرة العين..
- مكانية التغيير سردية زمانية مفارقة
- ازمة حلم
- التعديلات المرتقبة مقاربة معرفية في كتابة الدستور
- العراقيون الأصليون يتآكلون
- ارث الخوف
- بصرياثا
- قراءة في المادة 41


المزيد.....




- الإسكندرية: تآكل السواحل يهدد المدينة ومبانيها بالانهيار
- محمود يزبك : -أول مرة نسمع أن حماس منفحتة على نزع سلاحها لكن ...
- عباس عقيل : -موقف ترامب يؤشر الى تبدل في توجه الرئيس الاميرك ...
- هبة البشبيشي: - هناك سعي من حميدتي لفصل اقليم دارفور-
- أوكرانيا: جهازا التحقيق والادعاء يعلنان عن كشف مخطط فساد للك ...
- مصر.. حملة توقيفات لصانعي محتوى في اتهامات بنشر مقاطع -خادشة ...
- ماذا يعني دخول قطاع غزة المرحلة الثالثة من التجويع؟
- مخاطر يواجهها غزيون في أقصى شمال القطاع في رحلة البحث عن الط ...
- معلومة قد تذهلك.. كيف يمكن لاستخدام الليزر أن يصبح -جريمة جن ...
- عاصفة تغرق نيويورك: فيضانات في مترو الأنفاق وانقطاع كهرباء و ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الجبار خضير عباس - فك الارتباط برمال يثرب ...استعادة الذاكرة العراقية