أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - عطا درغام - الأرمن اللاجئون إلي مصر 1896-1906 -7















المزيد.....

الأرمن اللاجئون إلي مصر 1896-1906 -7


عطا درغام

الحوار المتمدن-العدد: 4665 - 2014 / 12 / 18 - 08:20
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


وفرت لجنة الرعايا أطباء، غالبا من الأرمن للإشراف علي علاج المرضي اللاجئين. وقد مارس هؤلاء الأطباء عملهم بصفة إنسانية دون أي مقابل ، أما مصروفات الأدوية فقد دبرتها اللجنة من صندوقها. بيدان إمكانيات هؤلاء الأطباء لم تكف تماما لإسعاف الحالات الخطيرة مما اضطر اللجنة إلي إرسالها إلي المستشفيات التي تقبل المرضي مجانا أو بنصف أجرة علي الأكثر.هنا ، خصصت المستشفي الألماني بالقاهرة " حتي خمسة أسرة للاجئين المحتاجين عندما يكون لديها أماكن شاغرة". وكذا، استقبلت المستشفي الحكومي المرضي مجانا في حدود الأسرة الخالية عندها.
ويبدو أن الأماكن المخصصة لعلاج اللاجئين في المستشفيات المجانية كانت أقل من عدد المرضي اللازم علاجهم. وفي ذات اللحظة، لم يكن إيراد لجنة اللاجئين يسمح بعلاج هؤلاء المرضي في المستشفيات ذوات أجرة كاملة؛أي عشرة قروش صاغ يوميا. ولذا ، ناشدت المطرانية في 15 ديسمبر 1897 المستشفي الأوربي بأن تسهم يوميا في حل مشكلة علاج اللاجئين. وقدأجابت المستشفي بأنها اعتبارا من ديسمبر 1897 ، ولمدة عام علي استعداد لاستقبال المرضي اللاجئين بنصف التكلفة؛أي بخمسة قروش يوميا. وتجدر الإشارة إلي أن هذا النوع من العلاج قد اختص فقط المرضي القادرين علي دفع نصف التكاليف، واقتصر دور المطرانية في الوساطة فقط؛ أي أن المريض الذي يذهب مباشرة إلي المستشفي يلزم بدفع المصروفات كاملة.أما المريض الذي ترسله المطرانية ، يستفيد بخصم نصف المصروفات كاملة. وقد وافقت المطرانية علي "ان تقوم بهذه الوساطة شريطة ألا يتحكمل الصندوق الملي ولا لجنة اللاجئين دفع أي مبلغ للمستشفي، بل يقوم المريض أو مرافقه بتحمل كافة المصروفات "، كما أبرمت المطرانية اتفاقا من هذا القبيل مع المستشفي النمساوي.
لم يكن وضع لاجيئ الإسكندرية أفضل من أقرانهم في القاهرة . فمن تقرير أرسله مجلس إدارة مطرانية الأرمن الأرثوذكس بالإسكندرية في 18 ديسمبر 1897 إلي نظيره القاهري، يتضح أن حالة اللاجئين هناك إنما هي صورة كربونية من أمثالهم القاهريين.
هذا ، وقد خشيت مطرانيتا الأرمن الأرثوذكس يالقاهرة والإسكندرية من احتمال ورود لاجئين جدد من الأستانة سوف يزيدون أعباءهما بلا ريب. ولذا ، قررتا في 14 يناير 1898 عرض حالة اللاجئين البائسين علي السلطان عبد الحميد عن طريق بطريركية الأرمن بالأستانة حتي لا تتكرر الأحداث التي هجرتهم من أوطانهم . وقد نصت الرسالة الموجهة إلي البطريرك ماغاكيا أورمانيان علي ما يلي:" كما هو واضح لنيافتكم ، هاجر إلي مصر من الأستانة وضواحيها ما يزيد علي ألفي لاجيء. وقد عاني هؤلاء من البؤس لأنهم لا يحتكمون علي رأس مال ولا يعرفون اللغة السائدة حتي يمكنهم من قضاء حاجاتهم الأساسية. وأغلب هؤلاء من الأرامل والمسنين والأطفال الذين لم تكن لهم وسيلة للعيش، وليست لديهم حاليا أية وسيلة إلا المساعدة العامة. وقام أبناء جلدتنا في مصر حتي اليوم بتحمل تضحيات في هذا الشأن. ونظرا إلي أنه ليس في إمكانهم القيام بها بعد الآن لاستنفاد إمكانياتهم، لم يبق إلا اللجوء إلي عطف الذات السلطانية المعروفة".
وإلي هذا الحد، لم يعد وجود الأرمن اللاجئين محتملا في مصر لأن المؤسسة الراعية ولا حتي من بني وطنهم. ومنذئذ ، أخذت مطرانية القاهرة تزيح اللاجئين الموجودين تحت رعايتها رويدا رويدا حتي يمكن تصفيتهم نهائيا من محيط المطرانية حسب الموعد المقرر(31 مايو 1898)، وتمشيا مع هذا قررت مجلس الإدارة في 24 فبراير 1898 "إنقاص عدد اللاجئين المأويين تباعا، وإبعاد بضع لاجئين من فناء المطرانية ومنزل أمين كاشف مرة كل ثمانية أيام، بحيث لا يبقي حتي أول يونية القادم (1898) أي مأوي لدي الطائفة أو من يحصل علي إعانة".
وفي 20 مايو1898 ، استقالت لجنة رعاية اللاجئين وحلت المطرانية محلها في إدارة شئونهم خلال الوقت المتبق حتي 31 مايو 1898 .
وبذا ، انتهت رسميا مسئولية مطرانية الأرمن الأرثوذكس بالقاهرة عن الأرمن اللاجئين إليها من الأستانة وضواحيها. وتم نفس الشيء بالإسكندرية. وتبعثرت بقية اللاجئين بين خدم في قصور الأثرياء، أو مرضي طريحي أسرة المستشفيات او شحاذين يبسطون أكف التسول. وعلي هذا النحو، لم تنته مشكلة اللاجئين، ولذا، عادت مشكلتهم تطرح نفسها مجددا بسبب الظروف القاسية التي يعيشونها.
ورغم هذا، رفض مجلس إدارة المطرانية وجود لاجئين تحت رعايته.وأقصي ما فعله المجلس أن قرر منحهم مبلغ أسبوعي يكون بمثابة بدل تعيين فقط، ولا علاقة للمطرانية بكافة أحوالهم.أكثر من هذا، أنذر المجلس بانه سيطرد بالقوة" المأويين المشاغبين وذوي السلوك السيء من فناء الكنيسة الذين يتجمهرون ضد المطرانية".
ورغم هذا، لم ينقطع نزوح الأرمن اللاجئين من شتي نواحي الدولة العثمانية إلي مصر. بيد أنه قد اتسم بدءا من نهاية عام 1898 بالطابع الفردي أو الأسري علي الأكثر حتي يولية 1905 عندما فشلت محاولة الطاشناقيين في اغتيال السلطان عبد الحميد. لهذا، وبسبب الأعمال الثأرية التي قام بها عبد الحميد انتقاما من الأرمن، نزح بعضهم إلي مصر هربا من بطشه. فقد تحدثت جريدة " لوسابير" عن احتياجات "32"أرمنيا لاجئين من الأغذية والأكسية والأدوية.
ولكن ، بعد نجاح ثورة تركيا الفتاة وإعادة العمل بالدستور العثماني، حدثت حركة عودة نشيطة بين الأرمن اللادئين في مصر. يصف الكاتب الأرمني يرفانت أوديان هذه الحركة قائلا:" كان الأرمن يتسارعون للعودة إلي بلادهم كي يتقابلوا مرة أخري بأحبائهم وذويهم.كما تهافت علي العودة أيضا من كان ضمن مستقبله في مصر من حيث العمل والراحة". هذا ، وقد لاحظت المطرانية أن المشتاقين للعودة يعوزهم المال. لذا ، استأجرت سفينة رومانية لنقل العائدين مجانا. ولما كانت كل سفينة تغادر مصر إلي الأستانة تحمل علي متنها بعض اللاجئين، فقد انخفض عددهم بشكل ملحوظ.
بيد أن هذا الحماس لم يستمر طويلا لان الاتحاديين قد انتهجوا نفس سياسة عبد الحميد ضد الأرمن. فقد تسببت مذبحة قيليقية (أبريل 1919) في نزوح أفواج متتالية من الأرمن إلي مصر في أسوأ حال وأشد احتياج. ووصلت كثافة اللاجئين إلي درجة لم يكن باستطاعة الجالية الأرمنية في البلاد إعانتهم ورعايتهم.
ولهذا ، نشرت المطرانية بيانا علي صفحات الجرائد الأرمنية حذرت فيه أرمن قيليقية من اللجوء إلي مصر. وأخبرتهم بألا يضعوا آمالهم لا علي المطرانية ولا علي الجالية.
ويرجع هذا إلي عدم وجود أموال لديها. ولذا، لا توجد لدي المطرانية أية وسائل لمساعدتهم. ورغم هذه التحذيرات ، ما برحت الأفواج المهاجرة تتري علي مصر من أرمن قيليقية. وعبثا كررت المطرانية تحذيراتها السابقة علي صفحات الجرائد.
وهكذا ، أدت سياسة الحميديين إزاء الأرمن نزوح موجات لاجئين منهم إلي مصر، ولم يكن الاتحاديون خلفاء الحميديين أفضل منهم؛إذ أسفرت سياستهم الطورانية العنصرية عن مذابح جديدة .



#عطا_درغام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأرمن اللاجئون إلي مصر 1896-1906 -6
- الأرمن اللاجئون إلي مصر 1896-1906 -5
- الأرمن اللاجئون إلي مصر 1896-1906 -4
- الأرمن اللاجئون إلي مصر 1896-1906 -3
- الأرمن اللاجئون إلي مصر 1896-1906 -2
- الأرمن اللاجئون إلي مصر 1896-1906 -1
- النظم الإدارية للأرمن الكاثوليك والبروتستانت في مصر
- أمور الزواج والطلاق عند طائفة الأرمن الأرثوذكس في مصر
- الأحوال الشخصية للأرمن الأرثوذكس في مصر
- الوضع القانوني للأرمن في مصر-3
- الوضع القانوني للأرمن في مصر-2
- الوضع القانوني للأرمن في مصر-1
- المهن والوظائف التي اشتغل بها الأرمن في مصر-2
- المهن والوظائف التي اشتغل بها الأرمن في مصر-1
- النشاط التجاري للأرمن في مصر
- النشاط الحرفي للأرمن في مصر-2
- النشاط الحرفي للأرمن في مصر-1
- النشاط الاقتصادي للأرمن في مصر-6
- النشاط الاقتصادي للأرمن في مصر-5
- النشاط الاقتصادي للأرمن في مصر-4


المزيد.....




- بسبب متلازمة -نادرة-.. تبرئة رجل من تهمة -القيادة تحت تأثير ...
- تعويض لاعبات جمباز أمريكيات ضحايا اعتداء جنسي بقيمة 139 مليو ...
- 11 مرة خلال سنة واحدة.. فرنسا تعتذر عن كثرة استخدامها لـ-الف ...
- لازاريني يتوجه إلى روسيا للاجتماع مع ممثلي مجموعة -بريكس-
- -كجنون البقر-.. مخاوف من انتشار -زومبي الغزلان- إلى البشر
- هل تسبب اللقاحات أمراض المناعة الذاتية؟
- عقار رخيص وشائع الاستخدام قد يحمل سر مكافحة الشيخوخة
- أردوغان: نتنياهو هو هتلر العصر الحديث
- أنطونوف: واشنطن لم تعد تخفي هدفها الحقيقي من وراء فرض القيود ...
- عبد اللهيان: العقوبات ضدنا خطوة متسرعة


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - عطا درغام - الأرمن اللاجئون إلي مصر 1896-1906 -7