أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - عطا درغام - الأرمن اللاجئون إلي مصر 1896-1906 -4















المزيد.....

الأرمن اللاجئون إلي مصر 1896-1906 -4


عطا درغام

الحوار المتمدن-العدد: 4663 - 2014 / 12 / 15 - 07:51
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


لم يفلت الأقباط من الزج بهم في مقارنة مع الأرمن عندما دارت مناظرة ساخنة علي مدي أسبوعين بين جريدتي " المقطم" و" المؤيد" حول الأرمن والأقباط.
فقد علقت جريدة " المقطم" علي الثورة الأرمنية بأن الحكومة العثمانية لم تنتهج صراط الحكمة والسداد في حسمها ؛إذ تركت العصاة المتمردين الذين أحدثوا الثورة في الأستانة وانتقمت من إخوانهم الأرمن الأبرياء المساكين . وراحت الجريدة تضرب مثلا " افترضت فيه لو أن بعض أقباط العاصمة ارتكبوا هذه الجريمة، وتساءلت هل كان أمير البلاد يسمح بسفك دماء جميع الأقباط جزاء لهم وانتقاما منهم علي عمل لم يصدر إلا من بعض رعاعهم وأوباشهم؟. وفي اليوم التالي ، انتقدت المؤيد ما ذكرته المقطم علي "لسان قبطي موهوم"، ثم ردت المقطم بقلم " قبطي حر"
وهكذا ، حشرت هاتان الجريدتان الأقباط من خلال مناظرتهما في مقارنة مع الأرمن الممقوتين لحظتئذ لدن المسلمين لكونهم خارجين علي سلطانهم وخليفتهم. ولا ريب أن الأقباط قد استاءوا جدا إثرهذه المقارنة لأنها ألقت ب"اسم الأمة القبطية في مثل هذه المسائل الباطلة والأقوال الوهمية.. وعرضت اسمها لسهام الأقلام ونبال القيل والقال. وهذا يسيء لكل حر من بني الأقباط " ، وقد انتقدت جريدة " الشرق" مناظرة الجريدتين واصفة إياها بالخطأ والشطط.
وقد احتج الأقباط في مصر علي اتخاذهم مثالا في موضع النهب والقتل والعصيان والذبح سواء كان القصد بالتمثيل أن الأرمن ثوار عصاة أو أنهم مظلومون متعدي عليهم.لان الأقباط يكرهون أن يمثل بهم كعصاة كما يكرهون أيضا أن يمثل بهم كمذلولين مظلومين مهانين كالأرمن في هذه الأيام.إذ في كلا الوجهين حط من كرامتهم.أكثر من هذا ن خشي الأقباط أن ترمي هذه المناظرة إلي الإيقاع بينهم وبين أقرانهم المسلمين، ولذا ، أعلنوا صراحة ما يلي: " نحن والمسلمون إخوان في السراء والضراء .
وقد عشنا ثلاثة عشر قرنا ونحن متساوون في رحمة الحكام وظلمهم. ونود ان نبقي هكذا إلي ما شاء الله".
وحتي الأرمن المستقرين في مصر قبل نزوح بني جلدتهم قد تأثروا سلبيا إثر إيواء اللاجئين . وقد شمل هذا التأثير السلبي جميع شرائح الجالية الأرمنية بدءا من صفوتها حتي عوامها . فقد شن التيار العثماني موجة عدائية ضارية ضد الصفوة الأرمنية بسبب تعاطفها مع بني جنسهم " تلك الفئة الطاغية الكافرة بنعمة مولاها أمير المؤمنين" ، ولا غرو أن نوبار باشا نوباريان (1825-1899)- رئيس النظار المصري- كان أول المتعرضين لهذا الانتقاد.
باديء ذي بدء، اتهم أعوان السياسة العثمانية نوبار بأنه محرك الثورة الأرمنية ضد السلطان وأنه قام بدور فعال في تهييج الأرمن.. حتي جعلهم منبع الثورات وشن الغارات وتحريك الفتن بالدولة العثمانية. وتؤكد جريدة " الحماية" – التي تصف نفسها بأنها جريدة سياسية وطنية عثمانية – أن نوبار كان يمد الأرمن بالمساعدات ، تارة جهرا بالدعوة الجنسية ، وتارة أخري لمآربه الشخصية " وقد انحصرت هذه المآرب، وفقا للجريدة في طموح نوبار الجامع كي يتوج ملكا علي أرمينية عندما تظفر باستقلالها تماما عن الدولة العلية. ولتحقيق ذلك، اعتمد نوبار علي المساندة الإنجليزية مما مكن الأرمن من الثورة علي سلطانهم بتحريك الشيخين جلادستون بريطانيا ونوبارستون مصر الأرمني".
ثمة اتهام ثان وجه إلي نوبار،وإذا كان الاتهام الأول قد دار حول مساعدة نوبار الأرمن علي الثورة في الأستانة ، فالاتهام الثاني اختص بإيواء تلك الفئة الباغية العاتية في مصر عندما ولوا هاربين من العاصمة العثمانية وضواحيها إثر قمع السلطان عبد الحميد لطموحاتهم القومية. هذا ، وقد زعم عملاء النظام العثماني أن هدف نوبار من وراء إيوائهم في مصر هو إعدامهم جيدا حتي يتمكنوا من الثورة ثانية ضد السلطان . تشير جريدة " الحماية " إلي أن نوبار قد رحب ببني جلدته في مصر وأنزلهم بمملكته المستقلة ، وأنعم عليهم بإنعاماته الوافرة..حتي يجعلهم مؤهلين لان يكونوا مستعدين لشن الغارة علي الدولة العثمانية عندما تقوي عضلاتهم وتشبع بطونهم". وعندما تنجح هذه الثورة التي يدعمها نوبار ماديا ومعنويا وتكتيكيا ، عندئذ ينادي به ملكا علي أرمينية".
وإذا فشلت ثورة الأرمن ضد الأستانة ، ومن ثم ، لن يصبح نوبار ملكا علي أرمينية، فعليه أن يؤسس لنفسه أرمينية في مصر يسكنها بالأرمن اللاجئين ، وينصب نفسه ملكا عليها . وهذا هو الاتهام الثالث
استخدم نوبار بعض الأرمن اللاجئين للعمل في أملاك شركة تفتيش بسنديلة الواقعة تحت إدارته.
أثارت هذه الخطوة ضجة كبري في الاوساط العثمانية التي وصفت بسنديلة بعد أن عمل بها اللاجئون- بانها صارت "مستعمرة أرمنية". وأوضحت جريدة " الحماية" أن نوبار قد استمات في ابتلاع بسنديلة ، حتي يجعلها مملكة أرمنية مستقلة وحتي يري فيها نتيجة الثورة الأرمنية. وقد واصلت الجريدة انتقاداتها لنوبار بخصوص هذا المشروع قائلة:" ومن نظر إلي بسنديلة الكائنة بالقطر المصري بولاية البحيرة لوجدها ..قارة أرمنية تسكنها الفئة المهيجة للامن العام". وهنا تتساءل مجلة " الرائد المصري" في سخرية لاذعة :" هل يقتنع دولتلو نوبار باشا بإمارة مستعمرة بسنديلة بدل الإمارة الارمنية التي كان يعد نفسه بها؟".
وراحت الجرائد العثمانية وذوات العثمانية تحذر الحكومة المصرية من خطورة مشروع بسنديلة الأرمني علي تعميق مآسي المصريين خاصة فقرائهم عندما يحل الأرمن محلهم في أعمال تفتيش بسينديلة. واستلفتت جريدة"الحماية" الأنظار إلي أن نوبار " لم يكتف بما جلبته أيديهم علي القطر المصري من الضربات المهلكات الفاتكات القاتلات..حتي جاءنا بأبناء جلدته الذين كنا لا نعرف أسماء لهم ولا رسما حتي يزاحمون المصري المسكين الذي رأي كل ذل وهولن وعسف وجور".
وقد نجم عن مشروع بسنديلة دعوة التيار الرافض بقاء الأرمن عموما في مصر إلي طردهم منها استنادا إلي ان مصر للمصريين خاضعة للباب العالي. وقد بلغت هذه الدعوة ذروتها في النداء الذي وجهه عملاء النظام العثماني إلي نوبار بخاصة والأرمن بعامة:" فبالله عليك أيها الشيخ الجليل ، ألا ما أخذت رفاقك وتنجلي عن بلادنا وتتركنا نئن تحت وطئة الاحتلال الذي هو من بعض فيوضات إنعاماتك علي القطر المصري".
ويلاحظ أن نوبار لم يتعرض وحده لانتقادات التيار العثماني في مصر، بل شملت هذه الانتقادات ابنه بوغوص الذي كان يشغل آنذاك وظيفة العضو الوطني في مصلحة السكك الحديدية (18 مايو 1891-18 نوفمبر 1898). فعندما فكر بوغوص في الاستقالة من هذه الوظيفة خلال أبريل 1896 لسوء صحته، تهكمت منه صحافة النظام العثماني وشنت حملة شديدة علي الأب والابن معا . فعلي سبيل المثال، ذكرت جريدة " الفلاح" أن بوغوص وإن يكن منحرف الصحة ، إلا أنه لا يستعفي حبا بفخفخة منصبه وفائدته الذاتية منه. ولا يخفي أن دولة والده في خطر من الحياة.وأن ابنه المومأ إليه ذو أمراض وأسقام، وكلاهما في ثروة واسعة جمعاها من البلاد المصرية. ومع ذلك نري آمالهما تتجدد ومطامعهما تنمو وتتجسم كأنهما في سن الشبيبة حالة كونهما ملزومين مراعاة لصحتهما أن يبتعدا عن المصالح المصرية ويتخلصا من عناء الأشغال.
أيضا ، استغل أنصار التيار العثماني في مصر استئثار الأرمن بوظيفة " العضو الوطني في مصلحة السكك الحديدية " في تأليب الحكومة المصرية وشعبها ضدهم. فعندما قدم بوغوص نوبار استقالته فعليا في مارس 1897 ، لم تقبلها الحكومة المصرية لانها كانت تنوي وضع يعقوب أرتين وكيل نظارة المعارف العمومية في مركزه. بيد ان هذه الخطوة لم تنفذها الحكومة وقتئذ" لانها توغر عليهم صدور الوطنيين ان بوغوص باشا او أرتين باشا لم يخرجا عن كونهما أرمنيي الجنس . وان ترك هذه الوظيفة هي وظيفة( عضو وطني وليس أرمني) يكون نائبا عن الأمة المصرية كلها في مصلحة السكك الحديدية".
واستمر التيار العثماني في ملاحقة بوغوص وأبيه. فقد ناشدت مجلة" الرائد المصري" الحكومة المصرية بصراحة شديدة أن ترفت بوغوص من وظيفته لكون أرمنيا . وإذا لم ترفته الحكومة لهذا السبب " فيكفي أن لوالده دولتلو نوبار باشا خدمات جليلة للبلاد المصرية أقل ما يقال عنها أنها جعلت ثروة دولته تبلغ نحو خمسة ملايين جنيه. أفلا يستحق لأجلها سعادة ولده أن يصرف له معاش تام ويبقي في أوربا لأجل تبديل الهواء؟" اما مجلة الرأي العام" فقد أشارت إلي أنه " إذا كان في نية بوغوص باشا الاستقالة فهو قد نوي خيرا وصمم علي أمر حميد . يكفي أنه ابن أغني نظار مصر وأن سكة الحديد في حاجة إلي عضو مصري أكثر منه همية وأهلية".
كما أن يعقوب أرتين وكيل نظارة المعارف العمومية لم يفلت أيضا من الوقوع في دائرة المغضوب عليهم من لدن أعوان النظام العثماني في مصر الذين اتهموه بالعمالة لصالح الإنجليز. وقد تردد أن الأخيرين " سينبذون سعادة يعقوب باشا أرتين تفلا بعدما عصروه ليمونا". بيد ان مجلة "الرائد المصري" كان لها رأي آخر مؤداه انه لم يحن الوقت بعد، إذ لم يزل في سعادة الباشا من همته المعروفة بقية في الزاوية يستطيع أن يخدم بها الاحتلال، وأن الإنجليز أنفسهم لم يزالوا يخبئون هذا الباشا ( الوطني) لبعض المهمات الأخري غير المعارف". ولهذا ، أنذرت المجلة " بنوازل أخري مرهونة بيد سعادة الباشا المذكور إلي حين يباح لها الظهور".



#عطا_درغام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأرمن اللاجئون إلي مصر 1896-1906 -3
- الأرمن اللاجئون إلي مصر 1896-1906 -2
- الأرمن اللاجئون إلي مصر 1896-1906 -1
- النظم الإدارية للأرمن الكاثوليك والبروتستانت في مصر
- أمور الزواج والطلاق عند طائفة الأرمن الأرثوذكس في مصر
- الأحوال الشخصية للأرمن الأرثوذكس في مصر
- الوضع القانوني للأرمن في مصر-3
- الوضع القانوني للأرمن في مصر-2
- الوضع القانوني للأرمن في مصر-1
- المهن والوظائف التي اشتغل بها الأرمن في مصر-2
- المهن والوظائف التي اشتغل بها الأرمن في مصر-1
- النشاط التجاري للأرمن في مصر
- النشاط الحرفي للأرمن في مصر-2
- النشاط الحرفي للأرمن في مصر-1
- النشاط الاقتصادي للأرمن في مصر-6
- النشاط الاقتصادي للأرمن في مصر-5
- النشاط الاقتصادي للأرمن في مصر-4
- النشاط الاقتصادي للأرمن في مصر-3
- النشاط الاقتصادي للأرمن في مصر-2
- النشاط الاقتصادي للأرمن في مصر-1


المزيد.....




- وحدة أوكرانية تستخدم المسيرات بدلا من الأسلحة الثقيلة
- القضاء البريطاني يدين مغربيا قتل بريطانيا بزعم -الثأر- لأطفا ...
- وزير إسرائيلي يصف مقترحا مصريا بأنه استسلام كامل من جانب إسر ...
- -نيويورك تايمز-: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخ ...
- السعودية.. سقوط فتيات مشاركات في سباق الهجن بالعلا عن الجمال ...
- ستولتنبرغ يدعو إلى الاعتراف بأن دول -الناتو- لم تقدم المساعد ...
- مسؤول أمريكي: واشنطن لا تتوقع هجوما أوكرانيا واسعا
- الكويت..قرار بحبس الإعلامية الشهيرة حليمة بولند سنتين وغرامة ...
- واشنطن: المساعدات العسكرية ستصل أوكرانيا خلال أيام
- مليون متابع -يُدخلون تيك توكر- عربياً إلى السجن (فيديو)


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - عطا درغام - الأرمن اللاجئون إلي مصر 1896-1906 -4