أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد بولس - نشيد للوحدة أم دعاء للخلاص














المزيد.....

نشيد للوحدة أم دعاء للخلاص


جواد بولس

الحوار المتمدن-العدد: 4664 - 2014 / 12 / 17 - 18:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



نشرت المواقع الإخبارية المحلية أن لقاءً رسميًا ثنائيًا جرى قبل أيام بين وفدي حزب التجمع، من جهة، والحركة الإسلامية الجنوبية من جهة ثانية، تباحث فيه الوفدان في شؤون الانتخابات الإسرائيلية القادمة.
من اللافت أن أمين عام التجمع الوطني الديمقراطي، السيد عوض عبدالفتاح، لم ينف ما نشر عن مطالبة الوفد التجمعي باستبعاد النائب أحمد الطيبي من أي تحالف ثنائي بين الإسلامية والتجمع، واكتفى قائلًا "إن جلّ اهتمام التجمع، في الوقت الراهن، ينصب نحو إقناع الجبهة بضرورة الانضمام إلى القائمة المشتركة..".
قبل عامين وبعد أن قرر نتنياهو، نفسه، حل الكنيست وجرّ إسرائيل إلى معركة انتخابية مبكّرة، شهدنا ما نشهده اليوم من تحرّكات سياسية وسمعنا ما ينادى به جميع قادة الأحزاب العربية والإسلامية، حين أكدوا جميعهم أن الحاجة ملحّة لبناء قائمة عربية مشتركة.
يحق للتجمع أن يضع شروطه لتعبيد طريق الوحدة العربية الإسلامية كما يراها، أو ما يسميه البعض "أمر الساعة" و"إرادة الشعب والجماهير"، وقد أعود للكتابة عن مطالبتهم لاستبعاد النائب الطيبي من أي وحدة ثنائية قد يلجأ اليها الطرفان (التجمع والإسلامية)، وما يشمله ذلك من أبعاد سياسية وأخلاقية، ولكن ما شدّني فيما نقل على لسان السيد عوض هو ذلك الإصرار على وجوب إقناع الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة بضرورة انضمامها للقائمة العربية المشتركة.
فبداية، إذا كان مسعى جميع القادة تشكيل قائمة واحدة شاملة، فلماذا هذه الاجتماعات الثنائية، التي كانت ستنجح، لولا رفض قادة الإسلامية الجنوبية، كما جاء في تلك الأخبار، استبعاد الطيبي وهو حليفهم الأبرز والأهم؟
وإذا كان ضم الجبهة للقائمة العربية الإسلامية أمرًا جليلًا، فكيف يستوي ذلك مع ما كتبه د. محمود محارب، وهو أحد أبرز قادة التجمع، قبل ثلاثة أسابيع فقط عن الجبهة وقادتها، خاصة عن النائب محمد بركة الذي "ينتفض التاريخ من جهله وانحطاطه".
ما يجري، تحت شعارات الوحدة العربية وما إلى ذلك من شعائر قبلية وعصبوية زائفة، أمر لا يستهان به. فكيف من الممكن أن تخوّن الجبهة وتطعن في مواقفها وتاريخها قبل أيام قليلة واليوم تصبح الوحدة معها شأنًا وطنيًا ضروريًا وهامًا؟
وإذا كان قائد الجبهة مفتريًا ومزوّرًا، كما جاء في مقالة عنوانها "عندما ينتفض التاريخ على جهل محمد بركة وانحطاطه" ولكم أن تتخيلوا ما حواه المتن وفاض به من وجع وعجب، يحق لنا أن نتساءل اليوم؛ كيف سيصير هؤلاء الجبهويون حلفاء وطنيين مؤتمنين؟ وإذا إزدرى قادة في التجمع قادةً في الجبهة قبل أسابيع قليلة، فكيف سيحن اليوم العود على قشره؟
ربما يخاف قادة أحزاب على مصائرهم وعلى سقوطهم، لا سيما بعد رفع نسبة الحسم في هذه المعركة فصارت الوحدة عندهم مرساة وقارب نجاة، ولكن هذه الدواعي غير كافية لبناء وحدة صادقة وقادرة على مجابهة ما تعدّه لنا الأيام القوادم من مخاطر مصيرية.
في كانون الأول من عام 2012، كتبت وقلت، ويا للعجب ما زال صحيحًا في أيامنا هذه: في وحدتكم ضعفنا لأن: لا رصيد لهذه النداءات فأولًا، لا نوايا حقيقية لعقد قران هذه الوحدة، فالحياة علّمت؛ أن من ينوي البناء لا بد له من تجهيز أساسات متينة وهذه لم تُعد ولن تُعد. وثانيًا، من يدعو إلى وحدة عليه أن يوقف حملات التفريق والتقريع والتطبيل والتزمير فهل توقف "التجمع" عن اعتقاده ان الطيبي غير جدير بالتفاتة ولن يكون شريكًا لا بفرح ولا بترح؟ وهل توقف "التجمع" عن اتهامه لـ"الجبهة الديمقراطية" و"الحزب الشيوعي" بالخيانة الوطنية وبالانبطاح على عتبات المؤسسة الإسرائيلية؟ وهل توقف الإسلاميون عن تجريم كفر الشيوعيين وأكثر؟ وهل انقلب الجبهويون وكفّوا عن إيمانهم بفداحة وعبث ما يدعو إليه "التجمع" وما تنادي به حركات إسلامية وقومية لا تخفي مواقفَها من الكنيست والدولة بشكل عام؟ وهل أصبح الطيبي حزبًا/حركةً كاملة القوام والجسد؟.
برأيي أن السؤال حول أفق تحقيق "الدولة القومية العربية" في إسرائيل، من خلال النضال البرلماني في "الكنيست الصهيوني"، يبقى السؤال المفتاح لمواقف حزب "التجمع" في العديد من القضايا والمسائل الجوهرية. معالجة هذه المسألة، بعيدًا عن التجريح والمزايدة والتخوين، من شأنها أن تمنع كثيرًا من الزلّات وأن تجلو كثيرًا من الضباب.
كذلك يبقى سؤال موقف الحركة الإسلامية من إسرائيل كدولة، ومن كل دولة قومية (بما في ذلك فلسطين) سؤالًا مفصليًا، هذا ناهيك عن ما تعنيه "الديمقراطية" لهذه الحركات، ومواقفها مما يعتبره آخرون حقوقًا أساسية للجميع وللمرأة، وحتى لمن لا يريد أن يتّبع دينًا، لا قدَّر الله!
لقد وصلنا إلى حالة من التشوُّه السياسي ونحن ندفع ثمن هذا التلكؤ والكسل. لجوؤنا إلى شعارات توفيقية حجب عنّا تحقيق عوائد لصالح مجتمعنا، ولكن اليوم، وعلى خلفية ما طرأ من متغيرات، نحن بحاجة إلى عودة المايسترو، وعلى هذا أن يكون عاقلًا حاذقًا متعلمًا مجربًا واثقًا حازمًا حاسمًا، وعليه أن يمسك العصا.
لا تتوحَّدوا يا سادة بل تميَّزوا، ليختار من حار وليتراجع من استنكف عن يأس وعن ملل. لا تتوحَّدوا، ولكن لا تخوّنوا ولا تكفِّروا بعضكم بعضًا، فإن أجدركم عند شعبكم أفيَدُكم للناس، أجدركم من يقف وراء الدفّة ويقود.
مرّ عامان وتمكنت في جسدنا ما كانت بدايات مرض واليوم عدنا إلى نشيد الوحدة الزائفة، ولذلك كما كتبت في حينه أقول اليوم: "لسنا بحاجة إلى وحدة تُعيق العمل الجاد، وتحبط التقدم، فوحدةٌ مُعيقة أضرُّ من فرقةٍ تحصدُ ولو لمامًا.



#جواد_بولس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسعفيني يا عين
- مرسيل يوقظ الحنين في المغرب
- حكاية بسمه
- رسالة الى وائل كفوري
- دش آيدول
- أحمقُ من ظالم
- عندما يحلم عمر بالحصاد
- القدس عاصمة الخلاف
- أوقاف تنتظر يوم نفيرها
- مستقبل طائش وأطفال الرصاص
- حكاية بير الزيت
- ماذا يقولون بالأرامية: يكفي اللبيب؟
- جنود يصرخون لا للاحتلال
- جنرالات الكذب، صناعة اسرائيلية
- القدس بين النخوة والرغوة
- نحن مع غزة .. من معنا ؟
- لنكسر القوالب ونوسع التحالف
- أنا والكرمل ومحمود
- كلّنا عكا
- ماذا بعد غزة ؟


المزيد.....




- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...
- زاخاروفا: إستونيا تتجه إلى-نظام شمولي-
- الإعلام الحربي في حزب الله اللبناني ينشر ملخص عملياته خلال ا ...
- الدرك المغربي يطلق النار على كلب لإنقاذ فتاة قاصر مختطفة
- تنديد فلسطيني بالفيتو الأمريكي
- أردوغان ينتقد الفيتو الأمريكي
- كوريا الشمالية تختبر صاروخا جديدا للدفاع الجوي
- تظاهرات بمحيط سفارة إسرائيل في عمان


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد بولس - نشيد للوحدة أم دعاء للخلاص