أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة-على الأرض السلام














المزيد.....

بدون مؤاخذة-على الأرض السلام


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 4664 - 2014 / 12 / 17 - 12:26
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


جميل السلحوت:
بدون مؤاخذة-على الأرض السلام
يحتفل مسيحيو العالم حسب التقويم الغربي بأعياد الميلاد المجيدة في 25 كانون أول-ديسمبر- بينما يحتفل الشرقيون بهذا العيد في 7 كانون الثاني-يناير من كل عام، وذات يوم شاهدت على احدى الفضائيات شيخا يحرّم على المسلمين المشاركة في احتفالات هذا العيد، ولما سأله المذيع عن أسباب التحريم مع أن الدّين الاسلامي يقرّ ويؤمن بنبوة عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام، وبالديانة المسيحية، بل إن المسلم الذي ينكر ذلك يعتبر كافرا، فأجاب "الشيخ" بأن دليل"فتواه" هو أنّ النبيّ محمد صلى الله عليه وسلم، لم يحتفل بعيد ميلاد السّيّد المسيح عليه السلام.
ومع معرفتنا المسبقة بأن الأعياد الدينية في الاسلام هي عيد الفطر وعيد الأضحى، وأن الأعياد الأخرى ابتدعها اللاحقون، وسؤالنا هل احتفل المسلمون في عهد النبوّة والخلفاء الراشدين بالمولد النبوي والهجرة النبوية والاسراء والمعراج وغيرها؟ وهل اعتبروها أعيادا دينية؟ وبالتأكيد فان الجواب بالنفي...وهل احتفال المسلمين بمولد الرسول عيسى بن مريم ردّة عن الاسلام؟ وبالتأكيد فان الجواب بالنفي أيضا. فلماذا هذا التزمت؟ ولماذا اثارة النعرات الطائفية؟
يقول تعالى في سورة المائدة:" وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَاناً وَأَنَّهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ * وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ"
وفلسطين تحديدا مهد المسيح عليه السّلام، ومهد الدّيانة المسيحية، وهي موطن التعددية الدينية والثقافية، وبهذا تكتسب خصوصية فريدة لا توجد في أيّ بلاد أخرى، فعيسى بن مريم عليه السلام من هذه البلاد، ومن هذه البلاد انطلقت المسيحية الى أرجاء الأرض كافة، تماما مثلما انطلق الاسلام من مكة والمدينة، وارتباطهما الوثيق الذي لا ينفصم بالقدس حيث المسجد الأقصى قبلة المسلمين الأولى، ومعراج خاتم النبيين عليه الصلاة والسلام، وبهذا فان الاحتفال بذكرى مولد المسيح احتفال للمسلمين وللمسيحيين قبل غيرهم من الشعوب الأخرى التي تدين بالمسيحية، لأنه إرث فلسطيني خالص، وأنّ الآخرين هم من قلدوا الفلسطينيين بهذه الاحتفالات، وعلى مسلمي البلاد المقدسة أن يتذكروا دائما أنّ مسيحييها مستهدفون بالاقتلاع منها تماما مثل المسلمين، وهم عرب قبل نزول الدّيانات السماوية، وهم مواطنون فلسطينيون أصليون وأصيلون، لهم ما للمسلمين وعليهم ما على المسلمين، وعلينا أن نتذكر دائما أن المقدسات المسيحية وفي مقدمتها كنيسة المهد في بيت لحم، وكنيسة القيامة في القدس هي ملك وإرث للشعب الفلسطينيّ، وهذا لا ينفي طبعا حقّ مسيحيي الشعوب الأخرى بالصلاة فيها والحجّ اليها، تماما مثلما هو حق المسلمين كافة بالصلاة في المسجد الأقصى وشدّ الرّحال اليه.
وللحفاظ على عروبة الأماكن المقدسة، وحفاظا على وحدة النسيج الفلسطينيّ، واحتراما لحرية العبادة ولمشاعر اخوتنا المسيحيين الفلسطينيين، فان المشاركة في احتفالات أعياد الميلاد المجيدة، وتقديم التهاني للمسيحيين بهذه المناسبة تفرض نفسها على جميع مكونات شعبنا، فالدّين لله والوطن للجميع.
وإنني أغتنم هذه المناسبة لأهنئ إخوتنا المسيحيين وأبناء شعبنا وأمتنا كافة بأعياد الميلاد المجيدة، وبرأس السنة الميلادية، و"على الأرض السلام وفي الناس المحبة".
17-12-2014



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -القدس مدينتي الأولى- في اليوم السابع
- أما آن لهذا الاحتلال أن ينقلع؟
- جريمة قتل الوزير أبو عين
- رواية أهل الجبل تدعو إلى التفكير
- بين علوم الدّين وعلوم الدّنيا
- حفل توقيع ونقاش رواية عازفة الناي في مركز يبوس الثقافي
- بدون مؤاخذة علومنا وعلوم -الكفار-
- بين فلنتينا وزعل
- الضدية الثقافية
- علي الدّيك والفنون الشعبيّة
- رواية-أميرة- في الصالون الثقافي في طولكرم
- -أميرة- في طولكرم
- رواية-أميرة- في ندوة اليوم السّابع
- اسرائيل دولة اليهود
- في قطاع غزة أناس يعانون
- قليلا من احترام الذات
- بدون مؤاخذة- الصعود الى الهاوية
- وعود نتنياهو حول الأقصى
- رواية -عازفة النّاي- بين الواقع والخيال
- القدس مفتاح الحرب والسلام


المزيد.....




- صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها ...
- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة-على الأرض السلام