أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جميل السلحوت - قليلا من احترام الذات














المزيد.....

قليلا من احترام الذات


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 4642 - 2014 / 11 / 24 - 15:35
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


جميل السلحوت:
بدون مؤاخذة- قليلا من احترام الذّات
يلاحظ أنّ عددا ممّن يعتبرون أنفسهم "باحثين وعلمانيّين ومفكرين وديموقراطيّين ولغويين" وينحدرون من أصول عربية واسلامية، ويعيشون في دول غربية لا يشغلهم ولا يثير اهتمامهم سوى الطعن في العروبة والاسلام، وإذا كان من حق المرء أن يكون حرّا في معتقداته، وحرّا في تفكيره والتعبير عن رأيه، إلا أنّ هؤلاء لا ينطلقون في كتاباتهم من باب النقد البنّاء الذي يدعو إلى الاصلاح، ولا من باب حرية الفكر والمعتقد، وإنما من باب العداء السّافر لأصولهم ولثقافتهم، ولنأخذ بعض الأمثلة على ذلك، فقضية اللغة مثلا، فمن البدهيات أن هناك لكلّ أمة لغتها الخاصة بها، مع التأكيد على أن اللغات تتأثر ببعضها البعض، تماما مثلما هي الحضارات، ولا تكاد توجد لغة من اللغات الحيّة لا يوجد فيها كلمات من لغات أخرى، قد تنقل إليها كما هي، أو محرفّة قليلا، تماما مثلما هي اللغة الواحدة التي تكون فيها لهجات مختلفة، ولا عيب أو ضرر في ذلك، واللغة العربية ليست استثناء بالطبع. لكننا نجد من يشغلون فكرهم وعلمهم و"أبحاثهم" للطعن في اللغة العربية، حتى أنّ القارئ لكتاباتهم يظن بأنه ليس للعرب لغة خاصّة بهم، أو كأنّهم كانوا يتعاملون مع بعضهم البعض بلغة الاشارات إلى أن تعلموا كلمات من هذه اللغة وتلك، وهذا بالطبع مناف لطبيعة التطوّر البشري على هذه الأرض، فحتى القبائل البدائية في أدغال افريقيا، والتي لم تختلط بغيرها من الشعوب لها لغتها الخاصة التي يتفاهمون بها.
ومن باب الطعن في اللغة العربية وفي الاسلام كديانة، وأنا هنا لا أدافع عن الاسلام ولا عن غيره من الديانات، مع ايماني المطلق بحق الانسان أن يؤمن بواحدة من الديانات أو يكفر بها، فهذا شأنه، لكن مهاجمي العرب والعروبة والاسلام والمسلمين يدعون إلى حرية المعتقد، واحترام حقوق الانسان بغض النظر عن جنسه ولونه وعرقه، لكنهم بهجومهم على العروبة والاسلام يتناقضون مع ما يدعون إليه، وتتفاوت مشاربهم وأفكارهم في ذلك، وبعض من يهاجمون اللغة العربية ويعتبرونها خليط كلمات من لغات أخرى، نجدهم"يدافعون عن هذه اللغة ويزعمون معرفتهم الكاملة والصحيحة لهذه اللغة، ينشرون مقالات و"أبحاثا" يزعمون فيها بوجود أخطاء لغوية في القرآن الكريم! فكيف يجيزون لأنفسهم ذلك؟ ويتناسى أو لا يعلم أصحاب هذه المزاعم أن القرآن الكريم حجّة على اللغة العربية، تماما مثلما هو الشعر العربي القديم من العصر الجاهلي إلى عصر الشاعر البحتري 820م-897م في العصر العباسي، وهو آخر شاعر يحتج بشعره على اللغة، حيث تفشّت اللهجات العامية بعد ذلك نظرا لدخول العجم في الاسلام، وعدم اتقانهم للغة العربية-لغة القرآن الكريم- بسبب الفتوحات الاسلامية وغيرها. فكيف يجيز محدث يزعم أنه يجيد العربية لنفسه الطعن في صحّة لغة القرآن العربية؟
ومع أن الانفتاح على الثقافات الأخرى قضية غاية في الأهمية في عالم أصبح "قرية صغيرة" بسبب التطور الهائل في مجال المواصلات والاتصالات، وما يستدعي ذلك من تعلم لغات أخرى، ومن الترجمة عن هذه اللغات، فإن المستشرقين الغربيين كانوا أكثر انصافا للغة العربية من بعض أبنائها "المستغربين العاقين" الذين لا يألون جهدا في مهاجمة هذه اللغة، ولنأخذ أمثلة على ذلك:
قال المستشرق الفرنسي رينان: " من أغرب المُدْهِشَات أن تنبت تلك اللغة القومية وتصل إلى درجة الكمال وسط الصحارى عند أمة من الرُّحل، تلك اللغة التي فاقت أخواتها بكثرة مفرداتها ودقة معانيها، وحسب نظام مبانيها، ولم يُعْرَف لها في كل أطوار حياتها طفولة ولا شيخوخة، ولا نكاد نعلم من شأنها إلا فتوحاتها وانتصاراتها التي لا تُبَارى، ولا نعرف شبيها بهذه اللغة التي ظهرت للباحثين كاملة من غير تدرج وبقيت حافظة لكيانها من كل شائبة " .
وقالت المستشرقة الألمانية زيفر هونكه:
"كيف يستطيع الإنسان أن يُقاوم جمال هذه اللغة ومنطقها السليم ، وسحرها الفريد ؟ فجيران العرب أنفسهم في البلدان التي فتحوها سقطوا صَرْعَى سحر تلك اللغة".
وقال المستشرق الألماني اوجست فيشر :
وإذا استثنينا الصين فلا يوجد شعب أخر يحق له الفخر بوفرة كتب علوم لغته غير العرب .
وقال بروكلمان "بلغت العربية بفضل القرآن من الاتساع ، مدى لا تكاد تعرفه أي لغة أخرى من لغات الدنيا "
و قال الفرنسي وليم مرسيه:
"العبارة العربية كالعود، إذا نقرت على أحد أوتاره رنت لديك جميع الأوتار وخفقت، ثم تُحَرَّك اللغة في أعماق النفس من وراء حدود المعنى المباشر مَوْكبا من العواطف والصور ."
وقال الفرنسي لويس ماسينيون :
"اللغة العربية هي التي أدخلت في الغرب طريقة التعبير العلمي، والعربية من أنقى اللغات ، فقد تفردت في طرق التعبير العلمي والفني".
والشواهد كثيرة على ذلك. فهل هؤلاء الغربيون كانوا عربا متعصبين لعروبتهم، أم انهم احترموا علمهم ومعرفتهم؟ وهل من باب "الحريات" و"الديموقراطية" و"حرية الفكر" يجوز مهاجمة أقوام بعينهم ومهاجمة ثقافتهم؟ وهل يجوز ذلك؟ والحديث يطول.
24-11-2014



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدون مؤاخذة- الصعود الى الهاوية
- وعود نتنياهو حول الأقصى
- رواية -عازفة النّاي- بين الواقع والخيال
- القدس مفتاح الحرب والسلام
- ديوان -أصابع من ضوء- في ندوة اليوم السابع
- أدبيّات السّجون
- بدون مؤاخذة- ضربني وبكى....
- بدون مؤاخذة – اغتيال الرئيس الرّمز مرّتين
- غضب
- بدون مؤاخذة-جنون الاحتلال
- القدس مدينة الأديب محمود شقير الأولى
- بدون مؤاخذة- التصعيد الاسرائيلي بدل العقلانية
- نتنياهو يشعل النيران
- الشاعرية الدافقة في ديوان-أصابع من ضوء-
- الذبح والتدمير -الحلال-
- الأديب أسعد الأسعد في اليوم السابع
- بدون مؤاخذة- القدس تتدثر بأحزانها
- -أميرة الوجد- في اليوم السابع
- لا جديد في تصريحات وزير الجيش الاسرائيلي
- لا اسلام بدون الأقصى


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جميل السلحوت - قليلا من احترام الذات