أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - الشاعرية الدافقة في ديوان-أصابع من ضوء-














المزيد.....

الشاعرية الدافقة في ديوان-أصابع من ضوء-


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 4616 - 2014 / 10 / 27 - 14:14
المحور: الادب والفن
    


القارئ لديوان "أصابع من ضوء" للشاعرة الفلسطينية منال النجوم والصادر هذا العام عن الاتحاد العام للاتحاد والكتاب الفلسطينيين، سيجد نفسه أمام شاعرة بحق وحقيقة، فتاة خُلقت شاعرة، وأعتقد أنها كتبت الشعر قبل أن تعرف الخليل بن احمد الفراهيدي وبحوره الشعرية، لذا فإن جملتها الشعرية تأتي دافقة بانسيابيّة لا تصنّع فيها، حاملة لغتها البليغة وصورها الجمالية ولحظة انفعالاتها وأحاسيسها، وتبوح بها بعفويّة بريئة.
ومن جماليات قصائد منال النجوم أنّها لا تصنّع فيها...بل هي انعكاس صادق لدواخلها، والرمزية فيها شفيفة لا تعقيد فيها، واللافت أنّ شاعرتنا تكتب قصائدها كامرأة تعرف حدودها تماما، وتكبح جماح كلماتها تماما مثلما تكبح عواطفها خضوعا للبيئة التي ولدت وترعرعت فيها، وللمجتمع الذكوريّ الذي لا يرحم المرأة، ومع أن شاعرتنا ببوحها تعرف ما للمرأة وما عليها إلا أنّها تعطي ما عليها وتكبت ما لها بين أضلاع صدرها، وإن باحت بقليل ممّا لها فانها لا تسايره حتى النهاية، بل تلمح إليه ثم تردعه. وهذا نتاج للحياة والتربية البدوية الصارمة التي عاشتها وتعيشها الشاعرة.
ولو أنّ شاعرتنا تعيش في مجتمع أكثر حضارة وانفتاحا، أيّ يحترم انسانيّة المرأة، ويعطيها الحرية في التعبير عن مكنونات نفسها؛ لأتحفتنا بقصائد غزلية سيتغنى بها الرّجال والنّساء، ولعلّمتهم كيف يكون الحبّ؟ وكيف تحبّ المرأة؟ مع التأكيد أنّ حبيب الأديبة والشاعرة قد لا يكون إنسانا من لحم ودم، وإنما هو محض خيال لما تريده المرأة في الرجل الحبيب، والعكس صحيح أيضا بالنسبة لحبيبة الأديب والشاعر.
وشاعرتنا تعرف ما هو الحبّ، وتعلم غرائز المرأة، وما المطلوب لاشباعها، فتحوم حولها، ترمي جملة شعرية هنا وأخرى هناك بهذا الخصوص، لكنها لا تلبث أن تتوقف عن مواصلة الطريق لكثرة "التابوهات" التي لا تقوى على اختراقها. ولنأخذ قصيدة " الموت حبّا" ص26 كمثال، حيث تقول:" نفر من أصابعي المطر....هطل من خدّي التّفاح...نضج على شفتي الكرز...تكوّر رمّان نهدي". وهذا الوصف المبهر هو دلالات نضوج الفتاة، وما يترتب على ذلك النّموّ الجسدي، فماذا حصل بعد هذا النضج؟ تقول:
" حين سمعت صوتك...تداعت جدران الصّدّ...ثار غبار الطّلْعِ...نما عشب الحبّ...تفتّحتُ كوردة...مشيت على رؤوس أصابعي...لئلا أزعج طيفك." ولنلاحظ فيما سبق جمال وصدق البوح، فبعد أن اكتملت الفتاة أنوثة، صارت تفكّر بالحبّ، وبمن يقطف ثمار هذه الأنوثة ويطفئ نارها، وعندما سنحت الفرصة "تداعت جدران الصّدّ" وغرقت في بحر الحبّ، ولنكتشف لاحقا أن كلّ ذلك مجرّد حلم وخيال، أيّ أنّ المرأة تفكر بنصفها الآخر لتكتمل الحياة. وبعد نضج الفتاة وتفكيرها بنصفها الآخر ماذا تفعل؟ والجواب:"
همستُ بأغنية حلوة...رقصت على إيقاع كأس...لم يعد قلبي الوليد للتوّ...يحتمل عصف حبّك الجارف...لم أعد أحتمل...فإذا متُّ فاعلم أنّني متّ حبّا" ص27. وهذا يعني أنّها تنتظر نصفها الآخر كي تكتمل حياتها، وإذا لم يحصل ذلك فإنّها ستموت في حبّ لم يتحقق.
والشواهد كثيرة في ديوان منال النجوم على قصائد الحبّ العذري، فتحية لها.
27-10-2014



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الذبح والتدمير -الحلال-
- الأديب أسعد الأسعد في اليوم السابع
- بدون مؤاخذة- القدس تتدثر بأحزانها
- -أميرة الوجد- في اليوم السابع
- لا جديد في تصريحات وزير الجيش الاسرائيلي
- لا اسلام بدون الأقصى
- بدون مؤاخذة- حضارة الرجل الأبيض
- داعش والحرب الكونية في سوريا
- بدون مؤاخذة-العرب يخوضون حربهم النّوويّة
- رجال لا يعتذرون رواية النّساء المضطهدات
- بدون مؤاخذة-شراكة اسرائيل ودول عربية
- عهر
- رجل عاقر
- عيد
- بدون مؤاخذة- دفاعا عن قضيتنا وليس عن عميرة هسّ
- الرواية الفلسطينية للصحفي السوري وحيد تاجا
- رواية-أميرة-جديد جميل السلحوت
- حمار مفخّخ
- كفن وقبر واحد
- أربعون يوما على رحيل القاسم


المزيد.....




- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - الشاعرية الدافقة في ديوان-أصابع من ضوء-