أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - أربعون يوما على رحيل القاسم














المزيد.....

أربعون يوما على رحيل القاسم


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 4585 - 2014 / 9 / 26 - 13:13
المحور: الادب والفن
    


جميل السلحوت
أربعون يوما على رحيل القاسم
تمر هذه الأيام أربعون يوما على رحيلك يا جرمق الشعر العربي يا سميح القاسم، وكثير من قرائك ومحبيك لا يصدّقون أنّك رحلت يا سميح! والسّبب بسيط جدا وهو أنّك باق بينهم روحا وشعرا وخلودا، وهذا ما قلتَهُ لهم يا أبا وطن، ألم تقل بعد وفاة صديقك الشاعر الكبير محمود درويش" الشعر لا يموت وإن مات الشّعراء" وهذا يعني أنّ الشّعر يخلّد شاعره، وأنت من الخالدين بأشعارك وبسيرتك ومواقفك المبدئية النبيلة، فأنت "لم تساوم" وكنت مقاوما في شعرك وفي مواقفك، لأنّك رضعت حليب العزة والكرامة، ولم تقترب من حليب الغرباء. فكنت الشاعر والمعلم والقائد الكبير.
أتذكر يا أبا وطن أنّك القائل:
"كم أتمنى أن أكون على قيد الحياة
يوم تنتصر ارادة شعبي في الحياة
لأعَلّم العالم كله كيف يكون الفرح"
وكنت واثقا من أن إرادة شعبك ستنتصر، وهذه حتميّة تاريخية، فرغم غيابك جسدك الذي يراقب ما يجري من سفح جبل حيدر حيث ترقد، فإن شعبك سيشركك بفرحه يوم تتحقق ارادته بالنصر وحقه في تقرير مصيره واقامة دولته المستقلة بعاصمتها القدس الشريف. وشعبك يا سميح تعلم الدرس منك وأنت تسخر من الغزاة في رسالتك "إلى غزاة لا يقرأون" والتي كان مطلعها:
"تقدموا
تقدموا
كل سماء فوقكم جهنم
وكل ارض تحتكم جهنم
تقدموا"
صحيح أن الغزاة لا يقرأون التاريخ ولا يتعلمون منه، لكن شعبك الذي أحببته وأحبّك تلقف الرسالة و"ناطح المخرز بالكف" وتلقف قصيدتك وجعلها نشيده وهو يصدّ العدوان منتصب القامة كما أنت يا أبا "محمد وطن"
"منتصبَ القامةِ أمشي مرفوع الهامة أمشي
في كفي قصفة زيتونٍ وعلى كتفي نعشي
وأنا أمشي وأنا أمشي....
قلبي قمرٌ أحمر قلبي بستان
فيه فيه العوسج فيه الريحان
شفتاي سماءٌ تمطر نارًا حينًا حبًا أحيان....
في كفي قصفة زيتونٍ وعلى كتفي نعشي
وأنا أمشي وأنا أمشي"
أبا محمّد يا ابن الشعب الذي ما انحنى رغم كلّ المحن وكل الجرائم التي مورست بحقه، هذا الشعب الذي حملت همومه في مراحل عمرك المختلفة، وصعدت روحك الى السماء وأنت تتابع "محرقة غزّة" لم ينس مواقفك العظيمة والمبدئية والانسانية، فكان رحيلك فاجعة فوق الفواجع التي حصلت في قطاع غزة الذّبيح وأنت على فراش الموت، هذا الموت "الذي لا تحبّه ولم تخف منه" رغم عشقك للحياة، باختطافه لروحك الطاهرة جعل مأتما في كلّ بيت فلسطينيّ، وفي بيوت محبيك في عالمك العربيّ الذي أحببته وأحبّك، فبكتك الملايين. وأحيوا ذكراك في مختلف العواصم.
فهل وصلتك الأخبار يا سميح بأنّ تأبينك لم يقتصر على العواصم والمدن الكبيرة، بل تعدّاها الى قرى من وطنك ربّما لم تسمع بها ولم تدخلها جسدا، لكنّك دخلتها شعرا وروحا مقاومين؟
فيا شاعر الجبل والصحراء وفارسها ستبقى خيولك تصهل من المحيط الذي كان هادرا الى الخليج الذي كان ثائرا، وستجوب الكون حاملة هموم شعبك وقضيتك، فنم قرير العين فأنت لم ولن تغيب.
26—9-2014



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدون مؤاخذة- دواعشهم ودواعشنا
- داعش ثقافة سائدة
- بدون مؤاخذة-داعش وليدة الانغلاق الفكري
- إبادة
- رواية الشمس تولد من الجبل في اليوم السابع
- بدون مؤاخذة- حق المواطنة في بلاد العربان
- من موت إلى موت
- بدون مؤاخذة-الهجرة من الوطن
- محمود شاهين أكلوه لحما ورموه عظما
- بدون مؤاخذة-أدباء ومبدعو الأرض المنسيّة
- الحرب على داعش ليست بريئة
- اعادة تعمير قطاع غزة ومسؤولية اسرائيل
- بوح أنثى على طاولة ندوة اليوم السابع
- حروب اسرائيل الاستباقية
- أعراس
- نحروه
- الآباء يدفنون الأبناء
- -أميرة الوجد- والحب العذري
- ديوان -رسالة من مولاتي- في اليوم السابع
- حكومة نتنياهو بعيدة عن متطلبات السلام


المزيد.....




- اكتشاف طريق روماني قديم بين برقة وطلميثة يكشف ألغازا أثرية ج ...
- حوارية مع سقراط
- موسيقى الـ-راب- العربية.. هل يحافظ -فن الشارع- على وفائه لجذ ...
- الإعلان عن الفائزين بجائزة فلسطين للكتاب 2025 في دورتها الـ1 ...
- اكتشاف طريق روماني قديم بين برقة وطلميثة يكشف ألغازا أثرية ج ...
- من الجو..مصور يكشف لوحات فنية شكلتها أنامل الطبيعة في قلب ال ...
- التمثيل الشعري للذاكرة الثقافية العربية في اتحاد الأدباء
- الكوتا المسيحية: خسارة ريان الكلداني وعودة الجدل حول “التمثي ...
- مؤرخ وعالم آثار أميركي يُحلل صور ملوك البطالمة في مصر
- -المعرفة- في خدمة الإمبريالية والفاشية والاستبداد


المزيد.....

- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - أربعون يوما على رحيل القاسم