أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جميل السلحوت - حروب اسرائيل الاستباقية














المزيد.....

حروب اسرائيل الاستباقية


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 4571 - 2014 / 9 / 11 - 12:52
المحور: القضية الفلسطينية
    


جميل السلحوت
حروب اسرائيل الاستباقية
اذا استثنينا حرب اكتوبر 1973 فان اسرائيل هي التي بادرت الى شنّ الحروب التي كانت طرفا فيها منذ قيامها في أيار –مايو- 1948 وحتى الآن، بل انها تعدت ذلك الى شنّ غارات والقيام باغتيالات بعيدا عن حدودها وفي أكثر من دولة. وحجتها دائما هي الأمن، والذي من خلال طاحونة الاعلام العالمية التي تسيطر عليها الصهيونية العالمية تم تسويقه على اعتبار أن أمن اسرائيل مهدد في كل لحظة، وهذا ما تربي شعبها عليه، ونظرية الأمن الاسرائيلية لا يستطيع أحد حصرها والوقوف عليها، حتى أن كاتبا فلسطينيا كتب ذات مرّة أنّ اسرائيل قد تقوم بقصف مصنع أقلام في المغرب العربي بحجة أن هناك عسكريين يستعملون هذه الأقلام في رسم خرائط عسكرية.
والذريعة الاسرائيلية حول الأمن لم تصدق يوما، بل العكس هو الصحيح، فاسرائيل لا تزال تحتل أراضي عربية، اضافة الى أراضي الدولة الفلسطينية العتيدة، ولديها ترسانة عسكرية قوية وهائلة، بل انها تمتلك أسلحة نووية، وهي من تهدد أمن دول وشعوب المنطقة، بل والسلم العالمي.
واذا كان قادة اسرائيل لا يتعاملون مع السياسة إلا من نافذة طائرات الفانتوم، ومدافع دبابات الميركفاه، فهل استوعبوا الدرس من حربهم الحارقة الأخيرة على قطاع غزة؟ رغم أن هذه الحرب نتج عنها قتل وجرح آلاف المدنيين الفلسطينيين، وتركت خلفها مليوني طن من الركام. ودمرت البيوت الآمنة والمدارس والمساجد والمكاتب الصحفية، والبنى التحتية وغيرها. وكان العالم جميعه شاهدا على الجريمة من خلال الفضائيات التي كانت تنقل أخبار المجازر والمحارق أولا بأول.
وهل حققت غزارة وكثافة القذائف التدميرية الأمن لاسرائيل ولشعبها؟
وبالتأكيد فان قادة اسرائيل لم يغيروا مواقفهم المعادية لتحقيق سلام عادل ودائم في المنطقة، لأسباب عديدة، منها الدعم الأمريكي اللامحدود لها على مختلف الأصعدة، وهوان الأنظمة العربية اللامحدود هو الآخر.
فحرب اسرائيل على لبنان عام 2006 أثبت لها أن القوة العسكرية مهما بلغت في بطشها لن تستطيع تحقيق الأمن، فقد طالت صواريخ حزب الله عددا من المدن والبلدات الاسرائيلية.
وجاءت الحرب الأخيرة على قطاع غزة، ورغم الحصار البري والجوي والبحري على قطاع غزة منذ عام 2006، ورغم كثافة النيران الاسرائيلية وقوتها التدميرية الهائلة، ورغم المراقبة المشددة من الأقمار الصناعية وطائرات الاستطلاع دائمة التحليق فوق القطاع، ورغم أجهزة الرصد البرية والجوية والبحرية، إلا أن ذلك لم يمنع صواريخ المقاومة الفلسطينية –وهي في غالبيتها صناعة محلية بدائية- من الوصول الى مختلف المدن والبلدات الاسرائيلية.
فهل اتعظ أصحاب القرار السياسي في اسرائيل من ذلك؟ وهل ثبت لهم بطلان نظرياتهم "الأمنية"؟ فعلى سبيل المثال: هل حقق جدار التوسع الاسرائيلي الاحتلالي والمستوطنات الأمن والحماية للمدن والبلدات والشعب الاسرائيلي؟
ومع ذلك فان نتنياهو وحكومته اليمينية بدلا من الرضوخ لمتطلبات السلام العادل الذي يحفظ حقوق دول وشعوب المنطقة، فانهم وافقوا على وقف اطلاق النار والتهدئة مع قطاع غزة، تحت ضغط المجتمع الدولي، وبدأوا حربا مفتوحة في الضفة الغربية وجوهرتها القدس عاصمة الدولة الفلسطينية العتيدة، تمثلت في مواصلة مصادرة الأرض الفلسطينية والبناء الاستيطاني عليها والاقتحامات والقتل وهدم البيوت.
إن الخطيئة التي ارتكبتها السلطة الوطنية الفلسطينية والدول العربية في المفاوضات تمثلت بقبول أمريكا كراع وحيد للمفاوضات، رغم معرفتهم المسبقة بعدم حيادية أمريكا وانحيازها الأعمى لاسرائيل، ورغم معزوفتها الدائمة بأن"أمريكا تقبل ما يتفق عليه الطرفان المتفاوضان" وما تحمله هذه المعزوفة من تجاهل للقانون الدولي وللشرعية الدولية بما فيها قرارات مجلس الأمن الدولي والتي سبق لاسرائيل وأمريكا أن وافقت عليها. ورغم معرفة الجميع بأطماع اسرائيل التوسعية، وأنه لا يمكن تحقيق السلام تحت اختلال ميزان القوى بين المتفاوضين.
من هنا فان أيّ مفاوضات قادمة يجب أن تكون من خلال مؤتمر دولي تشارك فيه الدول الفاعلة في السياسة الدولية وتحت مظلة الأمم المتحدة والقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية. وكل الدلائل تشير أن الظروف الحالية مهيأة لذلك اذا أحسن العرب استغلالها.
11-9-2014



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أعراس
- نحروه
- الآباء يدفنون الأبناء
- -أميرة الوجد- والحب العذري
- ديوان -رسالة من مولاتي- في اليوم السابع
- حكومة نتنياهو بعيدة عن متطلبات السلام
- الدعوة الى قتل الفلسطينيين بدل الاعتذار عن المذابح
- وفاء
- غيرة
- رسالة من مولاتي وحب القدس
- قبور المثقفين العرب في اليوم السابع
- بفضل الستالايت
- النصر الاسرائيلي في الحرب على قطاع غزة
- هل يتذكر العربان المسجد الأقصى؟
- اليوم السابع تنعى الشاعر الكوني سميح القاسم
- سميح القاسم من المنفضة الى الخلود
- الرّضيع الطائر
- سأريحكم مني
- بوح أنثى ومعاناة الكنّة
- قلب العقرب في اليوم السابع


المزيد.....




- الكويت.. شجون الهاجري تحظى بالتضامن من زملائها على مواقع الت ...
- كيف علقت الصين على الضربة الأمريكية ضد المنشآت النووية الإير ...
- حصريًا لـCNN.. كيف سيكون رد طهران على هجوم أمريكا؟ متحدث باس ...
- مصر.. الحكومة تكشف عن خطة لعدم انقطاع الكهرباء خلال الصيف وخ ...
- بعد ساعات من استهداف المنشآت النووية الإيرانية.. واشنطن تقلّ ...
- الدفاع المدني السوري: 15 قتيلاً على الأقل وعشرات الإصابات جر ...
- فظائع في الظل.. كيف تمددت فاغنر في إفريقيا على أنقاض القانون ...
- سوريا: 15 قتيلا على الأقل في هجوم انتحاري داخل كنيسة في دمشق ...
- مدير مكتب الجزيرة في طهران: 3 جهات بإيران تحدد الخطوة القادم ...
- مساعد الذكاء الاصطناعي بواتساب يسرب رقم هاتف أحد المستخدمين ...


المزيد.....

- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جميل السلحوت - حروب اسرائيل الاستباقية