أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جميل السلحوت - بين علوم الدّين وعلوم الدّنيا














المزيد.....

بين علوم الدّين وعلوم الدّنيا


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 4656 - 2014 / 12 / 8 - 11:30
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


جميل السلحوت
بدون مؤاخذة- بين علوم الدّين وعلوم الدّنيا
مشكلة المتأسلمين الجدد أنّهم لا يفقهون علوم الدّين الصّحيح، مع أنهم يزعمون أنّهم حماته والمدافعون عنه، وعدم فهمهم للدّين الصحيح يدفعهم إلى تكفير من يخالفهم الرأي حتى وإن كان يدافع عن الدّين، وهم بهذا تنطبق عليهم مقولة الامام الشافعي:" ما جادلني عاقل إلا غلبته، وما جادلني جاهل إلا غلبني." وهم بجهلهم يستعدون الأمم الأخرى على الاسلام وعلى المسلمين، وهم لا يدركون بأنّ الدين الصّحيح لا يتعارض مع العلم الصحيح. والأمثلة على ذلك كثيرة جدّا.
لكن الخطير في تفكيرهم أنّهم لا يميزون بين علوم الدّين، وبين علوم الدنيا التي لا علاقة للدّين وتشريعاته بها، فيزعمون أنّ كلّ العلوم موجودة في القرآن والسّنة، ولا يعتبرون من قول الرسول صلى الله عليه وسلم في حادثة تلقيح النخيل الشهيرة:"أنتم أدرى بشؤون دنياكم". ومع أن في القرآن الكريم آيات تدعو الى التفكير والعلم، والأحاديث النبوية حثت على طلب العلم" اطلبوا العلم ولو في الصّين" إلا أنّ طلب العلوم الدّنيوية ليس في واردهم. ومن هنا يأتي سبب تخلّف شعوبنا في مختلف المجالات عن الرّكب الحضاري العالمي. ومعروف أنّ علوم الدّنيا لا علاقة لها بعلوم الدّين، ولا بالحلال وبالحرام الذي نصّت عليه الشريعة، وما علاقة الدّين بالعلوم والابتكارات الحديثة؟ وهل هناك نصوص دينية تحللها أو تحرّمها؟ فمثلا غزو الفضاء، والبحث عن كنوز الأرض وما تحتويه، وتطوير الزراعة وغيرها، ما علاقتها بالدّين؟ أليست هذه علوم دنيوية؟
ومن خلال هذا الخلط غير المبرّر فإن ثقافتنا الموروثة تعتبر "علوم الدّين" هي أساس العلوم، في حين أنّ العالم جميعه يعتبر الرّياضيات أساس العلوم، وعندنا "علماء" يعتبرون الرّياضيات مفسدة وكفرا!
ومن الأمور التي لم تعد عجيبة أن ثقافتنا تعتبر من يرتدي الجبّة ويضع العمامة، ويطلق لحيته ويحفّ شاربه "عالما"! حتى ولو كان أمّيّا أو شبه أمّي. فمن أين أتاه العلم؟ أم أنّ العلوم حبيسة ملابسه ومنظره الخارجيّ. واللافت أن "علماءنا" هؤلاء لا يتحدّثون ولا يخطبون إلا عن النّار العظيمة التي أعدّها الله للكافرين، أو عن الجزء السّفلي للإناث، وكأن لا ثواب للمؤمنين، وأنّ المرأة سبب كل شرور الدّنيا، ويتناسون أنّ أمّهاتهم وبناتهم وشقيقاتهم وزوجاتهم وعمّاتهم وخالاتهم...الخ نساء، أم أنّهنّ مستثنيات من هذه الشّرور؟ فهل حياة الانسان ووجوده على هذه الدّنيا عابر لا أهميّة له؟ أم أن له دورا في تعمير الكون عليه القيام به؟ مع أن الحديث النبوي الشريف يقول: "إن قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة، فإن استطاع أن لا يقوم حتى يغرسها فليفعل." ومما ينسب للامام عليّ كرّم الله وجهه قوله:" “إعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا، واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا“. أيّ أنه للحياة متطلبّات وللآخرة متطلبات أخرى، فلماذا يتناسى المتأسلون الجدد متطلبات الحياة الدّنيا؟
إنّ القفز عن متطلّبات الدّنيا بهذا المفاهيم البائسة هي واحدة من أسباب الابتعاد عن علوم الدّنيا، والابتعاد عن مواكبة العلوم الحديثة سبب رئيسي في سلسلة حلقات التخلف والهزائم التي تعيشها شعوبنا. ومن هنا تنبع أهمية اعادة النظر بالمناهج التعليمية، ومن ضمنها مناهج التربية الدّينيّة في مختلف مراحلها، لتحرير العقل العربيّ والاسلامي من الجهل والخرافة.
8-12-2014



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حفل توقيع ونقاش رواية عازفة الناي في مركز يبوس الثقافي
- بدون مؤاخذة علومنا وعلوم -الكفار-
- بين فلنتينا وزعل
- الضدية الثقافية
- علي الدّيك والفنون الشعبيّة
- رواية-أميرة- في الصالون الثقافي في طولكرم
- -أميرة- في طولكرم
- رواية-أميرة- في ندوة اليوم السّابع
- اسرائيل دولة اليهود
- في قطاع غزة أناس يعانون
- قليلا من احترام الذات
- بدون مؤاخذة- الصعود الى الهاوية
- وعود نتنياهو حول الأقصى
- رواية -عازفة النّاي- بين الواقع والخيال
- القدس مفتاح الحرب والسلام
- ديوان -أصابع من ضوء- في ندوة اليوم السابع
- أدبيّات السّجون
- بدون مؤاخذة- ضربني وبكى....
- بدون مؤاخذة – اغتيال الرئيس الرّمز مرّتين
- غضب


المزيد.....




- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جميل السلحوت - بين علوم الدّين وعلوم الدّنيا