أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حومد - سعيدة المنبهي عنوان التضحية والمجابهة














المزيد.....

سعيدة المنبهي عنوان التضحية والمجابهة


محمد حومد

الحوار المتمدن-العدد: 4657 - 2014 / 12 / 9 - 23:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سعيدة المنبهي عنوان التضحية والمجابهة

"لإنني أريد أن لا يبقى أثرا للسجن هنا غدا..."

إن الكثير من مثقفي وأشباه مثقفي اليوم لا "يعرفون" عنك شيئا أيتها الشامخة، إنهم يتباهون ويتسابقون لتغطية النجوم المفبركة صنيعة المال المتفشي وصناعة السينيماتوغرافيا. ففي كل يوم، تطلعنا هذه الجريدة أو تلك المجلة على هيكل مائع مستبشرة إياه بالنجومية الساطعة وصانعة منه رمزا للوطن. إنهم يتجاهلونك عن قصد، كما يتجاهلون الشهداء والمناضلين، ويسعون إلى محو واستئصال تضحياتك الجسام من التاريخ المشرق لشعبنا، مقابل بعض الفتات الذي تتهافت عليه الأقلام المأجورة وفلول إعلام الصفقات التجارية. إنهم يتشدقون بمنجزات وتحديات الأخريات من الأنظمة الرجعية والإمبريالية والصهيونية ويتناسون معاناتك القاسية وتحدياتك الغنية عن التعريف. يوظفون المرأة المصنوعة والمفبركة على مقاس الإمبريالية في كل المناسبات وبدونها، وهم على مقربة من المخافر الشاهدة على تضحياتك وصمودك. فلا عيب أن يحتل هؤلاء مواقعهم الطبيعية وأن يكونوا كذلك، إن العيب أن يقصر في حقك من يرفع راية الثورة ودعاة الماركسية اللينينية وألا يستحضرك وألا يجعل منك نموذجا لممارسته وأسلوبه اليومي. وإن كان لابد من زعيم، فلا زعامة يستحقها غيرك. إنك أبدية الحياة في عروقنا وها نحن نقف إجلالا وإكبارا أمام دمائك الطاهرة للمرة السابعة والثلاثين، كل يوم حادي عشر من شهر دجنبر. ستظلين أيتها الرفيقة شامخة في عيون الثوار، ستظلين رمزا للوطن وستظلين رمزا للمرأة المناضلة العالمية بشكل عام وللمرأة المغربية بشكل خاص. إن تضحياتك وصمودك لا حدود لهما، ولا يمكن أن يكونا محطة مقارنة. إن أمثالك من الطينة النادرة، يدخلن التاريخ من أبوابه الواسعة وتستحق تجربتك القاسية التدريس كمراجع تعليمية وتربوية في المؤسسات التربوية. إن صمودك، إضرابك عن الطعام إلى غاية تحقيق مطالبك العادلة والمشروعة، قد كتب بدمائك النقية في لوح التاريخ وفي ذاكرة شعبنا رغم محاولات الطمس اللامتناهية من الأعداء و الأصدقاء معا. ونستثني بعض المثقفين والمناضلين المخلصين لحدود إمكانيات تضحياتهم، الذين كلما سنحت لهم شروطهم الخاصة إلا وكنت حاضرة في محافلهم الثقافية والأكاديمية. لقد دشنت عهدا جديدا في أسلوب النضال وتحصين الذات من الانهيار والدفاع عن الحقوق المغتصبة في الأقبية والدهاليز. لقد أطلقت شرارة الرفض والمجابهة في وجه الجلادين والمخبرين. لقد كسرت جدار الصمت والحصار المضروب على الحركة الماركسية اللينينية المغربية في أواخر السبعينيات. إن أسلوبك في الدفاع أصبح معلمة للمعتقل. لقد كنت أول شهيدة في الوطن وربما في تاريخ الإنسانية بإضراب لامحدود عن الطعام. لقد استشهد من بعدك رفاق ورفاق، لقد أنجب الشعب المغربي أربعة شهداء باضراب عن الطعام من بعدك: بلهواري والدريدي وشباضة وفي الأخير القريب مزياني. وكانت قد تكون الحصيلة ثقيلة لولا انهزام النظام وإطلاق سراح مجموعة من المناضلين منهم مجموعة مراكش 1984 التي شكلت الأسطورة المغربية باضراب بطولي لست سنوات رغم محاولة التعتيم والطمس. وليس بالبعيد منا مجموعة عين قادوس وهناك من استوفى حكمه (تازة نموذجا). وأصبح أسلوب النضال (الإضراب اللامحدود عن الطعام) سلاحا يوميا (إجباريا، طبعا، وشكلا من أشكال المقاومة) في سجون النظام. لقد عشنا تجارب سجنية عديدة تستحق الدراسة والمتابعة.. وحتى الآن هناك مضربون عن الطعام في سجون الذل والعار، نحييهم ونسجل تضامننا معهم ونطالب بإطلاق سراحهم وكافة المعتقلين السياسيين..
إنه دربك الشائك، درب الشهداء الذي أنارته ضياء احتراقك. لقد أصبحت مدرسة التحدي، فرغم الحصار والجوع والآلام داخل المعتقلات السرية والعلنية أضفت إلى الشعر والأدب المغربيين قيمة من نوع خاص. فهاهي أشعارك لازالت شاهدة عيان على تاريخك المضيء والحافل بالعطاء. وها أنت حية فينا سيذكرك ويسير على دربك أجيال وأجيال. أما جلادوك، فمزبلة التاريخ مأواهم. بدون شك، لن يتوجك أحد ولن يعطيك جائزة نوبل ولا جائزة السلام ولا جائزة من جوائز المعاهد السامية أو المؤسسات الأممية الامبريالية والرجعية، لأنهم يعلمون من تكون سعيدة.. إنها سعيدة صاحبة الشعر الشهير الذي نقتطف منه هذه الأبيات:
La prison, c est laid
Tu la dessines, mon enfant
Avec des traits noirs
Des barreaux et des grilles
Tu imagines que c est un lieu sans lumière
Qui fait peur aux petits
Aussi pour l indiquer
Tu dis que c est là-bas
Et tu montres avec ton petit doigt
Un point, un coin perdu
Que tu ne vois pas
Peut être la maîtresse t a parlé
De prison hideuse
De maison de correction
Où l on met les méchants
Qui volent les enfants
Dans ta petite tête
S est alors posé une question
Comment et pourquoi
Moi qui suis pleine d amour pour toi
Et tous les autres enfants
Suis-je là-bas ?
Parce que je veux que demain
La prison ne soit plus là



#محمد_حومد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأنظمة الرجعية بتونس ومصر تغير جلدتها
- الوقفة الوطنية للجمعية المغربية لحقوق الانسان بالرباط.....لا ...
- ثلاث سنوات مرت على استشهاد المناضل كمال الحساني
- وقفة تأمل في استشهاد مصطفى مزياني
- ماذا يريد -عقلاء- حزب النهج الديمقراطي؟
- التحليل الملموس للواقع الملموس كفى من الانتظارية!!
- ديمقراطية الجمعية المغربية لحقوق الإنسان على-كف عفريت-!!
- هل من عقلاء داخل حزب النهج الديمقراطي؟ !!
- تغطية موجزة حول ندوة حقوق الإنسان بالمغرب بمونتريال
- في طعنات الخلف -الثورية-
- لا ممارسة نقابية مؤثرة بدون ممارسة سياسية منظمة
- القاعديون من هم ؟ وماذا يريدون؟ عنوان على عنوان
- في أدبيات النضال الثوري -المتياسرون- أم الظلاميون! أيهما مر


المزيد.....




- -سبايس إكس- تعتزم إجراء رحلة جديدة لصاروخها العملاق -ستارشيب ...
- تدمير أحياء غزة يكشف مخطط نتنياهو لاحتلال المدينة
- قمة ترامب - شكلا ومضمونا، كل شيء مقابل لاشيء
- سوريا: فيديو متداول لـ-انشقاق قوات من قسد وانضمامها إلى العش ...
- -لا يمكن رشوة بوتين لإنهاء الحرب-- مقال رأي في التلغراف
- جدل متصاعد حول التمييز.. دعوات في فرنسا لمقاطعة المنتجعات ال ...
- رجال الإطفاء يصارعون النيران للسيطرة على حرائق الغابات المست ...
- مسؤولان سابقان في إدارة بايدن: الجيش الإسرائيلي لم يقدّم أدل ...
- جعجع يؤكد دعم المؤسسات ويعتبر تصريحات قاسم تهديدا للبنان
- الليثيوم.. المعدن الحيوي يشعل سباقا عالميا في عصر الطاقة الم ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حومد - سعيدة المنبهي عنوان التضحية والمجابهة