أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - محسين الشهباني - الثوري الحقيقي والمناضل الانتهازي














المزيد.....

الثوري الحقيقي والمناضل الانتهازي


محسين الشهباني

الحوار المتمدن-العدد: 4656 - 2014 / 12 / 8 - 20:39
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
    



اكثر ما يحز في نفسي ان تجد مناضلات ومناضلين شرفاء ميدانيين بعضهم لا يجد حتى سيجارة رخيصة مهربة ينفث فيها غضبه, يضطر لاقتسام سيجارة مع رفيقه او رفيقته , وأخر لم يدق الاكل لمدة يوم كامل و اخرى لم تجد ما تدفعه لفاتورة الماء والكهرباء, لا شيء يكسر حلكة ليلها الا نور شمعة متهالكة,
وطلبة وطالبات بدون مآوى بدون حي جامعي لا يملكون ما يدفعونه للايجار بعد اقصاء الطالب من الحق في السكن و الالقاء بالطلاب في ايدي سماسرة العقار يضطرون ان يكونوا عالة على بقية الرفاق يسكونون في حجر ضيقة لحرمان اغلبيتهم من الحق في المنحة مما يساهم في الهدر من التعليم نتيجة العجز في توفير مصاريف التعليم ومرات يضطرون الى الرجوع لبيت الوالدين والرجوع بخيبة امل الى عائلة صرفت الكثير ليصل الابن والابنة الى الجامعة ويضطر الاغلبية للاشتغال في اي عمل لتحقيق دخل يجعلهم يعيشون ولا يستطيعون التوفيق بين العمل والدراسة, والحديث عن الطالبات معاناتهن احتياجاتهن ظروفهن انعدام البدائل ووجود خيارات صعبة .. تلك نقطة اخرى.
وعندما يتعلق الامر بالمناضلين الميدانيين المعدمين للحضور الى المحطات النضالية فإنهم يبيعون ممتلكاتهم الشخصية كثمن لتذكرة السفر الى المناطق التي سيكون بها الشكل النضالي ايمانا منهم بالقضية التي لن يتوانوا عن الدفاع عنها مهما كلف الثمن. يعانون في صمت, يحترقون غير مبالين بأنفسهم واحتياجاتهم. وفي المقابل نجد من يتشدق بالنضال لا يتجاوز العالم الأزرق وآخرون مستفيدون من الوضع من خلال برامجهم الاصلاحية التي تغدق عليهم اموالا من الداخل والخارج بحكم انضمام البورجوازية ذات اطماع شخصية والاسترزاق السياسي
والمعتقل السياسي اكثر معاناة من جهتين الجهة الاولي في صراعه من اجل حريته ومن اجل تحصين بعض المكاسب من ادارة السجن... و من جهة ثانية متمثلة في ضعف الدعم المادي و حتى المعنوي حيث يفتقر الى ابسط الاشياء التي لا يمكن لرفاقه بالخارج توفيرها نتيجة ضعف الموارد المادية لديهم او نتيجة عدم القدرة على ايصالها له. و يجدر واغلب المعتقلين يفضلون عدم ايصال خبر اعتقالهم لعائلاتهم نتيجة الظروف العائلية الصعبة التي يعيشونها. مما يضاعف العمل على رفاقه بالخارج حيث يكونون مصدر عيشه الوحيد
ويوجد مناضلون سابقون اصبحوا يتوفرون على دخل قار ومحترم وضمن لائحة الموظفين, وفئة اجتماعية لا تؤهلهم للانتحار الطبقي والرجوع الى الاصل والتنكر لرفاق الامس والتلذذ بسماع معاناتهم واعتبارهم خطرا يهدد وظائفهم في حالة الاستمرار في دعمهم او التعامل معهم.
لا يسعني إلا ان اقول ان هناك مجموعة من المناضلين انتهازيين بامتياز جعلوا النضال سلما للوصول الى اغراضهم ألشخصية وأخرى تريد من الطليعة ان تعاني ان تسجن ان تموت لتجني ثمار ذلك كما وقع في مطالب حركة عشرين فبراير.ارتكزت على رفع الاجور والاستجابة للمطالب الفئوية ودفع الفقراء ثمن كل هذا .

القابضون على جمر الثورة اولئك المعدمون الذين يعايشون عن كثب معاناة الفقراء والمهمشين يتقاسمون معهم الرغيف والمعاناة بمقومات ذاتية , اما الذين يمتلكون السيارات وحسابات بنكية يسمعون عن تلك الفئات فقط ويرددون شعارات ثورية وهم غير مقتنعين بالمرة بمساندة تلك الفئات فما بالك ان تقوم ثورة تاتي على الاخضر واليابس ويصبح مثله مثل من يقف امام نيران العدو اولئك يعتبرون النضال هواية ليس الا بحكم العلاقات الاجتماعية او العائلية وياخدون صور تذكارية لبطولات فارغة بالعالم الازرق ويختزلون النضال في بروفيل مزين بلافتات تتطلب للحضور اليها ساعة على السيارة وسهرة في افخم الحانات وآخرون يكتفون بوجبة واحدة واحدة من اجل مواصلة النضال ويكفي ان تقارن هزالة المناضلين وبدانة الانتهازيين لتعرف من هو المستفيد .



#محسين_الشهباني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اريدك عارية إلا من الحب
- وطني المكلومة كرامته
- حزب النهج الديمقراطي والموقف الرجعي من الصحراء الغربية
- ازمة الذات بين النظرية والممارسة
- أهمية النضال النظري : لا حركة ثورية بدون نظرية ثورية
- اعذروني إذا أعلنت الثورة عنواني
- الجنس بين الرجل والمراة بين الخاسر و الرابح
- لا جديد وراء الشمس : البيروقراطية النقابية.. كفاح أم انبطاح؟
- لا جديد وراء الشمس : (انا و من بعدي الطوفان )
- عملاء التظام واضراب المهزلة
- لا جديد وراء الشمس :الاعتقال يتهمة تافهة
- بأي معنى يمكن قول أن الإنسان مشروع مستقبلي ؟
- فلاديمير لينين : عفوية الجماهير ووعي الاشتراكية-الديموقراطية
- ذكريات رفاق مروا من هنا
- التحريفية الانتهازية من الافلاس السياسي الى التجريم والتخوين ...
- الشرفاء يرحلون وهم في مقدمة الطريق...
- محسين الشهباني : تمرد انثى في زمن شرقي
- آليات الاعلام في التحريض و بناء التنظيم الثوري
- الهاجس الجنسي والهاجس الفكري بالعالم الافتراضي فيس بوك
- مصطفى مزياني من الاعتقال السياسي الى الاستشهاد وانكشاف المؤا ...


المزيد.....




- محمد بن سلمان يستقبل مستشار الأمن القومي الأمريكي في السعودي ...
- جدة بريطانية ثمانينية تصعد جبلاً في فرنسا على متن دراجة هوائ ...
- عاصفة سياسية جديدة بين نتنياهو وغالانت!
- تحييد 10 مسيرات أوكرانية في إقليم كراسنودار الروسي
- ليبيا: قتيل و22 مصابا باشتباكات الزاوية.. وتدخل أعيان المدين ...
- كاليدونيا الجديدة الفرنسية.. عملية كبيرة -لاستعادة السيطرة- ...
- مبعوث البيت الأبيض لشؤون الرهائن يصل الاثنين إلى الدوحة
- أنباء عن قتلى وجرحى مصريين وعرب جراء انقلاب حافلة في السعودي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /19.05.2024/ ...
- السعودية وأميركا تقتربان من الاتفاق الأمني


المزيد.....

- عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها / عبدالرزاق دحنون
- إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا ) / ترجمة سعيد العليمى
- معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي / محمد علي مقلد
- الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة ... / فارس كمال نظمي
- التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية / محمد علي مقلد
- الطريق الروسى الى الاشتراكية / يوجين فارغا
- الشيوعيون في مصر المعاصرة / طارق المهدوي
- الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في ... / مازن كم الماز
- نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي / د.عمار مجيد كاظم
- في نقد الحاجة الى ماركس / دكتور سالم حميش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - محسين الشهباني - الثوري الحقيقي والمناضل الانتهازي