في بيتنا(برجوازي صغير(.....)متمركس)!!!(19)

ماجد الشمري

الحوار المتمدن-العدد: 4656 - 2014 / 12 / 8 - 16:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

في مقطع من مقاله البائس،يقول النمري:"كما بدأ الإتحاد السوفياتي في العام 1926 التحلل من شروط " السياسة الإقتصادية الجديدة " (NEP) وكان لينين قد أوصى إلى تقصير عمرها كلما أمكن ذلك ".
وهنا نلمس مدى التهويل والمبالغة لدى السيد النمري،في تأكيد الانجازات الاشتراكية المزعومة!والتي تحققت-كما يرغب-في"بناء الاشتراكية"عام1926!.احقا تحقق ذلك في عام1926؟!.ولو قبلنا بما يقول النمري،وسايرناه!.فهل وصول الانتاج القومي لعام1926 الى ماكان عليه الوضع عام1913ممكن اعتباره انجازا في بناء الاشتراكية السرابية التي لاحت للنمري كواحة ظليلة؟!.وهل كان الاقتصاد القيصري الاقطاعي المتخلف،هو معيار لقياس تطور القوى المنتجة،ونمو الاقتصاد القومي؟!.فأذا كان الامر كذلك،وهو ليس كذلك قطعا!فهذا يعني:ان الانتاج (الاشتراكي)لعام1926حقق قفزة الى الوراء في نموه الاقتصادي،ليضارع النمو الانتاجي القياسي للعهد القيصري كسقف للطموح الاشتراكي!!.وهذا يقودنا للاستنتاج:بأن الهدف هو الوصول الى"الازدهار"القيصري كمعامل قياسي!!.وكل هذا هراء وحماس بليد ودعاية بائسة!.-وهذه واحدة من خرافات النمري!-...
ففي عام1926 كان الانتاج في ادنى مستوياته،ولاصحة لمايزعمه النمري خلاف ذلك!.نعم انخرط ستالين في عملية التصنيع واستعاد دعوة تروتسكي لذلك،والتي اطلقها الاخير منذعام1922-1923.الا ان الشروع بذلك كان بطيئا كحلزون !وقاصرا كمشلول!فقد كان وضع الجمهورية السوفياتية يبعث على الرثاء،من حدة الفقر وتشريك الجوع!.فالصراعات والتوترات الاجتماعية كانت تغرق جمهورية العمال،ريفا ومدينة وتنخرها نخرا.ف1 من 7كان يسكن المدينة،والبروليتاريا كانت عشر اليد العاملة!ولم يكن الانتاج في المصانع والمناجم يتجاوز ثلثي انتاجها لما قبل عام1914!ناهيك عن الانتاج الثقيل من:مكائن ومعدات زراعية،وادوات انتاج،الخ..كانت شبه معدومة!.كان المزدهر الوحيد هو السوق الذي اطلقه النيب،،والتجارة الخاصة بالسلع الزراعية رغم بدائيتها.كان الفلاح المتوسط يستهلك غالبية ماينتجه،واكثر من ثلثي الموجيك لم يكونوا يتنجون مايسد رمقهم.اما سكان المدن،فكان استهلاكهم لضرورات المعيشة لايتجاوز نصف مايبقيهم على قيد الحياة!مقارنة بما كانوا يحصلون عليه ماقبل عام1914!.وعرف الانبعاث الصناعي تراجعا كارثيا،فقد توقف تصدير القمح والحبوب،والغيت طلبات الاستيراد للمعدات والمواد الخام من الخارج،وهبط التصدير الىنسبة20%عما كان عليه الحال زمن القيصرية!.الانجاز النسبي الذي تحقق كان في التربية والصحة لاغير.وكان التفاوت بين المدينة والريف ملموسا وواضحا.وكلتا الطبقتان كانتا تتذمران وتشكوان.فالعامل كان يشعر بالحيف،وهو يرى السلطة البلشفية تحابس الكولاك وتدافع عن مصالحهم،وتدعوها ل"الاغتناء"حسب الشعار الذي رفعه بوخارين!.فالكولاك هي الطبقة الوحيدة التي استفادت من النيب،وكانت ترغب بنيب جديدة اوسع واكثر ليبرالية!.كان هناك حوالي مليوني عاطل عن العمل في عام1926من مجموع قوى الشغيلة!ورغم توفر السلع الغذائية،فأن العامل الروسي كان محروما وعاجزا عن اقتنائها،فأجره كما قلنا،لم يكن يغطي ثلث احتياجته الضرورية لاعادة انتاج قوة عمله!.وعلى الجانب الاخر كان الكولاك والفلاحون المتوسطين،ساخطون لانهم يشترون السلع الصناعية بأسعار مضاعفة،عما كانت عليه فبل عام1914!في حين لم ترتفع اسعار منتجاتهم عما كانت عليه قبل الحرب!.كان العامل الروسي محروما من المشاركة بأدارة مصنعه او المنشأة التي يعمل بها!فمدير المصنع البيروقراطي الذي يمثل الدولة!،والممثل النقابي،والمسؤول الحزبي،والدولة،كلهم كانوا يستغلوه ويعصروه ويضطهدوه!.فقد كان مغتربا عما ينتجه،ومطلوبا منه بذل اقصى الجهد،وزيادة ساعات العمل،وتخفيض اجره النسبي،والذي بالكاد كانيبقيه حيا!وكان العامل يشعر ايضا بأن الكولاك والنيبمان والوسطاء الطفيلين والبيروقراطيين يمتصون دمه!!.
لقد اعتبر لينين"النيب"مشروعا جاذبا للفلاحين،ولكنه سيكون"جديا وطويلا"ليقودهم بالتدريج للاقتناع بأنشاء تعاونيات انتاجية ضخمة،ولكن وكما قال لينين يحتاج الامر و"يتطلب مرحلة تاريخية كاملة،نستطيع عبور تلك المرحلة التاريخية خلال عقد او عقدين".-فكيف بدأ الاتحاد السوفييتي التحلل من سياسة النيب عام1926 كما تزعم ياسيد نمري؟!-...اظافة الى ذلك فقد حلت ازمة الخبز القاصمة!.فقد شرع الكولاك والفلاحون المتوسطون بأخفاء مخزونهم من القمح سعيا وراء ارتفاع الاسعار،وتوفر مستلزماتهم الصناعية في السوق،وبأسعار اقل.ورغم ارتفاع القدرة الشرائية للفلاحين الميسورين بشكل عام،الا انه كان هناك نقصا في البضائع الصناعية،فحاول الكولاك المماطلة في بيع محاصيلهم،فما جدوى الاوراق النقدية مادامت المكائن وغيرها من المعدات،اما مفقودة،او معروضة بأسعار مرتفعة!....
توجد احصائية تثبت انه ليس فقط في عام1926 لم يحقق انجازا ملموسا في الانتاج الزراعي،بل استمر ذلك حتى عام1940!.فمعدل انتاج الحبوب السنويمن1909-1913كان65،3مليون طن،وفي عام1933-1937كان72،9مليون طن،اما فيعام1938-1940فقد كان77،9مليون طن.اما انتاج اللحوم وعلى نفس توالي السنوات فقد كان3،9مليون طن،ثم3،7،واخيرا4،5مليون طن.اما انتاج الصوف،فقدكان ايضا وعلى التوالي180الف طن،ثم83،واخيرا146 الف طن،وانتاج الحلين،فكان34،1مليون طن،ثم2‘22،واخيرا6‘27 مليون طن،وما يتبين من هذه الاحصائية،وكما هو واضح،ان هناك زيادة طفيفة في انتاج الحبوب خلال ثلاثين عاما لاتتجاوز6‘7 مليون طن،اما انتاج اللحوم ف6‘0اما انتاج الحليب والصوف،فقد تراجعا بنسبة كبيرة عما كانا عليه قبل الحرب.وهذه عينة بسيطة لما كان سادا من فوضى الانتاج وانعدام التخطيط او تخبطه،بين:سياسة النيب تارة،والشروع بالجماعية وسحق الكولاك!.فقبل تأميم القطاع الزراعي كان في البلاد25مليون مزرعة صغيرة خاصة(35%للفقراء،و60%للفلاحين المتوسطين،و5%للكولاك)وحتى منتصف الثلاثينات ضم للكولخوزات مايزيد على90%من المزارع الخاصة،ورغم تلك الاجراءات لم تكن النتائج ايجابية!ولم تحصل طفرة في الانتاج الزراعي!.اما الانتاج الصناعي فذلك شأن اخر،والحديث يطول،فنكتفي بذلك.
في عام1926عارض ستالين بشدة كل مايمكن ان:"يؤجج صراع الطبقات في الارياف"!ولكنه في عام1928 دعا لتدمير وسحق طبقة الكولاك،والمضي بالحملة القسرية،ودرب الآلام للجماعية والانتساب للكولخوزات بالاكراه!!.
كان ستالين متذبذبا وانتهازيا في مواقفه،فمرة مع اليسار الزينوفييفي،وتارة مع اليمين البوخاريني،وثالثة يخلط مابين الاجنحة ليخرج بكوكتيل توفيقي ،مبتدعا طريقا ثالثاغير ناجع!.مرة مع النيب،ومرة مع اتخاذ تدابير قسرية وقمعية ضد طبقة الفلاحين!.قمع المعارضة اليسارية،ورفض طروحاتها،ثم عاد ليأخذ ويعمل بها رغم استمراره بفمع تلك المعارضة الاكثر منه اخلاصا للحزب والبروليتاريا!.وقف ضد بناء سد ومحطة كهرباء على نهر الدنيبر،والذي اقترحه تروتسكي،وسخر من ذلك،واصفا المشروع:كثل شراء الموجيك حاكيا بدلا من البقرة!!ثم عاد فيمابعد وقرر شراء الحاكي وترك البفرة!!!...
في كتابه(الثورة المغدورة)يعرج تروتسكي على وصف لينين للاشتراكية ك"السوفييتات زائدا كهربة البلاد".ولكن لان السوفييتات تبقرطت كجهاز مستقل ومعزول عن الجماهير،واستهلاك الفرد الروسي لثبث الكهرباء التي يستهلكها الفرد في الدول الرأسمالية المتقدمة،فقد خرج تروتسكي بصيغة ساخرة عن التحول الجاري في الاتحاد السوفييتي هي:الاشتراكية هي"البيروقراطية زائدا ثلث الكهرباء الرأسمالية"!!!!...
في المقال القادم نكمل مع فقرة جديدة من مقال النمري الطريف!!!...
...............................................
وعلى الاخاء نلتقي...

#ماجد_الشمري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات