أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - التهامي صفاح - كلام عن الإيمان














المزيد.....

كلام عن الإيمان


التهامي صفاح

الحوار المتمدن-العدد: 4652 - 2014 / 12 / 4 - 21:33
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من حقنا ،في إطار حرية المعتقد و الدين التي تنص عليها النصوص المقدسة والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان - لأنه بدون حرية لا أساس شرعي لأي عدالة - أن نرفض كلا أو بعضا ما جاء به بعض البشرمكتوبا وقالوا لنا هذا هو الدين .و إذا تبادر إلى أذهانهم أن يسألوننا من أين لكم هذا ؟ ، فعليهم أن يطرحوا نفس السؤال على أنفسهم قبل أن يوجهوه لنا.
وكمؤمنين بالعقل و الحرية وبوجود موجد للأكوان (الله) غير مجنس كسبب بعيد و أول للمادة والأحياء ، نعتقد أن جعل عقول للبشركإرادة إلهية عظيمة لا تتناقض مع السؤال و الجدل أو رفض ما يتناقض مع العقل البشري حول ما يدعيه البعض وينسبه لله غصبا لكي يؤسس لإستعباد الناس و يسطو على حقوقهم المشروعة بإسم الدين .و إدعاء مثل هذا هو أقوى دليل على بطلان أقوال أولئك المدعين .لأن حق الناس في الحرية والكرامة والسلام هو حق دولي عالمي.فلا تأتي أقلية بالتناقض و بالحيوانية والعدوانية التي كانت عند الجاهلين في القرون الغابرة تكرره كالببغاوات ثم تقول للناس أنها تمثل الله على الأرض. فدعواها باطلة وغير مشروعة و إجرامية .ومن حق الناس محاربتها بكل الوسائل المشروعة لأنها ضد الإرادة الإلهية خالقة الحياة وضداالبيئة ولإنسان .إنها ضد كل من ينتمي لدائرة الإنسانية العظيمة التي أعزها الله بالحرية و الكرامة. و تنظيم داعش في الظاهر من الأمور من هذا النوع .
في سوريا اليوم و بالقرب من لبنان تتناحر ثلاث تنظيمات تقول كلها أنها إسلامية سنية ( دون إضافة حزب الله الشيعي لوصفة التخلف هذه) هي فتح الإسلام و جبهة النصرة و تنظيم الدولة الإسلامية داعش.كل منها تتهم الآخرين بالردة والخروج عن الدين والعمالة لإسرائيل الخ ..و يقتلون بعضهم بعضا بدون رحمة أو شفقة .آخرون في دول آخرى لا يحملون اي سلاح ولكنهم حينما يسمعون عن تناحرهؤلاء يقولون أنهم كلهم خارجون عن الدين و خوارج الخ
ما هو في حكم الأكيد هوأن هؤلاء المتناحرين مختلفين سياسيا هنا في هذه الأرض وليس في السماء .و كلهم يفسرون نصوص الدين حسب هواهم لتخدم توجهاتهم السياسية و أوضاعهم .إذن هذه الإختلافات بشرية طبيعية وعادية جدا بحكم إختلافهم التربوي و الوراثي من الناحية البيولوجية وتفسيرات الدينية إذن بشرية .والنتيجة العديد من القتلى بينهم كل يوم .وإذا نظرنا لعددهم الإجمالي و عدد القتلى فيمكن الإستنتاج أنهم في تناقص .و إذا إستمر التطاحن والإقتتال ،فيمكن بسهولة توقع أنه سينتهون قريبا بقتل بعضهم بعضا إلى آخر رجل رغم أن الأرض تسعهم جميعا لو كانوا غير طماعين في سلطة أو مال أوجاه أو نساء.
السؤال هو هل الله خلق الحياة ثم قال للبعض كما يدعون " ضعوا حدا لها" ؟ قطعا لا .
لذلك لو فكروا قليلا ما أقحموا الله في صراعاتهم البشرية حول السلطة والنفوذ و السيطرة على الأرض أي السيادة الدنيوية و يتناقضوا بإدعائهم الدعوة لحياة آخرى مابعد الموت أبدية في الجنان .إنهم يتصارعون حول هذه الدنيا وليس حول الآخرة.وحتى لو أقحموه فهم أحرار طالما يفلتون من العقاب على الجرائم التي يرتكبونها اليوم .لأنه يخدمون أجندات دول لها المصلحة في إرهاب الناس بعيدة عن مكطان الإقتتال مثل قطر وغيرها .
إن الذين يدعون الإيمان و يسطون على حقوق الشعوب والآخرين في الحقيقة يتناقضون .والبعض ممن يتناقضون وهم يعرفون ذلك إنما يسلكون مثل النعام .
و من لا يرى هذا التناقض فمعناه أنه لا عقل له على الإطلاق و لا مجال لإفهامه بالحجة والدليل العقلي أي شيء .إنه كقطعة نقدية لم تعد صالحة إلا لهواة جمع النقود القديمة والمنقرضة ليبيعوها لمنظمي المتاحف .
فالإيمان بوجود الله أولا يستلزم إستحضار هذا الوجود في حياة المؤمن بحيث يجعل في عنقه خصوصا إذا أعلنه في منصب رسمي ، و في حدود إمكانياته تحمل مسؤولية ذلك الإيمان في الحياة و في مختلف وضعيات الإنسان مهما كانت مهامه ثم الإستعداد للجواب عن أي سؤال بخصوصه لا أن يستعاض عن ذلك بتهييئ آخرين للجواب مكانه.فالإيمان أمر شخصي و تحمل المسؤولية يعني أولا إحترام الناس وعدم الكذب عليهم سواء كان الشخص المؤمن عاديا أم له وظيفة عليا في الدولة.فلا يجوز بناء القصور من الرمال الوهمية للآخرين بالأكاذيب التي ستنكشف يوما ما بكل تأكيد ثم القول أن هذا سلوك المؤمنين .ثانيا إحترام الخالق نفسه .لأن عدم إحترام الخالق و كل الأقوال و الأفعال تتم أمامه يعني عدم الإيمان به .و هنا يسقط المدعي في التناقض ويُعلم من مواقفه أنه يكذب على الناس .
أما إذا تحققت هذه الشروط بالسلام و إحترام الناس في سلوك الشخص فحتى لو إدعى عدم الإيمان بأي خالق فسيكون سلوكه سلوك المؤمنين .وهذا هو المقصود من الرسالات .فمتى تحقق ، فهذا هوالمطلوب لأنه يؤسس لحياة السلام بين الناس و تنظيمها و يكون سببا لإستمرار الحياة .لأن خالق الأكوان لا يحتاج لأي شيء على الإطلاق كما نرى فما بالك الإعتراف بوجوده . لأن عدم الإعتراف بوجوده ليس دليلا على عدم وجوده ثم ليس شرطا للحياة إذ الخالق هو واهبها .فكيف يدعي البعض أن خالق الناس قد خلق أعداء له ؟
و لأن الناس أحرار كما قلنا في بداية هذا المقال و الحرية شرط للعدالة فإن الناس يمكنهم أن يرتكبوا كل الفظاعات و يدعون أنها ترتكب بإسم الإيمان والدين وبإسم الله وهو منها براء .وهي بشرية إبنة بشرية إبنة بشرية مثل ما أعطينا عليه المثال الواضح بين الفصائل المتحاربة في حدود سوريا ولبنان .لذلك فالدعوة هي لجعل الدين أمر شخصي و منع الكلام بإسمه كله تحت أي مبرر كان .



#التهامي_صفاح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تركبا :زعيم الحزب الإسلامي التركي الحاكم يتنكر للسيدات
- تركيا :زعيم الحزب الإسلامي التركي الحاكم يتنكر للسيدات
- المغرب :هل الفيضانات تدعو للشماتة ؟
- حوار حول نبذ الدعوات الدينية
- المغرب : التعليم يمكن إصلاحه و التلاميذ يمكنهم التعلم دائما ...
- مجال شينغن shcenguen درس تاريخي حديث لشمال إفريقيا
- داعش لا تكشف إلا عورة الفكرالذي تردده كالببغاء
- مصر و محنة التخريب بإسم الإسلام
- يا أمراء قطر: توقفوا عن دعم الإرهاب في شمال إفريقيا
- للإيزيديين إيز..دا و خو ...دا (مرادفان لكلمة الله)
- حينما تخطئ ثقافة الغدر والفرارهدفها وتتطاول على الربوبية
- بالنسبة لسكان شمال إفريقيا ، هذه الأخيرة هي الهوية الواجبة
- بعض الكلام عن -الخلق- و موجد الأكوان
- بيان لإتحاد المؤمنين الربوبيين لشمال إفريقيا والشرق الأوسط
- هل حسن البنا مؤسس الإخوان المسلمين ماسوني ؟
- مزرعة الدجاج و الإستبداد
- سافانا شمال إفريقيا والشرق الأوسط North Africa and Middle ea ...
- الشعب التونسي يقول بوضوح (لا) للإسلام السياسي
- هل تصيب عدوى -ألقوا الفاسدين في صناديق القمامة- الأكرانية من ...
- اليوم الكالاكسي للسيدات Galactic women day


المزيد.....




- العراق.. المقاومة الإسلامية تستهدف هدفاً حيوياً في حيفا
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن ضرب -هدف حيوي- في حيفا (في ...
- لقطات توثق لحظة اغتيال أحد قادة -الجماعة الإسلامية- في لبنان ...
- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...
- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - التهامي صفاح - كلام عن الإيمان