أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - التهامي صفاح - المغرب :هل الفيضانات تدعو للشماتة ؟














المزيد.....

المغرب :هل الفيضانات تدعو للشماتة ؟


التهامي صفاح

الحوار المتمدن-العدد: 4648 - 2014 / 11 / 30 - 17:01
المحور: المجتمع المدني
    


ضربت العواصف والثلوج و الأعاصير أمريكا (الحضارة والعمران والغنى على حساب الشعوب الأخرى ) و سقط خلالها ضحايا كثيرون من الشعب الأمريكي ليسوا لا من اللوبي اليهودي ولا من الحكام وتحطمت طرقات و مباني و غير ذلك كثير ، فقال الذين لا يفرقون بين الحكومة والشعب أمثال المقبور في الماء بن لادن بشماتة (غضب من الله) ولم يقولوا أن تلك الكوارث عرت عورة النظام الأمريكي مثل ما قال قيصر روسيا الجديد بوتين الراعي للإرهاب في الشرق الأوسط و شمال إفريقيا هذه الأيام أن مظاهرات فيرغسون التي كانت بسبب قتل شاب أسود أنها عرت مساوئ الديموقراطية الأمريكية مما يعني أنه يعترف ضمنا أنه ديكتاتوركبيريتمسخر على شعب من أعرق الشعوب في الثورة و التغييرمقابل شعاره "الدولة القوية خير رد على الإمبريالية" ضاربا بعرض الحائط قوة المجتمع و حرياته و كأن قوة الدولة وقوة المجتمع متناقضان .ثم ضربت الأمطار الطوفانية و السيول المملكة السعودية و الأماكن "المقدسة كثيرا" (مكة وما جوارها) و مات كثيرون فقال أهل مكة الأدرى بشعابها (إبتلاء من الله) بينما قال معارضون لآل سعود بشماتة إنه (غضب من الله على آل سعود) .
نرى هنا أن تعليقات الناس على نفس الكوارث يختلف فقط بسبب مشاعرهم و تصوراتهم وتربيتهم و تموقعهم بالنسبة لتلك الأحداث و ليس موضوعيا على كل حال .
نفس الشي حدث في أوروبا التي في بعض المرات خسرت الملايير من اليورو في إنفجار مركبات فضائية تحولت لنار و رماد ثوان بعد إنطلاقها لو تم إنفاقها على إفريقيا التي كانت مستعمرة من طرف هذه البلدان ربما لعوضت سكانها عما فات و لربما وفرت الهجرة لأوروبا من الجنوب نحو الشمال.وكوارث طبيعية كثيرة ضربت هذه البلدان المتقدمة و القوية صناعيا و إقتصاديا و عسكريا وهشمت مبان و طرقات و مؤسسات كثيرة و قتلت الكثير من الأبرياء ولم يقل أحد من المتكلمين الآن عن كوارث المغرب فرادى و منظمات مستغلة للدين مثل العدل والإحسان بشماتة أنها عرت أنظمة أروبا ربما لأنهم يعتقدون أن هؤلاء ملائكة جاؤوا من السماء رغم أن محاكم أوروبا تعج بملفات الفساد على أعلى المستويات بين حكامها.
إن حرية التعبير و أي مطالب معقولة بالتغيير نحو الأفضل و إقرار الحقوق الشرعية للشعوب في الحرية والكرامة والعدل لا تلغي الموضوعية والأمانة العلمية التي يجب أن نتحلى بها حين نتناول بالكتابة مختلف الموضوعات التي تهم بلداننا من فرط هاجس الحرص على مصالحها العليا وفق ما نعتقد أنه الصواب ، أو تعفي من بعد النظرو الرؤية السديدة للأمور المعقدة التي تتدخل فيها عوامل كثيرة جيوسياسية و تراكمات تاريخية وغيرها ربما تتجاوز الحكام و الأنظمة المقصودة بالنقد كلما حلت كارثة بالبلدان المعنية إذا إفترضنا حسن النوايا.
لأنه لا يمكن الحكم بغير سوء النية على أمثال المتفكهين والشامتين الذين قالوا ، وهم يكتبون ضحكات شديدة على صفحات مواقع أنترنيت مختلفة تتحدث عن فيضانات المغرب ، بأن صلاة الإستسقاء التي أقيمت قبل هذه الأمطار الطوفانية كانت وبالا على المغاربة و عليهم الآن القيام بصلاة الإستجفاف هكذا بكل وقاحة ، عوض أن يقدموا إقتراحات حلول أو يساهموا بأي طريقة للتعبيرعن مواساتهم وتضامنهم مع المواطنين المتضررين لأنهم يحملون هويتهم الإنسانية أو على الأقل أن يصمتوا كي لا يكشفوا المستوى الأخلاقي المتدني و عورات الجهل التي عبروا عنها .
و هو الجهل بأبسط قواعد علم الفيزياء .فالمعروف أن قوة التيارات المائية و الرياح أو الموجات الزلزالية هي التي تتحكم في حالة تماسك الأجسام الصلبة و البنايات أو تكسرها .وهذه موضوعيا ظاهرة فيزيائية خالصة لا تكون بالضرورة ناجمة عن غش في البناء .فأعتى البنايات فوق الأرض ولو في العالم المتقدم يمكنها أن تتعرض لفقدان تماسكها إما تدريجيا أو بصفة مفاجئة بسبب قوى أكبر منها كقوى الموجات الزلزالية الشديدة أو موجات التسونامي كما رأينا في اليابان وغيرها ولا علاقة لهذا بالنظام السياسي الياباني أو الشمال رإفريقي . هذا لا يعني أن إختلاس الأموال أوالفساد أوالغش في مواد البناء أو البناء بتصاميم أو طرق غير ملائمة للبيئة المحيطة كالبناء على أراض هشة دون دراسة الطبقات الصخرية التي يُنوى البناء فوقها ، لا يمكن أن يكون سببا بشريا في سقوط البنايات وتلاشيها يُعفى المسؤولين عنها .
في مثل هذه المناسبات الطارئة ، فإن التراخي في الإنقاد وتقديم ما يلزم من المساعدة للمتضررين في الآجال المعقولة - وهو ما لا أعتقد أنه وارد في أي كارثة تصيب المغاربة الغاليين كباقي شعوب شمال إفريقيا والشرق الأوسط الذين يستحقون كل إحترام وتقدير- هو ما يُتوقع أن يتحدث فيه الناس لتحديد المسؤوليات .لأنه هو الذي يُظهركيف يُنظر للمواطنين .شخصيا لا أعتقد أن المغاربة يتهاونون في مثل هذه الحالات بل هناك متطوعون كثيرون ،كما تربى الجميع ، وبطريقة عفوية تدعو للإعجاب والشهامة و الشعور بالتضامن مع من تصيبهم الكوارث ، يخاطرون بحياتهم من أجل إنقاذ الآخرين دون تعليمات من أحد ليس فقط في المغرب بل حتى في دول أجنبية .المغاربة ليسوا جبناء ولا ينقصهم الشعور بالمسؤولية حينما يتطلب الأمر ذلك في حدود إمكانياتهم .
وأخير فإن تقديم التعازي الحارة والفلبية و المواساة لأسر الضحايا و التضامن المطلق معهم ومع الشعب المغربي ومسؤوليه بمناسبة هذه النكبة الطبيعية ،إذا كان البعد عن مسرح الأحداث يمنع المرء من تقديم أي مساعدة مباشرة ، هي أقل شيء معقول يمكن التعبير عنه بالنسبة للمغاربة كواجب أخلاقي نبيل .



#التهامي_صفاح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار حول نبذ الدعوات الدينية
- المغرب : التعليم يمكن إصلاحه و التلاميذ يمكنهم التعلم دائما ...
- مجال شينغن shcenguen درس تاريخي حديث لشمال إفريقيا
- داعش لا تكشف إلا عورة الفكرالذي تردده كالببغاء
- مصر و محنة التخريب بإسم الإسلام
- يا أمراء قطر: توقفوا عن دعم الإرهاب في شمال إفريقيا
- للإيزيديين إيز..دا و خو ...دا (مرادفان لكلمة الله)
- حينما تخطئ ثقافة الغدر والفرارهدفها وتتطاول على الربوبية
- بالنسبة لسكان شمال إفريقيا ، هذه الأخيرة هي الهوية الواجبة
- بعض الكلام عن -الخلق- و موجد الأكوان
- بيان لإتحاد المؤمنين الربوبيين لشمال إفريقيا والشرق الأوسط
- هل حسن البنا مؤسس الإخوان المسلمين ماسوني ؟
- مزرعة الدجاج و الإستبداد
- سافانا شمال إفريقيا والشرق الأوسط North Africa and Middle ea ...
- الشعب التونسي يقول بوضوح (لا) للإسلام السياسي
- هل تصيب عدوى -ألقوا الفاسدين في صناديق القمامة- الأكرانية من ...
- اليوم الكالاكسي للسيدات Galactic women day
- المغرب : تنظيم كأس إفريقيا للأمم و مصيبة إيبولا
- المغرب : الضريبة على السيارت القديمة وقاعدة (ليس للقانون أثر ...
- عاجل :هل تعتبر دول شمال افريقيا من درس الحوثيين في اليمن ؟


المزيد.....




- الأونروا تحذر من حملة خبيثة لإنهاء عملياتها
- اقتحام بلدتين بالخليل ورايتس ووتش تتهم جيش الاحتلال بالمشارك ...
- مفوض عام الأونروا: -المجاعة تحكم قبضتها- على غزة
- موعد غير محسوم لجلسة التصويت على عضوية فلسطين في الأمم المتح ...
- الجزائر تقدم مساهمة مالية استثنائية لوكالة الأونروا بقيمة 15 ...
- اليونيسف: مقتل ما يقرب من 14 ألف طفل في غزة منذ بدء الحرب
- الجزائر تقدم مساهمة مالية استثنائية لوكالة -الأونروا- بقيمة ...
- حماس: لن نسلم الأسرى الإسرائيليين إلا بصفقة حقيقية
- بن غفير يدعو لإعدام المعتقلين الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ ال ...
- حماس: لن نسلم الأسرى الإسرائيليين إلا بصفقة حقيقية


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - التهامي صفاح - المغرب :هل الفيضانات تدعو للشماتة ؟