أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مسعود محمد - داعش نتاج واقعنا ... العودة للعقل والاجتهاد















المزيد.....

داعش نتاج واقعنا ... العودة للعقل والاجتهاد


مسعود محمد

الحوار المتمدن-العدد: 4652 - 2014 / 12 / 4 - 00:39
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


فيديو يظهر عملية رجم نفذتها داعش بحق امرأة زانية حسب ادعائهم في الرقة، واعتراف التنظيم المتطرف للمرة الأولى باحتجازه وبيعه الإيزيديين كرقيق، من خلال العدد الأول من مجلته الدعائية "دابق" وقال، أنه منح النساء والأطفال الإيزيديين الذين أسرهم في شمال العراق إلى مقاتليه كغنائم حرب، مفتخراً بإحيائه العبودية.
وأكد من كتب المقال أن "هذه أول عملية استعباد واسعة النطاق بحق العائلات "المشركة"- بحسب وصفه- منذ وقف العمل بهذا الحكم ". وتابع أن "القضية الوحيدة المعروفة، ولكنها أصغر بكثير، هي عملية استعباد النساء المسيحيات والأطفال في الفيليبين ونيجيريا من قبل المجاهدين هناك".
إلى ذلك، أشار المقال إلى أن "الناس من أهل الكتاب، أو أتباع الديانات السماوية مثل المسيحية واليهود لديهم خيار دفع الجزية أو اعتناق الإسلام، لكن هذا لا ينطبق على الإيزيديين".
إستضافت جدة الخميس 11 سبتمبر" مؤتمراً لوضع استراتيجية في مواجهة "داعش" والمنظمات الإرهابية الأخرى في المنطقة. التزمت الدول المشاركة بالوقوف متحدة ضد خطر الإرهاب بكل صوره، بما في ذلك ما يسمى بالدولة الاسلامية في العراق والشام. فهل ينجح التحالف بذلك؟
التحدي الأكبر للتحالف الدولي ضد "داعش" هو في محاصرة الدول والقوى التي أسهمت بشكل مباشر أو غير مباشر، في قيام هذا التنظيم وانتشاره، وهي على وجه الخصوص "إيران، والنظام السوري، وحزب الله". تلك القوى بما فيها حليفتها روسيا لم تضيع وقتاً فلقد هاجمت مباشرة التحالف الدولي حال إعلانه، لأنها تعرف ان القضاء على داعش، يعني بالضرورة الحد من نفوذ وسطوة تلك القوى.
"داعش" تلك الحالة الجديدة من التطرف، اشترك في تصنيعها أطراف عدة، متناقضة ظاهريًّا، ومتشابهة في الجوهر، بشكل مباشر أو غير مباشر، إن بتوفير بيئة النمو الملائمة لها، أو باللعب الإعلامي والاستخباري، ردًّا على ثورات الحرية والكرامة التي اجتاحت المنطقة، من دون إنذار مسبق.
كانت النظم "التقدمية"، ومنها النظام السوري، رائدةً في تصنيع وتوليف مثل هذه الظواهر القاتلة عبر التاريخ، لاستخدامها في تحقيق أغراض ومصالح سياسية مختلفة. لكن، إذا قاربنا الأمر من زاوية مختلفة، أوسع وأشمل، يمكن القول إن هذا النظام لا يختلف، نهجًا وممارسة، عن داعش وأخواتها، إلا من حيث المظهر العام بابتعاده عن الثوب الأفغاني وتمسكه بربطة العنق، الا ان هذا لا يمنع ان ذلك النظام قد تفوق على "داعش" في إرهابها، وإنَّ مراجعةً موضوعيةً للواقع الراهن والماضي القريب، تظهر، ببساطة، أن ممارساته في سورية تفوق ممارسات داعش أضعاف المرات، وكل قول أو نص لا يبدأ من هذه الحقيقة في تحليل الظاهرة الداعشية في سورية يكون أبعد ما يكون عن الواقعية.
من جهة أخرى، لا يمكن تفسير الظاهرة الداعشية ومقاربتها من دون وضع إرهاب الطغم الحاكمة وتأثيراته منطلقًا في التحليل، خصوصًا في بلدان كسورية والعراق؛ إذ تبدو هذه الظاهرة نتيجة حتمية لفشل هذه الدول في بناء هوياتٍ وطنيةٍ قادرةٍ على إدماج الهويات الدينية والمذهبية والإثنية، ولما أنتجته من كوارث، كتعميم الفقر والبطالة، واكتساح الريف من دون تمدينه، وممارسة التجهيل السياسي، وعسكرة الحياة السياسية، وغزو أجهزتها الأمنية المجتمع، وإفساد القيم والأخلاق، وإفشال النظم التربوية والتعليمية، فضلًا عن أن هذا كله يأتي بالتزامن مع هزيمةٍ مستمرةٍ أمام الخارج سياسيًّا وعسكريًّا وحضاريًّا، بما ينتج أفرادًا مهزومين وعاجزين يبحثون عن ملاذاتٍ آمنة فحسب... نعم، داعش لا تعيش إلا في هذه البيئة من الفشل المزمن.
إلى جانب الدور الرئيس لطغم الاستبداد، ثمّة أدوارٌ أخرى، تؤديها أطراف عدة في توليد الظواهر الداعشية. في هذا السياق، يأتي الدور الانتهازي لحكومات الغرب (والأميركية خصوصًا) التي لا تكترث إلا لمصالحها العارية والمباشرة، والتي جعلت من مقولة القوة المعيار الوحيد في العلاقات الدولية في العصر الحديث، على الرغم من تحدثها عن ضرورة التمسك بالقانون الدولي وحقوق الإنسان، الا انها اتبعت أساليب شتى في نهب العالم، والاعتداء على بشره ومصائرهم.
وثمّة دور أكيد لنظام الملالي في إيران الذي لم يجرّ على المنطقة إلا الويلات، بدءًا من إرساء نموذج الدولة الدينية في الحكم، ومحاولاته الحثيثة لتصديره إلى بلدان المنطقة، مرورًا باستحضار ثارات التاريخ كلها في خطابه السياسي، وإبداعه في تصنيع الميليشيات الطائفية، بما تحمله من روائح طائفية فاسدة تزكم الأنفاس، وانتهاءً بالتدخل المباشر في دول عديدة في المنطقة، كالعراق وسورية واليمن.
وهناك مساهمة أكيدة لبعض أنظمة الخليج التي كانت دومًا قصيرة النفس، ولا ترى أبعد من المحافظة على نظم حكم تقليدية وهشة، بما جعلها تقف ضد أي إصلاحٍ في الفكر الديني، وسعيها إلى تفصيل الدين الإسلامي، بما يتناسب مع استرخائها.
أما ظواهر الإسلام السياسي التي تصنف لدى كثيرين، أو تقدِّم نفسها، على أنها معتدلة، فإنها حتى اليوم لم تقدِّم أي حالة سياسية مطمئنة، من حيث قناعتها وإقرارها بالدولة الحديثة وأسسها من جهة، أو من حيث احترام القواعد الديمقراطية حتى النهاية. فجميع الحركات والقوى السياسية الإسلامية ما زالت تتعيش فحسب على الزخم الديني الموجود في أذهان الناس وأرواحهم، ولا تعيش من جهدها وتعبها وإنتاجها الفكري والسياسي. ولذلك، شكلت، على الدوام، المحطات الأولى التي ينشأ ويتربى فيها المتطرفون، فضلًا عن أن بعض هذه القوى لا يزال يحمل السلاح ويستخدمه، أو على الأقل يهدد به الحياة السياسية.
لا نستطيع أن ننكر، أيضًا، دور اليسار بنموذجيه الشائعين، الأيديولوجي والطائفي، في تهيئة التربة المناسبة لنمو التطرف. فقد أمضت هذه الأنماط من اليسار حياتها من فشلٍ إلى فشلٍ، غريبة وبعيدة من الناس، تنعم بشعارات وأيديولوجيات "قومية" و"شيوعية" و"ليبرالية" داعشية النهج والمظهر والقوام، ومارست، في محطاتٍ عديدة عبر التاريخ، السحل والذبح والنفي والقتل (ستالين، ماو، بول بوت) . هذه الأنماط تدفعها سذاجتها وسطحيتها، اليوم، نحو استلهام داعش بقصد الدخول في معركةٍ مع الإسلام والمسلمين، بدلًا من التفكير في أسباب فشلها في اطلاق نموذجها الإنساني العلماني الذي وعدت الناس به من جهة، والتفكير الجدي بالتخلص من موروثات دكتاتورياتها، من جهة ثانية، والمساعدة في إطلاق نقاش حول كيفية القيام بإصلاح ديني، يبعد الدين فيه عن الدولة وحفظ حق الأشخاص بممارسته، دون فرضه على الدولة ومؤسساتها، كحاجة ضرورية وملازمة لأي تغيير سياسي حقيقي، من جهة ثالثة.
جميع الأديان، السماوية والأرضية، والأيديولوجيات كلها، أنتجت عبر التاريخ ظواهر داعشية. فالشيوعية، في هيئتها الداعشية، (ستالين) قتلت الملايين من مواطني الاتحاد السوفياتي السابق خلال فترة حكمها. والداعشية البعثية حدث ولا حرج، لم تقصر بحق مواطنيها، فاستخدمت الكيماوي في العراق ودمشق، ضد الكرد والعرب. والداعشية اليهودية أفعالها ماثلة للعيان في فلسطين منذ وعد بلفور، والداعشية المسيحية أنهكت أوروبا بالحروب الدينية، وبرفع رايات التكفير واتهامات الهرطقة المتبادلة منذ القرن الخامس للميلاد وحتى معاهدة ويستفاليا في عام 1648، وهكذا، فالداعشية جزء من تاريخ الجميع.
هي ليست النكبة الأولى بتاريخ الاسلام فبإسم حماية المقدسات قتل الطبري، وصلب الحلاج، وحبس المعري، وسُفك دم ابن حيان، ونفي ابن المنمر، وحرقت كتب ابن رشد، والأصفهاني، وكفر الفارابي و الرازي وابن سينا والكندي، وذبح السهرودي وطبخت أوصال ابن المقفع في قدر، ثم شويت أمامه ليأكل منها قبل أن يلفظ أنفاسه بأبشع أنواع التعذيب، وابن الجعد بن درهم مات مذبوحا، وعلقوا رأس أحمد بن نصر وداروا بها في الأزقة، وخنقوا لسان الدين بن الخطيب وحرقوا جثته، وكفروا ابن الفارض وطاردوه في كل مكان، ذلك كله باسم حماية المقدسات !
ما يثير السخرية أن الأطراف التي ساهمت في توليد داعش اليوم، ترفع أصواتها متبرئة من هذا الوليد، وبطريقةٍ تعلن سلامتها هي ذاتها، وحصانة تفكيرها وممارساتها من النهج الداعشي في الحياة والسياسة، على الرغم من أنها جميعها غارقة في وحل الداعشية. وهي تريد اليوم، سرًّا أو علنًا، أن تتحالف ضد مولودها الشرعي، ومن ثم تتابع حياتها الداعشية ذاتها، وإنتاج الدواعش تلو الدواعش إلى أبد الآبدين، وكلها تنظر إلى نفسها على أنها "باقية"، كالشعار البعثي "إلى الأبد.. إلى الأبد"! يسقط جميع الداعشيين من كل لون وملة.. إلى الأبد!
قفل باب الاجتهاد ادخل داعش الى ديارنا ووضع الاسلام في قوقعة، على رجال الدين البحث بتحريم كل من الشرائع التالية: الرجم، الجلد، الصلب، الذبح، السبي، الجزية، الردة، الاسترقاق (بكافة مستوياته)، "ملكات اليمين". وذلك بوصفها مفاهيم تنتهك حقوق الإنسان، ولا تتناسب مع قيم عصرنا. وتشريع بعضها أتى بسياق تاريخي معين انقضى، اذا استطعنا البحث بتلك النقاط حينها نعود لعصور التنوير ... عصر المأمون وهارون الرشيد والأندلس، داعش ليست حالة طارئة هي نتاج ثقافة الانغلاق وسياسات الاستبداد الي زرعت في منطقتنا، التخلص منها يكون بالثورة الفكرية وليس بضربات جوية.



#مسعود_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقابلة مع مارسيل مشعل تمو بالذكرى الثالثة لاغتيال والده ... ...
- الدولة الإسلامية ما بين السنة والشيعة ... سبب الخلاف والانشق ...
- اكراد سوريا بين مطرقة داعش وسندان الخلافات الداخلية
- ماذا لو سقطت كوباني
- السيد المشاكس
- فاروق مردم بيك يتحدث عن الثورة السورية وفلسطين وعلاقته بسمير ...
- وامعصوماه أدرك نينوى ... طرد المسيحيين ليس بإسلام
- حيفا وما بعد حيفا ... اين وعدك يا سيد حسن غزه تناديك
- ظهور الخليفه الداعشي إخراج متقن ... رسائل ودلالات
- سمير قصير ... الربيع بوجه خريف البطريرك
- وسام فايز ساره ... حكايته مع السلمية ... وسبب قتله
- مقابلة خاصة مع المعارض السوري الكردي عبد الحميد الحاج درويش
- نصرالله اكتشف انه أسد في الشام وذئب في الحولة ولبنان
- بشار وشبيحته ... تحليل بسيكولوجي لشخصيته
- لسوريا .... التشبيح ومعانيه
- سوريا ولبنان ... الفصل الأخير للتشبيح
- مشعل تمو ... الشعب السوري واحد
- سوريا ... ما بين حسين الهرموش والبطاركة الراعي وصفير
- المستقبل قرر المواجهة .. الحكومة، حزب الله، الجيش، المفتي
- الأسد سوريا مزرعة .. نصرالله سكرات الموت


المزيد.....




- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مسعود محمد - داعش نتاج واقعنا ... العودة للعقل والاجتهاد