أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مسعود محمد - السيد المشاكس















المزيد.....

السيد المشاكس


مسعود محمد

الحوار المتمدن-العدد: 4587 - 2014 / 9 / 28 - 11:08
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



الشخصيات المحورية التي تسبح بعكس التيار الصفوي في الطائفة الشيعية قليلة جداً، بل تكاد تكون نادرة. السيد هاني فحص هو أحد تلك الجواهر النادرة. ناكف السيد هاني حزب الله واستطاع ان يجعل من صوته مسموعاً دون ان يتجرأ الحزب عليه. لمن لا يعلم امتدت اهتمامات السيد من فلسطين الى لبنان وسوريا والعراق وصولا الى ايران. كان يسير بعكس السير خلافا لولاية الفقيه.
اعتبر السيد هاني ان "حزب الله" حول الطائفة الشيعية الى "طائفة ريعية" مشيرا الى انه اذا انتهى الربيع العربي الى إنشاء دولة اسلامية فان "حزب الله" لن يكون ورائها بل سيكون أمامها، اي انه سيعمل على إنشاء دولة اسلامية أقل مدنية.
لم يسلم من انتقاد السيد هاني حتى مرشد الجمهورية الايرانية الخامنئي الذي قال عنه السيد " ان اختياره لخلافة الخميني لم تجعل منه مرجعاً كاملاً بل اختصرت مرجعيته على مساحة محدودة من الذين كانوا مقلدين للخميني داخل ايران، وقد انتبه لذلك وصرح انه يطمح في ان تكون مرجعيته متجهة الى خارج ايران اي الى أنصار الثورة والدولة من الشيعة في العالم ولم تؤثر مرجعية السيد خامنئي على حضور المرجعيات الأخرى في قم، وهنا رأى السيد فضل الله أن مرجعية خامنئي ليس من شأنها أن تعوق قيامه بدور المرجعية؛ فتصدى لها من موقع يقينه بأعلميته، من دون أن يكون بإمكان غير المكابرين أن يصادروا عليه حقه وأهليته المعضدة بشهادة الكبار من أساتذته وزملائه وتلامذته الكثر.. إلى لياقات ثقافية تجعل مرجعيته محببة أكثر في نظر أكثرية الوسط الشيعي المنفتح على الآخرين، ثقافة وحياة، وخاصة في لبنان". ويكمل السيد حديثه حول تقدم مرجعية السيد فضل الله على مرجعية خامنئي ومدى الإزعاج الذي سببته تلك المرجعية للإيرانيين وبالتالي لحزب الله الذي قاطع السيد فضل الله حباً بولي فقيهه ونصرة له قائلاً " لقد كانت مرجعية السيد فضل الله تبدو، في عين الإيرانيين من الطبقة الحاكمة وأنصارهم في لبنان، كأنها انتقاص نوعي يضاف إلى تعقيدات مرجعية السيد خامنئي الإشكالية. وكيف بها إذا كانت آتية من لبنان، الذي أصبح في نظر كثيرين من رجال الدين والسياسيين الحزبيين محافظة من محافظات إيران، وأصبح الشيعة فيه وكأنهم جالية إيرانية في نظر هؤلاء؟". كان السيد شيعياً بإمتياز الا انه كان يرفض ان يتقوقع الشيعة ويعادوا محيطهم كان من أنصار الانفتاح على الخليج والوصول الى توليفة تحفظ الخليط الديني في المنطقة، ومن هنا كان رفضه لتدخل حزب الله في سوريا وأعلن انتمائه لربيع دمشق. كان يقول ان حزب الله يعيش حالة غلبة غير مسبوقة الا انه كان يتساءل اين سيذهب الحزب بالشيعة اذا ما سيطر على البلد. يؤكد السيد هاني فحص أن «حزب الله» استولى على النصف الأول من الدولة بعد حرب يوليو 2006، واستكمل السيطرة على النصف الباقي بعد «اتفاق الدوحة»، معتبراً أن الحزب لم يلغ من أجندته السياسية مشروع الدولة الإسلامية لكنه أرجأ هذا الطرح. ويلفت إلى مؤشرات اختلال في بنية الحزب ستظهر نتائجها لاحقاً، معتبراً أن وثيقة العام 2009 تكشف الأزمة الايديولوجية التي يمر بها. كان السيد هاني صاحب نظرية ان الشيعة يخافون من وعلى سلاحهم وعندما تسأله كيف ذلك يجيبك قائلاً " عندما أقول أن الشيعة يخافون من سلاحهم، فانني أعني الفئة الواسعة من الشيعة غير الحزبية التي ليست بالضرورة ضد المقاومة، لكنها لا تستطيع تحمل هذا الحجم الكبير من الدمار والخسائر التي تتسبب بها الحروب باستمرار، بعدما تحملت ما تحملته وحدها أو مع جميع اللبنانيين. يمكن الجمهور الشيعي أن ترتفع معنوياته، عندما يسمع خطاباً يعده بأنه سيحرر فلسطين، ويجهز نفسه على هذا الأساس في هذه اللحظة، ولكن هذا لا يمنع في لحظة هدوء لاحقة، أن يعود الإنسان إلى حساباته حول إمكان التحرير ويتساءل: هل الظروف الراهنة قادرة على تحدي النظام الدولي وممانعته، وإذا كانت المشاكل التي تتفاقم في إسرائيل والغرب تقصي الطرف الآخر، الى حد إمكان إسقاطه، فإن الغرب نفسه المنتج لمشاكله، يستطيع أن ينتج حلولاً أيضاً. وإذا كانت الحال في ايران أفضل من السعودية من حيث معادلة القوة، فهذا لا يعني أن إيران بلا مشاكل وأنها تستطيع خوض حروب كونية ومصيرية. في النهاية هذا كلام مغامر، وأكثر الذين يتحمسون له يعودون عن حماستهم. وفي الأساس، الكثير من الشيعة في لبنان يخافون التعبير عن رأيهم، لأنهم يخافون القتل ويخافون النبذ، والأسلوب الريعي الموجود في الجنوب يؤدي إلى تعطيل دورة الانتاج الطبيعية، ويساهم في تصعيد خوفهم. وحالة الشيعة في لبنان لا يمكن فصلها عن إيران، التي قسّمت بدورها الشعب الإيراني اصلاحياً ومحافظاً، ما دفع المحافظين من أجل الحفاظ على السلطة الى اللجوء للقمع والمنع، فتحول النظام مستبداً بذريعة دينية، في موازاة أوضاع اقتصادية متردية جداً".
كان السيد هاني معجباً بانفتاح الشهيد رفيق الحريري وكان يقول عنه "إن الرئيس الشهيد رفيق الحريري كان أحد أهم صانعي الحوار المقاومي المفتوح الذي يستوعب الجميع ويجعل المقاومة شأناً وطنياً عند الجميع، وأن الرئيس الشهيد ذهب الى الأفق العربي والدولي وعاد الينا بعقل دولة تفهم المقاومة وألزمت المقاومة بأن تفهم الدولة، آملاً أن يعود هذا الفهم حتى نسلم وتسلم قيمنا ووطننا وعروبتنا". عندما سألت السيد هاني بأحد حواراتنا عن اغتيال الرئيس الحريري قال " يوم الإغتيال كنت في تلكلخ وسمعت خبر اغتيال الرئيس الحريري من بعض أقاربي بالهاتف فبكيت فسألني سائقي لما تبكي قلت له انني ابكي لبنان ... يبدو انه ممنوع عليه ان يكون له رجال كبار.
عن الربيع العربيً يقول "نحن في ربيع دائم فمع كل ربيع هناك طلب لربيع اخر وذلك حتى لا نصل الى صيف بلا حصاد والأنظمة التي لا تغير ستغير من قبل شعوبها". كان شديد الحماس لثورات الربيع العربي خاصة الثورة السورية " من دون تفريق بين ظالم وظالم، ومستبد ومستبد، وشعب وشعب.. ندعو أهلنا إلى الانسجام مع أنفسهم في تأييد الانتفاضات العربية والاطمئنان إليها والخوف العقلاني الأخوي عليها.. وخاصة الانتفاضة السورية المحقة والمنتصرة بإذن الله ..".
عندما تسأله عن ربيع الشيعة يقول ليس عندنا ربيع طوائف عندنا ربيع وطني الكلام الطائفي ممنوع الشيعة جزىء من النسيج الوطني اللبناني.
لرفيق الحريري وروحه التي أطلقت ربيع لبنان اقول شكرًا لقد علمتنا كيف نطمح.
أوصي الشباب العربي الباحث عن الربيع بالحب اقول لهم بالحب ستستطيعون انتاج معرفة مشتركة ودولة جامعة حاضنة.
وعندما يسأل عن التطرف الذي يحيط بنا كان يقول "إننا اليوم أمام امتحان الاعتدال وإن على المعتدلين أن يظلوا على اعتدالهم ويرفعوا أصواتهم ويبادروا، لأن التطرف والعصبية والانغلاق وإلغاء الآخر هو أمر عابر، وستعود الأمور لتستقر على نصاب آخر".
السيد لم يمت فهو على موعد مع أحبته أبا عمار (ياسر عرفات) قائد حركة فتح التي قال السيد هاني ان الراية لغيرها لم ترفع، أبا أنيس (جورج حاوي) الذي قال عنه السيد هاني انه قتل لدوره المستقبلي، وكأنه كان يستشرف انتشار الظلامية على يد داعش وغيرها مما يستوجب وجود جبهة واسعة من العلمانيين المنفتحين القادرين على تقديم نموذج مختلف ومنفتح، والشيخ رفيق الحريري صانع المستقبل ... وعد السيد هاني سمير قصير بقارورة من عطر ياسمين الشام وهو لن يخلف وعده وسيحملها اليه. وصيته الدولة والعبور إليها والوحدة والاعتدال.



#مسعود_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فاروق مردم بيك يتحدث عن الثورة السورية وفلسطين وعلاقته بسمير ...
- وامعصوماه أدرك نينوى ... طرد المسيحيين ليس بإسلام
- حيفا وما بعد حيفا ... اين وعدك يا سيد حسن غزه تناديك
- ظهور الخليفه الداعشي إخراج متقن ... رسائل ودلالات
- سمير قصير ... الربيع بوجه خريف البطريرك
- وسام فايز ساره ... حكايته مع السلمية ... وسبب قتله
- مقابلة خاصة مع المعارض السوري الكردي عبد الحميد الحاج درويش
- نصرالله اكتشف انه أسد في الشام وذئب في الحولة ولبنان
- بشار وشبيحته ... تحليل بسيكولوجي لشخصيته
- لسوريا .... التشبيح ومعانيه
- سوريا ولبنان ... الفصل الأخير للتشبيح
- مشعل تمو ... الشعب السوري واحد
- سوريا ... ما بين حسين الهرموش والبطاركة الراعي وصفير
- المستقبل قرر المواجهة .. الحكومة، حزب الله، الجيش، المفتي
- الأسد سوريا مزرعة .. نصرالله سكرات الموت
- الرئيس ميقاتي ... تلفن عياش... من قتل المقاومين الوطنيين
- تل الزعتر، المسلخ، الرمل، ... الفاعل واحد
- المحكمة الدولية ... معطيات جديده
- للرئيس ميقاتي لم يفت الأوان .. عون سورية هادئة
- لكرد سوريا ... لا تكونوا حصان طرواده


المزيد.....




- مصر.. الإفتاء تعلن موعد تحري هلال عيد الفطر
- أغلق باب بعد تحويل القبلة.. هكذا تطورت أبواب المسجد النبوي م ...
- -كان سهران عندي-.. نجوى كرم تثير الجدل بـ-رؤيتها- المسيح 13 ...
- موعد وقيمة زكاة الفطر لعام 2024 وفقًا لتصريحات دار الإفتاء ا ...
- أسئلة عن الدين اليهودي ودعم إسرائيل في اختبار الجنسية الألما ...
- الأحزاب الدينية تهدد بالانسحاب من ائتلاف نتنياهو بسبب قانون ...
- 45 ألف فلسطيني يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى ...
- استعدادا لذبحها أمام الأقصى.. ما هي قصة ظهور البقرة الحمراء ...
- -ارجعوا إلى المسيحية-! بعد تراكم الغرامات.. ترامب يدعو أنصار ...
- 45 ألفا يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مسعود محمد - السيد المشاكس