أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كمال التاغوتي - الإخوان المتأسلمون وتبادل العُسْرى














المزيد.....

الإخوان المتأسلمون وتبادل العُسْرى


كمال التاغوتي

الحوار المتمدن-العدد: 4648 - 2014 / 11 / 30 - 17:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من العسير على كل ذي لبّ الإذعانُ لدعاوى حركة الإخوان المتأسلمين المتعلقة بالنظام القائم؛ الأطروحة المروّج لها شرقا وغربا أن رؤوسها قد نكّل بهم الطغاة إما بالنفي خارج "الوطن" وإما بالسجن وما ينجر عنه من تعذيب وتضييق وسلب "الحرية". ويذكر القاصي والداني ذاك الشعار المرفوع –تحديا- "خلوا بيننا وبين الناس" ، زاعمين أن أجهزة النظام الفاسد تمنعهم من التواصل والتبليغ، مرددين كلما سنحت لهم الفرصة أنهم ليسوا طلاب سلطان بل غايتهم "إصلاح" المجتمع والتصدي لقوى الغزو "الثقافي" خوفا على "الهوية" الإسلامية، إذ كانوا يَـرْثون لحال المسلمين المستلبين المغتربين في ديارهم نتيجة انخراط الطبقة المهيمنة في ممارسة التهميش وتسطيح الوعي وإغراق الأفراد استهلاكا لا يكف عن الاستنزاف.
ليس من باب النزاهة إنكار ما تعرض له بعضهم سواء داخل سجون الطاغية أو خارجها؛ بيد أن المثير حقا التماثل القائم بين "العدوين" في هذه الممارسات القمعية ذاتها، ذلك أن إخلاء السبيل أمام المتأسلمين لم ينجم عنه إلا ارتفاع درجة الضغط على اليساريين عموما، رغم تقاطعات جمعت بينهم في مرحلة معينة، واكتشف الناس لهفة الإخوان في تونس ومصر على السلطة بما هي الموقع الأمثل "لأسلمة المجتمع" وانتزاع شأفة العلمانيين من اليمين إلى اليسار. لا تثريب على حركة الإخوان إذ سعوا منذ الأيام الأولى إلى الاستحواذ على أجهزة الدولة، فهم أدرى الناس بدهاليزها وبؤر الفساد فيها، وعلى امتداد القرن الماضي اشتغلت الدوائر الامبريالية على استعمالهم "ورقة ضغط" وكان الإخوان فرحين باستعمالهم واصطناعم رأس حربة في حرب البورجوازية ضد المد الاشتراكي، وكان متوقعا أن ينالوا مكافأة المواظبة على خدمتها؛ والنظام الفاسد أول المنتـفعين باستلامهم السلطة فقد أعيد إنتاجه وأصبح "عدو" الأمس أخا ونصيرا. لذلك واصل الإخوان المتأسلمين آلية تزييف الوعي وتحويل وجهة الصراع نحو محاور وهمية ومارسوا ما ادعوا بأنه مُورِس عليهم: القمع والسجن والاغتيال. فإذا ما جادلتهم في الأمر شهروا في وجهك "معاناتهم" في الماضي القريب، وقَد تحولت إلى رقية سحرية – في ضوء غياب العصا – يلجمون بها الخصوم عن الكلام. إن السجون ما زالت مفتوحة وأدوات القمع ازدادت وحشية والاغتيالات تقاربت فصولها، فبأي رسالة جاؤوا؟
هي رسالة مُشكَّــلة من طبقتين إحداهما للتسويق والأخرى للسوق:
أما الأولى فتتمثل في رغبة المتأسلمين الذين عُذّبوا وقهروا وأخرجوا من ديارهم في الانتقام وتبادل العسر، "فكما كنا تكونون" ، ذاك قول رددوه تصريحا وتلميحا. فليس بالخافي اتهامهم "الشعب" بالسكوت عن ظلم الطاغية إياه لكل أنصارهم والمهاجرين منهم بالملاحقة والتتبع والتضييق، وما وصولهم إلى السلطة – وأقصد الاستيلاء على أجهزة الدولة ومقدراتها – إلا جزاء صبرهم الطويل على المحنة، فالسلطة منحة وهبة، لهم كل الحرية في تدبير شؤونها واستعمالها. والمفارقة الكبرى تبرز حين يواجهون المناضلين من أجل الحرية والكرامة بالمقارنة بين "عهدهم" وعهد من سبقهم، مطالبين –وذاك حق – أن يتصل سلوك هم أنفسهم رفضوه وبسببه عاقبوا "المستضعفين" ، سلوك قائم على السكوت عن الظلم. هذا التناقض ليس عفويا بقدر ما هو بنيوي، فالإخوان المتأسلمين، قياداتهم، هم بطانة النظام الفاسد ومراكز التحفيز فيه، فإن يذهبْ طاغية يشتَــدَّ الطغيان ويُــفعّلِ النظام أدوات القمع فتبلغَ أقصاها.
وأما الثانية فتورط هذه الحركة العابرة للقارات في عولمة اقتصاد السوق والعمل على إنقاذ الرأسمالية المتهالكة وحليفتها الإستراتيجية المافيا العالمية. ومهما تختلفْ التسميات – جهاد، استثمار، انفتاح، إصلاح...- فالغاية واحدة، ارتهان البلاد وما عليها لدوائر رأس المال الاحتكارية، وتطبيق تعليمات خبراء الخراب بكل حذافيرها. لا جرم إذن أن "يتصالح" الجميع ويعتصموا بمنوال "تنموي" واحد، إذ أن التفتيت وتقسيم المقسم لا يخدم إلا جبابرة الشركات العملاقة والمستفدين منها. والمفارقة الثانية في هذا السياق انشداد أقطاب الإخوان إلى مقدمات مشهورة: من قبيل " الإسلام في خطر" و" الغرب المعادي" و"العودة إلى الإسلام الصحيح؟" وهلم جرا. وهو تناقض في المنطوق على الأقل يفضح إفلاسا على مستوى البرنامج الاقتصادي-الاجتماعي، لاسيما وأنهم في الممارسة استعدوا عربا لا عجما وأطلقوا النار في ديار الإسلام لا في دار الحرب؛ بل إن هذه الدار ظلت كما كانت ملجأهم الأخير. هكذا ينعقد التسويق والسوق في ضفيرة واحدة لتؤكد أزمة البورجوازية وعجزها عن تجاوز حدودها التاريخية، والإخوان المتأسلمون بكل أطيافهم – ولا يغرنّك تبرؤ بعضهم من بعض – جربتها القوى المعادية للإنسان، لكن يبدو أن التاريخ مصمم على المضي قُدما نحو تصفية نمط الإنتاج الرأسمالي عبر التآكل ووعي الطبقات المضطهدة براهنها، وهو الشرط الأساسي لبناء غدها. إن وصول حركة الإخوان المتأسلمين إلى السلطة لا يعني أنهم كانوا لا يحكمون، فغالبا ما استخدمهم النظام الفاسد في أحلك ظروفه، وكانوا كدأبهم على استعداد لضرب مكاسب الطبقة العاملة واختراق
منظماتها وتنظيماتها وبث جرثومة الفردية الفجة وضروب التأويل الفَـظّة عبر منابرَ إعلامية لم ير فيها "غربهم" خطرا كما يسوّقون. إن أحدوثة تعدد الأقطاب ليس سوى استقطاب، فالرأسمالية الاحتكارية المنهارة تسعى إلى الالتفاف على الحراك الاجتماعي المناهض لها والناهض ضدها، وعسى
أن يكون بروز الإخوان المتأسلمين وعودة الفاشية الشوفينية ذاك الوميضَ الأخير لنجمها الآفل.



#كمال_التاغوتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أبو نواس: عَنْقَاءُ تَأتِي بَعْدَ العَصْرِ
- حَمَامُنَا لَقَاحٌ لاَ يُكْسَرُ
- حَوَّاءُ: مِنْ سِفْرِ التكوين لأخْنُوخ
- قرْمطِيٌّ يَشْتَهِي أنْ يُعْرَف
- يَا قَلْبُ
- طَرَبِيَّات انتخابِيّة: نُرِيدُ شَبِيهَنَا
- مِنْ اعْتِرَافَاتِ قرْمطِيٍّ مَجْهُول
- في التغوّل: ضد التضليل
- تَنْزِيلُ الشَّجَرِ الكَرِيمِ
- شَطَحَاتُ شَيْخٍ رَمَادِيٍّ
- لاَ لَونَ في المِرْآةِ
- وإذَا العُهُودُ أُخْلِفَتْ...
- اسْتِدْراكُ الشَّجَرِ عَلَى البَشَرِ
- مِنَّا الغُرَبَاءُ عَنَّا
- مَزْمُورٌ غَجَرِيٌّ
- طَلَلِيَّةٌ مِنْ فَيْروزِ الشُّهَدَاءِ
- حَبِيبَتِي غَاضِبَةٌ
- تصْوِيرٌ بالصَّدَى
- لاَ تُغَازِلْ: طَربِيّاتٌ انتخابيّة
- الشُّهَدَاءُ لاَ يَغْفِرُونَ: طَرَبِيَّاتٌ انْتِخَابِيَّة


المزيد.....




- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...
- جهاز كشف الكذب وإجابة -ولي عهد السعودية-.. رد أحد أشهر لاعبي ...
- السعودية.. فيديو ادعاء فتاة تعرضها لتهديد وضرب في الرياض يثي ...
- قيادي في حماس يوضح لـCNN موقف الحركة بشأن -نزع السلاح مقابل ...
- -يسرقون بيوت الله-.. غضب في السعودية بعد اكتشاف اختلاسات في ...
- -تايمز أوف إسرائيل-: تل أبيب مستعدة لتغيير مطلبها للإفراج عن ...
- الحرب الإسرائيلية على غزة في يومها الـ203.. تحذيرات عربية ود ...
- -بلومبيرغ-: السعودية تستعد لاستضافة اجتماع لمناقشة مستقبل غز ...
- هل تشيخ المجتمعات وتصبح عرضة للانهيار بمرور الوقت؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كمال التاغوتي - الإخوان المتأسلمون وتبادل العُسْرى