إنفعالات - 7 - حسني مبارك وبراءته

ياسين المصري

الحوار المتمدن-العدد: 4647 - 2014 / 11 / 29 - 20:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

بعد ثلاث سنوات من المشاورات والمداولات والتنطع والمماطلة ، وتكليف الدولة الحزينة أموالا طائلة ، وبعد إدانته هو وعصابته في حكم صدر أيام سلطة الإخوان المتأسلمين ، صدر أخيرا حكم ببراءة الرئيس المعزول حسني مبارك وعصابته ، وعادت الأمور مرة أخرى إلى أول السطر حسب التعليق الدبلوماسي للدكتورة هالة شكر الله رئيسة حزب الدستور المصري .
وعلى بعد "فركة كعب" من مصر قالت جريدة إسرائيلية كبرى مالم تستطيع قوله أية وسيلة إعلامية في العالم العروبي ، قالت : "إن تبرئة الرئيس المعزول حسني مبارك ومن معه من المتهمين في قضايا قتل المتظاهرين وتصدير الغاز لإسرائيل والفساد المالي يمثل مأساة لمصر" . نشر بوابة الوفد الاكترونية التعليقين اليوم (29 نوفمبر) لدقائق معدودة تم حزفتهما بعدها.
نعم ، إن الحكم يعد مأساة حقيقية. وهو امتداد لمأساة أكبر وأعمق هي سقوط مصر منذ عام 1953 المشؤوم تحت قبضة العسكر الحديدية الملوثة بالدماء والفشل والفساد .
هنا لابد وأن يتبادر إلى الأذهان كثير من الأسئلة البريئة منها : ألم يرتكب هذا الرئيس المعزول وعصابته طيلة الـ30 عاما من حكمه أي خطأ يحاسبون عليه؟!
وهل كانوا ملائكة منزّهة أو أنبياء معصومين ضمن ملايين الملائكة والأنبياء الكذبة والدجالين الذين يهينون كرامة المواطنين وينهبون ثروات البلد منذ عقود ومع ذلك يسرحون ويمرحون بحرية تامة في ربوع الوطن الحزين؟؟!!
وإن كان الأمر كذلك ، فلماذا قام إذن شباب مصر التعساء (أكثر من 60٪-;- من عدد السكان) بالثورة عليه وعلى عصابته في 25 يناير 2011 .
ولماذا قبل هذا وذاك وصلت مصر إلى ماهي عليه الآن: دولة متخلفة وفاشلة على كافة الأصعدة ؟؟!! غابة يأكل فيها القوي الضعيف!!
أن أي شخص لديه ذرة من عقل يعرف أن النية كانت مبيتة لتبرئتهم جميعا مادام العسكر يحكمون ، والقضاء جزءا لا يتجزأ من المنظومة السياسية الفاسدة منذ بداية حكم العسكر ، لقد كان هذا هو السبب وراء التنطع والمماطلة في إصدار براءتهم ، حتى يحين الوقت لإعلانها ، وقد أعلنوها ، فهل حان الوقت بالفعل ؟؟!! هذا ما ستظهره الأيام القادمة!!
إن قدر مصر أن تقع تحت طائلة العسكر منذ عام 1953 المشؤوم ، فينشئون فيها دولتهم المستقلة داخل الدولة.
إبحث في شبكة الإنترنت عن بحث صدر مؤخرا من معهد كارنيجي - فرع بيروت ، بعنوان "دولة الضباط في جمهورية مصر".
إن الولايات المتحدة الأمريكية وهي الدولة المتحكمة الآن في مصير مصر والمنطقة برمتها لا ولن تسمح بأن يحكم مصر رجل مدني وأن يتذوق المصريون في يوم ما طعم الديموقراطية والحريّة والعدالة الإجتماعية.
ما هو العمل إذن وقد رجعت البلاد إلى أول السطر ، والنخبة العسكرية الحاكمة الآن تدفع بالبلاد إلى حافة الهاوية ، وتوشك أن تستنفد كل ما لدي المواطن المسكين من صبر وجلد . وتدفعه إلى أقصى ما يمكن تحمله؟؟ . عند هذا الحد سوف تندلع ثورة أخرى وأخيرة لأنها ستأتي على الأخضر واليابس معا.

#ياسين_المصري (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل