أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - نبيل عودة - يوميات نصراوي: personae non gratae














المزيد.....

يوميات نصراوي: personae non gratae


نبيل عودة
كاتب وباحث

(Nabeel Oudeh)


الحوار المتمدن-العدد: 4640 - 2014 / 11 / 21 - 12:34
المحور: المجتمع المدني
    



(شخص غير مرغوب فيه)
نبيل عودة

من عادتنا أن نستقبل الشخصيات الوطنية في أعراسنا بزفة واحترام وعناق وحب.. لكن أن يتحول صاحب العرس الذي يبرز نفسه كالطاؤوس في الساحة الوطنية متفاخرا بعلاقاته الوثيقة مع شخصيات وطنية، إلى عناق وتبجيل وترحيب فوق العادة بعرس يخص احد أبنائه بشخصية تتنكر لهويتها القومية وتؤيد أكثر مواقف اليمين الفاشي في إسرائيل تطرفا، بل وان يطلب من المغني الترحيب بمثل هذا الضيف ويعطى بشكل غير مسبوق منصة ليلقي تهنئة كسر فيها اللغة العربية وأهانها بأسلوب نطقه، وذلك بحضور قوى وطنية شريفة، صحيح أن أنسباء صاحب العرس هم الداعين لتلك الآفة..الحل كان أن يُستقبل باحترام مثل سائر المدعوين..أما الإحاطة به وكأنه شخص يتجاوز بقيمته سائر المدعوين، فهذا أمر لا يمكن أن يتحمله إلا إنسان هلامي بدون عقل وبدون أعصاب.
كلما رأيت صاحب العرس منفوخا وهو يتظاهر بالوطنية أصاب برغبة أن أذكره بعناق تلك الآفة السياسية النكرة.. أن لا يبيعنا مواقف شريفة في ظاهرها وقذرة من وراء الكواليس.
للأسف بعض الوطنيين المخلصين ومنهم أصحاب مناصب هامة في السلطات المحلية مثلا، لا يترددوا عن تسيير شؤونه حتى ضد القانون، يتوهمون ان حقيقته هي ما يطفو على السطح. لو حضروا ذلك العرس الذي استبعدهم منه بقصد كما أظن، لما جعلوه يمر بقربهم..
الحادث وقع قبل فترة زمنية ليست بعيدة، حاولت ان لا أسجلها في يومياتي. لكني سأخون قلمي ودوري كمثقف إذا لم احذر من هذه الظاهرة.. تحويل الأعراس الى مهرجانات سياسية، قد نقبل شخصا وطنيا، ولكن من المستحيل ان يُفرض علينا عناق وتبجيل من يرفض مجرد الانتماء لقوميته.
الإهانة التي طالني حصة منها وطالت كل المدعوين الشرفاء، لم أتوقعها حتى في أسوأ أحلامي... ما زالت تدوي بضميري رغم اني لم أقبل الإهانة وغادرت الحفل بعد انتهاء الفصل الأول من المهزلة.
الحكاية: حل ضيف على حفل.. دخل مع حرسه الملكي.. ليكودي يميني متطرف، استقبله أصحاب العرس استقبال الفاتحين، رحب به المغني قليل العقل، التبجيل والتكريم الذي استقبل به أثار رغبتي بالتقيوء. كأن مئات الحضور في كفة وحضرته في كفة أخرى وزنها بالترحيب والتكريم جعلها تتغلب على الكفة الأخرى. "لو عرفت انه مدعو لما حضرت" قلت لقريب له.. فأجابني بالصمت. آخر برر ان انسباء صاحبنا هم أصحاب الدعوة. علقت بتوتر: كنت سألغي العرس ولن استقبل آفة من هذا النوع.. أو مرغما أخاك لا بطل.. أستقبله بنفس مستوى استقبالي للآخرين ولا اجعله محور الحفلة !!
طبعا بان على صاحبنا الإحساس بالنجومية، امتدت ابتسامته على نصف دائرة كاملة.. بعد لحظات كانت مفاجأة أكثر سوءا. دعي للمنصة ليدلي بما في جرابه،غرق الحضور بصمت مطبق وذهول عميق وربما بنوع من اللخمة.. أو الحيرة من حالة مزرية.. أو مصيبة لا دخل لهم فيها.
أمسك حضرته الميكروفون وهو يبتسم بسرور ظاهر ويوزع نظراته وكأنه مشارك في مسابقة "العرب آيدول" توقعت ان يصدح صوته بأغنية "جفنه علم الغزل" .. لكنه واصل التعبير عن فرحته بالابتسامات الدائرية والتمايل يمينا وشمالا ( ليس يسارا لأن حضرته يكره اليسار!) غمغم بكلمات غير واضحة، واصل التمايل فأيقنت اننا سنسمع أغنية عجرمية، توقعت ان تكون "آه ونص" - "نس" كما تلفظها الأمورة نانسي عجرم، ربما سيجلس وراء الطشت كاشفا عن "محاسنه".. لكنه واصل الابتسام، فهل أصابه سوء من استقبال الناس البارد؟ لم تطل حيرتنا ففتح الله عليه بكلمات تهنئة للعروسين والأهل. جاءت جمله مكسرة تحتاج إلى تجبير..من الصعب للأذن احتمالها كلغة عربية. توقعت بعد الانتهاء من تهنئته ان يسارع بعض قليلي العقل لرفعه فوق أكتافهم والرقص به محملا أسوة بالشخصيات الوطنية .. فهو "زعيم خطير" ووزنه ثقيل على ألقبان أيضا.. له تصريحات بالراديو والصحافة المختلفة ولمن يريد واسطة هو عنوان جيد!!
في الحقيقة رأيت اسودادا غريبا في الوجوه، سالت أحدهم ساخرا: أين الشباب ليحملوا الزعيم؟!
رد حانقا: ما تزال بقية من كرامة!!
سالت: أين هي ؟!
فلم أتلق جوابا!!
انسحبت من الحفل مغموما وشعور بالقرف يغمرني... لكني مضطر أن أقول لكل أصحاب الأعراس: اجعلوا أعراسكم لجميع المدعوين. الناس هي نجوم حفلاتكم. "الزعماء" من شاكلته اهانة لضيوفكم. إن حذاء إنسان مغمور يقوم بالواجب في أفراحكم أشرف من بعض "الزعماء". لا تهينوا المدعوين بجعل احدهم مهما كان "نجما" مفروضا منكم عليهم. الناس تكرم من تثق بوطنيته وشرفه حتى بدون اهتمامكم وتبجيلكم وتحويل المنصة لعرض يثير التقزز في النفس الشريفة.

[email protected]



#نبيل_عودة (هاشتاغ)       Nabeel_Oudeh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوميات نصراوي: لذكرى أمي...
- هل تفقد اللغة العربية مكانتها في اسرائيل؟
- سياسة التوحد البيبية
- دراستان علميتان رصينتان حول اليهودية والتلمود
- بروفسور سليمان جبران في حوار ثقافي شامل
- يوميات نصراوي: وطنيون بالمراسلة!!
- معضلة العالم العربي
- في ذكرى رحيل صاحب اعظم تجربة تحررية:
- اليوم آرامي .. غدا أسكيمو؟!
- الاحتلال يطبق سياسة -هنود حمر- مع بدو الأغوار
- العنصريون عابرون واللغة العربية باقية
- اطلالة على العالم القصصي للقاص المغربي عبده حقي
- لإعادة اللحمة للنخب السياسية والمثقفة في المجتمعات العربية
- اسطورة فلسطينية... وكابوسا لاسرائيل
- لقاءٌ مع الأديبِ والناقدِ - نبيل عوده -
- توقف القتال .. لم تتوقف الحرب!!
- ورطة جنرالات اسرائيل
- اللغة العربية من منظار الواقع السياسي-الاجتماعي
- المنتصر على الطفولة
- اوشفيتش غزة: -امواتا يمشون -حتى متى؟!


المزيد.....




- الأمم المتحدة تطالب بتحقيق مستقل حول المقابر الجماعية في مس ...
- مخيمات واحتجاجات واعتقالات.. ماذا يحدث بالجامعات الأميركية؟ ...
- ألمانيا تعتزم استئناف التعاون مع الأونروا
- -طيور الخير- الإماراتية تُنفذ الإسقاط الـ36 لإغاثة سكان غزة ...
- إيران.. حكم بإعدام مغن أيد احتاجات -مهسا أميني-
- نداء من -الأونروا- لجمع 1.2 مليار دولار لغزة والضفة الغربية ...
- متوسط 200 شاحنة يوميا.. الأونروا: تحسن في إيصال المساعدات لغ ...
- -القسام- تنشر فيديو لأسير إسرائيلي يندد بفشل نتنياهو بإستعاد ...
- إيطاليا.. الكشف عن تعرض قاصرين عرب للتعذيب في أحد السجون بمي ...
- -العفو الدولية-: كيان الاحتلال ارتكب -جرائم حرب- في غزة بذخا ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - نبيل عودة - يوميات نصراوي: personae non gratae