أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عامر عبد زيد - عودة الدين الى الفضاء العمومي في الغرب














المزيد.....

عودة الدين الى الفضاء العمومي في الغرب


عامر عبد زيد

الحوار المتمدن-العدد: 4639 - 2014 / 11 / 20 - 01:28
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لاشكَّ أن التمهيد رهين وظيفة ينطلق منها في سياق هذا البحث الذي يحاول أن يطرح المشكل المركزي سعيا الى التحرر منه والمشكل الذي نحاول البحث عنه هو عودة الديني من خلال اطروحته الأصولية التي تنطلق من الاطروحة الأصولية الدينية التي ظهرت إلى السطح منذ نهاية الحرب الباردة ، وتنامي حركات أصولية مختلفة تعبر عن حالة اجتماعية رافضة لثقافة العولمة. إنَّ بعض الحركات الأصولية تحولت إلى حركات ثورية، وهي ليست بالضرورة أصولية دينية كما كان واضحاً في أيرلندا إذ شهدت ميلشيات تطلق على نفسها أصوليات، كما توجد أصولية مسيحيَّة في أميركا، وسيخيَّة في البنجاب، وأصوليات اسلامية متنوعه وكلها حركات أصولية تعيش خصومة مع واقعها السياسيّ والاجتماعيّ، ما جعلها تدخل في صراع ينتهج العنف لتحقيق أهدافها .
فهذه الأطروحه التي تمارس الشيوع عبر أشكال متنوعه تقابلها أطروحة مضاده في المجتمع الغربيّ هي العَلمانيَّة المتشدده التي ترفض أيَّ اشراك للدين في الفضاء العمومي والممارسات السياسية وتدَّعي أن الدينيّ في طريقه الى الزوال عبر التنمية الفعالة إلَّا أن (هابرماس) يعترض على هذا ويحاول ان يجد حلول أكثر جذريَّة في الواقع الغربي من هنا جاءت معالجته لهذا الامر تنشد التحرر من المشكل عبر نقد الخطابات الشمولية سواء كانت عند الأصوليَّة الدينية أو العَلمانيَّة معا .
فالمشكل تجاوز الشمولية عبر طرح حلول تناقش عود الدينيّ الى الفضاء العموميّ في الغرب وفي العالم حيث قام الصراع بين القوى الاجتماعية على السلطة ومحاولة استثمار الاخفاقات التنمويَّة من أجل التسلل الى السلطة عبر العنف الذي يقوم على نفي الآخر .
فلايمكن فهم المشكل الّا ضمن فهم الإشكالية بأبعادها المعرفية والايديولوجية، فالاشكالية التي يتناولها هابرماس فيلسوف الحداثة تقوم على فهم التحولات الجديده التي تجاوزت الواقع القائم الذي تهيمن فيه العَلمانيَّة على مقدارات الأمور في الغرب وقد جاءت التحولات من أجل ازاحة الدعائات القائمة والتي تتعامل مع الدين بوصفه أمرًا ممكن الشفاء منه عبر التنمية لكن هذا لم يحدث، فجاءت معالجة هابرماس حيث تؤكد على مجتمع مابعد العَلمانية ، وهنا يحدث تحول كبير هو الانتقال من الاطروحة العَلمانية التي تحتكر الفصاء العموميّ وممايقابلها الأصولية الدينية التي تنفي الاعتراف بالحداثة والعَلمانية إلى مجتمع مابعد العلمانيَة وهذا ياتي عبر الاقتناع بالتحول الذي لايتجاوز العَلمانية بل يتجاوز احتكرها للمعنى والسلطة، عبر اعتماد آليات جديده لها أصولها في الخطاب الليبراليّ، منها الاعتراف بالآخر بوصفه شريكًا في المجتمع وادارته، ومنها التسامح الذي يعني من بين معانيه الكثيرة أن يتجاوز الآخر الفكرة الخاطئة التي تعني امتلاكه الحقيقة ونفيها عن الاخر. إنَّ تجاوز هذا الامر يعود الى الايمان بالتعددية الدينية والمشاركة في ارساء منظومة من الحقوق التي تقوم على شرعية عقلانية ودينية.
أمَّا الرهان فهو يبين أهمية طرح المشكل، فالصمت عن المشكله لايساهم في الحل بل يعمقها ويجذِّر الخلاف حتى لايبدو معه الحل ممكنا وهو ما يعيشه عالمنا العربي الذي ينفي المشكله مما ساهم بتحول الصراعات العقائدي الى صراعات وجوديَّة وحروب أهلية لايدفع ثمنها الا المواطن العربي، ومن هنا يأتي أيضا الرهان الذي يكشف عن واقعنا الراهن الذي أدى إلى ضرورة طرح المشكل فالموضوع الذي يتناوله هابرماس ليس موضوعًا نظريًّا مجردًا بل هو موضوع مرتبط بالواقع والتحديات التي يفرضها على المفكر الذي لابد أن يتصدى لها آخذا بنظر الاعتبار المعالجات المتنوعه للمفكرين الآخرين وطرحها للبحث والنقد حتى تبدو متوافقة مع الواقع وتحدياته وهنا مكمن الرهان المعرفيّ. فالمعالجه التي يريدها هابرماس تبقى اجتماعية وليس اركولوجيا تتعامل مع التاريخ وتحولاته، بل مع المجتمع وما يطرأ عليه من تغير وهذا مكمن الرهان .
الاطروحة : نحن أمام محاولة لفهم الجهد النقديّ الذي يقدمه هابرماس محاولين تناوله بالعرض والتحليل من أجل تفهُّم الواقع الغربي، وكيف تناول الواقع ؟ وماالمنهج والرؤية اللذان اعتمدهما من أجل الاستفاد منه في أحداث مقاربة للواقع العربي وأزماته بين السلطات الشمولية والمعارضة الاسلامية الشمولية وكل منها ينفي مشاركة الآخر وصولا الى الطائفية والحروب الطائفية .
فالغرب اليوم يعيش تحولات عميقه ودينامية فاعله ؛ فقد كانت الحداثة قد منحت الأنسنة والقوى المجتمعية التي تكمن ورائها ، دورا كبيرا ؛ حل بمقتضاه الانسان مكانة المركز ولهذا تحطمت المركزيَّة الكنسيَّة وجاءت مركزية الحداثة ( فالتنوير لم يغلق الباب أمام الدين ولكن أمام شكل من التدين كان يطلب السيطرة المطلقة على حياة الإنسان وعقله وجسده.)( ) .يومها كان الفضاء العمومي الذي يعبر عن النخب الفاعلة في المجتمع والمعبر عن المشروعية الثقافية والفكرية الجديدة العلمانية - انسية ، لقد كان حيز الدين قد تبدل الى حد كبير ماقبل حيز العلم والفلسفة ، على أثر التحولات الاقتصادية والثقافية الكبرى وقد تمظهرت في نقود ماركس ونيتشه وغيرهما من رموز الفضاء العمومي الغربي .
يشهد الغرب اليوم عودة جديدة للدين في الفضاء الثقافي والاجتماعي الغربي خصوصا بعد تفجيرات 11ايلول في نيورك، وقد ترك هذا الحدث أثرا عميقا في الغرب والعالم .من هنا نستطيع الولوج الى المعالجه التي جاء بها هابرماس للدين وتفهم الحاجه اليه وهو تفهم كان له مسوغاته لديه ، لكن لا يمكن تفهم معالجة هابرماس للدين دون ربطها بمفهوم الحق وهو معيار مفهومي معه في معالجة هابرماس تقوم على مقاربة في فلسفة الحق ، وعلى تنشأة المسالمة الدينيَّة في مابعد العَلمانية .



#عامر_عبد_زيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القول اليوتوبي علاقته بالتاريخ ورهانات الحاضر
- حزب العدالة والتنمية -اشكالية التواصل والفراق -
- لكل عصر رهاناته وتحولاته الكونية
- مفهوم العقل قد شهد تحولات
- شاعرية الاغتراب عند حسام الدين الالوسي
- قبول المختلف، ورهانات التنافس
- اغتراب الوعي وهيمنة الخطابات الشمولية
- تمثل الدين الليبرالي عند عبد الكريم سروش
- الوعي الجمالي والتأويلية
- الخطاب البيوطيقي عند هانس جوناس
- نقد الفكر السياسي الغربي
- الفكر السياسي الليبرالي عند جون لوك والتنوير الفرنسي
- الفكر السياسي الليبرالي - عند مكيافلي
- أصول نقد الخطاب الابوي
- رهانات الخطاب العلماني وتحولاته داخل الفضاء الغربي
- السلطة وأثرها في تشكيل المخيال السياسي العراقي القديم
- الحلم العراقي القديم
- قراءة في كتاب قراءات في الخطاب الهرمنيوطيقي للدكتور عامر عبد ...
- أطياف مدني صالح
- اشكالية النهضة ج1 -من كتاب اشكالية المثقف -


المزيد.....




- اجعل أطفالك يمرحون… مع دخول الإجازة اضبط تردد قناة طيور الجن ...
- ما سبب الاختلاف بين الطوائف المسيحية في الاحتفال بعيد الفصح؟ ...
- الرئيس الصيني يؤكد استعداد بلاده لتعزيز التعاون مع الدول الإ ...
- الاحتلال يشدد إجراءات دخول المسيحيين إلى القدس لإحياء شعائر ...
- “أحلى أغاني البيبي الصغير” ضبط الآن تردد قناة طيور الجنة بيب ...
- لماذا تحتفل الطوائف المسيحية بالفصح في تواريخ مختلفة؟
- هل يستفيد الإسلاميون من التجربة السنغالية؟
- عمارة الأرض.. -القيم الإسلامية وتأثيرها على الأمن الاجتماعي- ...
- وزير الخارجية الايراني يصل الى غامبيا للمشاركة في اجتماع منظ ...
- “يا بااابااا تليفون” .. تردد قناة طيور الجنة 2024 لمتابعة أج ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عامر عبد زيد - عودة الدين الى الفضاء العمومي في الغرب