أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عامر عبد زيد - شاعرية الاغتراب عند حسام الدين الالوسي














المزيد.....

شاعرية الاغتراب عند حسام الدين الالوسي


عامر عبد زيد

الحوار المتمدن-العدد: 4270 - 2013 / 11 / 9 - 23:20
المحور: الادب والفن
    


يعرف الاغتراب بوصفه تمزقاً في الشعور نتيجةً الوعي ، هذا التمزق هو عبارة عن صراعٍ داخليّ يخوضه الانسانُ بأشكال عديدة ، الا أني أجد أن آلالوسي كان دائما بين هيمنة الراسب الثقافي الذي اثرّ في تكوينهِ وترك حضوراً عميقاً في لاشعوره ، يحظر دائما في أشكال متنوعة معبّراً عن ميراث الذاكرة والتكوين والتربية ، وهو وعي قد يحتل معنى جاهزاً تم تلقيه من ذاكرة الهوية بكلّ أطيافها والتي تمثل الذاكرة والتراث ، والهوية ، وبين وعي فلسفي نقدي قاد الالوسي الى مديات رحبة جعلت منه متمرداً على الراسب الذي تم تلقيه عبر التربية والذاكرة جاء التكوين العلمي الفلسفي فاعلاً ومجلجلاً في رؤية والمنهج، وهما كانا يمثلان خروجاً عن الثابت المتعالي على التاريخ كذاكرة ، جاء الوعي الفلسفي ناقدا مؤولا معيداً ترسيم الرؤية في نظرته الى التراث كاساطير وفكر وتجارب دينية كلها، وقد حاول الالوسي أن يقدم فيها موقفا نقديا أحدث من خلاله تغيراً عميقاً في وعيه كمثقف واستاذ جامعي شكل حضوراً عميقاً في الخطاب الفلسفي العراقي والعربي والذي فيه موقفٌ يصل حد القطيعة مع بعض الافهام الموروثة والقراءات الايديولوجية للتراث .
بين المكونين الاثنين كان هناك حضورٌ وسطيا انه "الالوسي الشاعر" فهو يعبر بوجدانية عميقة الى إرهاصات وجدانية تعبر عن حيرة وجودية بين موقف تمّ تلقينه وبين موقف نقدي قائم على تقبل معرفي عميق بين الاثنين كان الاغتراب حاضراً في نصوصه الشعرية .
رغم مااستقر في الذاكرة الفلسفية من موقف سلبي من الشعر الا أننا نجد حضورا عميقا للتجارب الروحية في ميراث الاسلام كما تجلت في مواقف المعري والمتنبي وعمر الخيام والمتصوفة، وكذلك موقف هيدجر من الشعر الذي يرى للشعر مكانة ممتازة ، فهو "ركيزة للتاريخ يهدي الناس بنوابغ حكمته ويلهمهم بكرائم رؤاه "
لهذا كان الشعر حاضراً في فكر الالوسي وروحه ، إذ يمكن أن نتلمس فيها حضوراً للاغتراب الذي يتجلى كحضور خطف ولطف يُعجز الوصف ، انه حالةُ وعي وفعلُ اختيارٍ ينتاب الذات، فتشعر بالضياع والتيه، فتتشظى بالواقع فترى العالم يتصدع الذات حين تغترب تتوهج بالمعرفة، وتفقد توازنها وتحترق بجحيم الوعي فتضيع في متاهة الحياة ،الذات أنى تشتهي الآخر لتنسجم معه وتتفاعل ولكن اذا لم يحدث التآلف يتم الهجر والفصل وتبدأ الذات رحلة التمزق والشتات في جوهرها.
ولعل هذا يظهر في موقفه من واقعة " الموت "وفيه يظهر موقفان هما حضور لما قلناه سابقا من الراسب الاول "الروحي" والجانب العقلي " الشكي " وهذه الواقعة كانت مقلقة للفيلسوف الالوسي فهي تتجلى روحيا بقوله :
إنما الموت ستارٌ لا يموت
زهرةٌ أو دودةٌ في جذع توت
هكذا العود الى هذي البيوت
هنا يقدم لنا رؤية عن تلك الحياة الاخروية التي تمثل واقعة ثقافية ودينية تجلت صورها من العمق الروحي وتمثلتها الصور الشعرية عند المعري وغيره وهو هنا يتمثلها معبراً عن قلقه العميق منها كواقعة تبدو راسخة ونحن في مسيرنا اليها بشكل ثابت متواتر .
لكن ثمة رؤية اخرى تقربنا من موقف فلسفي اغترابي يقوم على الشك إذ يتجلى الاغتراب، إذ يتوارى اليقين خلف موقف شكي يقترب من العدمية اذ ثمة لحظة التفكك والتشظي تطفيء وهج الوجود وتضيع الذات في السراب العدم يقول:

كل ما في الكون يمضي للفناء
بعد أن كان رقيقاً لينا
أوجُهُ الغيد وأربابُ اللواء
وشجاع القلب أو من جبُنا
إنه يصور موقفاً وجوياً من واقعة الموت يطغي عليه التشاوم والشك ، يعبر عن حيرة وقلق عميقان في وجدانه وهو مشتبك في توصيف تجربته عن هاجس الموت حيث الاسى والاسف.



#عامر_عبد_زيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قبول المختلف، ورهانات التنافس
- اغتراب الوعي وهيمنة الخطابات الشمولية
- تمثل الدين الليبرالي عند عبد الكريم سروش
- الوعي الجمالي والتأويلية
- الخطاب البيوطيقي عند هانس جوناس
- نقد الفكر السياسي الغربي
- الفكر السياسي الليبرالي عند جون لوك والتنوير الفرنسي
- الفكر السياسي الليبرالي - عند مكيافلي
- أصول نقد الخطاب الابوي
- رهانات الخطاب العلماني وتحولاته داخل الفضاء الغربي
- السلطة وأثرها في تشكيل المخيال السياسي العراقي القديم
- الحلم العراقي القديم
- قراءة في كتاب قراءات في الخطاب الهرمنيوطيقي للدكتور عامر عبد ...
- أطياف مدني صالح
- اشكالية النهضة ج1 -من كتاب اشكالية المثقف -
- اشكالية النهضة ج2
- الحضارات صراع أم حوار
- التأويل اللاهوتي لتاريخ عند أوغسطين
- نظرية المعرفة
- إشكالية الخطاب الإعلامي والتحول الديمقراطي العربي


المزيد.....




- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عامر عبد زيد - شاعرية الاغتراب عند حسام الدين الالوسي