أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عامر عبد زيد - الفكر السياسي الليبرالي عند جون لوك والتنوير الفرنسي















المزيد.....

الفكر السياسي الليبرالي عند جون لوك والتنوير الفرنسي


عامر عبد زيد

الحوار المتمدن-العدد: 4001 - 2013 / 2 / 12 - 15:44
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الحلقة الثالثة

1- التجريبية الانجليزية " جون لوك انموذجا ":

كان هذا النظام السياسي انعكاساً لفكر سياسي عبر عن هذه الحقبة الجديدة أي سلطة البرجوازية التي ترافق الحكم الفردي وكان جون لوك (1632 – 1704) من ابرز مفكري هذه الحقبة الجديدة تمثلت بظهور الطبقة البرجوازية التي كان لوك خير ممثل لها بل يشكل هذا الخطاب الذي يرى إن الحالة الاجتماعية الطبيعية هي حالة يسودها القانون الطبيعي ، أي حالة سلم وحرية يتابع فيها الإنسان مصالحه بحرية طالما لا تنتقص من حرية الآخرين ولكن بشرط أن لا تنقص هذه الحالة الضمانات اللازمة لسن وتفسير وتطبيق القانون عينيا والمجتمع المدني هو الرد على هذه الحاجات ، أي إيجاد سلطة تسن القوانين وتفسيرها وتنفذها بشكل محايد ومعترف به اجتماعيا وبانسجام مع قانون الطبيعة والقاعدة ( ). إن المجتمع ينظم نفسه تلقائيا دون دولة ، والسلطة ليس نفيا مطلقا للحالة الطبيعية ( المجتمع ) فالحالة الطبيعية تتدبر ذاتها دون دولة وهذا التصور الذي يقدمه _( جون لوك ) معارضاً لتصور ( هوبز )() إذ نجد بين الاثنين تفاوتا كبيرا وهذا يعود إلى تغيرات اجتماعية وسياسية رافقت ظهور البرجوازية التي سوف يكون لها تأثيرٌ كبيرٌ في الثورة الأمريكية والفرنسية . ( ).وللقانون الطبيعي كما يبين ذلك جون لوك و وضعه في العلاقات بين الدول ففي اية ظروف تبرر الحرب وبقدر ما لا توجد أي حكومة دولية تكون الإجابة إجابة أخلاقية خالصة وليست اجابة قانونية ويجب ان تتم الاجابة على النحو نفس الذي تتم به على فرد في دولة فوضى ( ) اذ الحقوق فيها قانونية مقيدة (حقوق مدنية وسياسية )غير خاضعة الى ارادة الحاكم بل للقانون ،و الحق الاساسي المتنازل عنه هو حق انزال العقوبة بالآخر والتعليل هنا ياتي من خلال تاسيس لوك للنموذج الديمقراطي الليبرالي القائم على حاكمية المجتمع فهو صاحب حق لأختيار الحاكم ومحاسبته في خرقه للتعاقد ،و من هنا ظهرت السيادة الشعبية .التي تتجلى من خلال مفهوم العقد "هو نوع من الاشتراط والتكليف من المجتمع الى الحاكم ، مادام الحاكم طرفا أساساً في العقد ، وعليه أن يتحمل مسؤولية ذلك التكليف ، وعليه يجب محاسبته ان أخل بذلك العقد الذي أبرمه الشعب معه "( )ومن هنا كان لوك صاحب رؤية مجدده في مجال العقد في الوقت الذي يتفق مع هوبز في كيفية نشأة الدولة، وهي العقد الاجتماعي، ولكنه يختلف معه في تصوره لحال المجتمع قبل نشوء الدولة، وكذلك في طبيعة العقد والنتائج المترتبة عليه. فيقرر لوك أن الإنسانية في الحالة الفطرية كانت تعيش في ظل الجماعة الطبيعية، وذلك لا يعني أن الحياة الفطرية كان يسودها قانون القوة، لأن هناك قانونا طبيعيا يتمتع في ظله الإنسان بنوع من الحرية والمساواة وبقدر من الأمن. ولكن الناس أرادوا من وراء التعاقد الانتقال إلى حياة أفضل يسودها النظام، تقيمه سلطة سياسية عليا.( )فخلافاً لهوبز يؤكد لوك أن الحياة الفطرية للمجتمع تتمتع بالأمن والاستقرار، ويختلف لوك عنه في تصوره لأطراف العقد الاجتماعي أيضاً، فهو يذهب إلى أن الطرف الذي يمثل السلطة يدخل طرفاً أصيلاً في العقد. " وبينما هوبز يقول إن الأفراد قد تنازلوا للحاكم عن جميع حقوقهم، يرى لوك أنه توجد حقوق طبيعية للفرد سابقة على دخوله في الجماعة، هذه الحقوق لا يمكن التنازل عنها، ومن ثم تقيد السلطة حتماً".( )وبالتالي فإن طبيعة العقد الاجتماعي لدى لوك مختلفة أيضاً، " فالعقد الاجتماعي برأي لوك ليس هو عمل ارتهان، ولكن هو تسوية ضرورية تجعل من الشعب المؤتمن الحقيقي على المصلحة العامة، ولا يمكن للدولة أن تتوانى عن أداء مهمتها، وهي خدمة الخير العام، ولا أن تخالف أحكام الحقوق الطبيعيةالسابقة عليها. " ( ) بهذا نلمس تحولا جديدا في المشروع الحداثوي الذي تحول فكريا ، عندما تم طرح افكار جديدة تعبر عن ولادة سلطة الحداثة السياسية والفلسفية مع جون لوك ،وقد كان لها تأثيرا في فكره الذي انطلق من نقد السلطات السابقة ذات الجذور الدينية التي تقوم على أمر الله و هو الذي يقرر تلك القواعد وجعل لها عقوبات حيث الوضع الاسمي والنفعي() المحض لا يرى في المجتمع سوى سلطة أكثر فاعلية وأكثر استقرارا لقمع انتهاكات القانون وهذا الموضوع يحدد لهذه السلطة حدا واضحا دقيقا فالمواطن غير ملزم بطاعتها إلا إذا تصرفت بموجب قوانين ثابتة دائمة لا بموجب قرارات ترتجل من وقت لأخر اذ كان يصر لوك "على ان تكون السلطة التشريعية هي السلطة العليا في الدولة وانه يجب ان تكون الحكم الفصل في كل ما ينشا من مواضع الخلاف والنزاع "( )
ومن ثم فان السلطة اشتراعية لا تستطيع إن تفعل ما تشاء ولا تستطيع على الأخص إن تتصرف بأموال الرعايا بإخضاعهم لضريبة غير مقبولة منهم فالميثاق بين الرعية والعاهل ثنائي الجانب ومن حق الرعية إن تثور على انتهاك القانون ذلك هو اصل السلطة الملكية وتلك هي طبيعتها. ( ) وبهذا اراد في بحثه (في الحكومة المدنية)" ان يوضح بان الدولة هي عقد تم بين الإفراد لحماية متاعهم وأملاكهم فالمرجع النهائي فيمن يولي العرش هو الشعب وحده ووسيلة التعبير عن راية هي الأغلبية " ( )وقد دافع لوك في كتابه (في التسامح) عن حق الإفراد في الحرية الشخصية وهو يحتم ان يكون لكل إنسان الحق الكامل في إبداء أرائه حرا من كل قيد ( )يقول جون لوك في الحكم المدني " لايستطيع احد ان ينتزع السلطة ليحكم رغما عن ارادة المحكومين والا اصبح مغتصبا فالاغتصاب هو استيلاء على ما هو من حق لامرئ اخر " ( )
اما في مجال العلاقة بين الدولة والدين : لم يكن بمستوى تطرف هوبز القائم على اخضاع الكنيسة للدولة بل فصل بينهما وبين سلطتيهما لانه يعلل هذا التوصيف بالقول :" ان سلطات الحكومة المدنية لا تتعلق الا بالمصالح المدنية وفقا لهذا تغدو الآراء الدينية تتمتع بحق بالمسامحة مطلق وشامل "( ) من هنا فان لوك يكون قد عزل السلطة المدنية عن الدينية واعطى كل منها موضوعه .
2- التنوير الفرنسي :كان مشروع فلسفة التنوير يقوم على شعار تحرير الانسان من السحر ، نقد العقل بواسطة العقل ، لاشك ان الأمر يتعلق بمطلب أنواري . ذلك أن فلسفة الانوار جعلت من العقل أداة جوهرية لممارسة النقد من اجل الخروج بالانسان الاوروبي من حالته السلبية والدفع به لكي يمارس حريته ويعبر عن ارادته في المعرفة وعلى اتخاذ المبادرة من هنا جاءت الحركة العميقة والمجهود الرئيس لفلسفة الانوار لا يقتصر على مواكبة الحياة وتاملها في مرآة الفكر فحسب بل انها تعتقد على العكس من ذلك في التلقائية الاصيلة للفكر وبعيدا عن تحديد مهمة الفكر على التعليق والتفسير ، فانها تعترف له بقدرته ودوره في تنظيم الحياة .( ) ولعل هذ الامر جعل الكثير من المحللين يوسم به العقل الغربي في كونه يتمتع بميزة معينة في مواجهة عوائقة وازماته المصيرية على غير ما عليه حال بالنسبة لشعوب الأخرى التي تعاني أزمة تحول حضاري اما الغربي الذي عاش خمسة قرون هي عمر العصر الحديث ، في ظل سيادة العقل والعلم . وحيث أضحى كلاهما قيمة أساسية وسمة مميزة .وما كان لهذا ان يحدث لولا وجود مفكرون غربين لهم القدرة على رصد عناصر الازمة وتحليل احداثها تاريخيا والكشف عن جذور المعاناة ومنشأ اوجاع الحياة دون رقيب او حجر على رأي ودون اتهام بالزندقة أو بالخروج على الموروث ، لكن هذه الحرية لم تاتِ دفعة بل تم انتزاعها أي بفعل دور مهم للمثقف لان دور المثقف في جوهره يكمن في مضاعفة الوعي ، بوصفه فرد مسؤولية مجتمعه .هذا الدور يتجلى في الثورة الفرنسية التي كانت اسبابها مصالح مادية حفزت الفرنسيين على الثورة المتمثلة بالمظالم فعلية صارخة ، ومعناة حقيقية واقعة وحرمان مؤكد ، لكن ايضا كان هناك دور مؤثر للافكار لكل من روسو وديديرو ومونتسكيو . وقد نظر هؤلاء لتلك الثورة البرجوازية التي نفذت القيم القديمة واحلت محلها قيم جديدة عبر نزعة مؤسساتية غرضها التحكم بالواقع والسيطرة عليه كليا وجعله في خدمة المشروع الاقتصادي الرأسمالي وقد طلعت تلك النزعة أيضا بعمليات تشريع قانوني تهدف إلى منح المؤسسات التي تعتبر تبريرا عقلانيا لممارستها وقد كانت فرنسا قد ظهرت بها تلك المظاهر التي تركت تأثيرا على ألمانيا وهيجل على وجه الخصوص( ) .



#عامر_عبد_زيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفكر السياسي الليبرالي - عند مكيافلي
- أصول نقد الخطاب الابوي
- رهانات الخطاب العلماني وتحولاته داخل الفضاء الغربي
- السلطة وأثرها في تشكيل المخيال السياسي العراقي القديم
- الحلم العراقي القديم
- قراءة في كتاب قراءات في الخطاب الهرمنيوطيقي للدكتور عامر عبد ...
- أطياف مدني صالح
- اشكالية النهضة ج1 -من كتاب اشكالية المثقف -
- اشكالية النهضة ج2
- الحضارات صراع أم حوار
- التأويل اللاهوتي لتاريخ عند أوغسطين
- نظرية المعرفة
- إشكالية الخطاب الإعلامي والتحول الديمقراطي العربي
- من اجل إحياء العقلانية العراقية الغائبة
- آراء أهل المدينة الفاضلة
- رهانات الحداثة الإسلامية
- التأويل والريبة عند ماركس
- مفهوم الهوية وقبول الأخر
- مقاربة في رواية -الحنين إلى ينابيع الحب -
- تحولات -بروتيوس-(*)


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عامر عبد زيد - الفكر السياسي الليبرالي عند جون لوك والتنوير الفرنسي