أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عامر عبد زيد - اشكالية النهضة ج1 -من كتاب اشكالية المثقف -















المزيد.....


اشكالية النهضة ج1 -من كتاب اشكالية المثقف -


عامر عبد زيد

الحوار المتمدن-العدد: 3689 - 2012 / 4 / 5 - 22:07
المحور: المجتمع المدني
    


إشكالية النهضة


أن الفكر العربي المعاصر كانت انطلاقته الأولى مع "صدمة الحداثة" وبدايات حملات الاستيطان والاستعمار أي أواسط القرن التاسع عشر وصولا إلى سقوط الخلافة العثمانية 1924، لتوقد شعلة هذا الفكر مجددا إبان هزيمة حيزران 1967 وصولا إلى المرحلة الراهنة( ).
لقد جاء هذه الخطاب الفكري ضمن إشكالات تنوعت بتنوع الخطاب وتحدياته التي يفترض إن تدفع هذا الخطاب أن يستجيب إلى تحدياتها تفكيكا وتدبرا وتداولا لان من أهم وظائف الفكر بما هو خطاب نظري وفعل نقدي ومجمل تصورات ذهنية يستفيد من منجز المعرفة في العلوم النظرية والعلوم الإنسانية : التاريخ والاجتماع وعلم النفس والأنتروبولوجيا ومن الفلسفة ومن الخبرات الجماعية التي راكمتها الأمّة عبر تاريخها الثقافي والحضاري والروحي انه ستفيد من كل هذه التجارب المتراكمة.في إن يركز عمله بوصفه نشاط فكري (بما هو وعي نقدي أو نظر عقلي أو تحليل معرفي على دراسة المسائل الحضارية والثقافية والدينية والعقلية المتعلّقة بإشكالات التنمية والتقدّم والتحرّر والثقافة وتطوير قطاعاتها) ( )
الإشكالية المحورية الأولى( ) تمركزت حول سؤال النهضة والتمدّن وهو المشغل الأساسي للفكر العربي المعاصر بما هو فكر إصلاحي، أو بما هو خطاب في الإصلاح، وقد استمر طرح هذا الإشكال داخل دوائر الفكر العربي المعاصر بموجب امتداد تأثير فكر عصر النهضة الذي نشأ وتبلور بصفة رئيسية إبّان حملة بونابرت على مصر، 1798م وانفتاح العالم العربي والإسلامي على نظيره الغربي المتقدم واكتشافه لتأخره وركوده وجمود عمل العقل فيه، ومن هنا ظهر ذاك السؤال المثير للجدل لماذا تأخر المسلمون وتقدم غيرهم؟(5) وهو سؤال دفع إلى التفكير في الدّين من جهة علاقته بالعلم والسياسة من ناحية وبالحرية والتقدم من ناحية أخرى على السواء، كما دفع ذلك إلى دراسة أسباب نكوص الحضارة العربية وخفوت عبقرية العرب بعد ان بلغوا أوج التقدم العلمي والحضاري.( )
إن مشروع النهضة كان يمثل ثقافة الإطراف مقابل ثقافة مراكز استعمارية (أن الواقع لا يرجع إلى "خصوصيات "الإسلام ولا يرجع إلى نواقص في مجال السياسة ... بل انسب هذه الظواهر جميعا إلى أسباب (نجد جذورها في الطابع المبتور لرأسمالية الإطراف بالمقارنة مع انجازات رأسمالية المركز،الناتج بدوره عن آليات التوسع الرأسمالي على صعيد عالمي الذي أنتج بالضرورة "استقطابا"عالميا)( )
لهذا نجد ان المثقفين في عصر النهضة كانوا إمام أمرين:
الأول منهما مشروع التنوير الفرنسي والثاني الدولة التي أقامها محمد علي ؛لهذا جاءت تلك التصورات في ضوء تلك الظروف إلا أن الفكر الغربي شهد تحولا كبيرا من فكر الأنوار إلى فكر الاستعمار ( إن أوروبا قد صادرت منجزات القرن الثامن عشر (انواره) لكي تخدم أهدافا مصلحيه واستندت إلى الجدلية للعصور الوسطى لكي تحقر الذين أخضعتهم.)( )
هذا الأمر قاد الى تغير سياسي كبير عبر جدلية التنوير والاحتلال ؛فلقد جاءت النهضة عبر فعالية خارجية شكلها التهديد الخارجي الغربي ( الفرنسي – البريطاني) إذ عمل هذا العامل على كشف الواقع العربي يومها ولم يكن إمام مثقفي الأزهر سوى التصدي للاحتلال مسلحين بتراثهم على الرغم من بعد التجربة تاريخيا عنهم في تصديهم الأخير للغرب ( وذلك لان المقدس كان احد إبعاد الحقل السياسي يحضر بقوة في فترات تاريخية وقد يكون جيشا وصناعا وحضوره محكوم بعوامل معينة )( )
. وهكذا خرج الغربيون مخلفين وعيا وليدا توج بقاء مصر تحت سلطة ( محمد علي ) وهنا كان المثقفون بين ضغطين:
الأول : خارجي تمثل بتلك القفزتين اللتين حققهما الغرب السياسية والثقافية خلال أربعة قرون وكيف يتم ردم تلك الفجوة . لهذا تفاعل المثقفون العرب مع الحداثة في التجربة الغربية ثم نقلوها عبر الترجمة وبشروا بها في مجتمعاتنا أفكارا مجردة ، غير ناظرين إلى أنها صيرورة اجتماعية ارتبطت بتحولات عملية ليس لها نظير في مجتمعاتنا . إن الحداثة الأوربية ليست بضاعة للتصدير وقد يتم الالتفاف عليها وتوظيفها لمقاصد ضد أهدافها الحقيقية .
إما الضاغط الثاني : فهو داخلي وقد تمثل بتلك السياسة التي أقرتها سلطة ( محمد علي ) التي كانت قد اتخذت نوعا معينا من النهضة يقوم على اقتباس التجربة العثمانية في إصلاح أجهزة الحكومة والجيش وإهمال الشعب ومؤسساته .والعمل من ثم على عسكر معد لخدمة الأقلية الحاكمة من الأتراك والعمل من ثم على بقاء سلطة واسعة

1 - النهضة الحديثة:- الإشكالية المحورية الأولى تمركزت حول سؤال النهضة إذ هنا يمكن إن نلمس ملامح عامه للنهضة-:
الأول:- تجربة محمد علي-(ملامح النهضة):- إن من المهم التمييز بين العقود الأربعة الأولى من القرن التاسع عشر وما تلاها .لقد شهدت هذه العقود محاولات رائعة لتحقيق نهضة عربية مستقلة ،تعتمد على الطاقات الاقتصادية والفكرية .إذا كانت تجربة محمد علي في تحقيق نهضة اقتصادية مستقلة في مصر ،عن طريق إقامة الصناعات الحديثة ،وإصلاح وتوسيع نظام الري ،وإصلاح النظام الضريبي ،وفرض احترام القانون ونشر التعليم ،هي أكثر هذه المحاولات ،فإنها ليست الوحيدة في المنطقة فقد امتدت تجربة محمد علي إلى البلاد العربية فشهدت سوريا في عهد الحكم المصري 1831الغاء نظام البشالق العتيق،ووضع كل الإقليم السوري تحت إدارة حاكم مدني مقيم في دمشق ، وادخل نظام التسجيل لتنظيم الوثائق الحكومية ، وأصلح نظام القضاء ، والغيت الامتيازات المقصورة على الأثرياء وأصبح الجميع متساوين إمام القانون والغى إبراهيم نظام الالتزام وقضي على نفوذ واحتكار الأعيان المحلين ،وفرضت ضريبة شخصية جديدة ، وأصبح نظام التجنيد إجباريا .( )
اما البعثات الدراسية التي ارسلها محمد علي الى اوروبا فقد خضعت لاشراف صارم ، حتى انه لما التمس بعض افرادها ان يسمح لهم بالتجول في انحاء فرنسا للتعرف على نمط الحياة الفرنسية رفض محمد علي طلبهم .( )
وفي السودان 1821 قام الولاة الذين حكموه باسم محمد علي بشق قنوات الري واجروا التجارب لادخال محاصيل وصناعات جديدة ، وادخلوا الى السودان زراعة انواع مختلفة من الفاكهة وزراعة قصب السكر ، واقاموا السواقي لسقي الماشية ، والمنشآت لتخزين المحاصيل ،وكافحوا الآفات الزراعية ،ونقبوا عن المعادن ، وشملوا الطرق التجارية بحمايتهم ..الخ .

وفي لبنان ، دام حكم الأمير بشير الثاني نحو خمسين عاما من 1788 حتى سقط مع محمد علي في 1840، في عهده جرى توسيع الطرق الضيقة ، وأقيمت طرق جديدة ، وأصلحت الجسور القديمة وشيدت جسور حديثة ...وإذ أدرك الأمير حاجة بلده إلى الخدمات الطبية ، أرسل خمسة من الطلاب إلى اعرق المدارس الطبية في المنطقة ،مدرسة الطب في القاهرة ، التي أسسها حليفه محمد علي . أن محمد علي وابنه "بالتبني" وقائد قواته ابراهيم باشا"1789-1848"اعتمدا تشجيع القومية العربية لشحد الهمة لهذه الامة وتوظيفها في بناء مشروعهم الشخصي،الذي يعد بالنسبة للآخرين خروجا عن الشرعة التي تمثلها الدولة العثمانية لهذا عملوا على اسباغ الشرعية على ذاتهم عبر مداعبة المشاعر المحلية لاهل مصر، والضغط على الدولة العثمانية من جهة ثانية من اجل الحصول على مكاسب اكثر الاان هذا عاد بالخير على العالم العربي وكان لهذا الحدث اثار عميقة في ظهور كيانات سياسية وادبية ومؤسسات ثقافيةفي المنطقة سوف يكون لها الأثر الأكبر في النهضة العربية الاسلاميةومن النتائج :
1-( الاضطلاع بتدريس اللغة العربية وآدابها في المدارس ، سواء تلك التي أنشأها المبشرون او التي قاموا هم بتأسيسها مثل "المدرسة الوطنية" التي أسسها بطرس البستاني ؛ في المساواة بين أبناء مختلف الطوائف الدينية والمدنية.
2-الكتب التي القوها باللغة العربية في مختلف مجالات المعرفة لتستعمل في تلك المدارس من خلال الجمعيات التي شكلوها.
3-من الصحف التي أصدرها مثل صحيفة "نفير سوريا" ومجلة "الجنان"التي أصدرها بطرس البستاني ."والبيان والضياء" اللتين أصدرهما إبراهيم اليازجي).( )
الثاني:-العوامل الفكرية الخارجية:
1-الاصلاح العثماني:- ظهرت البوادر الاولى للتحديث في الولايات العثمانية بعدما اخذت ولاياتها حتى اسلامبول بالانحطاط من فساد الادارة، وتخلف الوسائل والاساليب ،وتدهور النظم الاقتصادية وبعد 1839 علان البيان خط شريف كولخانه اتجهت الحكومة العثمانية للبحث عن علاج شاف يوقف هذا التدهور بالاتي:
الاول – اتباع النظم الاسلامية والتقاليد العثمانية .
الثاني – اتباع النظم الاوربية الحديثة ، فكانت بوادر الاختيار للاتجاه الثاني تعود الى اسباب هي ان الحكومة العثمانية كانت تحاول ان تصلح الامور العسكرية بسبب الصراع الفارسي العثماني ومن اجل فرض السيطرة على ولايات الحكومة العثمانية .بالاضافة الى التدخل الاوربي العميق في الحكومة العثمانية ، وما عكسه في دخول افكار ومفاهيم اوربية حديثه .سواء جاء ذلك عبر البعثات العسكرية الفرنسية ،وخاصة ان الضباط العثمانين بعد تعلمهم اللغة الفرنسية والمفاهيم العسكرية الاوربية ،اخذوا يطالعون الكتب السياسية الفرنسية. عبر البعثات الدبلوماسية العثمانية الى دول اوربا وخاصة فرنسا.( )
اما بغداد ،شهدت الفترة نفسها خمسة عشر عاما من حكم داود باشا 1817-1832 الذي عني باصلاح التعليم واسس مدارس جديدة ، وادخل اول مطبعة عرفتها العراق ، وزاد في عصره التصانيف والتآليف المختلفة ،واصبح العلماء يتسابقون على التقرب الية بتأليف الكتب له .وكون جيشا كبيرا ،واصلح نظامه ، واسس مصانع المنسوجات لتفي بحاجتة. وفرض نظاما جديدا للحماية في مواجهة البضائع البريطانية،واخضع تقييم بضائع شركة الهند الشرقية التي تمر بالعراق لنظام دقيق، الامر الذي جلب عليه سخطا من الشركة كان كافيا لعزله . وبعد سنه من سقوطه ، كتب القائم باعمال شركة الهند الشرقية في بغداد "1833"يقول : (ان اهل بغداد ، وهم فيما هم فيه من بؤس ،تتعلق ابصارهم بابراهيم.... وتجار بغداد ... ياسفون لتدخل بالمرستون" وزارالخارجيةالبريطاني " لمنع الحاق اقليمهم بالإقليم"أي سوريا"الذي يخضع لذلك الحاكم الذي بداوا بالفعل يسمونه " الخليفه المصري" .)( )
قد انتهجت الدولة العثمانية اصلاحية ظهر في التنظيمات اصلاحات 1837 لكي تمحي قيود الاقطاع الظالمة وتمهيد الطريق لسياسات غير متعصبة وفتحت الطريق لتطور الملكية الفردية الاانها لم تنجح امام التدخل الاوربي حيث (يعود الى المعاهدات والامتيازات الاجنبية ونتائجها الاقتصادية حيث كانت تلك المعاهدات تجارية حيث كان السلطات العثمانية تمنح الدول الاجنبية " الاوربية" والتجار امتيازات خاصة تشمل وضع حد للضرائب الجمركية من قبل العثمانيين على البضائع الاوربية المستوردة)( )
2 - الثورة الدستورية الايرانية-
تمثل هذه الثورة اثر مهم في ظهور تصور حديث للحكم نجد السلطة الدينية ذا موقف ثوري كان له اثر بعيد في افكار المصلحين على اختلاف طوائفهم في وقت كانت السلطة العسكرية الى جانب الشاه.في عام 1896 اغتيل ناصر الدين شاه من قبل احد أتباع الافغاني وجلس على العرش ابنه مظفر الدين شاه خلفا له وقد اتخذ الاخير سياسة معتدلة ازاء الافكار التحررية التي كانت تشتد يوما بعد آخر .وكان رئيس وزرائه يعارض هذه السياسة ،ويؤكِّد على مواصلة سياسة الشاه السابق .
وفي عام 1905 بادر علماء النجف الى ارسال رسالة الى الشاه يناشدونه فيها اصلاح الحالة السياسية في البلاد ،وانشاء مجلس تمثيلي ، الذي أثار حفيظة رئيس الوزراء ، وفي تفجير الموقف الداخلي اثر حادثة ارتفاع اسعار السكر ارتفاعا فاحشا، وعندها وقعت الواقعة اي الالتجاء إلى مرقد شاه عبد العظيم . وانظم أليهم كل من السيد محمد الطباطبائي ،السيد عبد الله البهبهاني والشيخ فضل الله النوري ،واعلان مطالب الاصلاح الياسي من هناك.
وعندما وقعت الواقعة نفذ رئيس الوزراء عدة محاولات عسكرية لضرب المعتصمين، ثم اضطر الشاه اخيرا الى النزول عند مطاليبهم المتمثلة بشكل اساس في عزل عين الدولة وتاسيس ما اطلق عليه اسم "دار العدالة"،اي مجلس شورى للبلاد.( )
3-الانقلاب العثماني1908-1909:حمل هذا الانقلاب منذ انطلاقه شعارات براقة ( الحرية ،الاخاء ، المساواة) الاسس الثلاثه التي اراد تحقيقها دون تمييز ديني او قومي ،ويعطي المصطلح محمد رضا الشيبي تقييما للانقلاب حينما اضفى واجبه الاجتماعي الاصلاحي قبل غيره ان يقود ثوره عامة على سائر نظم البلاد غايتها قلب النظم الاجتماعية قبل السياسية.
لا ينكر ان الانقلاب العثماني فتح ميادين ساعدت على نمو الافكار الاصلاحية ،فقد انتشرت المطبوعات ، وتنبهت الافكار ( )
الثالث: -الظروف التي استعد خلالها المثقفون التنوير ون / الأوضاع الاقتصادية :-
أ- ان الاوضاع الاقتصادية: في العهد العثماني تكشف الواقع الذي عاشه العرب في ظل الاحتلال العثماني في نهاية القرن الثامن عشر.
اذ بدا الحكام الاقليميون، المحليون ، والقبليون يفرضون انفسهم في السلطة . كان لهذا الوضع رد فعل جذري على البناء الاجتماعي والاقتصادي ،فمثلا في سوريا نجد بقايا التجارة الحضرية قد حلت بها الفوضى بصوره خطيره بسبب الهجمات البدوية ..ان الحياة الاستقرار في بعض الاماكن قد اختفت ،، مثلا في منطقة دجلة شمالي بغداد وعلى نهر الفرات شمالي الحلة .ان حياة الفلاحين حافظت على وجودها ضدالبدو في المرتفعات وقرب المدن المحصنة العظيمةفقط.( ) -
العامل الاقتصادي:يشكل هذا العامل البنية العميقة التي تظهر في البنية الظاهرية لدى القوى التي تبحث عن سبل التغير فتعتمد منظومات ثقافية تسوغ هذا التحول من اجل التنافس على السلطة والنفوذ الذي يشكل الاقتصاد الباب المفضي إليه، بالمقابل تريد القوى المهيمنة المحافظة على سيطرتها على الاقتصاد لهذا تعتمد الرأس مال الرمزي من اجل المحافظة عليه ، ونجد قوى اتخذا الطريق الوسط الذي يجعلها تحافظ على مكاسبها إلا أنها تهاجم وثوقيات الأخر الذي يريد سلبها مزاياها ، وهذا يظهر في خارطة الفكر بشكل واضح .
إذ جاء تتوزع الأرض داخل اقتصاد ريعي إقطاعي تهيمن فيه الدولة ممثلة بالحاكم على مقدرات الأمور يذكرنا بالاقتصاد الشرقي القديم التي أخذت الشكل الأتي :
أولا- أراضي الدولة "الميريه" : وكانت نوعان هما:
أ- الخاصات : تحت هيمنة السلطان وعائلته ويستفيد منها كبار الموظفين.
ب- والاقطاعات العسكرية: فكانت تعهد إلى الفرسان لمدى العمر ، ومعفى من الضريبة(هنا يظهر أهمية الجيش في بقاء الدولة ) .
ثانيا – أراضي الأوقاف وكانت وقفا على المؤسسات الدينية ، تبرع بها كبار الإقطاعيين لدعم النظام الإقطاعي من اجل إعفائها من الضرائب على من تبقى باسمهم واسم ذريتهم إلى أن تنقرض .
ثالثا – الملكيات الإقطاعية الخاصة : كان يملكها الإقطاعيون وكبار الملاك من متنفذي المدن وأعيانها وإشرافها ، ورجال الدين الكبار وزعماء العشائر .
وكان يقوم باستثمار هذه الأنواع الثلاثة من الملكية فلاحون لا يصيبهم إلا الاجر اليسير من إنتاجهم ، وهم الخاسر الأكبر في هذه التراتبية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية معا ، دفعت الفلاحين إلى الثورات من اجل رفع هذا الجور كما هو الحال في الثورة العامية في جبل الدروز .( )
لقد اثر هذا العامل الاقتصادي في مجال الحرف والتجارة حيث ثمة طبقه جديدة طامحة سوف يكون لها دور في الحراك الثقافي والسياسي فقد كإفضاء ألتجاره المدينة وهي مدينة ممزقه اثنيا :إحياء المسلمين واحياء المسيحيين وإحياء اليهود وطبقيا إحياء الفقراء وإحياء الأغنياء وقوميا إحياء الأكراد (كما هو الحال في سوريا إما العراق ( ).
إذ هناك احتواء من قبل الدولة للنشاط الحرفي إذ كان رئيس الصنف معين بشكل رسمي إما التجارة فقد كانت تمثل التنوع إذ لعبت دور في الحراك الطبقي والسياسي والاجتماعي لكونها خارج السلطة بمعناه الزراعي الإقطاعي ، إذ كانت الطبقة البرجوازية وقد لعبت دورا مهما في الحراك الثقافي أو السياسي .( )
تعرض الفلاحون إلى الطرد من قبل الهيمنة العثمانية عن طريق الاستغلال الفاحش من قبل الاقطاعين من الا تراك بواسطة جباية الضرائب ، ثم ان ملاك الاراضي في المناطق الحضرية حاولوا التغلب على ضياع التجارة بسبب غزوات البدو الى الضغط على الفلاحين المحلين لاستخراج فائض اكثر في هذه العملية تحول البرجوازية التجارية الى سمات الاقطاعية"feudalization" .المجاعة ،الاعمال الشاقة ، نظام السخرة ، والضرائب ،والالتزامات المتعددة المرتبطة بالارض فانعدام الحقوق، الاحتقار من قبل الملاك وحاشيتهم ،هذا كله كان من نصيب الفلاح العربي .
مع بداية القرن التاسع عشر كان هناك القليل من تقسيم العمل والتخصص مابين الحرف والصناعات والزراعة.وقد انتج وصدر المهنيون العرب في المنطقة الحضرية في جميع المدن بما فيها المدن التي في الشرق ،الملابس ،والادوات النحاسية والسجاد والاسلحة ،ولكن بوصول القرن التاسع عشر ازالت المنتجات الرخيصة المصنعة في اوروبا جزءا كبيرا من الانتاج الحرفي المحلي .وتدهورحالة طبقة الحرفين والتجار المحلين دفعوا خارج السوق المحلي . اصبحوا ذيلا للبيوت التجارية الاوربية .وهذا يعود الى المعاهدات والامتيازات الاجنبية ونتائجها الاقتصادية .( )
اما مصر جاءت معاهدة لندن عام 1840، والتي فرضتها اوروبا بقيادة بريطانيا على محمد علي بقوة السلاح ، والتزمت مصر بمقتضاها بفتح اسواقها والغاء احتكارات الدولة التجارية ، لتعلن بداية مرحلة جديدة في تاريخ مصر مرحلة تصفية الدوله المركزية وانهاء دورها في مشروع النهضة.حتى اصبح كل ماتبقى من ذلك البناءئ الصناعي الذي تكلف بناؤه الملايين ،مجرد آلات علاها الصدأ في مبان متداعية مهجورة. وكانت تلك هي نقطة البداية في عملية ادماج مصر في السوق الراسمالي العالمي كوحدة تابعة يهيمن عليها الغرب .ومن الفلاحين الذين انتزعت اراضيهم ، ومن هؤلاء التجار والحرفين الذين ضربت تجارتهم وحرفهم خرجت جماهير ثورة عرابي(1881-1882).( )
رابعا- الظروف التي رافقت النهضة الثقافية:إعطاء الدولة الدور المركزي انطلاقا من تجربة "محمد على" ، . في الإصلاح والتحديث لدى ألمثقفي النهضة وكان هذا يظهر في إعمالهم ومواقفهم من أمثال:-رفاعة الطهطاوي-بدأت محاولات الاصلاح الديني والمدني والاجتماعي بأفق جديد في العصر الحديث في مصر مع جهود رفاعة رافع الطهطاوي (1801ــ 1873) الذي درس على الشيخ حسن العطار في الأزهر،.وكان الطهطاوي (1801-1873) بعد تخرجه من الأزهر قد أرسل إلى فرنسا إماما مرافقا لفرقة عسكرية ابتعثها محمد علي إلى هناك للتعلم والتدريب، فأحسن استغلال وجوده بالإقبال على تعلم العلوم الغربية بحماسة منقطعة النظير، فأتقن اللغة الفرنسية ودرس الفلسفة اليونانية والجغرافية والمنطق، وقرأ مؤلفات رواد الفكر الفرنسي مثل فولتير وروسو. وما أن عاد إلى القاهرة حتى ألف في عام 1834 كتاباً بعنوان "تخليص الإبريز إلى تلخيص باريز" دو ن فيه مشاهداته حول عادات ومسالك أهل فرنسا، وكال المديح للنظام الديمقراطي الذي نشأ فيها ووصف مشاعره تجاه انتفاض الأمة الفرنسية للدفاع عن الديمقراطية من خلال ثورة 1830 ضد الملك تشارل العاشر. وحرص الطهطاوي على إثبات أن النظام الديمقراطي الذي كان قد شهده في فرنسا ينسجم انسجاما تاما مع تعاليم الإسلام ومبادئه. (عمل مترجما ورئيسا لمدرسة اللغات الجديدة ورئيسا لتحرير الجريدة الرسمية((الوقائع المصرية)). غير ان عمله الأهم كان في حقل الترجمة، فضلا عن مؤلفاته العديدة)( )



#عامر_عبد_زيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اشكالية النهضة ج2
- الحضارات صراع أم حوار
- التأويل اللاهوتي لتاريخ عند أوغسطين
- نظرية المعرفة
- إشكالية الخطاب الإعلامي والتحول الديمقراطي العربي
- من اجل إحياء العقلانية العراقية الغائبة
- آراء أهل المدينة الفاضلة
- رهانات الحداثة الإسلامية
- التأويل والريبة عند ماركس
- مفهوم الهوية وقبول الأخر
- مقاربة في رواية -الحنين إلى ينابيع الحب -
- تحولات -بروتيوس-(*)
- مجلة قراطيس
- رهان الهوية واليات التعايش في العراق الجديد
- جدلية المثقف والسلطة في الخطاب السياسي عند فلاسفة الإسلام
- مقاربه في المنهج
- إمام الصمت والاستقطاب الطائفي ماذا يحدث في اليمن ؟
- قراءة في مشروع بول ريكور التاويلي
- اطياف الديمقراطية في تمثلات الذات العربية
- اللغة واليات انتاج المعنى


المزيد.....




- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عامر عبد زيد - اشكالية النهضة ج1 -من كتاب اشكالية المثقف -