أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامي الاخرس - الحتمية الفلسطينية سلاح لا يقهر














المزيد.....

الحتمية الفلسطينية سلاح لا يقهر


سامي الاخرس

الحوار المتمدن-العدد: 4637 - 2014 / 11 / 18 - 22:35
المحور: القضية الفلسطينية
    


توالت ردات الفعل من الشباب الفلسطيني المقدسي خلال هذا الشهر ضد ممارسات الكيان، وقطعانه بحق المقدسات، وأبناء، وأطفال القدس، هذه الردات لا يمكن تصويبها، أو إخضاعها للتحليل الفلسفي الحزبي؛ لأنها في معظمها أفعال وإرادة شباب تسلح بالحتمية الفلسطينية، التي لا تخضع لأي معايير أو ضوابط حزبية، إنما معيارها، وضابطها، ومحركها فقط" المقاومة"، والتحرير الذي لا يمكن تغييبه مهما حاول البعض أن يخضع العقل الجمعي للمهادنة، والمسالمة مع هذا الكيان الذي لا يؤمن سوى بالعقلية التلمودية التي تزرع الحقد، والكره الأعمى لكل ما هو جنس بشري، خارج العرق اليهودي، ويتخذ من "شعب الله المختار" منهجًا عقائديًا؛ بأنهم الأطهر على هذه الأرض، مع دعم ومساندة العالم الاستعماري للفكرة الصهيونية العقائدية التي ترى بفلسطين " وطن قومي لليهود"، ولا تؤمن بغير ذلك سبيلا.
بناًء عليه؛ فإن العقلية الصهيونية لا تؤمن بأي تعايش، أو أي سلام، ولا يمكن لها ولكيانها الاستقرار في أي أجواء سوى القتل، والحروب، والدماء؛ لأنها فكرة تقوم على يقين بأن التعايش السلمي بداية النهاية لها، ولكيانها، ولفكرتها، وهو ما سطره حكماء بني صهيون في بروتوكولاتهم، وتوصياتهم، ويتم ممارسته في حروبهم المتتالية، وخاصة في لبنان، وغزة الترجمة الواقعية لهذه الحالة العقدية العقائدية الصهيونية.
شن الكيان قبل أشهر مذبحة هي الأشرس، والأعنف ضد قطاع غزة، حيث أغال واستغول بقتل النساء، والأطفال، في ظلّ صمت العالم على هذه الجرائم التي استمرت ما يقارب الشهرين، بحق شعب أعزل، مع التمادي والغطرسة لساسته، والتحول صوب القدس والمقدسات، وهي تمثل خاصية خاصة لدى الكل الفلسطيني، ولدى سكان القدس الذين قاوموا وناضلوا ضد تغريبهم عن هويتهم الفلسطينية، وتثبتوا أمام عواصف اقتلاعهم، ومنح الكيان قطعان مستوطنيه الحرية في إرتكاب الجرائم، والإعتداء على المسجد الأقصى والمقدسات، دون أن يحرك العالم لسانه ضد هذه العنجهية والعربدة، فكان الخيار الأوحد، أمام شباب فلسطيني مسلح بحتميته الوطنية، أن ينهض ليدافع عن أطفال شعبه الذين يحرقوا وهم أحياء، مثلما حدث للطفل" أبو خضير"، وتدنيس مقدساته، وشنق الشاب " الرموني"، والسياسات الصهيونية من الإعتداء، وهدم المنازل، والتهجير المستمر لسكان القدس الأصليين، نهض الشباب الفلسطيني ليبتكر ويبدع وسائل، وأدوات تُلجم هذا العدو واعتداءاته، فلم يجد مفرًا سوى الدهس، وهو أضعف الإيمان أمام شباب لم يعد آمن على أهله، وأبنائه، وحياته، فكانت ردة الفعل في الدفاع عن الذات التي قام بها الشهيد" العكاري" دفاعًا عن حقوق أهله، وكذلك ردة فعل الشهيد " حجازي" ضد هذا المتطرف " غليك" الذي كان يتحدى ويجاهر بتطرفه كل ما هو فلسطيني، مستبيحًا المقدسات عنوة، وعربدة، وجاءت العملية الإجرامية التي مارسها المستوطنين بشنق الشاب" يوسف الرموني" لتوقد نيران الغضب في صدور هذا الشباب الذي تخلص من كل قيوده الحزبية، والتنظيمية، متمردًا على عجز الرد الرسمي الفلسطيني، ويؤكد أن أهل مكة أدرى بشعابها، فحمل أدوات مطبخه البسيطة، وتصدى لهم، بأماكنهم التي يدعون أنها دور عبادة، ولكنها دور تحريض ضد حرق، وقتل الأطفال، والتنكيل، والتعذيب للشباب الآمن المسالم، والله جل جلاله أباح هدم دور العبادة التي تستخدم للضرار بالمسلم وبالإنسان، فكان الرد حتميًا، حيث هاجم الشابين غسان وعدي أبو جمل، غلاة التطرف والتحريض في أوكارهم الموشحة باسم الدين، ودافعوا عن شبابهم المنكل به، وعن أهلهم، وعن حقوقهم بالحياة، وحق أبناؤهم بالأمن، وحق مقدساتهم، في ظل الخرس الممارس من أصحاب شعارات الإنسانية، وحقوق الإنسان، والتمدن، وهو حق كفله لهم الأديان السماوية، والأعراف والمواثيق الدولية والإنسانية.
إن الهجمات أو ردات فعل الشباب الفلسطيني المقدسي هي رسائل شتى لكل الأطراف بما فيها الطرف الفلسطيني الرسمي، والحزبي، بأن للبيت رب يحميه، وأن شباب القدس لن يستسلموا للواقعية السياسية التي يذبحوا، ويحرقوا، وينكل بهم تحت اسمها، ولن يفتحوا أذرعهم وصدورهم لغلاة التطرف الصهيوني، ليستغولوا قتلًا بهم، وتدنيس لمقدساتهم، كانت رسالتهم بأنهم لن يتركوا أهلهم، وأطفالهم سبايا لهمجية العدوان وقطعان مستوطنيه، كما إنها رسالة حية، نابضة لهذا الكيان بأن القدس لا ولن تُهود، مهما مارس من سياسات وأفعال، ومهما سابق الزمن في تهويد المدينة، وأن الحتمية الفلسطينية حية لا تموت، ولا يمكن وأدها مهما تكالبت عليها قوى العدوان... أما رسالتهم الثالثة فكانت للأسرة الدولية التي ابتلعت لسانها، وأصابها الخرس أمام استباحة الدم الفلسطيني، ومقدساته، مفادها أن الحتمية الفلسطينية، والشباب الفلسطيني لا زال قابض على حقه وحقوقه في الدفاع عن وجوده، وتواثبته، ومقدساته.
في النهاية إن الرسالة وصلت ولم يفهمها بعد الكثير بأن هذه الأعمال الفردية البطولية هي تأكيد على أن الحق الفلسطيني لا يسقط بالتقادم، وأن هذا الحق متوارث جيلًا يسلمه لجيلٍ، والعهدة حتى تحرير فلسطين، وإقامة الدولة وعاصمتها القدس... وأن العمل الفلسطيني سواء مؤطر أو غير مؤطر فهو أمين على أرضه، وشعبه، وحقه، وإن غابت الإرادة الفصائيلية، لا تغيب إرادة الفلسطيني... فهل تعقلون؟ّ
د. سامي محمد الأخرس
[email protected]
الثامن عشر من نوفمبر" تشرين ثانٍ" 2014



#سامي_الاخرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصر: أزمة دائمة وقراءات انفعالية
- ساحة فلسطينية مرتبكة
- حمدالله نشكر الله
- الربيع العربي وظاهرة الفوضى
- المفاوضات واقع ومأمول
- الحروب الاستثنائية في الحالة الوطنية
- حرب المبادرات الإقليمية
- غزة حرب جديدة وليس تحريكية
- نكستنا لله يا محسنين
- النكبة في ذاكرة معطوبة
- - مصالحة- أم مصارحة للمطارحة؟
- أسرانا مقهورين أم قاهرين
- حكاية - مناضل- يسهر ولا زال .... من أجل أسرانا
- الرئيس: خطاب ثبات أم وداع
- محمود الغرباوي قصيدة وطن
- الأسرى وإطار كيري
- عبد الفتاح السيسي إما للرئاسة أو الاستقالة
- حماس بين الأخونة والفلسطنة
- نحتاج كرنفال انطلاقة الثورة أم اعادة صياغة الثورة؟
- أليكسا الفلسطيني أشد بردًا


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامي الاخرس - الحتمية الفلسطينية سلاح لا يقهر