أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نورالدين المباركي - الفردانية والشخصنة هي المدخل للاستبداد














المزيد.....

الفردانية والشخصنة هي المدخل للاستبداد


نورالدين المباركي

الحوار المتمدن-العدد: 4636 - 2014 / 11 / 17 - 00:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


دعا السيد المنصف المرزوقي أمام الحاضرين في اجتماعه الانتخابي بمدينة قفصة ( وأغلبهم من قواعد حركة النهضة) الى "ضرورة منع الاستبداد من الوصول الى قصر قرطاج الحصن الأخير للديمقراطية" ، ويقصد بمنع الاستبداد انتخابه مجددا لخطة رئيس جمهورية ، يقول في الاجتماع ذاته :" سأكون العين الحريصة على ألا يمس الاستبداد الديمقراطية التي اصبحت مكسبا في البلاد بعد الثورة" .

تُكثِف هذه الدعوة جوهر مقاربة السيد المرزوقي للاستحقاق الرئاسي الذي ينظر اليه المراقبون في تونس وخارجها انه حلقة أخرى في سلسلة الانتقال الديمقراطي ، و لا ينظر اليه السيد المرزوقي إلا من زاوية تجديد بقائه في قصر قرطاج ،الطموح الشخصي مسالة مشروعة ، لكن عندما يتحول الى نزعة فردانية يصبح خطرا حقيقيا له تداعياته السلبية على مؤسسات الدولة وهياكلها .

عندما يقول السيد المرزوقي إن قصر قرطاج هو الحصن الاخير للديمقراطية في تونس ،فهو ينفي مسار العملية السياسية في تونس قبل الانتخابات الرئاسية ، ينفي دور الحوار الوطني في اغلب التوافقات التي جنبت البلاد منزلقات خطيرة ،و ينفي دستور جانفي 2014 وما تضمنه من مبادئ الديمقراطية والفصل بين السلطات و احترام الحريات العامة و الفردية ، وينفي الهيئات الدستورية في الاعلام والقضاء ، كل هذه الحصون سقطت من وجهة نظر السيد المرزوقي ولم يبقى إلا حصن واحد قد يسقط بدوره اذا لم يتم انتخابه رئيسا للبلاد.

هذه النزعة الفردانية لها جذورها في النظام السياسي في تونس فدستور 1959 كان النظام السياسي نظاما رئاسيا ، لكن في الممارسة كان نظاما "رئاسويا" منح سلطات مطلقة لرئيس الجمهورية كانت دائما مرفوقة بتسويق سياسي يقوم على مركزية شخصية الرئيس باعتباره ضامن كل شي وبعده الفوضى، بورقيبة حكم من الاستقلال الى 1987 لأنه " ضامن الوحدة القومية" و عُدّل الدستور من أجله ليكون رئيسا مدى الحياة ، زين العابدين حكم البلاد من 1987 الى جانفي 2011 لأنه كان " ضامن الامن و الاستقرار" .

كانت شخصية الرئيس فوق مؤسسات الدولة وهياكلها والقوانين المنظمة للحياة العامة ، وهو ما تجاوزه دستور جانفي 2014 الذي منح سلطات محدودة لرئيس الجمهورية وحدد علاقته بالسلطة التشريعية والقضائية وضبط آليات مراقبته بالإضافة الى انه تضمن هيئات دستورية تقوم بدور متقدم في المراقبة .
ومع ذلك فإن السيد المنصف المرزوقي يقول إنه وحده الضامن للحرية ووحده الضامن لعدم عودة الاستبداد و أنه اذا لم يتم انتخابه سيعود الاستبداد .هذا الخطاب بالإضافة الى انه اعتداء على دستور 2014 هو ايضا تكريس للفردانية والشخصنة ومدخل للاستبداد .

وكما لهذه النزعة الفردانية جذورها في النظام السياسي في تونس ، لها ايضا جذورها في تجربة السيد المنصف المرزوقي في رئاسة الجمهورية .
بعد انتخابات 23 أكتوبر 2011 ودخول حزبه في تحالف ضمن " الترويكا" ، وفيما كانت المعارضة تدفع لتوسيع صلاحيات رئاسة الجمهورية في " القانون المؤقت لتنظيم السلطات العمومية" ، كان السيد المرزوقي وهو المعني بهذا الأمر يقوم " بكل شي" من اجل الحصول على منصف رئيس الجمهورية ولو كانت صلاحياته محدودة للغاية ، لأن التحدي بالنسبة اليه هو تحدي ذاتي و شخصي .

أما في علاقة بأدائه داخل قصر قرطاج فان الارتباك الذي عرفته العلاقات الديبلوماسية لتونس مع عدد من البلدان كان مردها تعاطي السيد المنصف المرزوقي مع ملفات الدولة برؤية شخصية ، يقول انها " حقوقية" ، لكنها في الحقيقة هي ارتباطاته الشخصية . وقد دفعت تونس ثمن ذلك .


اثبت السيد المنصف المرزوقي من خلال حملته الانتخابية ان الفردية هي التي تحركه و أن الشعارات التي يرفعها والوعود التي يقدمها هي غطاء لتحقيق اهدافه الذاتية في البقاء في قصر قرطاج .
هل يمكن ان يعد بالديمقراطية وهو يضع يده مع ما يسمى "بلجان حماية الثورة" المتهمة بالاعتداء على الصحفيين والفنانين و الاعتداء على مقر الاتحاد العام التونسي للشغل والتي قال احد رموزها " اذا لم ينتصر المرزوقي ستسيل الدماء" مما دفع ادارة حملته الانتخابية لإصدار بلاغ تتبرأ فيه من هذه التصريحات ؟

نعم لأن السيد المنصف المرزوقي يبحث عن كيفية العودة الى قصر قرطاج ، لكنه لا يعرف كيف ، فالحزب الذي اسسه انقسم الى أربعة أحزاب ، والتحالفات الحزبية التي أوصلته بعد أكتوبر 2011 الى قصر قرطاج أندثرت ، ورصيده خلال سنوات الحكم ضعيف و نتائج الحزب الذي اسسه ورشحه للرئاسية حصل على نتائج ضعيفة في الانتخابات البرلمانية .



#نورالدين_المباركي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما بعد الانتخابات التونسية : خيارات محدودة أمام النداء و الن ...
- حركة النهضة : -خطاب الواقعية - لا يعني تبني الخطاب و نقيضه
- نحن و ليبيا ....
- ليبيا: من يُوقف -شرعية السلاح-؟
- لماذا تعددت المبادرات التونسية تجاه الحوار الوطني في ليبيا؟
- تونس بين أحزاب - الصدمة والمفاجأة- والأولياء الصالحين
- المصارحة بحقائق الأزمة المالية: حسمت صراعا ..أسقطت رسائل و ب ...
- قانون التوبة في تونس ...وعي بحجم الارهاب أم خطوة استباقية؟
- حركة النهضة وفنّ التملّص من ارتباطاتها
- المهدي جمعة: - المهمة المستحيلة- !
- الانتخابات الرئاسية تُربكُ السيد المرزوقي و المُحيطين به
- -الفوضى الأمنية- وخصوصيات المراحل الانتقالية لا تفسر وحدها ا ...
- -الوفاق- بعد 23 أكتوبر..بين قوة الشعار وعراقيل الواقع
- - اكبس- ..لفك الضغط على الحكومة
- تونس ...الثورة المغدورة
- الحركات الاحتجاجية لا تُفسر بالمؤامرة فقط ...../
- صورة تونس في الخارج:الصورة الأصلية وحدها القادرة على الإشعاع
- الصورة المقلوبة !
- حول بيان السيد الباجي القائد السبسي: خريطة طريق قديمة لوضع ج ...
- الاعتصامات من -صنيعة الثورة المضادة- في حكومة الغنوشي مرورا ...


المزيد.....




- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...
- كندا تخصص أكثر من مليوني دولار لصناعة المسيرات الأوكرانية
- مجلس جامعة كولومبيا الأمريكية يدعو للتحقيق مع الإدارة بعد اس ...
- عاجل | خليل الحية: تسلمنا في حركة حماس رد الاحتلال على موقف ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيّرة أمي ...
- بعد الإعلان التركي عن تأجيلها.. البيت الأبيض يعلق على -زيارة ...
- ما الذي يحمله الوفد المصري إلى إسرائيل؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نورالدين المباركي - الفردانية والشخصنة هي المدخل للاستبداد