أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - صباح كنجي - مداخلة في مؤتمر حقوق الانسان برلين















المزيد.....

مداخلة في مؤتمر حقوق الانسان برلين


صباح كنجي

الحوار المتمدن-العدد: 4632 - 2014 / 11 / 13 - 12:38
المحور: حقوق الانسان
    


مداخلة في مؤتمر حقوق الانسان ـ برلين

لم يعد الحديث عن حقوق الانسان في الوضع الراهن مجدياً .. أذا بقينا في حدود التعريفات الحقوقية التقليدية لمفهوم حقوق الانسان.. التي غالباً ما اقتصرت في تعريفاتها على ضمان الحريات الشخصية والدفاع عن المعتقلين وفضح التجاوزات على حقوق البشر من قبل الانظمة والحكومات الجائرة التي كانت تفرز معارضة سياسية تمارس نشاطاتها في ميادين ومجالات مختلفة بما فيها ميدان حقوق الانسان ..
لهذا اقتصر النشاط العملي للمنظمات والجمعيات التي تبنت مفاهيم حقوق الانسان على الاحزاب السياسية المعارضة للدكتاتورية وافرزت شكلا من اشكال العمل كان يعتمد على الكادر السياسي الذي سعى للهيمنة والتعبير عن نشاطه في مجال حقوق الانسان كامتداد لنشاطه السياسي ..
من هنا يمكن القول ان حركة حقوق الانسان كانت تابعة بشكل من الاشكال للاحزاب المعارضة للنظام.. وان برنامجها قد استوحى من طبيعة فهم وادراك قادة وكوادر احزاب المعارضة لطبيعة ومفهوم حقوق الانسان القاصرة..
التي تحددت واختصرت في حدود وطبيعة العمل السياسي للمعارضة اكثر مما له علاقة بطبيعة وجوهر حقوق الانسان وتطور واتساع مفهومه وشموله مجالات تتجاوز حدود توفير فرص العمل والعلاج وحق التعبير وحماية الناس من الاضطهاد والجور الى ضرورات تتعلق بالبئية الصحية .
إذ اندمجت بهذه الحقوق واعتبرت جزء وشرطاً من شروطها مباديء الديمقراطية التي تثبت حق التداول السلمي للسلطة.. وتحقيق التنمية والرفاه الاجتماعي التي باتت هي الاخرى من مستلزمات وشروط حقوق الانسان على المستوى العالمي ..
ما يمر به العراق .. الآن لا علاقة له بأي شكل من الاشكال بموضوعة حقوق الانسان وفقاً لهذا المعيار التاريخي عالمياً.. بعد ان تجاوزت حدود الصراع الاطر المقبولة وبات الانسان العراقي بذاته كمواطن من مختلف المجموعات البشرية مهدداً وتنتهك ليس حقوقهم فقط .. بل إنّ وجودهم بالذات في خطر.. في ظل دولة لا تستطيع توفير الامان والسلام لهم وحكومة عاجزة عن الدفاع عنهم ..
بعد ان اجتاحت موجات التطرف الديني ارجاء المنطقة واصبحت تكتسح المدن والقرى وتهدد المجاميع البشرية متحدية العالم باعلانها دولة الخلافة الاسلامية التي اشهرت عن برنامجها التعبوي للقضاء على اي شكل من اشكال الدولة واعلان امارات اسلامية لا تعترف بالحدود الدولية وحقوق المواطنة جعلت من غير المسلمين هدفاً لها ومارست اشنع الجرائم بحقهم كما يحدث الان في سهل نينوى وسنجار وبقية مدن العراق من استهداف للمسيحيين والايزيديين والشبك الشيعة والمندائيين وهكذا الحال في بقية مناطق العراق حيث تقتلع عوائل من اطراف الرمادي وتنقل الى المدن المستباحة في الموصل واطرافها لتجبر على السكن فيها .. يحدث كل في ظل ..
ـ عدم مقدرة الدولة عن الدفاع عن المواطنين وحمايتهم في المدن والمحافظات بسب انهيار الجيش والمؤسسات العسكرية الاخرى التي لا تشكل قوة جدية في مواجهة الدواعش والمتطرفين وتساوم معهم او تهرب منهم وتسلم الابرياء والمدنين لهم كما حدث في اكثر من منطقة.
ـ لم تفي حكومة الاقليم بوعودها بالدفاع عن المواطنين وتحمل المدنيون في سنجار وسهل نينوى من الايزيديين والشبك والمسيحيين وزر هروب وتواطئ قادة وكوادر الجيش الكردستاني المكلف بحماية المدن والمدنيين في سنجار وبعشيقة وبحزاني وبقية المدن.. ومازال موقف الحكومة الاقليمية غير جدياً في تحرير واستعادة المدن المستباحة.. لا بل هناك ادلة وشواهد دامغة عن منع الحزب الديمقراطي الكردستاني المتنفذ في هذه المناطق من اية محاولة لاسترجاع المدن من قبل الثوار الذين سعوا لمواجهة الدواعش ويرفض تسليحهم ويضع العراقيل امامهم.. وما يحكى عن سنجار ودعم الحزب الديمقراطي الكردستاني للمقاتلين ليس الا اكذوبة اعلامية يراد بها ذر الرماد في العيون كما يقول المثل الى حد اليوم ..
اما معاناة النازحين فحدث بلا حرج .. اذ لم تتمكن السلطات العراقية وحكومة الاقليم من توفير الخيم للاجئين وما زال الغالبية منهم في المدارس وتحت الاشجار ومن حصل على خيمة لم تصمد امام الامطار والوضع اكثر من كارثي مع وجود انتهازيين يستغلون وضع النازحين الصعب للتجارة وعقد الصفقات المشبوهة.. يأتي على رأس القائمة.. نائب رئيس الوزراء صالح المطلك ومن معه في استغلالهم للوضع المأساوي للناس والكارثة..
لن اطيل في هذا المجال سأختصر لاقول :
1ـ اننا مطالبون اليوم بادانة.. ليس الحكومة المركزية في بغداد فقط على تقصيرها وعدم مقدرتها بالدفاع عن الناس وتوفير الحماية لهم في بغداد وبقية المحافظات فقط بل ايضا ..
2ـ تقديم المقصرين المتسببين في الانهيارات العسكرية الى التحقيق والمحاكمة ولا يستثنى من هذا الطلب احدا بما فيه القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي قبل غيره .
3ـ اعتبار ما حدث في سهل نينوى وسنجار جينوسايد بحق الايزيديين والمسيحيين وتحميل حكومة الاقليم وحكومة المركز مسؤوليتها وفتح تحقيق بهذا الخصوص لكشف ملابسات ما حصل في سنجار ونينوى وعلاقة الحزب الديمقراطي الكردستاني ودوره المتواطيء في اكثر من منطقة في لعبة الاستلام والتسليم..
4ـ المطالبة بادانة التطرف الاسلامي الذي اصبح خطراً يهدد المجموعات البشرية والطلب من المؤسسات الاسلامية باعلان رأيها صراحة بما يمارسه المتطرفون الاسلاميون من دواعش وغيرهم بحق المجموعات الدينية الاخرى وبالاخص المسيحيين والايزيديين الذين تعرضوا لحملة ابادة جماعية وسبي واستعباد من قبل مسلمين اعلنوا دولة خلافة لهم تعتبر خطراً يهدد حياة الناس جميعاً من مسلمين وغيرهم .
5ـ ادانة مواقف الاحزاب العراقية في المركز والاقليم والبرلمان العراقي والكردستاني التي لم يرتقي الى مستوى المسؤولية والمخاطر التي تحدق بالناس واقتصر دورها في الكثير من الاحيان على العمل الاعلامي وتبرير الأخطاء والنواقص والدفاع عن حالات التخاذل من قبل القادة الميدانيين الذين هربوا دون قتال من ساحات المعارك .
6ـ فتح تحقيق جدي عن دور محافظ نينوى اثيل النجيفي ومن معه الذين يتحملون كامل المسؤولية عن تسليم الموصل الى الدواعش وتركهم لمسؤولياتهم وهروبهم دون قتال من المدينة ..
هذا واود ان انبه الى مخاطر ما يجول في اذهان الناس من مسيحيين وايزيديين وتركمان وشبك شيعة.. الذين يشكلون اكثر من نصف سكان محافظة نينوى وتوابعها بحكم ما تعرضوا له وما شاهدوه والتمسوه من عدم وجود قوة حقيقية تدافع عن وجودهم قادرة على حمايتهم من مخاطر الدواعش المسلمين..
من محاولات للتفكير بالبحث عن وطن بديل أمن لهم كمجوعات سكانية مستعدون للهجرة وترك مدنهم وقراهم وعدم العودة لها.. بعد أن فقدوا الثقة بالحكومة المركزية و حكومة الاقليم خاصة .. وان الكثير من جيرانهم من الكرد المسلمين والقبائل العربية قد ساهمت في الانخراط مع قوات داعش في نهب ممتلكاتهم وهتك اعراضهم وسبي نسائهم واستعباد اطفالهم ..
وهذا ما لا نستطيع ان نعالجه بنداءات الادانة والاستنكار فقط .. ان الوضع اصعب مما نتصوره.. وبتنا في عودة للتاريخ في حالة اقرب الى البربرية.. لهذا ادعوكم الى رفع صوتكم بقوة بوجه كل من ساهم باعادتنا الى زمن البرابرة .. ويعبث بمصيرنا ومستقبلنا ويهدد وجودنا الانساني ..
ليكن شعارنا ومطلبنا في هذه المرحلة.. ضمان حياة الناس وتوفير الحماية لهم اولا .. قبل أن نتحدث عن حقوق الانسان ..
ـــــــــــــــ
صباح كنجي
7/11/2014
ـ تحول عنوان المؤتمر المخطط له الى لقاء برلين لجمعيات ومنظمات ونشطاء حقوق الإنسان العراقي في الداخل والخارج



#صباح_كنجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نفاق السياسة في الحرب على دولة الخلافة
- لقاء مع اللاجئين العراقيين والسوريين في هامبورغ
- توثيق جينوسايد سنجار وسهل نينوى ضرورة ملحة
- سنجار .. المزيدُ من ألغازِ التماهي مع الدواعش
- نداء استغاثة الى الضمير الانساني ضد الابادة الجماعية للإيزيد ...
- رسالة مفتوحة الى الله
- نداء عاجل..!!
- طلاسم النار في جبل سنجار !
- ماذا جرى في سنجار ؟!
- هلوسة .. الفهيم يتدارك الجحيم!
- هلوسة .. ما قبل فناء العراق ..
- زيارة تفقيدية لمراكز اللجوء في هامبورغ
- هلوسة .. ما بعد خراب الموصل!
- هلوسة .. ما قبل خراب الموصل!
- حصار العنكبوت.. رواية تطاردُ المجرمينَ و تحاصِرُهم
- الحرب تبدأ بأغنية وتنتهي بمهزلة !!
- انتخبوا.. و.. لا تنتخبوا !
- عن أدب الأطفال في العراق
- العراق أزمة الدولة والمواطنة
- محطات من أيام الشام2.. الكاسيت المزعج


المزيد.....




- الحكم على مغنٍ إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- الإعدام لـ11 شخصا في العراق أدينوا -بجرائم إرهابية-
- تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ورئيس ...
-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - صباح كنجي - مداخلة في مؤتمر حقوق الانسان برلين