أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صباح كنجي - الحرب تبدأ بأغنية وتنتهي بمهزلة !!














المزيد.....

الحرب تبدأ بأغنية وتنتهي بمهزلة !!


صباح كنجي

الحوار المتمدن-العدد: 4460 - 2014 / 5 / 22 - 17:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الحرب تبدأ بأغنية وتنتهي بمهزلة !!

أتابع كغيري من البطرانين قناة العراقية شبه الرسمية العائدة لشبكة الأخبار حينما أودُ الاطلاع على ما يجري في بلدي من تطورات سياسية وعسكرية لمعرفة مواقف وتحليلات الحكومة واتجاهات الرأي العام ..
لا اخفي عليكم سذاجتي .. أصارحكم القول.. إني ما زلتُ شغوفاً بالوطن المذبوح من الوريد إلى الوريد.. وما زالت فيَّ بقايا أمل من أنّ المستقبل الذي نحلمُ به قد يتحقق .. أو على الأقل سيتحقق جزء منه.. هذا ما دفعني للمساهمة في التصويت والمشاركة في الانتخابات التي جرت قبل أيام، عسى ولعلها تأتي بنتيجة تمكنُ من اختراق كوة اللصوص و الحرامية بعدد مِنْ مَنْ يكافح في قائمة البديل الديمقراطي للتغيير تكون فاتحة أمل تشحذ همم من يسعى لوضع حد للفساد المستشري ومهزلة الانحطاط السياسي المرافق للعهد الديمقراطي بعد أن ولى الدكتاتور وزبانيته..
اشحذ بقايا الأمل.. أسيرُ متفائلاً ابشرُ بمستقبل أفضل تشرق فيه الشمس.. لكني أتوقف .. بالأحرى توقفني قناة العراقية .. توقفني عنوة برامجها.. اجثوا على ركبتي اصطدمُ.. الأصح يصدمني الصوت النابح منها.. اسمع عواء الذئاب تتعاضد وتتجمع لتحاصر فريستها.. يكاد الصوت يخنقني.. شبح الموت يطاردني.. أتساءل... إنْ كان أبا عداي ما زال حياً؟!!.. أو عاد في غفلة مع غفوة مني ليحكم بغداد من جديد وأنا لا أدري..
السم .. الدم .. التابوت.. مفردات ينفثُ بها فاشي إرهابي متخفي في ثنايا أغنية تمجدُ الجيش والعسكر المارق بـ "قوس النصر".. قوس النصر ذاته مُكبراً ليدٍ شاهرة السيف المشكل لقوس علقت في سلاسله خوذ جنود من سبايا الحرب العراقية الإيرانية.. هي يدُ المقبور صدام نفسه.. الصورة ذاتها من عهد الدكتاتور تتكرر .. هو ذات الصوت.. هي تلك الملابس .. ذات الأجساد .. البنادق نفسها .. صوت الرصاص يلعلع .. المشهد ذاته يتكرر.. رئيس الوزراء المالكي .. كأنه شبح صدام يعلن تصفية الحساب بشعار أصبح عنواناً ثابتاً في القناة:..
ـ سنسحق كل من يخالف القانون.. انتبهوا معي لهذه المفردة .. سنسحق.. زعيم دولة القانون سيسحقُ سحقاً من يخالف القانون.. أتساءل مع قناعتي بجهل المالكي بالقانون واللغة العربية.. أن كان هذا التصريح ( تصريح المالكي ذاته) مخالفاً للقانون أم لا؟!.. هل كل من يخالف القانون يُسحق؟.. من قال هذا؟.. في أية مادة للقانون قرأت يا رئيس الوزراء.. من يخالف القانون يسحق.. هل السحق مصطلح ومفهوم قانوني؟.. أم مفردة فتكٍ متوارثة من قحل الصحراء وقسوتها في زمن البداوة وحرب داحس والغبراء على الناقة أو أن شئت الناكه!.. استفيقُ من الصدمة مستعيداً مطلع قصيدة الشاعر البصري.. عمو ناصر الاستفهامية.. التهكمية.. الساخرة.. الناقدة.. قبل سنوات وهو يرصدُ حالات ما بعد السقوط .. (طاح.. لو ما طاح الصنم؟!).. لأتساءل من جديد .. هل ما زال الدكتاتور حياً.. أم انه رحل وولى ؟!..
الأغنية تقول :
احنه السم .. نشرب دم .. و ألما يرضى عنا بتابوت الْبيت أهله ندزه !!!!
وفي مقاطع أخرى ..
كل إرهابي يمر منا أيطيح بنابي واعلچ بي .. الحاقد ساسا أنشيله.. كلمن يجرحنه أنكتله.. الخ
من أيام وقناة العراقية تبثُ في برامجها إن جاز تسميتها أغنية لمحمد عبد الجبار بعنوان.. ( موت احمر) تتغنى بالجيش العراقي والفرقة الذهبية تحديداً .. تنقل عبر الصوت والصورة ما سمي بصولاتهم ومطاردتهم للإرهابيين.. القذائف توجه بدقة نحو أهدافها.. الأجساد تتمزق.. تتطاير الأشلاء.. تحترق .. أعمدة الدخان تتصاعد.. الغبار يكسو الجو .. النيران تكبر .. رقعتها تتوسع .. دمارها يشتد.. سعيرها يتمدد .. الأغنية تتكررُ.. تتكرر كأننا نواجه الإرهاب بالأغاني والقصائد.. كأننا لا نملك غير هذا الإستراتيج الثقافي / الفني .. غير هذا الصوت الفج ..غير هذا المغني القاتل الذي يغني للسم والموت والتابوت ويمجدُ القسوة..
يا للهول هل عاد المقبور صدام من رحلة الموت متقمصاً شبح حكام بغداد في العهد الديمقراطي في حربهم مع الدواعش وعصابات القاعدة.. أم انه شبح ابن عمه الكيماوي في صحراء الرمادي متوهماً أنها المحافظة التاسعة عشر؟.. أم.. هو مشعانٌ يرعدُ .. يتوعدُ الكُرد بأنفال جديدة ..
هل تحولت قناة العراقية إلى بوق للإرهاب؟!..
لا تنسوا أن الحرب تبدأ بأغنية.. وتنتهي بمهزلة..
آسف يا وطني أصبح كل ما يترشح منك في هذا الزمن الأغبر مهزلة .. الخوف .. كل الخوف .. قل هو الخوف الأكبر.. أن يصبح الموت الأحمر عنواناً يفتت أشلاءك الممزقة في الزمن القادم.. مع بقاء هذا الرهط من ساسة الدين والدجل والفن الفاشي المبتذل يقررون مصيرك.
ــــــــــــــــــــــــــــ
صباح كنجي
23/5/2014
ـ الأغنية من أداء محمد عبد الجبار .. كلمات ضياء الميالي .. تلحين علي بدر.. إخراج رواء جواد
ـ قوس النصر في بغداد .. نصب من تصميم خالد الرحال وتنفيذ شركتي (موريس سنغر) البريطانية و (متال فروم) الألمانية في زمن الحرب العراقية/الإيرانية مستوحى من تكبير يد الطاغية الرافعة للسيف تتقابل من الطرفين لتصبح قوساً أصبح رمزاً لهمجية صدام يستعرض قوته وجيشه بالمرور بها.. ما زال باقياً بعد أن رفعت الشبكة التي وضعت فيها خوذ لجنود إيرانيين أصيبوا وقتلوا في الحرب فقط منه.
ـ رابط الأغنية لمن يرغب في سماعها
http://www.youtube.com/watch?v=stHFXe2jrn0



#صباح_كنجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتخبوا.. و.. لا تنتخبوا !
- عن أدب الأطفال في العراق
- العراق أزمة الدولة والمواطنة
- محطات من أيام الشام2.. الكاسيت المزعج
- السنكاوي اغتالَ نفسه قبل مَصرع الكرمياني
- حكاية ثلاثة من ادباء الموصل
- الإسلام المُرعب .. شتان ما بين طبيب جرّاح وإرهابي نبّاح
- تجليات القمع والحرية في رواية الإرسي لسلام إبراهيم
- لَنْ يموتَ هذا الرجل .
- وا أحمداه ..
- الخسارة الفادحة للفائز في انتخابات كردستان!
- حكاية من بلد الخرافة .. لقاء مع بيدر ..
- كردستان جرائم السياسة والانتخابات
- فاتَ الأوان انها الحربُ يا دمشق ..
- امرأة الحلم رواية ل حمودي عبد محسن ..
- ليلة الرعب..
- عويل الذئاب لزهدي الداوودي ..
- محطات من أيام الشام ..
- الفرحُ بالمقابر الجماعية!!..
- زهدي الداوودي في زمن الهروب ..


المزيد.....




- -نيويورك تايمز-: عائلات العسكريين الأوكرانيين القتلى تفشل من ...
- مدفيديف يتحدث عن العلاقات بين روسيا ولاوس
- وسائل إعلام: بولندا تفتح قضية تجسس ضد القاضي شميدت الهارب إل ...
- البرلماني الجزائري كمال بن خلوف: بوتين أعاد لروسيا هيبتها ال ...
- مصر تحذر من -تصعيد خطير- إثر استمرار سيطرة إسرائيل على معبر ...
- النازحون بالقضارف السودانية.. لا غذاء ولا دواء والمساعدات قل ...
- الأسد وانتخابات -البعث-.. -رسائل للعرب-
- الشرطة تفكك مخيم اعتصام موالٍ للفلسطينيين بجامعة جورج واشنطن ...
- بيان إماراتي بعد سيطرة القوات الإسرائيلية على معبر رفح
- -طلائع التحرير- المجهولة تتبنى قتل إسرائيلي في مصر.. ومصادر ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صباح كنجي - الحرب تبدأ بأغنية وتنتهي بمهزلة !!