أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أديب كمال الدين - قصيدة السيرك














المزيد.....

قصيدة السيرك


أديب كمال الدين

الحوار المتمدن-العدد: 4625 - 2014 / 11 / 6 - 08:22
المحور: الادب والفن
    


شعر: أديب كمال الدين

1.
سيحلفون لكَ جميعاً أنَّ اسمها الحياة
وما هي إلّا حفلة مُهرّجين،
ما هي إلّا سيرك عظيم.
2.
سيقسمُ لكَ الملكُ الدونجوان
بتاجه وعرشه وصولجانه
أنَّ اسمها الحياة،
وهو يخونُ كلَّ ليلةٍ ملِكتَه الجميلة
ويسرقُ قوتَ شعبِه النائم في العسل.
3.
وسيصرُّ على أنَّ اسمها الحياة،
الطاغيةُ الأرعن.
وهو يدري أو لا يدري
أنَّ الحياةَ عنده الكُرسيّ،
الكُرسيّ المُحاط بالقتَلَةِ والجَلّادين والكلاب،
الكُرسيّ الذي تقومُ أرجلُه
على مربعِ السجنِ والرعبِ والموتِ والظلام.
4.
وسيقسمُ لكَ شاعرُ الأكاذيب
أنَّ اسمها الحياة.
الشاعرُ الذي امتلأتْ جيوبه
بقصائد المديحِ والترّهات
وَرُزَمِ الدولارات.
سيقسمُ لكَ وهو يبكي بحُرقةٍ
كي تصدّقَ ما يقول.
5.
سيقسمُ لك، أيضاً، الشاعرُ الكُحوليّ،
الشاعرُ الذي يدعوكَ بكرمٍ حاتميّ
لتشاركه كأسَ الخمرةِ في كأسِ القصيدة.
وستتقطّعُ ألماً حينَ تراه
ذاتَ صباحٍ
جُثّةً مَرميّةً على الرصيف
ملأى بالدمِ والكحول.
6.
آ...
لقد قرأَ لكَ ذاتَ ليلة
قصيدةً هائلةً عن النجمة
وأخرى عن جمرةِ المَحبّة.
7.
لا النجمة زارته في غيبوبةِ الخمر،
ولا المحبّة طرقتْ عليه الباب
- ولو عن طريقِ الخطأ-
في وحشته الأزليّة.
8.
وسيصرُّ على أنَّ اسمها الحياة،
الناقدُ الذي يقيسُ كلَّ شيء بالمسطرة
وهو لا يدري أنَّ مسطرته،
في عالمنِا السحريّ،
تقصرُ أو تطولُ كلّ يوم.
9.
وسيَصرُّ كذلك،
الناقدُ الذي مسخه فرويد أو ماركس
ثمَّ أطلقَ دوستويفسكي عليه النار
في إحدى رواياته الخطيرة
أو أضطرَ إلى إخلاء سبيله معه
بعد عفو القيصر المُفاجئ.
10.
وستصرُّ على أنَّ اسمها الحياة،
العروسُ الصغيرةُ التي امتلأَ قلبها
بالحُبّ
ولم تنتظرْ لتزيح الستارَ قليلاً
كي ترى ما يخفي لها الدهر
من زلازل وكوابيس.
11.
وستصرُّ على أنَّ اسمها الحياة،
الصبيّةُ المُراهقة
وهي ثملة بجسدِها البضّ.
لكنّها ما أنْ تكتشفَ الحقيقة
حتّى تسارع لتمارسَ دورَها المخيف
في السيركِ دونَ احتجاج.
12.
وسيصرُّ على أنَّ اسمها الحياة،
الصبيُّ المحروم
وهو يحملُ صرّةَ ملابسه
هارباً باتجاهِ مدينة الأحلام
ليضيعَ مرّةً، مرّتين، ثلاثاً
حتّى يملّ مِن الضياع
ويملّ الضياعُ منه.
13.
ولذا سيجلسُ ذاتَ مساء
ليتركَ قدميه تغرقان في الفرات
وجسده يغرقُ في دجلة
وقلبه يغرقُ في البحرِ العظيم.
14.
وسيصرُّ على أنَّ اسمها الحياة،
العجوزُ المنفيّ.
لكنّه سيرتبكُ كلَّ ليلة
وهو يرى حاء الحياة
تتخاذلُ أمامَ نون النفي،
فيهرعُ إلى كأسِ الخمرة
أو كأسِ الدموع
أو كأسِ الهذيان.
15.
وسيصرُّ على أنَّ اسمها الحياة،
الساحرُ المُشَعْوِذ.
لكنّه سيرتعبُ حينَ يحيط به الجِنّ
على حين غرّةٍ
ليجعلوا دورَه في السيرك
دورَ المجنونِ الأزليّ.
16.
وسيصرُّ على أنَّ اسمها الحياة،
المغامرُ البهلوان.
لكنّه سيبكي دماً
حينَ تتلقّفه قضبانُ السجون،
وتهيّيء له، مِن ثمَّ،
دوراً ممتعاً في السيرك
مع القرَدَة والكلاب.
17.
وسيصرُّ على أنَّ اسمها الحياة،
الصوفيّ الذي يقولُ:
أنا هو وهو أنا.
لكنّه سيصرخُ صرخةَ الكون
حينَ يرى جسده يُحْرَقُ
ورماده يُذرُّ في الريح.
18.
وسيصرُّ على أنَّ اسمها الحياة،
شاعرُ الحرف.
لكنّه سرعانَ ما يكتشفُ المأساة
حينَ تتركه حاءُ الحُبّ
جسداً طافياً ليلَ نهار
فوقَ بحرِ الظلمات،
وتنزلُ إليه الباءُ مِن سُلّمِ القَدَر
عاريةً وهي تخفي ابتسامتَها الساخرة.
19.
حينها سيكتبُ قصيدةَ السيرك
بعينين دامعتين،
وقلبٍ يتطلّعُ عبثاً
إلى نافذةِ الحياة.

************
www.adeebk.com
أستراليا 2014



#أديب_كمال_الدين (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- توريث
- قصيدة اللقلق
- تكرار
- البحر صديقي
- تناقضات
- شهرزاد
- ميم المشهد
- صلاة صوفيّة
- الكلُّ يرقص
- قاب قوسين
- قاف القضبان
- راء المطر
- القصيدة الأنويّة
- حاء الحلم
- إشارة كم كتبوا
- إشارة من أنا
- إشارة الباب
- إشارة الحاء والباء
- إشارة حَتْفي
- إشارة لماذا


المزيد.....




- بيت المدى يستذكر -راهب المسرح- منذر حلمي
- وزير خارجية إيران: من الواضح أن الرئيس الأمريكي هو من يقود ه ...
- غزة تودع الفنان والناشط محمود خميس شراب بعدما رسم البسمة وسط ...
- شاهد.. بطل في الفنون القتالية المختلطة يتدرب في فرن لأكثر من ...
- فيلم -ريستارت-.. رؤية طبقية عن الهلع من الفقراء
- حين يتحول التاريخ إلى دراما قومية.. كيف تصور السينما الصراع ...
- طهران تحت النار: كيف تحولت المساحات الرقمية إلى ملاجئ لشباب ...
- يونس عتبان.. الاستعانة بالتخيل المستقبلي علاج وتمرين صحي للف ...
- في رحاب قلعة أربيل.. قصة 73 عاما من حفظ الأصالة الموسيقية في ...
- -فيلة صغيرة في بيت كبير- لنور أبو فرّاج: تصنيف خادع لنص جميل ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أديب كمال الدين - قصيدة السيرك