فلنوفر مناخ جيد للنهب المنظم - بريتش بتروليوم كنموذج-

رامز صبحي

الحوار المتمدن-العدد: 4624 - 2014 / 11 / 4 - 23:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

الكيان الوحيد الذي لم يتأثر بالسلب جراء ثورتي يناير ويونيو في مصر، بل بالعكس، دائما ما تحقق الموجات الثورية في مصر له توسعات في مشاريعه وزيادة في حصته من الغاز الطبيعي المستخرج من مصر، وتخصيص أراضي له، وغيرها من تأثيرات إيجابية، تدر الربح للشركة البريطانية بريتش بتروليوم.
ولمن لا يعرف بريتش بتروليوم، فهي شيء أشبه بالدستور كدة للشعوب، لا غنى عنه بالنسبة لأي نظام حكم، فأيام نظيف ومبارك، وقعت الحكومة الذكية عقد مع الشركة مفاده أن تحصل بريتش بتروليوم على 60% من الغاز الطبيعي المستخرج من أرض مصر، وقامت ثورة يناير وأطاح الشعب بمبارك وحاشيته، ليأتي مرسي وجماعته، فيوقع مرسي بذات نفسه عقد مع الشركة مفاده أن تحصل، بريتش على 100% من الغاز الطبيعي المصري المستخرج من أرض مصرية، لا تندهش عزيزي القارىء فهي واحدة من انجازات الثورة على الطريقة الأمريكية المنادية بالحرية والحريات ، حرية شركة بريتش بتروليوم في نهب البلاد وزيادة حصتها من الغاز الطبيعي المصري، ثم جاءت ثورة 30 يونيو لتطيح بمرسي وعشيرته الخونه عملاء الأمريكان، ليأتي بعدها السيسي ومحلب ، وأيضاً معهم شركة بريتش بتروليوم لتفوز الشركة بمناقصة عالمية تمت بما يرضي الله، بمنطقتين جديدتين لاستخراج الغاز الطبيعي المصري والحصول على نسبة منه، تضاف للنسب السابقة، التي تم الاتفاق عليها في العهود البائدة، فتصبح بريتش بتروليوم كالدستور الذي لا يستغنى عنه النظام الحاكم والشعب، او بعبارة أخرى صارت هذة الشركة من مكونات وأركان الدولة المصرية لا يستغنى عنها إي نظام اي كان شكله سواء كان بدقن وجلابية أو سبور ، ولهذا يردد البعض هامساً ممن أدركو حقيقة الأمر ، بلاش نعمل ثورة تالته لبريتش بتروليوم تاخد النيل كمان كفاية الغاز عليه.

ونحن لا سمح الله لن نشطح بخيالنا ونطلب انهاء التعاقد مع الشركة على اعتبار أنه تقنين لنهب منظم لثروة من أهم ثروات الشعب المصري وهو الغاز الطبيعي، ولن ندعو لرفع قضايا من أجل استرداد ما نهبته الشركة من غاز على مدار السنوات الماضية، ولن نتهم من أبرم الاتفاقيات بخيانة الوطن وإهدار ثرواته ، كل هذة أفعال لا تليق بدولة تسعى جاهدة لجذب مزيد من الاستثمار ولكن المصيبة الكبرى، أن يكون منهج الجذب والعقود التي ستبرم والاتفاقيات التي ستوقع ستكون على غرار اتفاقيات شركة بريتش بتروليوم، فتحصل بيكتل الفرنسية على مياة النيل، وأباتشي الأمريكية على البترول، وأحنا كشعب ندعلهم ونتمنى لهم يكونو مبسوطين وهم بينهبونا والمناخ عاجبهم وهما بيقسموا ثروات بلدنا على بعضهم.

نحن لا سمح الله لن نطلب ونشطح بالخيال ونقول عايزين دستور زي بتاع بوليفيا أو فنزويلا ، اللي بيجرم فيه نهب ثروات وموارد الشعوب ، فاحنا كنا مشغولين في الدستور بمواد أهم كالحريات وغيره وذلك لأن النخبة في مصر بطبعها نزيها لا يعنيها نهب غاز أو غيره فلها أهتمامات أخرى أكثر أهمية في نظرها، ولكن بوليفيا كانت ثورة اشتراكية يعني تحرير ثروات بلادهم من سيطرة شركات الاستثمار العالمي اللي بتنهب فيها عشان ينتفع بيها الشعب مش أصحاب الشركات دي، عالم كفرة بعيد عنك بيفكرو أزاي يدعموا الصحة والتعليم والكهرباء والطاقة والسكن وغيره من اساسيات الحياة لكل الناس وخصوصا الغلابة اللي اتحرموا منها، وذلك عن طريق الحفاظ أولا على ثرواتهم اللي هتجيب دخل للبلد تقدر من خلاله تصرف على الحقوق سابقة الذكر، ولكن في مصر نكاد نجزم أنه بفضل الله تمكنت الثورة المصرية في يناير أنها تجيب للبيه أبن صاحب شركة بريتش بتروليوم جزيرة بفضل زيادة الحصة بناء على اتفاقية مرسي مع أبوة، وأنشاء الله أنشاء الله بعد بكرة هيجيب طيارة جديدة مع الاتفاقية الجديدة في عهد محلب عشان يبدل فيها مع الطيارة اللي اشتراها أبوه أيام اتفاقية نظيف، ونتمنى مناخ جيد لباباه في مصر وهو بيسرقنا ، إلي أن ينتشر فيروس الثورات الاشتراكية في بلدنا قادماً من أمريكا الجنوبية فيعي العمال والفلاحين والكادحين مصالحهم وإي نظام أقتصادي معبر عن أحلامهم وتطلعاتهم ، ثم ينظمون أنفسهم لانتزاع حقوقهم وغلق تلك الشركات من وطنهم فتحرر ثرواتهم ويتحررون هم أيضاً.

#رامز_صبحي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل