أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - إدريس ولد القابلة - لا مناص من إدراك فحوى الديمقراطية















المزيد.....

لا مناص من إدراك فحوى الديمقراطية


إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)


الحوار المتمدن-العدد: 1298 - 2005 / 8 / 26 - 10:38
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


حينما يسير القائمون على الأمور في أي بلد, في اتجاه معاكس لتجارب شعوب كانت قد تجاوزت المحن والانتكاسات التي صادفتها ولتحقق التقدم والرقي والقوة, فإن هذا السير المعاكس لابد أن يكون نتيجة قراءة خاطئة لمعطيات العصر والتأريخ بسبب الموروث الثقافي والحضاري, حيث يكون فيه هامش الوهم والخرافة كبيراً, لاعتماده قراءة الحاضر على الخلفيات التاريخية ورموزها التي لعبت دورها ضمن ظروف موضوعية ومعطيات وآليات محيطة ومتوفرة في حينها , وبالتالي أدت ما أدت إليه سلباً أو إيجاباً على المستوى الشخصي أو على مستوى الأمة أو على كليهما معاً.

إن استذكار الماضي واستذكار رموزه ومن ثم اعتبار جيل اليوم قادر على الإتيان بما فعله وبما صنعه أولئك العظام الأولين , هو كالنفخ في كيس متهرئ. فعرب اليوم ليسوا كحملة رسالة الإسلام من أجدادهم, ولا اليونانيين اليوم قادرين على الإتيان بمثل فلسفة أجدادهم, وهكذا الحال مع الإيطاليين والفرس والأتراك حيث سادت إمبراطورياتهم شرقاً وغرباً.

لقد تطور العالم بسرعة وبمتغيرات مستمرة ودائمة تختلف حساباتها وآلياتها وحتى مبادئها عن القديم الموروث. إن متطلبات العصر و أولوياته ومفاهيمه قد طرأ عليها تحولات وإضافات جذرية كالكرامة والقوة والعظمة والمجد والرقي والحقوق الإنسانية , حيث ارتبطت هذه المفاهيم مع بعضها كحلقات لسلسة واحدة وفق ضوابط من الأخلاقيات والقواعد والمعايير متفق عليها , بما يمنع الشطط والخروج عما أتفق عليه ضمن حلقات السلسلة.

لقد نجحت أُمم من هذا العصر قد لا يكون البعض منها من المفتخرين أو المتبجحين بماضيه لعدم امتلاكه أساساً تاريخاً, نجحت في تخطي انهزامها وانهيارها, حيث استطاعت أن تجد آليات وأسباب أخرى للقوة غير السلاح للنهوض وتحقيق عظمتها ومكانتها بين أُمم العالم.

إن اكبر المهزومين في العصر الحديث هي الولايات المتحدة حين تلقت الضربة القاصمة على قاعدة بيرل هاربر البحرية من قبل القوة الجوية اليابانية حيث دُمِّـرَ معظم الأسطول البحري الأمريكي الذي كان ذراعها وسلاحها الاستراتيجي ووسيلتها لوصول قواتها إلى ساحات القتال خارج حدودها, و أيضاً هزيمتها المخزية في فيتنام... وبريطانيا حين هربت قواتها أمام القوات النازية في معركة دنكرك وخسارتها أمام القوات اليابانية في الملايو وانهزامها أمام شيخ الهند العجوز النحيف غاندي... وفرنسا حيث احتلت القوات النازية نصفها من ضمنها عاصمتها باريس, وانهزام قواتها أمام الفيتناميين في معركة ديان بيان فو... أما ألمانيا واليابان , فبقدر ما استطاعتا من تحقيق انتصارات كبيرة , كانت هزيمتهما ساحقة ومدمرة توجت بالإذلال من خلال احتلال ألمانيا من قبل الحلفاء ومحاكم نورنبرك لمجرمي الحرب... ومحاكمة كبار القادة اليابانيين كمجرمي حرب في مانيلا بالفليبين . وقد كبل كلا البلدان بشروط قاسية بما لا يعطيهما الفرصة لإعادة بناء قوتهما العسكرية إلا بما حددته هذه الشروط عدةً وعدداً , ولم يسمح لهما بإرسال قواتهما المسلحة خارج حدود بلديهما.

هذه الدول تختلف فيما بينها ا جذرياً من حيث التاريخ والتقاليد والطبيعة... فالولايات المتحدة لا تمتلك تاريخاً... وبريطانيا العريقة التي لم تغب الشمس يوماً ما عن مستعمراتها... وألمانيا الدولة الحديثة التي ظهرت كدولة موحدة في العام 1871 واليابان ذات الأرض الفقيرة زراعة ومعادن...وفرنسا أرض الثقافة والجمال والمودة وأجنحتها الممدودة على معظم دول أفريقيا... هذه الدول تتفق في قراءة صحيحة واحدة للواقع وحقوق مواطنيها ومتطلبات هذا العصر والصراع مع هذا الواقع , ونتج عن ذلك أن تصبح كل من هذه الدول عملاقاً بين الأُمم...

إن إفرازات الواقع تستوجب الفهم السليم لمسببات بروز هؤلاء العمالقة , حيث سيتضح ايضا عدم ضرورة خيار قوة السلاح خياراً وحيداً لتجاوز حالة الانهزام ورفض القعود والخذلان وبالتالي تحقيق رفاهية وتقدم شعوبها... إذ تأكد من تجربة ألمانيا واليابان أن القوة الاقتصادية سبباً كافياً (بعد أن اغلقت في وجهيهما الأسباب الأخرى) لعظمة ارتقاء شعوبها إلى المكان اللائق بين الأُمم.

أما العرب فقد تاهوا في متاهات لا قاع لها و لا قرار لها، ر غم كثرة عددهم و شساعة أوطانهم لم يستطيعوا صد التوسع الإسرائيلي أصغر دولة, و رغم أن كل السياقات التعبوية كانت تميل لصالح العرب , من حيث المساحة والعمق الاستراتيجي وعدد النفوس والثروة ومصادر الطاقة والإمكانات الاقتصادية... إلا واحدة كانت لصالح الدولة العبرية... فهذه الدولة الصغيرة , مساحة ونفوساً , قد أتمت مرجعيتها التاريخية (رغم أن غالبية هذه المرجعية خرافية وأسطورية) بأن جعلت الواقعية وحقوق مواطينها , الأساس الذي ارتكزت عليه في التعامل مع العصر , لتحقيق وتأمين متطلبات صمودها ومكامن قوتها أمام العرب...وهذا ما لم يفعله القادة العرب لا في حينه ولا حتى الآن...

و العرب اليوم في أوليات الألفية الثالثة , وقد تطورت مجمل وسائل وآليات الحياة , بما قزم العالم إلى قرية صغيرة... وظهرت رؤى جديدة للعلاقات الدولية , بكل تفاصيلها بعد أن اقتلعت الديمقراطية وحقوق الإنسان , أعتى الدكتاتوريات والأنظمة الشمولية , وانسدلت ستائر العولمة ما وراء البحار , مخترقة الحدود و الحواجز والموانع, لتنساب في شرايين كل مفاصل ومناهل الحياة وأجزائها على امتداد الدول العربية بالرغم من كل الحواجز القائمة و المفبركة.

و الآن بعد أن تبين أنه لا مفر من الديمقراطية يتعين الآن على العرب ادراك معنى و فحوى الديمقراطية.

و في هذا الصدد من الضروري الادراك ان الديمقراطية والحرية والقانون ثلاثيا متلازما. كما وجب في هذا الاطار كذلك المزيد من التوضيح أن الأحزاب الاسلامية ذات المرجعية الدينية البحتة هي سياسية أكثر منها دينية ، بمعنى أنها تسعى لتحقيق اهداف سياسية اكثر مما تهدفه الى مساهمة الدين في بناء المجتمع ونشر مفاهيم التسامح والتعاون والمحبة التي جاء بها الاسلام.

و مهما يكن من أمر يظل السؤال هو : هل يتوفر القائمون على الأمور في الدول العربية حاليا على بُـعد نظر يستقرأ الحاضر والمستقبل بشكل صحيح يخدم فعلا الشعوب العربية و الانسان العربي؟



#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)       Driss_Ould_El_Kabla#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استطلاع الرأي حول الهدف الرئيسي من الدستور
- الديمقراطية المستوردة و مستقبل العرب...مجرد فكرة
- معضلة البنية الاقتصادية المغربية
- التنمية و السوق
- هكذا كان قدرنا
- الاستثمار و الفساد
- التنمية تستوجب شروطا
- إلى أين؟...مجرد تساؤل...
- الشباب و التغيير بالمغرب
- المخزن و البادية بالمغرب
- واشباباه
- لماذاهذه الاشكالية؟
- الدعم المغربي للقضية الفلسطينية
- بعض مشكلات الشباب المغربي
- شركة التبغ تصر على الاستمرار في استبلاد المغاربة
- العاطلون في نفق مظلم
- عدة ممتهني مهنة المتاعب
- مقررات حـزب الطـليعـة الديمـقراطي الاشـتراكـي
- محاربة الفقر ... لكن أي محاربة؟؟؟؟
- ضحايا - النجاة- يناضلون من أجل النجاة من الضياع


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - إدريس ولد القابلة - لا مناص من إدراك فحوى الديمقراطية