إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)
الحوار المتمدن-العدد: 1277 - 2005 / 8 / 5 - 09:28
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
هنا حقيقة معروفة و هي أن الشباب في المغرب يستحقون موقع الأولوية الأولى من الاهتمام. فهم على صعيد الحجم و العدد يشكلون نسبة مهمة جدا من مجموع الشعب المغربي، و هم الشريحة التي من المفروض أن تكون أكثر تأثرا بجملة من من العوامل مثل الاستقرار أو الاضطراب السياسي و الاقتصادي و الاجتماعي و التعليمي. كما أنه من المفروض أن يشكلوا وقود الحركة السياسية على الصعيد الوطني، بل هم أداتها الرئيسية و نبضها المتفاعل.
لكن واقع الحال يبدو مخالفا بالتمام و الكمال.
شباب المغرب، أغلب شباب المغرب يشعرون بدرجة قوية أنهم يواجهون بنوع من الاهمال، سواء على صعيد المشاركة في بلورة القرار السياسي و التخطيط للمستقبل، أو على صعيد توفير لهم الفرص للمساهمة الفعلية في التنمية المستدامة، و كذلك على صعيد تشخيص مشاكلهم و معرفة احتياجاتهم الحقيقية و توسيع نطاق الخيارات المتاحة أمامهم تحت شمس وطنهم.
فرغم كثرة الخطابات و اللقاءات و الندوات و البرامج و المشاريع التي تتحدث عن الشباب ببلادنا, فإنها في نهاية المطاف تظل مفصلة على مقاس الهيئات و المؤسسات و الوزارات و جهات أخرى ظاهرة و مستترة، و ليس على الاحتياجات و الحاجيات الحقيقية للشباب في المغرب، أغلب شبابه.
و بطبيعة الحال، شباب مغرب اليوم، مثل غيرهم من أبناء الشعب المغربي عانوا و لازالوا يعانون من انعكاسات الاختيارات اللاشعبية و من طبيعة التصورات المعتمدة و من سيادة الفساد و من الحلول المعتمدة التي لم تساهم إلا في تفاقم المشاكل. و كل هذا زج بأغلب شباب المغرب في اتجاه لا يترك لهم خيارات أخرى واضحة: " الحريك" أو " تسليم الأجساد قربانا للهروات الأمنية في الساحات العمومية" هذا في وقت يستوجب فيه ملف الشباب بالمغرب الانطلاق من:
- المنظور الشبابي للعملية التنموية، و ليس اعتبار أن إشكالية الشباب المغربي مجرد مشكلة أو أزمة
- الرفع الفوري للاجحاف و التهميش الذي يعاني منه الشباب المغربي
- تكريس و تسهيل مشاركة الشباب أنفسهم في حل مشكلاتهم و ليس فقط اعتبارهم مجرد متلقين لقرارات دون مشاركة.
و بكلمة وجب تحويل المقولة القائلة أن الشباب هم المستقبل، من مجرد كلام و خطاب، إلى ممارسات و قرارات و فعاليات و آليات قانونية و اجتماعية و اقتصادية و تعليمية و ثقافية على أرض الواقع الملموس. فهذا ما يتطلبه الآن مستقبل المغرب إذ نحن أردناه أن يكون أفضل من الحاضر و مما مضى.
#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)
Driss_Ould_El_Kabla#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟