أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - إدريس ولد القابلة - لماذاهذه الاشكالية؟














المزيد.....

لماذاهذه الاشكالية؟


إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)


الحوار المتمدن-العدد: 1276 - 2005 / 8 / 4 - 10:36
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


لا يخفى على أحد أن اقتصادنا الوطني و بنيتنا الاجتماعية يشكوان من اختناقات و تشوهات مزمنة و بنيوية. و هذا ما يقف حائلا أمام تحقيق معدلات نمو قابل للاستدامة و غير معرض بدرجة كبيرة للعوامل الخارجية باستمرار.

و إذا كانت توصيات صندوق النقد و البنك الدوليين لابد منها، و إذا كان القائمون على الأمور مجبرين – لا مخيرين – على تنفيدها فلابد كذلك من التفكير في جملة من الاجراءات الموازية و التكميلية لمعالجة التشوهات و الانحرافات قصد تشجيع القطاع الخاص لكي يكون أكثر فعالية (ما دامت الدولة أعلنت عن عجزها الذريع في هذا المجال)، خاصة بخصوص خلق المزيد من فرص الشغل و الدخول في مناخ اقتصادي عام يشجع التحول المرغوب فيه، من الاتكال على الريوع و الامتيازات المختلفة غير المنتجة عموما بالنسبة لأغلبية الشعب المغربي، إلى امتلاك الأساليب التنظيمية و البنيوية للصمود أمام المنافسة الدولية الشديدة بعد فتح أبواب البلاد على مصراعيها.

لكن التحديث و الاستعداد للغد لا يجب أن تنطلي حيلته على جهة دون أخرى، و إنما وجب أن يهم الكل. و في هذا الصدد كان من الأولى الجواب على السؤال التالي: هل الآليات الحالية لتوزيع الثروات و المداخيل و تشجيع الأنماط التوزيعية غير المرتبطة بجهد انتاجي سواء فردي أو جماعي، هي آليات تنسجم و ما يطمح له القائمون على الأمور من تأهيل الاقتصاد و تمكينه من مسايرة العصر و التصدي للتحديات؟ لقد كان منالأولى البداية بهذا السؤال لأنه في واقع الأمر يختزل كل الأسئلة ، لكن مع الأسف الشديد لم يتم لحد الآن، بل الأدهى من ذلك، هو أنه مازال هناك إقرار و تكريس لذات المنظومة في التوزيع، علما أنها، و بشهادة الجميع، منظومة كانت و لازالت تشجع على تفاقم سوء توزيع المداخيل و الثروات و استمرار آليلت و أنماط توزيعية لا ترتبط بجهد انتاجي جماعي.

كيف نفكر في تأهيل الاقتصاد و الاستعداد للغذ و نحن لا نبالي قطعا و إطلاقا بالتفكبر في بلورة سياسيات اقتصادية و مالية تهدف بشكل و اضح إلى تعديل توزيع المداخيل و الثورات لكي تصبح على الأقل مقبولة و مطاقة، إن لم نقل أكثر عدالة و فاعلية في ذات الآن بخصوص إرساء مقومات التنمية المستدامة. كفانا ضخكا على الدقون لأنه لا مجال للحديث عن مقومات تنمية مستدامة دون التعامل بشجاعة مع إشكالية توزيع الثروات و المداخيل، و إلا سنكون كالذي يطحن المياه.
و هذا أمر بأهمية بمكان و لم يعد يستوجب الانتظار بالرغم من أنه ليس من السهل تغيير أنماط توزيع الدخل ببلادنا، لكنها ضرورة لا مناص منها.

إن بنية توزيع الثروات و المداخيل بالمغرب اكتسبت طابعا جامدا و محجرا و لم تنل نصيبها في الدراسات و الخطابات و مختلف السياسات المغتمدة رغم ارتباطها الوثيق و الجوهري بظاهرة الفقر التي نالت حظا وفيرا من الدراسات.
فكلما تطرق مسؤول لظاهرة مكافحة الفقر إلا و تحاشى، مع سبق الاصرار ، التطرق لبنية توزيع الثروات و المداخيل القائمة ببلادنا. إن الاتجاه العام لمختلف الدراسات التي تناولت ظاهرة الفقر يالمغرب اتجهت نحو البحث عن تخفيفه عبر تحسين مستوى الخدمات التعليمية و الصحية و بعض الحمايات الاجتماعية أو اعتماد بعض الصدقات المناسباتية. كما أم توصيات صندوق النقد و البنك الدوليين لا ترتكز إجمالا على ضرورة إشكالية إعادة النظر في بنية و منظومة توزيع الثروات و المداخيل، و إنما تقتصر بالكاد على السعي نحو تخفيض معاناة الفقراء و توفير بعض الخدمات و البحث عن ايجاد فرص الشغل، علما أن انعدام العدالة في توزيع الثروات و النداخيل و الموارد هي سبب رئيسي في تفشي الفقر بالمغرب.

إدريس ولد القابلة



#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)       Driss_Ould_El_Kabla#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدعم المغربي للقضية الفلسطينية
- بعض مشكلات الشباب المغربي
- شركة التبغ تصر على الاستمرار في استبلاد المغاربة
- العاطلون في نفق مظلم
- عدة ممتهني مهنة المتاعب
- مقررات حـزب الطـليعـة الديمـقراطي الاشـتراكـي
- محاربة الفقر ... لكن أي محاربة؟؟؟؟
- ضحايا - النجاة- يناضلون من أجل النجاة من الضياع
- أين نخبنا؟؟؟
- الصحافة الالكترونية كائنة إما غير كائنة بالمغرب
- سكان حلالة يفسدون المخطط الاستعماري
- جريمة اغتيال الفضاء والتلاعب بتدبير المجال بمدينة القنيطرة
- جامعة ابن طفيل ومحيطها علاقة أم انفصام؟
- خلفيات الميزانية
- حدث للذكرى
- الشباب والممارسة الديمقراطية بالعالم القروي
- مأساة مطرودي و مطرودات شركة لامونيكاسك المغرب محنة القرن
- مفهوم الاعتقال السياسي بالمغرب
- مقالع الرمال : نهب و أضرار بامتياز
- هل تدني الأجور ميزة مغربية أم مصيبة؟


المزيد.....




- مكافأة 50 مليون دولار تعرضها أمريكا لمعلومات عن رئيس فنزويلا ...
- حرب الـ12 يوما: كيف حجبت إسرائيل تداعيات الصواريخ الإيرانية ...
- لجان المقاومة تعلق بعد إعلان نتنياهو خطة غزة
- أبرز ردود الفعل الأولية على خطة نتنياهو في غزة
- تشريع جديد لزيادة عدد البطاقات الخضراء في أمريكا.. هل يشكل ب ...
- سفارة أم مركز تجسّس؟ جدل واسع في بريطانيا حول مشروع -السوبر ...
- الحكومة الإسرائيلية تقر خطة للسيطرة على مدينة غزة
- ترامب: لقائي مع بوتين ليس مشروطا بموافقته على مقابلة زيلينسك ...
- بريطانيا وأستراليا تطالبان إسرائيل بالتراجع عن احتلال غزة وأ ...
- شهيد نتيجة إلقاء المساعدات جوا وغزة تحصي مزيدا من ضحايا القص ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - إدريس ولد القابلة - لماذاهذه الاشكالية؟