إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)
الحوار المتمدن-العدد: 1291 - 2005 / 8 / 19 - 11:15
المحور:
الادارة و الاقتصاد
هل يمكن لذوي الرساميل أن يوظفوها في بلد يستشري الفساد في إدارته العامة، المركزية منها و الاقليمية و الجهوية و المحلية و كذلك ممثليها خارج الحدود؟ إذ أنه لا يستطيع المرء، بالرغم ما يقال و يشاع، أن ينجز معاملة إلا بواسطة، آدمية أو معنوية أو مادية، و إلا عليه التحمل و المكابدة. المهم لازال الاسراع في قضاء الحاجات الشرعية و القانونية عندما رهين اعتماد سلوك طرق غير عادية ، و هذا ما يدل علية الواقع المعيش خلافا لما يقال و ما يتداول في الخطاب الرسمي و الوصلات الدعائية الفاقدة لمصداقيتها منذ البدء اعتبارا لأن بعدها مع الممارسة الفعلية التي يعاينها الجميع يوميا و بصفة مستدامة تقاس ليس بالكيلومترات و إنما بالسنوات الضوئية.
كما أن هؤلاء ، ذوي الرساميل، لا يمكن أن يستثمروا في بلد لا تتوافر فيه شروط العدالة، حيث لا يضمن لهم القضاء حقهم إذا ما وقعوا في إشكال أو مشاكل مع جهة من الجهات. و العدالة بالنسبة لهؤلاء لا تكمن في تمكين تغليب كفتهم عن كفة كل جهة من شأنها أن تقلص أرباحهم و تقلل من حجمها، خلافا لما يعتقد البعض، و إنما العدالة تظهر لهم، ليس عبر القضايا التي يمكن أن يربحونها في المحاكم بأقل مجهود ممكن و بالسرعة التي ينتظرونها، و إنمه تظهر لهم بالأساس من ثقة كل مكونات المجتمع المدني و المؤسسات و الأغلبية الساحقة للسكان في قضاء البلد، وهذا المنظور ما يزال يغيب عن عقول الكثيرين من يساهمون في فبركة كل ما من شأنه أنهم يعتقدون أن يخدم جلب الاستثمارات الخارجية و المستثمرين الأجانب.
علما ، و هذه حقيقة قائمة أراد من أراد و كره من كره، أن مثل هذه الشروط لا تتوافر بالحد الأدنى من الضمانة اللازمة إلا في ظل ديمقراطية تعمل أولا و قبل كل شيء على تأمين آليات المساءلة و المحاسبة على كل صعيد، فضلا عن أنها تعبر عن إرادة الشعب الحرة.
إدريس ولد القابلة
#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)
Driss_Ould_El_Kabla#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟