هل وقع النبي محمد في خطأ ديني تسع سنوات إلى أن صححه له أحد أتباعه؟!

حسن ميّ النوراني
الإمام المؤسِّس لِدعوة المَجْد (المَجْدِيَّة)

الحوار المتمدن-العدد: 4623 - 2014 / 11 / 3 - 06:19
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

تفيد أحاديث نبوية أن النبي محمد كان يجهل سبب صيام اليهود يوم العاشر من شهر محرم القمري المعروف بيوم عاشوراء.
عن عبد اللَّه بن عباس رضي اللَّه عنهما قال: " قدم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء، فقال: ما هذا؟ قالوا: هذا يوم صالح، نجّى اللَّه فيه موسى وبني إسرائيل من عدوهم، فصامه، فقال: أنا أحق بموسى منكم فصامه وأمر بصيامه" .
وفي رواية: " فصامه موسى شكراً، فنحن نصومه" .
وفي رواية أخرى: " فنحن نصومه تعظيماً له" .
أخرجه البخاري (4/244) ح(2004) ، ومسلم (1130)، وأبو داود (2/426) (ح2444) ، وابن ماجه (1/552) ح(1734) ، والبيهقي (4/286).
واضح هنا أن النبي محمد لم يكن يعرف أن اليهود تصوم يوم عاشوراء (العاشر من محرم)، ولا يعرف سبب صيامهم! فلما عرف، صامه وأمر أتباعه بصيامه.
ووأضح أن صيام النبي محمد وأتباعه لعاشوراء للمرة الأولى كان بعد هجرته مباشرة من مكة للمدينة، أي في العام الهجري الأول..
بعض الأحاديث تقول أن عرب مكة قبل الإسلام كانوا يصومون عاشوراء.. هل غاب ذلك عن محمد؟!
بعض الأحاديث تقول أن محمد كان يصومه قبل نبوته!
في حديث متأخر للنبي، في السنة التي توفي فيها، في العام الهجري العاشر، قرر النبي محمد أن يصوم يوما قبل العاشر من محرم، إضافة لصيام عاشوراء، ليخالف صيام اليهود. قرار النبي محمد صدر بعد أن اعترض أحد صحابته على صيام محمد والمسلمين عاشوراء كما يصوم اليهود..
عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : "لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع" .
وفي رواية قال: " حين صام رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء، وأمر بصيامه، قالوا: يا رسول اللَّه إنه يوم تعظّمه اليهود والنصارى؟ فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : فإذا كان العام القابل - إن شاء اللَّه - صمنا اليوم التاسع، قال: فلم يأت العام المقبل، حتى توفي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم " .
أخرجه مسلم (1134) ، وأبو داود (2/327) (ح2445)، وأحمد (1/236)، وابن أبي شيبة (2/314)، (ح9381)، والطحاوي (2/78)، والطبراني (11/16)، (ح10891)، والبيهقي (4/287).
يستفاد مما سبق، أن النبي محمد ظل غافلا عن إدراك تداعيات صيام عاشوراء كما يفعل اليهود، تسع سنوات، إلى أن نبّهه أحد أتباعه لما ينطوي عليه صيام المسلمين ليوم تصومه اليهود، فقرر مخالفتهم..
أشرنا من قبل، إلى أنه بدأ والمسلمون معه، صيام عاشوراء، في السنة الأولى من هجرته للمدينة.. وأنه قرر مخالفة اليهود في صيامهم لعاشوراء، بصيام يوم قبله، في العام الذي تُوفّي فيه.. أي في العام العاشر لهجرته للمدينة!
فهل يُعُقل ويُقبل أن يغفل النبي محمد عن وقوعه في خطأ استمر عليه تسع سنوات على الأقل، لم يُصححه له ربه، وأثناه عنه أحد أتباعه، خاصة وأنه يتعلق بعبادة لله، لا بمعاملة من معاملات الدنيا؟!
وهل يُعقل ويُقبل أن لا ينتبه أحد أتباع النبي محمد، طوال تسع سنوات، لهذا الخطأ الذي وقع فيه النبي، وأوقع فيه أتباعه؟!
هل يُعقل ويُقبل، أن يظل أئمة الدين، منذ خمسة عشر قرنا، يرددون أحاديث تكشف بجلاء، غفلة النبي محمد وأتباعه عن الوقوع في خطأ استمروا عليه، تسع سنوات أو يزيد؟! وأن يظلوا يدعون لصيام التاسع والعاشر من محرم؟!
هل يُعقل ويقبل، أن يظل أئمة الدين ببغاوات، وأن يظل عامة المسلمين متلقين صامتين مؤَّمِنين بلا وعي بما يسمعونه، ويصومون يومي التاسع والعاشر من محرم؟!
فإن وعوا لُعِنوا واتُهِموا بالفسق أو بالردة ورجمهم جهلة الله؟!
*كُتب في التاسع من محرم 1436قمري الموافق 2/11/2014 شمسي

#حسن_ميّ_النوراني (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات