مهزلة الاستقالة وقبولها.. لا بديل عن فياض رئيسا لحكومة سلطة رام الله

حسن ميّ النوراني
الإمام المؤسِّس لِدعوة المَجْد (المَجْدِيَّة)

الحوار المتمدن-العدد: 4080 - 2013 / 5 / 2 - 19:39
المحور: القضية الفلسطينية
    

استقالة سليمان فياض رئيس حكومة السلطة الفلسطينية برام الله وقبولها من رئيس السلطة محمود عباس، مسرحية مهزلة، تستخف بعقول الناس لتوهم بأن القرار الفلسطيني (العباسي) وطني مستقل، لا يخضع لتعليمات تأتي من الخارج.. فصول الاستقالة كانت:
1- حركة فتح تقع في مرمى اهداف فرض فياض (أمريكيا وأوربيا وإسرائيليا) لمحاربة ما عاشته السلطة من فساد إداري ومالي منذ نشأتها، وبمنهجية واعية خلقها وعززها ورعاها رئيس السلطة/رئيس فتح السابق ياسر عرفات..
2- فقدت حركة فتح الوضع المتميز للسيطرة، المتوازي مع فسادها المالي والإداري والسياسي، الذي قاد لإضعاف موقفها والموقف الوطني، وتطور للانقسام بين غزة والضفة الغربية..
3- خسارة فتح لقطاع غزة (بالانقسام وسيطرة حماس عليها) وفقدانها لسيطرتها على الإدارة وثروتها في الضفة (في ظل حكومة فياض)، وحّد قوى فتح للضغط على عباس لإقالة فياض، خاصة بعدما تحدى فياض عباس بإقالة وزير المالية نبيل قسيس من حكومته، رغم أنف عباس..
4- زادت شهية فتح للعودة للسيطرة، بعدما تردد من الافصاح عن خطط دعم مالي كبير قادم للسلطة، في سياق تحريضها للعودة للمفاوضات مع إسرائيل..
5- في ظل ضغوط فتح على عباس لإقالة فياض، وإشاعة خبر نية فياض للاستقالة، خرج تصريح وزارة الخارجية الأمريكية، الذي يؤكد أن فياض باق في منصبه..
6- التصريح الأمريكي كان رسالة واضحة لحركة فتح: لا بديل عن فياض!
7- التصريح الأمريكي كان رسالة واضحة أيضا للسلطة بقيادة عباس: لا قرار فلسطيني مستقل!
8- عباس يدرك جيدا مضمون الرسالتين، ويعرف حجمه الحقيقي وحجم سلطته، لكنه مضطر ليظهر بمظهر القائد الوطني القوي المستقل للشعب الفلسطيني، والملتزم بمصالح حركة فتح التي يقودها..
9- فياض يراهن أيضا على رئاسة السلطة، فلا بد أن يوهم الناس بأنه وطني ويستمد مشروعيته كرئيس حكومة من رئيس السلطة، لا من واشنطن أو غيرها..
10- فياض على قناعة تامه، كما عباس، أنه لا بديل عنه، كرئيس للحكومة في رام الله..
11- فياض يدير المال بكفاءة تؤهله لرضا الدول المانحة، ويدير السياسة بمنهج ينسجم تماما مع الوظيفة السياسية للمال الذي يديره: مطلوب سلطة تحافظ على أهليتها لتلقي مال يخدم مشاريع الدول المانحة، التي من ضمنها، مشروع دولة إسرائيل!
12- في هذا السياق، تم إخراج مسرحية استقالة فياض، وقبول عباس لها: الاثنان يجددان ارتداء ثوب الاستقلالية، على مسرح هزلي لا يعكس الصورة الحقيقية التي يدركها الاثنان جيدا: مطلوب سلطة، تتطور لدولة، تعمل لحفظ أمن إسرائيل، وخدمة المشروع الأمريكي في المنطقة والعالم..
13- استجاب عباس لضغوط حركة فتح، وقبِل استقالة فياض الهزلية، ليعزز (عباس) مركزه فيها، ويعزز قيادته لها في نفس الاتجاه الذي سار فيه منذ البدء: حل دولتين، الفلسطينية منهما، لا تهدد اليهودية!
14- عباس لا يريد العودة لمسقط رأسه، مدينة صفد: هكذا تنازل عن حق العودة.. عباس يوافق على مبدأ تبادل الأراضي الذي يعطي مستوطنات إسرائيل في الضفة، شهادة شرعية الوجود، كما أعطت أوسلو عباس شرعية وجود لدولة إسرائيل..
15- خرج عباس بخبر يوهم أنه بدأ مشاورات تشكيل حكومة المصالحة.. كان يعرف أن مصداقية الخبر تنحدر لمستوى الصفر: حماس ترفض + حماس ردت على الفور بتأكيد شرعية حكومتها في غزة، بالإعلان عن اجراء تعديلات وزارية عليها!
16- وما دامت حماس ترفض البدء الوهمي لمشاورات تشكيل حكومة المصالحة.. وبعد أن تم امتصاص نقمة فتح، ضد فياض، بعملية مسرحية هزلية.. وفي ظل مبادرة عربية جديدة، كانت فرطت من قبل بحق العودة، وتطورت لتبني موقف السلطة من مسألة تبادل الأراضي.. لا يبقى أمام عباس إلا أن يستسلم لإرادة المال الأجنبي التي لا تقبل عن فياض بديلا.. وكانت النتيجة واضحة تماما: نزل عباس عن الشجرة من جديد، وأعلن: فياض باق على رأس حكومة تسيير الأعمال.. ومن حقه أن يكون رئيسا لحكومة قادمة..
17- فياض رئيس حكومة تسيير أعمال منذ انقسام عام 2007.. وإلى نهاية للانقسام، لا نرى لها نهاية: خالد مشعل رئيس حماس قال أمس: لا مصالحة بدون الاتفاق على برنامج وطني نضالي.. يريد أن يقول: المصالحة مشروطة بقبول عباس ببرنامج حماس.. ووفق المعطيات المرئية، فلن يقبل عباس ببرنامج حماس!
18- فياض باق لأنه يجيد إدارة دولة المال.. ولأنه بلا تاريخ وطني نضالي.. وبلا أفق وطني مستقل.. وهذه مؤهلات لا تمتلكها حركة فتح بتاريخيتها.. وبالمقابل، تمتلك فوضى وخبرة فساد وتصارع على الإثراء، ومخلصين لا حول لهم ولا قوة.. فكان لها دورها الذي تجاوزته التطورات.. وعباس باق، طالما أنه يجيد لعبة الصعود على الشجرة والهبوط منها.. وطالما أنه يواظب على فهم الدروس التي يتلقاها من المتحكمين بالمرحلة..
غزة – 2/5/2013

#حسن_ميّ_النوراني (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات