الله يحفظ ماء زمزم من الجفاف ولا يحفظه من التلوث والعبث؟!

حسن ميّ النوراني
الإمام المؤسِّس لِدعوة المَجْد (المَجْدِيَّة)

الحوار المتمدن-العدد: 3876 - 2012 / 10 / 10 - 22:39
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

ما يلي خبر تناقلته وسائل إعلامية، سنتبعه بتساؤلات لنا..
نفى الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، جفاف بئر زمزم أو انخفاض مستوى الماء فيه، معتبراً ما يردده البعض من مزاعم في هذا الشأن تشكيكاً بشيء من قدرة الله عز وجل وحكمته البالغة.
ونفى السديس أي خلط لماء زمزم بالماء العادي في المسجد الحرام، كما يزعم البعض. وقال في تصريح لـ"المدينة" عقب زيارته مكتب الزمازمة الموحد أمس: "زمزم عين معين لا تنضب إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها"، مؤكداً أن الدولة تبذل قصارى جهدها للحفاظ على ماء زمزم من كل الملوثات بالتعاون مع هيئة المساحة الجيولوجية ومكتب الزمازمة الموحد.
ودعا إلى ترشيد استخدام زمزم وعدم العبث به أو سكبه في غير مكانه، داعياً الحجاج إلى مراعاة هذه الجوانب.
وقال السديس: "ماء زمزم مبارك منذ أن منّ الله عز وجل على الخليقة به في عهد إبراهيم وهاجر وإسماعيل، وقد قال فيه صلى الله عليه وسلم: (إنه طعام طعم وشفاء سقم)، ومهما ذكر اليوم من التشكيكات يظل ماء زمزم آية من آيات الله، عيناً معيناً لا ينضب إلى أن ريث الله الأرض ومن عليها".
تساؤلاتنا..
1- نفترض أن عين زمزم انفجرت في عهد النبي إبراهيم، ولا تزال مستمرة حتى الآن، فهل يعني هذا الاستمرار الطويل، أن الله هو الذي يحفظ استمرار تدفق الماء منها حتى اليوم؟! فهل الله هو أيضا الذي يحفظ استمرار تدفق ينابيع مائية أخرى وجريان أنهار كثيرة في الأرض، يمتد تاريخها إلى ما قبل عصر ابراهيم المفترض؟! الدينيون لن يرفضوا فكرة أن الله هو الذي يحفظ استمرار تدفق ماء زمزم وبقية ماء ينابيع وأنهار الأرض.. لكن، لماذا يضفي الدينيون القدسية والرعاية الإلهية الخاصة على ماء بئر زمزم؟ مفهوم أن ذلك يعود لارتباطها بنصوص دينية، تربط تفجر عين زمزم بقصة إسماعيل بن النبي إبراهيم، جد المسلمين على ما يقولون.
2- فإذا كان الله يمنح قدسيته لماء بئر زمزم، فلماذا لا تشمل هذه القدسية حفظ استمرار تدفق العين، واستمرار صلاحيتها للشرب؟ نستنتج من التصريح أعلاه، أن حكومة المملكة السعودية وليس الله، هي التي تحافظ على عدم تلوث ماء زمزم! جدير بالذكر، أن تقريرا بريطانيا، كشف أن ماء زمزم لا يصلح للاستخدام البشري، فهو ملوث بالزرنيخ السام وبالبكتيريا وفيه مستويات عالية من النيترات*!
ماء زمزم ملوث، كما يستنتج من تصريح الشيخ السديس الوارد أعلاه، ومن التقرير البريطاني، فهل يصلح ماء ملوث وسام، ليكون شفاء للمرضى، كما يشير الحديث النبوي الوارد أعلاه (إنه طعام طعم وشفاء سقم)؟!، فإذا جاز افتراض أن النبي كان يتحدث عن واقع ماء بئر زمزم في زمنه، فهل يجوز أن نمد صلاحية الحديث النبوي لعصرنا الراهن؟!
3- هل يقبل عقل أن قدرة الله، تحفظ ماء زمزم من النضوب، لكن قدرته لا تمتد لتحفظ هذا الماء المقدس من التلوث، ومن الحاق الأذى بالناس الذين يؤمنون بقدسيتها وبشفائيتها؟ وهل لا تمتد قدرة الله لتحفظ ماء زمزم من عبث الناس، ما اضطر السديس للدعوة إلى "ترشيد استخدام زمزم وعدم العبث به أو سكبه في غير مكانه، داعياً الحجاج إلى مراعاة هذه الجوانب"، فهل نفهم أن قدرة الله على ضمان استمرار تدفق زمزم، مشروط بالاستخدام الإنساني المرشّد لمائها؟!
4- هل نفهم مما سبق، أن استمرار تدفق ماء زمزم، واستمرار صلاحيتها، هو عمل مشترك بين الله والناس؟! إذا وافقنا الشيخ السديس، على هذا الاستنتاج، فإني أقدم له تقديري وتهنئتي، فهو يكون قد خطا في اتجاه صحيح.. اتجاه يوحد الإلهي والإنساني في الفعل الواقعي! وهذا حسن ظن مني به.. أو: أمل أرجوه!
* في بريطانيا يستورد التجار المسلمون المياه من نبع زمزم غير انه عام 2011 وفي برنامج نشر على البي بي سي جرى الاخبار ان السلطات الجمركية تمنع دخولها وتصادرها بعد ان اظهرت التحاليل انها تحتوي على مستوى عال من الزرنيخ وهي غير صالحة للاستهلاك البشري. والعينات في بريطانيا ملوثة بأنواع من البكتريا ومستويات عالية من النيترات اضافة الى الزرنيخ السام والذي يلحق ضررا بالجملة العصبية. لتفاصيل أكثر عن بئر زمزم طالع الرابط التالي:
http://www.alzakera.eu/fardiga/Ijaz-0038.htm
--------------------------------------------------
الكاتب: إمام النورانية الروحي ومؤسس دعوتها
فلسطين – قطاع غزة – بيت لاهيا – 10/10/2012م

#حسن_ميّ_النوراني (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل