تأريخنا تأريخ أسود دموي مخجل !

عبدالله مطلق القحطاني
باحث ومؤرخ وكاتب
(Abduallh Mtlq Alqhtani)

الحوار المتمدن-العدد: 4620 - 2014 / 10 / 31 - 12:57
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

المؤرخ التأريخي المحايد عربيا كان أم غير عربي مسلما أم غير مسلم عندما يقرأ التأريخ الإسلامي منذ صدر الإسلام حتى اللحظة يجد عجب العجاب ! وتدور في رأسه عشرات الأسئلة التي تحتاج لجواب شاف وإن لم يكن مقنعا بالكلية ؛ فالتأريخ الإسلامي والذي دونه المؤرخون المسلمون أنفسهم تأريخ مخجل ومشين ويظهر وحشية ودموية في أغلب جوانبه !! والعجيب أن كل ما هو معظم ومقدس من أماكن ونصوص وشخوص تمت إهانته وبأبشع صورة وأحقر طريقة !! ؛ وإليك صديقي القارئ الكريم والعزيز صورة واحدة من مئات الصور والأمثلة لكن مخافة التشعب والإطالة فخشيت الملل سأكتف بواحدة ؛ خذ مثلا النزاع على الخلافة والسلطة والحكم ! قبل الإسلام لم يكن العرب سفاحين مولعين بسفك الدماء بكثرة كما هو حالهم بعد الإسلام ! بل على التقيض من ذلك كانت حروبهم لثارات أو بسبب نزاع على مراع أو أملاك ولم تكن خصومة غدر وخيانة واستباحة دماء واستحلال أملاك وأعراض ! كانت الفروسية والبسالة والشجاعة مضرب افتخارهم نظما شعرا ونثرا وخطابة لأنها منضبطة بمعايير الوفاء بالعهود والإلتزام بالمواثيق وصدق الوعود ؛ كان العرب مع كثرة حروبهم ونزاعاتهم قبل الإسلام تحكمهم عادات وتقاليد معظمة تضبط حرمة الدم والعرض والمال ومع زعم كفرهم وشركهم كانوا مضرب المثل بما قلناه آنفا من صدق الوعد والوفاء بالعهد والإلتزام بالميثاق وتغلب عليهم المسامحة والصفح والعفو بل وإكرام الخصم والرجوع للحق والإلتزام بما ورثوه من خصال حميدة ؛ وكانت نزاعاتهم السياسية أو اختلافاتهم وخلافاتهم على السلطة نادرة ولا تذكر مقارنة بتأريخ من خلفهم من العرب بعد ظهور الإسلام !! بل لم نعرف كمؤرخين أن العرب قبل الإسلام كانت تنتهك الحرمات والمقدسات وتجول بخيلها وبغالها في أماكن العبادة ودورها ! لم ينبش العرب قبل الإسلام القبور !! ويقومون بالتمثيل بالجثث وصلبها والتشفي بالأموات قبل الأحياء !! كان من العار فعل ذلك !! بل كانت تعير القبيلة التي تحاول القيام بفعل يقارب مثل هذا السلوك الشائن والمعيب !! ؛ بعد الإسلام انقلب العرب وأصبح العيب في مثل تلك الصور والأمثلة وسيلة تشفي وشفاء للصدور !! ؛ وخذ مثلا صديقي القارئ الكريم والعزيز بمسألة النزاع على الحكم والسلطة والخلافة إياها ! وأنصح بشدة أن تبدأ قراءة تأريخ بني أمية وتأريخ بني العباس وستتضح لك الصورة تماما !! فهؤلاء العرب قلبوا ظهر المجن لموروثات العزة والفخر من وفاء للعهد وصدق وعد وإلتزام مواثيق !! خيل معاوية ويزيد وبني مروان جالت وتغوطت بالحرمين الشريفين !! ودارت الدائرة وذات السلوك فعله الخليفة والحاكم الأول للدولة العباسية في الجامع الأموي بدمشق وقس على ذلك ! أما الخيانة والغدر ونقض العهد والوعد فحدث ولا حرج !! وسفك الدماء بأعداد مأهولة فطآمة وتأريخ دموي أسود بوحشية لا نظير لها !! فهل الإسلام بنصوصه وتنظير علماء الدين كان سبب تغير وتبدل واختلاف العرب قبل الإسلام وبعده ؟!! لماذا العرب قبل الإسلام كانوا أمة شجاعة وبسالة محكومتين بضوابط الحق والوفاء بالعهد والصفح واستهجان التوغل في سفك الدماء واستباحة الأعراض والأموال ؟! وبعد الإسلام غدوا على النقيض من ذلك تماما !! ؛ صديقي القارئ الكريم أتمنى عليك الرجوع لكتاب الكامل في التأريخ وتحديدا جزء 3 وأقرأ سيرة الخليفة العباس حفيد الصحابي ابن عباس ابن عم النبي وهو بالمناسبة في النسب يلتقي مع النبي بالجد عبدالمطلب !! وأقرأ تأريخ المسعودي وكذلك سير أعلام النبلاء للذهبي !! وحينها ستعرف أنهم أوغاد وليسوا أعلام !!!! .

#عبدالله_مطلق_القحطاني (هاشتاغ)       Abduallh_Mtlq_Alqhtani#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين