أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - علي المدهوش - القراءة والبقاء














المزيد.....

القراءة والبقاء


علي المدهوش

الحوار المتمدن-العدد: 4610 - 2014 / 10 / 21 - 00:22
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


ثمة عناصر ضغط أجدها حاضرة أمامي حين الشروع في كتابة مقالة أتناول فيها موضوعة من الموضوعات ، وأهم تلك العناصر هي محاولة مراعاة عدم الإطالة والزيادة والسعة في ما أكتب، خوفآ من أعراض القرّاء والمتلقين له، لاسيما وأن السمه السائدة لشريحة مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي هي المرور السريع على الموضوعات والقراءه السطحية والسريعة وغير المركزة، والابتعاد عن قراءة النصوص الطولية نسبيآ، وبعبارة أخرى كأن لسان الحال يقول ، نحن في هذا العصر لايمكننا أن نتوقف لدقائق أمام نص أو منشور، بل يجب على الكاتب أن يختصر ويشير الى الفكرة ونأخذ الزبده منه كما يقال في المثل ، وهذا ما أسمعه كثيرآ من الاخوة وفي مختلف المستويات ، ويختصر ذلك ماسمعته من أحدهم حيث يقول :(عندما أشاهد نص طويل نسيبآ ، فأن القرار لن يتأخر في الاعراض عنه أو قراءة أول سطرين منه، أو اعطاء أعجاب لصاحبه مجاملة وكفى، بصرف النظر عن محتوى النص والقيمة الادبية والفكرية والموضوعية التي يحتويها)،!!
ولم يكن هذا النمط للمجتمع في التعاطي مع القراءه ناتج من حالة طارئة القت بضلالها فجاة على المشهد الثقافي العربي عموما والعراقي بوجه الخصوص، وانما بلحاظ تداعيات جمة وتحولات أجتماعية كان اللاعب الاكبر فيها، دخول مؤثرات العولمة والتطور التكنلوجي الكبير، وظهور شبكات الانترنيت مع السياسات الخاطئة للمؤسسات التربوية والمجتمعية في كيفية الاهتمام في الكتاب والقراءه، لتظهر لنا الأن ثقافة جديدة تطفو على السطح بائنة بشكل جلي. وهي الثقافة السمعية وثقافة المشافهه، التي تبتعد عن المنهج العلمي، والتحقق من المعلومات ، وهي الثقافة المستمدة من الاستماع للأخرين والتي تتعامل مع الجانب الوجداني والانفعالي دون الجانب العلمي والعقلي، للدرجة التي أصبحت فيها الشائعات تنتشر كالنار في الهشيم فضلا عن المكذوبات والاقاويل، بل ويبنى عليها أثر واتخاذ قرارات وعندما تسأل احدهم من أين جئت بهذا الخبر فانه سيقول لك:(قالوا- يقولون- سمعت)!!، ليصبح المجتمع ظاهرة صوتية وبأمتياز، وهكذا ما هو مؤكد ومؤشر بطبيعة الحال، وأتذكر أحد الاخوه الذي نقل بعض تفاصيل زيارته ورفاقه الى أحدى الدول وكانوا ضمن بعثه لتطوير المهارات والقابليات، قائلآ ؛(بأن الاساتذه اشادوا بمثابرتنا وتفاعلنا ولكنهم قالوا، أن ما يعيبكم أنكم حين تتحدثون فان مجمل كلامكم ومصادر الحديث لديكم واستنتاجاتكم مبنيه على ماسمعتموه فقط)،!!! أنتهى كلام الاخ.
لهذا نجد من الضروري بمكان أعادة الحياة الى نطاق ومجال القراءة والكتابة، وأزالة عناصر القطيعة والفجوة بيننا وبينها، ولابد لنا من ذلك ، لأنه الدواء الذي يجب تناوله، لكي نتعافى، وخير من أشار الى الدور المهم والخطير لاهمية القراءة في حياة الشعوب، هو القران الكريم حيث نزلت اولى أياته المباركة وهي تقول:( أقرأ بأسم ربك)!،وليس بغريب هذا الأمر، وفي القراءه سياحة للعقل البشري بين رياض الحاضر وأثار الماضي وبقاياه وأمال المستقبل،لانها الينابيع الصافية لخبرة كل مجرب يضعها بين يدي القارىء وبكل سهولة ويسر، وكما قيل بأن الكاتب يأخذنا الى قمم الجبال ثم ينزل بنا الى الاودية ويسير بينا بين الرياض الخضراء ثم ينتقل بنا الى الصحاري الجدباء،ورحم الله القائل
( نعم المحدث والرفيق كتاب..
تلهو به إن خانك الاصحاب...
لامفشيا للسر إن أودعته..
وينال منه حكمة وصواب..)...
وفي الختام فأن البصيرة التي يبحث عنها كل أنسان دون استثناء أحدى أهم أبوابها الواسعة هي ثقافة المطالعة والقراءه والتوجه الى الكتاب، لان ثقافة المشافهه والصوتيه هي ثقافة أحادية الأبعاد تتجه بالأنسان لتسطيح التفكير، لهذا ومن أجل البقاء تحديدآ يجب ممارسة القراءه كما نمارس الرياضة التي لامناص منها.



#علي_المدهوش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المجتمع ومحفظتي
- المغايز بين التأريخ والدمار
- ( سميح القاسم والديوان الممزق).
- (حديث في المقهى)
- (العُوْرة بين مطرقة المجتمع وسندان الارهاب)!!.
- العلاقة بين الدراسات العليا والبرياني.
- هل تعرفون الدكتور مهدي،
- الصبور مأكول مذموم !!!
- يافرنكشتاين ما الذي فعلته بي ؟


المزيد.....




- تحليل لـCNN: إيران وإسرائيل اختارتا تجنب حربا شاملة.. في الو ...
- ماذا دار في أول اتصال بين وزيري دفاع أمريكا وإسرائيل بعد الض ...
- المقاتلة الأميركية الرائدة غير فعالة في السياسة الخارجية
- هل يوجد كوكب غير مكتشف في حافة نظامنا الشمسي؟
- ماذا يعني ظهور علامات بيضاء على الأظافر؟
- 5 أطعمة غنية بالكولاجين قد تجعلك تبدو أصغر سنا!
- واشنطن تدعو إسرائيل لمنع هجمات المستوطنين بالضفة
- الولايات المتحدة توافق على سحب قواتها من النيجر
- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - علي المدهوش - القراءة والبقاء