أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - علي المدهوش - المجتمع ومحفظتي














المزيد.....

المجتمع ومحفظتي


علي المدهوش

الحوار المتمدن-العدد: 4609 - 2014 / 10 / 20 - 13:07
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


وَصلتُ متعبآ للبيت بعد يوم شاق من العمل ، وقبل أن التقط أنفاسي وُأغير مزاجي وملابسي، خَيمتْ على أجواء المكان أبتسامة عريضة وكلمات إطراء ومديح مصحوبة بنشاط وخفة حركة من قبل ( وزارة الداخلية)، وهي تُقدم لي قدح ماء تمتزج معه عبارت:( هني ومري، عافيات، يابعد بيتي)!!،
توقفتُ عن شرب الماء بعد أن غصصت به غصآ، وشعرتُ بأن الفأر أخذ يلعب في مخيلتي قبل جيبي، من هذه المقدمات التي تُنبآ بأن وراء الاكمة ماوراءها!!،
وكما هي العادة لم يتأخر الوقت ، حتى وجدتُ نفسي داخل السيارة منتظرآ وزارة السياحة، أقصد الداخلية لزيارة بيت أخيها بناء على تلك المقدمات التي أُعُدَ لها سلفآ، وماهي إلا لحظات حتى ركِبت أم العيال مستبشرة فرحه، والمزاح والنُكته لم تفارقها طوال المسير بأتجاه بيت أخـيها، وأنا أقول بسري.( يارب دومآ أهلي بهذا الحال، ولكنني أعرف أن الأمر مؤقتآ وما أن نرجع للبيت حتى ينقلب الطابگ طبگ!!؟ لأن دوام الحال من المحال)،
والذي أعادني من شرود ذهني، تلك القرصة القوية التي تعرض لها كتفي الأيمن مع صوت عال:( شنو وين سارح ؟،ماكو شي،!! فتتْ شارع بيت أخويه يابه؟،آخ منكم يلرياجيل!!)،
وبأرتباك مع أفتعال أنني مسيطر على الوضع عدت أدراجي الى الطريق الصحيح، وبعد وصولي الى عتبة باب الدار حصرآ، لكي تنزل معالي الوزير لبيت أخيها، نسَت المدام أو أهملت رفع ( جَامة) السيارة حين نزولها،
وكان الوقت ليلآ والشارع بلا أضاءة فلم التفت ورفعت ( جامتي) فقط، بعد أن وضعت محفظة نقودي داخل السيارة. لكوني أتضايق منها في الجلوس ، ببركة ما نلبس هذه الأيام من ملابس نضطر فيها لمسك الأشياء بأيدينا ، لكونها أما ضيقه أو بلا جيوب ، عموما ترجلت من السيارة قافلآ لأبوابها بزر التحكم المحمول بيدي،داخلآ لبيت نسيبي كخط ثان لأن الأهل دخلوا مسرعين دون الألتفات الي، وكأنها ( مامصدگه) بأن تزور بيت أخيها الذي أن تأخرت عن زيارته فيكون ليوم أو يومين لا أكثر!!؟، تجاذبنا أطراف الحديث مع خال الولد، وأخذ منا التحليل السياسي للوضع الراهن ماخذآ ، ولاسيما وطبيعة الفرد العراقي يجد نفسه في التنظير والفلسفة في كافة المجالات وكأنه ( بس هوه وبس)،أما نصفي الأخر فكان غارقآ في السوالف مع نظائره وفي عالم أخر لاتدري الدنيه (طشت لو رشت)، وكأنها لم تلتقي بحبايبها من شّته العام الفائت!!،
مر الوقت وشارف منتصف الليل على الدخول، وشعرت بأن علي أتخاذ قرار تأريخي بالأستأذان والمغادرة، دون اللجوء الى أية أستشارة من أطراف أخرى، وفعلأ وبلا إسناد جوي تم ألأمر وخرجنا، يشيعنا أهل الدار الى محل وقوف سيارتي، وفي لحظة فتحي لباب السيارة قبل الوداع، وقعت عيني على محفظتي التي تركتها في السيارة، ولكنني وجدتها بمكان أخر!!، ومرمية جانبآ،
وبلا أدنى مقدمات تناولتها فاحصآ لها، والمفاجآة، وجدتها ( تصْفر) ولاقمري فيها،
بأستثناء الهويات الثلاث التي بداخلها، وورقة صغيرة ، وضعتها سابقآ زوجتي ، مكتوب فيها:( لاتنسى أتجيب وياك خمرة ونومي بصرة)، بعدها فتشت جيوبها وأخاديدها ودهاليزها لعلي أجد شيئا متبقيآ فيها، فلم أفلح، بل أن اليد التي طالتها وصلت الى ( أبو الخمسة وعشرين دينار)، التي كنت أحتفظ فيها بأحدى الزوايا المظلمة من المحفظة منذ زمن بعيد، بعنوان مبلغ للطوارئ أو لغدر الزمان!!،وفي وسط ذهولي ومن هو بجواري، نادى علي أحدهم بأن نافذة الباب الأمامي للسيارة كانت مفتوحة، ولم تكن مرفوعة،فتيقنت بأن لصآ مد يده،وسرقها كما تسرق الكحله من العين، ولأول مره أترحم على لص وحرامي وسافل في حياتي، لأنه أخذ النقود فقط تاركآ المحفظة بمافيها من هويات رسمية، وأجزم أنه مد يده وأخذ مافيها من مبلغ وأستخرج الهويات ثم أنكسر قلبه علي، أو من الممكن أنه شعر بأن أخذ المحفظة بما فيها سيأزم الموقف عليه لأنه حرامي محلة وزقاق، عمومآ فالبرغم من سرقة كل مافي المحفظة من نقود إلا أنني شعرت حينها بأرتياح لأن الهويات موجودة والحمد لله، لأن الكل يعرف أن لدينا الأستعداد أن نُضيع أي شيء ، ولا يمكن أن نفكر بفقدان أحدى الوثائق او المستمسكات الرسمية يومآ من الأيام ،للروتين والتعقيد وصعوبة الاجراءات في مراجعة دوائر الدولة، وهناك أمرآ أخر أستوقفني في هذه اللحظة التأريخية، وهو الواقع الأجتماعي الذي يتطلب منا أن نحمي أنفسنا وأموالنا دومآ وفي كل زمان ومكان، لأنني لم أتعرض للسرقة طوال حياتي،بسبب حذري ونباهتي تارة وحسن حظي تارة أخرى، ولكن ما أن نسيت نافذة أحدى أبواب سيارتي مفتوحة في لحظة معينة تمت سرقتي في الحال!؟،وكأن الناس على وضع أستعداد للسرقة وفي كل الأوقات، وتشعر بأن الوازع الديني لم يكن ضعيفآ بل مغيبآ تمامآ، وأن حركة المجتمع تتحمور وتتقيد بالأعراف والتقاليد والأحكام المترتبة عليها من خوف وردع عشائري أو قانوني أو عرفي، بعيدآ عن الحلال والحرام والخوف من الله، هذه أسئلة أخذتها وأدخلتها في محفظتي الفارغة لعل أحد اللصوص يهتدي لسرقتها وبما فيها وللأبد.



#علي_المدهوش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المغايز بين التأريخ والدمار
- ( سميح القاسم والديوان الممزق).
- (حديث في المقهى)
- (العُوْرة بين مطرقة المجتمع وسندان الارهاب)!!.
- العلاقة بين الدراسات العليا والبرياني.
- هل تعرفون الدكتور مهدي،
- الصبور مأكول مذموم !!!
- يافرنكشتاين ما الذي فعلته بي ؟


المزيد.....




- سقط سرواله فجأة.. عمدة مدينة كولومبية يتعرض لموقف محرج أثناء ...
- -الركوب على النيازك-.. فرضية لطريقة تنقّل الكائنات الفضائية ...
- انتقادات واسعة لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريح ...
- عقوبات أمريكية جديدة على إيران ضد منفذي هجمات سيبرانية
- اتحاد الجزائر يطالب الـ-كاف- باعتباره فائزا أمام نهضة بركان ...
- الاتحاد الأوروبي يوافق على إنشاء قوة رد سريع مشتركة
- موقع عبري: إسرائيل لم تحقق الأهداف الأساسية بعد 200 يوم من ا ...
- رئيسي يهدد إسرائيل بأن لن يبقى منها شيء إذا ارتكبت خطأ آخر ض ...
- بريطانيا.. الاستماع لدعوى مؤسستين حقوقيتين بوقف تزويد إسرائي ...
- البنتاغون: الحزمة الجديدة من المساعدات لأوكرانيا ستغطي احتيا ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - علي المدهوش - المجتمع ومحفظتي