أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - علي المدهوش - (العُوْرة بين مطرقة المجتمع وسندان الارهاب)!!.














المزيد.....

(العُوْرة بين مطرقة المجتمع وسندان الارهاب)!!.


علي المدهوش

الحوار المتمدن-العدد: 4517 - 2014 / 7 / 19 - 13:16
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


*علي المدهوش.
العُوْرة أو العوراء كما في اللغة ، وجمعها عَوراوات، وهي صفة تُطلق على من أُصيبت بأحدى عينيها، وأصل هذه الصفة (العوراء).فيها من القسوة الشئ الكثير، أذ أنها تعني الارض الجرداء تارة، والصحراء التي لاماء فيها، والكلمة القبيحة أو المعنى الغامض تارة أخرى، وتقترن صفة( العوراء)،بكل ماهو سيء ورديء، وللأسف أنها تطلق على المرأه التي فقدت أحدى عينيها، وهكذا الحال مع الرجل على حد سواء فيسمى أعور!!، ولكننا نجد أن المجتمعات المتحضرة وهي تتعامل مع الأفراد الذين لديهم أعاقات جسدية أو ماشابه، بلطف وأدب وأستعارة مفردات رقيقة وغير مؤذية وتُعبر بهذا الأسلوب عن ذلك الذوق العقلائي والأنساني ، فمثلآ أُطلقت صفة البصير على الأعمى ، وذوي الاحتياجات الخاصة على المعاقين جسديآ ، وهكذا يصل الأمر للذي فقد أحدى عينيه سيجد الناس تناديه بصاحب العين الكريمة ، ولاغرابة في ذلك، ولكننا نجد إن القسوة والغلظة لازالت تستشري في بعض المجتمعات، لدرجة عدم مرعاة هذا الجانب الانساني بأي شكل من الأشكال، فمثلآ يسمى الرجل الذي لاتوجد لديه ذُرية (أبو مطشر)!!!، والانسان الأسمر البشرة
ب( العبد)!!، وسمعت في أكثر من موطن من يسمي الذي فقد أحدى عينيه بأنه ( نص أعوينه)، وتأخذني هذه العبارة الى قصة حقيقة ذكرها لي أحد الأخوة، وأحداثها وقعت في شمال مدينة البصرة ، حيث أن هناك قرية الأغلب الأعم من أفرادها هم ( عوران) أو كما يسمى هم( نص أعوينه)، والسبب الذي جعل هذه القرية تكون على هذه الشاكلة ، هو الزيجات الداخلية من الأقارب، وليس هذا فحسب ، بل مما زاد الطين بله، الحروب ومغامرات المقبور صدام والتي حصدت بعض أرواح وأعين أهل هذه القرية، والطريف أن الرفيق الحزبي المسؤول عن القرية هو (نص أعوينه ) أسوة ببقية أفراد قريته!!، وفي أحدى المناسبات الوطنية التي لاعد لها ولاحصر في أيام بطل التحرير القومي ( صدام)!!، نادى ذلك الرفيق على أبناء قريته بالتجمع فورآ، ولم يسمح بأن يتخلف أحدآ منهم عن الحضور، وماهي ألا لحظات وأذا بالفلاحين البسطاء وبتلك الملابس الرثه وهم حفاة وقد أخفى الطين أقدامهم ، يحيطون بالرفيق الحزبي ولاحول لهم ولاقوه، هنا وقف الرفيق الأعور منتصبآ ببزته العسكرية ذات اللون الزيتوني، مخاطبآ أياهم : علينا أيها الأخوة أن نستلهم الدروس والعبر من الثورة الكمبودية ، وماتحقق فيها من نتائج، فضلآ عن الثورة الشعبية التي حدثت في الاكوادور ، وذلك الصمود للشعب الكوبي!!،.. وفي هذا الاثناء وأذا بصوت يخرج من بين الفلاحين البسطاء يقطع عليه تلك الخطبة العصماء ليقول له: العفو رفيقي دير بالك علينه ، تره أحنه الموجودين كلنه نص أعوينه ومو بس هاي ، أنته هم نص أعوينه، يعني كلنه عوران!!، وفلاليح وفقره ، الله ينطيك العافية أحنه وين وكمبوديه ويون!!!،وحقكم أخوتي لم تكن هذه القصة الطريفة من نسج الخيال، ولكن الخيال أخذني الى ذلك السوق الكبير في مدينة الصدر ببغداد والمسمى بسوق العورة !!، وهو سوق معروف للقاصي والداني، ويرتاده الناس من داخل مدينة الصدر وخارجها، وهذا السوق هو خير شاهد على قسوة المجتمع السائد كما أسلفت مع بعض أصنافه وأفراده، فبرغم المعاناة والضروف الاقتصادية الصعبة التي كانت تتحمل أعباءها تلك المرأه المسكينة وتلك التركة الثقيلة من الأيتام التي خلفها زوجها بعد مفارقته الحياة، أصبحت هي الاب والام والمعيل ،ولم تكترث وتبالي أو تخجل لضمور أحدى عينيها، وما يسبب ذلك لها من أحراج ومضايقة في وسط هكذا مجتمع ، وقررت العمل في بيع الاسماك في السوق المجاور لمحل سكناها، وهي تخفي ذلك الأثر الذي أفقدها جزء من بصرها، وما أن أفترشت أرض السوق لتمارس ذلك العمل الشاق، حتى أصبح أسم ( العوره)، ينتشر في محيط السوق وعلى السن الباعة والزبائن، كالنار في الهشيم، فبدلآ من مناداتها بأسم أبنها البكر محمد، ذلك الابن العزيز جدآ على قلبها والتي تتمنى الموت دونه، فاذا بالجميع ينادونها بالمرأه العوره!!!، ولم يتوقف المجتمع لهذا الحد، بل أختزل السوق برمته تحت هذه الصفه، ليطلق عليه لاحقا، بسوق العوره ، ولم تنتهي تلك القصة العوراء لهذا الحد، وبفعل المجتمع المؤلم بهذه المسكينة البائسة فحسب، بل أراد الأرهاب أن يكون له نصيبآ في سجل الاحداث، بعد أن تم القاء القبض على أنتحاري تونسي الجنسية عند أحدى مداخل مدينة الصدر قبل أن يفجر جسده النتن، وأعترف بأن متوجه لتنفيذ العملية بسوق العورة!!!!،



#علي_المدهوش (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلاقة بين الدراسات العليا والبرياني.
- هل تعرفون الدكتور مهدي،
- الصبور مأكول مذموم !!!
- يافرنكشتاين ما الذي فعلته بي ؟


المزيد.....




- شاهد.. كيف تبدو تايوان لحظة ورود تنبيه رئاسي تدريبي عن غزو ص ...
- مصر.. بيان لمرشح رئاسي سابق بعد ضجة قوله إن -اسم حزب الوفد ذ ...
- ما الذي يدور في ذهن طفلك عند بلوغه سن السادسة، وكيف يتغير دم ...
- للمرة الأولى: نتفليكس تستخدم الذكاء الاصطناعي التوليدي في مس ...
- نائبة وزير الخارجية الإسرائيلي: التطبيع مع السعودية ممكن من ...
- إردوغان يصف إسرائيل بـ-دولة إرهابية بلا قانون ولا انضباط ولا ...
- السويداء في زمن النار والثأر.. تجدد الاشتباكات الدامية والعش ...
- الولايات المتحدة تدرس إعادة النظر في العلاجات الهرمونية لانق ...
- مخيم اليرموك: ماذا بعد الأسد؟
- مجلس النواب الأمريكي يوافق على خطة ترامب لخفض تمويل المساعدا ...


المزيد.....

- السيرة النبوية لابن كثير (دراسة نقدية) / رحيم فرحان صدام
- كتاب تاريخ النوبة الاقتصادي - الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب الواجبات عند الرواقي شيشرون / زهير الخويلدي
- كتاب لمحات من تاريخ مملكة الفونج الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب تاريخ سلطنة دارفور الاجتماعي / تاج السر عثمان
- برنارد شو بين الدعاية الإسلامية والحقائق التاريخية / رحيم فرحان صدام
- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - علي المدهوش - (العُوْرة بين مطرقة المجتمع وسندان الارهاب)!!.