أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - علي المدهوش - الصبور مأكول مذموم !!!














المزيد.....

الصبور مأكول مذموم !!!


علي المدهوش

الحوار المتمدن-العدد: 4467 - 2014 / 5 / 29 - 11:48
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    



كالعادة عدتُ ليلة البارحة الى مدينتي البصرة، لقضاء الاجازة الاسبوعية بين أهلي وأحبتي،وعند صباح هذا اليوم واثناء الافطار الشهي مع العائلة ،وقبل أن نتجاذب أطراف الحديث ، وأبث لهم بعض متاعبي وهمومي ، وإذا برائحة تخترق الزمان والمكان والافكار، أنهارائحة خبز ( السيّاح)، التي فاحت في أرجاء الغرفة، وسرقت الاضواء من قيمر العرب وقرينه العسل الايراني الخام، الذي أخذ له موقعآ من المائدة، وكأنني أستنشق أحدى أصناف ورود الياسمين التي لديها النفاذية والرائحة الزكية والنكهة العطرة، وفي هذه الاجواء التي أتسمت بالالفة والسعادة المنزلية، أنبرى أحد أحبتي وكأنه يتكلم بالنيابة عن جميع أفراد العائلة فقال لي: لدنيا طلب يا أبتي؟!!.
-طلب!! فقط ، أذا أردتم أن أجلب لكم الياقوت الاحمر ومن بورما لن أتردد ابدآ، سعادتي بتلبية رغباتكم، تكلم يابني أنني أنصت لك ، وكلي أذان صاغية، فقال لي لم يصل الامر للياقوت الاحمر أو غيره، وكأنني شعرت أنه يقول لي ، ( خلي يولن)!!،وأردف قائلا بل نطلب منك الذهاب للسوق لشراء سمك الصبور تحديدآ، وننتظرك بفارغ الصبر ، لأن الكل أجمع بأن يكون الغداء لهذا اليوم هو ( الصبور)، وليس سواه، قلت لهم ياله من طلب زهيد بسيط لايحتاج لأية مقدمة، أنتم غالين والطلب رخيص، وماهي الا ساعة واذا بي وأنا في سوق البصرة الكبير والمملؤ من أصناف الاسماك البحرية والنهرية لما تتميز به المدينة من موقع جغرافي تتوسط فيه بين الاهوار شمالا والخليج جنوبآ، وما أن وطأت أقدامي السوق ، أخذت عيون الباعة ترمقني بنظرات ، لسان حال كل واحدة منها يطلب مني الشراء منه دون سواه، ولاسيما أن كميات الاسماك المعروضة خصوصآ سمك الصبور كبيرة جدا،هنا أعتراني الغرور والخيلاء والكبِر، ولم أمشي الهوينا كما يتطلب مني وضع السوق وارضيته المنزلقة ، بل كنت رافعآ راسي الى عنان السماء ، كأنني الزبون الاوحد والمنتظر من الجميع،
دنوت من أحدهم وكأنني المتفضل عليه، وقلت له بكم زوج سمك الصبور؟ و المعروف سمك الصبور يباع في البصرة في العدد ولايباع في الكيلو كما هو السائد في أغلب بيقة المحافظات، فأجابني: سعر الزوج ب(30) الف دينار!!!
كأنه صعقني، رغم أن حجم السمك لم يكن كبيرآ، وكان في نيتي أن أشتري سمك على عدد أفراد عائلتي وأوخوتي، على أعتبار أن هذا هو الوقت الامثل لتكاثر سمك الصبور في الاسواق، مع مراعاة الموقع الجغرافي لمدينة البصرة المطل على شط العرب والخليج العربي. ومايترتب عليها من مزايا ، في العرض والطلب لاصناف الاسماك التي لاتتوفر ببقية المحافظات، أتجهت مذهولا الى بائع أخر واذا به يصم آذاني بعبارة كادت تخرج عيني عن محاجرها وهو يقول ( الزوج ب30 الف )!!، يا الهي ماالذي علي فعله؟، لان حجم السمكة الواحدة تكفي الى شخص واحد، بمعنى لو أن لديك عشرة أشخاص فأنك تحتاج الى (150) الف دينار لتشتري عشرة أسماك صبور من النوع الصغير، هنا كان علي الاستعانة باسلوب وطريقة تنقذني من هذه الورطة والموقف، لاسيما أنني وعدت العائلة بان أشتري لهم ما طلبوه مني وعلى وجه السرعة، فحاولت الاستعانه بالموروث الشعبي لعله ينقذي من الاحراج، والحمد لله أسعفتني ذاكرتي ، لتذكر المثل الشعبي المتعارف:(سمك الصْبور مأكول مذموم)، والذي يعنيه المثل،( بما أن الطعم والمذاق اللذيذ لسمك الصبور سوف يجعل الانسان يتناول كميات كبيرة منه تجعله يشعر بسوء هظم وبطء في الحركة)، فمن هنا جاء قصة هذا المثل، الذي أسعفني كثيرآ، طرقتُ باب الدار، وفتُحت لي، وما أن نظر جميع الاهل المتجمعين عند عتبة الى ما كان بيدي من أكياس،بادروني بالقول ماهذا؟ فقلت لهم ( زوري)!!!،
وفي محاولة مني للتظاهر في الهدوء، أكملت الحديث وقلت لهم ، أنني لم أرغب أن يُذٓ-;-م ما يتم أكله بعد حين، وأشتريت لكم عِوضآ عنه سمك ( الزوري)، للشبه الكبير بين رائحته عن الشواء مع رائحة بقية الاسماك، أضافة الى ذلك ،فيها موآساة للفقراء والمحرومين!!!!!!.



#علي_المدهوش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يافرنكشتاين ما الذي فعلته بي ؟


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - علي المدهوش - الصبور مأكول مذموم !!!