عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)
الحوار المتمدن-العدد: 4608 - 2014 / 10 / 19 - 02:13
المحور:
الادب والفن
كلماتٌ .. للذاهبين ، والقادمين
لا تكُنْ خروفاً مُتقاعِداً .. فتسخرُ منكَ الذئابُ التي توظّفَتْ توّاً .
لا تقُلْ لهم أنّكَ شيطانٌ سابق .. فيتحوّلون فوراً إلى ملائكة .
لا تكشِفْ لهم عن عُمرَكَ ، وشَعْرَكَ الأبيض .. لأنّهُم يعتقدونَّ أنّ الموتى ، فقط ، هُم كِبارُ السِنّ .
لا تُخبِرهُمْ أنّكَ عِشتَ ، ورأيتَ ، و قرأتَ ، وكتبْتَ ، وجِعْتَ ، وحارَبْتَ ، وتّوجّعْتَ ..
لأنّهُم ، هُمْ ، صُنّاعُ التاريخِ ، بما في ذلك تاريخكَ أنت .
ليسَ مسموحاً لكَ انْ تُحِبّ شيئاً أو أحداً ، ولا أنْ تكتُبَ عن ذلك .. لأنّ " أفروديت " تنتظرهُم ، دائماً وأبداً ، لتغْسِلَ أقدامَهُم عند عودتهِم إلى البيت .
لقد قرأوا جميع الكتب ، وغَنّوا كلّ الأغاني ، وعزَفوا على جميع الآلآت ، ورسموا كلّ اللوحات ، وشاهدوا جميع الأفلام ، وجابوا كلّ المجرّاتْ .. قبلَ أنْ تولَدَ أنت .
إنّ كلّ المقاهي ، مقاهيهم . وكُلّ الشوارعِِ ، شوارعهم . وكلّ المدنِِ ، مدنهم . وكلّ الممالكِ ، ممالكهم . وكلّ النساء ، مُلكُ يمينهم . وكُلّ الأحلامِ ، أحلامهم . وكلّ الكوابيسِ ، كوابيسهم .. وعليكَ أنَ تحصلَ على ترخيصٍ منهم ، قبل الخروجِ من البيت .
عجيب ..
لماذا لا تزالُ حيّاً ؟ لماذا لم تَمُتْ سابقاً ؟ لماذا لا تموتُ الآن ؟ .
كيف تجرّأتَ على كلّ أقداركَ المُسبَقَة .. و عبرتَ كلّ الخنادقِ .. ولم تُصَفّقْ للسلاطينِ .. وبقيتَ حيّاً إلى الآن ؟
ياربّ .. هُم " بعضُ " أبنائنا ..
فلا تدَعْنا نقُلْ لهُم أُفّاً ، أو ننهَرهُمْ .
و ساعِدْنا .. لكي نَخْفِضَ لهُم جناحَ الذُلِّ من الرحمةِ ،
وأرحَمْهُم ..
لأنّهُم ربّونا صِغارا .
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
Imad_A.salim#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟